منتدى دعوة الحق  

العودة   منتدى دعوة الحق > الأقسام الرئيسية > الـفتاوى الـشرعية > قسم فتاوى العقيدة

تنبيهات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2011, 01:17 PM
تقى الدين تقى الدين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 54
افتراضي استفسارات حول معنى العبادة

السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ الفاضل ضياء الدين حياك الله وبياك ، وجعل الجنّة مثواك
كان لى بعض الأسئلة حول مسألة العبادة ، وأرجو جوابك مشكوراً.
1_ما هو تعريف العبادة المحضة ؟
2_ هل كل فعل يحبه الله ويرضاه يكون عبادة طبقاً لتعريف بن تيمية رحمه الله للعبادة أنها " كل فعل أو قول يحبه الله ويرضاه يتضمن غاية الذل والخضوع وغاية الحب"؟؟
3_وهل معنى ذلك أن إماطة الأذى عن الطريق عبادة لأنها فعل يحبه الله ويرضاه ؟ ، وأنه لو فعلها مشركٌ يُقال عنه أنه عابد لله؟ ، وهل معنى ذلك أن من ابتسم في وجه أخيه لغير وجه الله يكفر؟
4_يقول بعضهم : " أن العبادات مثل الصلاة والصيام ليست عبادة، بل هى شعائر تعبدية!! ، وأن الصلاة مثلا ليست عبادة فى ذاتها ! ، بل هى شعيرة ولا تكون عبادة لله إلا بالاعتقاد "...فما رأى فضيلتكم فى هذا القول؟ ونرجو أن تبينوا لنا وجه الخلل فيه ؟
5_ما معنى قول العلماء أن العبادة " غاية الذل وغاية الحب وغاية الخضوع"؟؟ ، فهل معنى ذلك أن من صلى لله من غير خشوعٍ أنه لا يقال عنه أنه عابد لله وأن صلاته ليست عبادة ؟ ، وهل غاية الخضوع وغاية الذل شرط لاطلاق وصف مادة العبادة على الأفعال؟
6_ما هى أركان العبادة التى ما إن وجدت فى أى فعلٍ أطلقنا الوصف عليه بأنه عبادة ؟ فمثلا التحاكم لماذا نقول أنه عبادة ؟ وكيف عرفنا هذا ؟

أرجو جوابكم على هذه الأسئلة المهمة ، ولو بإيجاز إن كان وقتكم ضيق
وجزاكم الله خيراً .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-11-2011, 09:31 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على سؤال العضو تقي الدين
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
سأجيبك بجواب مختصر مفيد لضيق الوقت فإن رغبت بأن أوضح لك أكثر فأخبرني .

1- ما هو تعريف العبادة المحضة ؟

الجواب : العبادة المحضة التي من فعلها لغير الله يشرك الشرك الأكبر ، هي : كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
بعض الأدلة على ذلك :
قوله تعالى : " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا .. ( النساء : 36)
وقوله تعالى : " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ .. " ( النحل : 36)
وقوله تعالى : " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " (التوبة :31)
وقوله تعالى : " وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ... " ( المائدة : 116-117)
وقوله تعالى :" فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ " (المؤمنون : 32)
وجه الدلالة في هذه الآيات : تبين هذه الآيات وبشكل واضح صريح أن من لا يخلص العبادة لله فقد اتخذ إلهاً معه أو دونه .
الأمر بإخلاص العبادة لله جاء بعده مباشرة الأمر بعدم الإشراك به . فيفهم من هذا أن الشرك مضاد لإخلاص العبادة وأن إخلاص العبادة ينافي الشرك ومضادة له ولا يمكن أن يجتمع إخلاص العبادة لله مع الشرك . أي لا يمكن أن يجتمع التوحيد مع الشرك الأكبر .

2- هل كل فعل يحبه الله ويرضاه يكون عبادة طبقاً لتعريف بن تيمية رحمه الله للعبادة أنها " كل فعل أو قول يحبه الله ويرضاه يتضمن غاية الذل والخضوع وغاية الحب "؟؟

الجواب : لا ليس كل فعل يحبه ويرضاه الله يدخل في معنى العبادة المحضة التي من يفعلها لغير الله يشرك . فهناك أفعال كثيرة يحبها الله ويرضى عنها ولا تعتبر شركاً إن فعلها الشخص لغير الله . على سبيل المثال : إعانة المسلم للمسلم عمل يحبه الله ويرضاه ويثيب عليه إن فعل لأجله . ولكن إن فعله المسلم لغير الله لمنفعة دنيوية أو مادية لا يُحكم عليه بأن أشرك مع الله واتخذ إلهاً معه .
وهناك ما يسمى بالشرك الأصغر وهو ما كان دون صرف العبادة المحضة لغير الله .
فالشرك الأصغر هو : كل قول أو عمل أو اعتقاد كان وسيلة إلى الشرك الأكبر .

3- وهل معنى ذلك أن إماطة الأذى عن الطريق عبادة لأنها فعل يحبه الله ويرضاه ؟ ، وأنه لو فعلها مشركٌ يُقال عنه أنه عابد لله؟ ، وهل معنى ذلك أن من ابتسم في وجه أخيه لغير وجه الله يكفر ؟

الجواب : لا ، إماطة الأذى عن الطريق ليست من العبادة المحضة التي إن صرفها الشخص لغير الله يشرك ويحكم عليه أنه عبد غير الله .
نعم ، إن الله سبحانه وتعالى يحب ويرضى عن فعل إماطة الأذى عن طريق المسلمين . فمن فعل هذا الفعل لأجل الله امتثالاً لأمره فسوف يثاب على ذلك ، ولا يعني ذلك أنه إن فعلها لأجل الدنيا يشرك مع الله ويعبد غيره .

- وهل معنى ذلك أن من ابتسم في وجه أخيه لغير وجه الله يكفر ؟

الجواب : لا ، ابتسامة المسلم بوجه أخيه ليست من العبادة المحضة . وإنما هي من الأفعال التي يحبها الله ويرضى عنها ، لهذا يثيب فاعلها إن فعلها لأجله . ولكن لا يعني هذا أن المسلم إن فعلها للدنيا أو لغير وجه الله يشرك بالله ويعبد غيره ، فهي ليست من الأفعال التي لا تفعل إلا لله . وبتعبير آخر ليست من الأفعال الخاصة بالله التي لا يجوز فعلها لغيره.

4- يقول بعضهم : " أن العبادات مثل الصلاة والصيام ليست عبادة ، بل هى شعائر تعبدية !! ، وأن الصلاة مثلا ليست عبادة فى ذاتها ! ، بل هى شعيرة ولا تكون عبادة لله إلا بالاعتقاد "...فما رأى فضيلتكم فى هذا القول ؟ ونرجو أن تبينوا لنا وجه الخلل فيه ؟

الجوال : الصلاة والصيام بالشكل التي أمر بها الله سبحانه وتعالى عبادة محضة لا تُفعل إلا لله . فمن فعلها لغير الله فقد عبد هذا الغير ووقع في الشرك الأكبر . والمقصود من فِعلها لغير الله أن يصليها ويصومها بنية العبادة لغير الله أو إطاعة لأمر غير الله بأن يفعلها له بشكلها التي عرفها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . مثال ذلك : أن يقول شخص لشخص : أريدك أن تصلي لي كما تصلي لله . أو أريدك أن تصوم لي كما تصوم لله ، فإن أطاعه فقد عبده وأشرك بالله الشرك الأكبر بغض النظر عن نيته .
أما إن صلى لله ولكن بنية الحصول على منفعة دنيوية فصلاته باطلة وعمله شرك أصغر ، ولكن لا يخرج من الملة بهذا العمل إلا إن استحله .

5- ما معنى قول العلماء أن العبادة " غاية الذل وغاية الحب وغاية الخضوع " ؟؟ ، فهل معنى ذلك أن من صلى لله من غير خشوعٍ أنه لا يقال عنه أنه عابد لله وأن صلاته ليست عبادة ؟ ، وهل غاية الخضوع وغاية الذل شرط لاطلاق وصف مادة العبادة على الأفعال ؟

الجواب : غاية الذل وغاية الحب وغاية الخضوع لا تكون إلا لله . وهي تعني مطلق الذل ومطلق الحب ومطلق الخضوع . وهذه الأفعال من حق الله وحده لهذا لا تصرف لغيره وإن صرفت لغيره فقد حصل الشرك الأكبر .

- فهل معنى ذلك أن من صلى لله من غير خشوعٍ أنه لا يقال عنه أنه عابد لله وأن صلاته ليست عبادة ؟

الجواب : لا ، ليس معنى ذلك أن من صلى لله من غير خشوعٍ أنه لايقال عنه أنه عابد لله وأن صلاته ليست عبادة . بل إن أخل بشرط الخشوع في صلاته لله فقد بطلت صلاته ، كحال المسيء في الصلاة التي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعادة صلاته لأنه لم يطمئن عند كل حركة من حركات الصلاة . فهو نوى الصلاة لله ولكنه لم يصليها بالشكل الذي أمر بها الله ، لهذا بطلت صلاته فكأنه لم يصلي . ولكن لا يقال عنه أن ليس عابداً لله أو أن صلاته هذه ليست عبادة . وإنما يقال عنه أنه أراد عبادة الله بالصلاة له ولكنه لم يحسن أداء هذه العبادة فبطلت عبادته التي كلفه الله بها فوجب عليه إعادتها .
والخشوع محله القلب وقد يظهر بعضه على الجوارح ، وله درجات منها ما يؤدي نقصها لأبطال الصلاة ومنها ما يؤدي نقصها لنقصان ثواب الصلاة أو للحرمان من ثوابها ولكن لا يبطلها .

- وهل غاية الخضوع وغاية الذل شرط لاطلاق وصف مادة العبادة على الأفعال ؟

الجواب : لا ليس شرطاً . وإنما ينظر لطبيعة الفعل ، فإن كان مما لا يصرف إلا لله ، فصرفه لغيره شرك واتخاذ ندا لله .

6- ما هى أركان العبادة التى ما إن وجدت فى أى فعلٍ أطلقنا الوصف عليه بأنه عبادة ؟

الجواب : العبادة كما عرفناها في الأعلى : هي كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده . ويكفي أن نقول فلان عبد فلان إن صرف له أي فعل أو قول لا يكون إلا لله.
فإن قال له : أنت تستحق أن يصلى لك كما يصلى لله أو أنت تستحق أن يصام لك كما يصام لله أو أنت تستحق أن تطاع كما يطاع الله أو أنت تستحق أن تحب كما يحب الله وهكذا .
أو يصلي له كما يصلي لله أو يصوم له كما يصوم لله أو يطيعه كما يطيع الله أو يحبه كما يحب الله . أو يعطيه حقاً لا يكون إلا لله كحق التشريع مع الله أو دونه .
فمن حلل الحرام وحرم الحلال فقد نازع الله في صفته الخاصة به وأبطلها ، فمن أطاعه في ذلك فقد أتخذه إلها مع الله أو دونه .

- فمثلا التحاكم لماذا نقول أنه عبادة ؟ وكيف عرفنا هذا ؟

الجواب : من تحاكم لمن يحكم بغير شرع الله فقد أعطاه الحق في الحكم من دون الله .
ولأن حق الحكم المطلق بين الناس خاص بالله . فمن أعطى حق الحكم بين الناس من دون الله لغير الله فقد سلب الله حقه الخاص به وأنقصه . وليس لأحد مهما كان أن ينازع أو يسلب الله صفة من صفاته الخاصة به أو ينقصها . ومن ادعى هذا الحق فقد ادعى الالوهية وأصبح طاغوتاً يجب الكفر به وتكفيره وتكفير من لا يكفره لتحقيق الشرط الأول لدخول الدين .
وكذلك من تحاكم لمن يحكم بغير شرع الله فقد أعطى هذا الغير الحق بأن يحكم من دون الله .
ومن ادعى أن له الحق بأن يحكم بين الناس من دون الله فقد نازع الله في صفته وادعى صفة من صفات الله التي لا تكون إلا لله ، لهذا سمي طاغوتاً.
والطاغوت إله باطل ادعى صفة خاصة لله ونازعه في هذه الصفة ، وأبطل خصوصية هذه الصفة له . فمن أراد التحاكم له أو تحاكم إليه فعلاً فقد آمن به بإعطائه هذه الصفة التي لا تكون إلا لله ، ولم يكفر به بإعطائه حق منازعة الله في صفته . ومن آمن بالطاغوت ولم يكفر به ، فقد كفر بالله العظيم .
فقد قال تعالى : " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " ( يوسف : 40 )
وقال عز من قائل : " وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا " (الكهف : 26)

كتبه : ضياء الدين القدسي

[/align]

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-30-2012, 02:41 PM
الفاروق عمر الفاروق عمر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 48
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا :اود الاستفسار عن شئ فى اجابة الشيخ ضياء وهى قوله "العبادة المحضة التي من فعلها لغير الله يشرك الشرك الأكبر ، هي : كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده "
فجملة كل فعل او قول لا يصرف الا لله وحده جملة مبهمة فضفاضة والمراد انما هو تحديد الضابط الذى به نسمى اقوالا وافعالا بعينها عبادات دون غيرها وقولة لا يصرف الا لله وحدها فيها ما فيها من الابهام فما هو ضابط ذلك وكيف يتم تحديده ارجو الاجابة بالتفصيل لان هذه النقطة بالذات قد تعلقت بها شبهات وتضليلات اوصلت فى النهاية الى اسلمة عباد القبور عند قائليها ولاشك ان هذا كله يعرفه الشيخ ضياء حفظه الله بتفصيلاته فارجو الجواب بتفصيل وسعة صدر
ثانيا :الا يمكن ان نقول ان اطلاق العلماء للفظ العبادة على ما قد يصرف لغير الله بلا وقوع فى الشرك الا يمكن ان يقال ان هذا فقط من باب ترتب الثواب على هذه الافعال والاقوال اذا صرفت لله فشابهت العبادة فى ترتب الثواب عليها وفى صرفها لله فامكن اطلاق لفظ العبادة عليها تجوزا لا حقيقة وعليه يحمل تعريف شيخ الاسلام ابن تيمية وما جرى مجراه من نحو قول العلماء ان النية تحول العادة الى عبادة وما الى ذلك

ثالثا :
اشعر بأن لفظة "لا يصرف الا لله وحده" تحتاج تقييد وهو "على جهة التعبد او التقرب" لان كل العبادات اذا لم تفعل على جهة التعبد ولم ينو او يقصد او يرد صاحبها بها التعبد فلا تعتبر فمثلا الذبح فقد يذبح الشخص ليأكل فاذا علمنا ان الذبح عبادة مستقلة فلو اقتصرنا على لفظة مما لا يصرف الا لله لكان الذابح مشركا لانه لم يذبح لله وانما ذبح لجلب مصلحة من سد جوع او بيع او نحو ذلك اما اذا قيدناها بلفظة على جهة التعبد او التقرب فان الاشكال يزول والله اعلم. ومن ذلك ايضا المثال الذى ضربتموه فى قولكم "
أما إن صلى لله ولكن بنية الحصول على منفعة دنيوية فصلاته باطلة وعمله شرك أصغر ، ولكن لا يخرج من الملة بهذا العمل إلا إن استحله" فاذا اخذنا بمفهوم العبادة هنا على اطلاقه دون تقييد لكان المصلى فى هذا المثال مشركا لانه صرف العبادة لغير الله وان كان بغير نية التعبد هذا والله تعالى اجل واعلم .

*
قد يحث التقييد بلفظة على وجه التعبد او التقرب اشكالا فيما يتعلق بمفهوم التحاكم كعبادة مجردة فارجو من الشيخ ضياء ان يسعفنا بجواب جامع مانع لمفهوم العبادة بالدليل والبرهان جامع لكل انواع العبادات ومانع من تسرب ما ليس من قبيل العبادات من الاقوال والافعال بل وسيحدث ذلك لا محالة معارضة لحديث الذباب كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده، بل فعله تخلصا من شرهم كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-06-2012, 05:30 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على مداخلة رقم 3
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

اولا: اود الاستفسار عن شئ فى اجابة الشيخ ضياء وهى قوله "العبادة المحضة التي من فعلها لغير الله يشرك الشرك الأكبر ،هي :كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده "
فجملة كل فعل او قول لا يصرف الا لله وحده جملة مبهمة فضفاضة والمراد انما هو تحديد الضابط الذى به نسمى اقوالا وافعالا بعينها عبادات دون غيرها وقولة لا يصرف الا لله وحدها فيها ما فيها من الابهام فما هو ضابط ذلك وكيف يتم تحديده ارجو الاجابة بالتفصيل


أقول ( ضياء الدين ) : الضابط هو ما جاء في التعريف وهو " لا يصرف إلا لله وحده "
وهذا ضابط مانع جامع وليس مبهماً أو فضفاضاً لمن عرف الأمور التي تخص الله وحده . أما من لا يعرف ما هي الأمور التي تخص الله وحده فسوف تختلط عليه الأمور . ومن لا يعرف ما هي الأمور التي تخص الله وحده لم يعرف الله سبحانه حق المعرفة . فعليه إذن قبل كل شيء أن يعرف ما هي الصفات والأفعال التي تخص الله وحده ولا يجوز صرفها لغيره .

قولك : لان هذه النقطة بالذات قد تعلقت بها شبهات وتضليلات اوصلت فى النهاية الى اسلمة عباد القبور عند قائليها ولا شك ان هذا كله يعرفه الشيخ ضياء حفظه الله بتفصيلاته فارجو الجواب بتفصيل وسعة صدر .

أقول ( ضياء الدين ) : ما هي الشبهات والتضليلات التي تنطبق على هذا التعريف والتي جعلت عباد القبور مسلمين ؟
عابد القبر أصبح مشركاً لأنه صرف فعلاً لا يكون إلا لله ، لغير الله .
ولا بد من التنبيه أن ليس كل ما وصف بأنه عابد للقبر هو حقيقة عابد للقبر . فلا بد من وصف فعله وعرضه على ثوابت الشرع غير المختلف فيها قبل الحكم عليه . فلا أحد من المسلمين يختلف معك أن عابد القبر مشرك ولكن الخلاف في : هل هو ممن ينطبق عليه صفة عابد القبر . هذه هي المسألة التي يجب أن تبحث . فعلى سبيل المثال هناك من الناس من يعتقد أن من يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشفع له ، مشرك عابد للقبر . مع أنه طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء له لاعتقاده أنه يسمعه في قبره وفق ما ورد من أحاديث . ولم يصرف له أية عبادة من العبادات المحضة .


قولك :ثانيا : الا يمكن ان نقول ان اطلاق العلماء للفظ العبادة على ما قد يصرف لغير الله بلا وقوع فى الشرك الا يمكن ان يقال ان هذا فقط من باب ترتب الثواب على هذه الافعال والاقوال اذا صرفت لله فشابهت العبادة فى ترتب الثواب عليها وفى صرفها لله فامكن اطلاق لفظ العبادة عليها تجوز الا حقيقة وعليه يحمل تعريف شيخ الاسلام ابن تيمية وما جرى مجراه من نحو قول العلماء ان النية تحول العادة الى عبادة وما الى ذلك

أقول ( ضياء الدين ) : العبادة المحضة إن صرفت لغير الله يقع الشرك الأكبر . ولا يوجد عبادة محضة تصرف لغير الله بدون الوقوع في الشرك الأكبر .
أما تعريف العبادة بالمعنى الواسع لابن تيمية فهو ليس لتعريف العبادة المحضة التي لا يجوز صرفها لغير الله ، بحيث من صرفها لغير الله يقع في الشرك الأكبر .
وهناك فرق بين العمل الذي يستحق فاعله الثواب إن فعله لأجل الله ولا يدخل فاعله في الشرك الأكبر إن فعله لغير الله ، وبين العمل الذي هو عبادة محضة لا يجوز صرفها لغير الله ومن صرفها لغيره يقع في الشرك الأكبر . فالنية لا تغير من العبادة المحضة شيئاً ولا تجعلها غير عبادة محضة بتغير النية . أما العادة التي تتحول إلى عبادة بتغير النية فهي ليست عبادة محضة بالأصل ، بل هي بالأصل عادة أثابنا الله عليها إن فعلناها لأجله ، كرماً منه ورحمة بنا . أما العبادة المحضة فهي عبادة محضة بغض النظر عن النية والقصد من فعلها ، فالنية لا تغير طبيعتها وذلك بأن لا تجعلها عبادة محضة كما هو الحال في العادات التي تتحول بالنية إلى عبادات . وهناك نية ليست لها علاقة بطبيعة العبادة المحضة وإنما تبين لمن فعلت هذه العبادة المحضة ، فإن فعلت لله وحده فقد أعطي لله حقه لأنه هو الإله الحق الذي يجب أن يعبد وحده ويجب أن تصرف إليه وحده ، وإن فُعِلت لغير الله فقد صرفت للآلهة الباطلة ووقع فاعلها في الشرك الأكبر لا محالة .
وكما أن كل عادة فعلت لأجل الله لفاعلها الثواب فكذلك كل عادة فعلت لغير الله بنية التعبد لهذا الغير يقع فاعلها في الشرك الأكبر ، وإن لم تفعل بنية التعبد لغير الله لا تعتبر شركاً أكبراً . وهذا لا ينطبق على العبادة المحضة .
وإليك بعض الأمثلة على العبادة المحضة التي لا تكون إلا لله وحده :
1- حق إفراد النسك أو الشعائر التعبدية : فكل فعل ، مهما كان ، يُفعل بنية النسك والتعبد فهو عبادة محضة لا يفعل إلا لله . ومن فعله بهذه النية لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر .
2- إفراد الله بالحكم والتشريع المطلق : حق الحكم المطلق والتشريع المطلق لا يكون إلا لله ، وهذا الحق هو عبادة محضة لا يعطى إلا لله ، ومن صرفه لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر مهما كان قصده ونيته .
3- إفراد الله بالولاية المطلقة : حق الولاية المطلقة لله وحده ، وهذا الحق عبادة محضة لا تصرف إلا لله ومن صرفها لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر .
4- حق الطاعة المطلقة لا تكون إلا لله وحده . وهي عبادة محضة من صرفها لغير الله فقد أشرك الشرك الأكبر . فلا يُطاع لذاته إلا الله سبحانه .
يتبع إن شاء الله
[/align]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-20-2012, 01:49 PM
أبو يحيى الكادح أبو يحيى الكادح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 21
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
استاذنا الشيخ
استشكل علينا من تعريفكم للعبادة أنه ما يصرف لله وحده ما هو آت، فأردنا أن تزيلوا عنا استشكالنا
1رقص الراقصين لمعبوداتهم على سبيل التعبد منهم لهم
2البحيرة والوصيلة والسائبة والحام، التي تعبد بها المشركون لآلهتهم، مع أن الله ما جعل من ذلك
3اي شكل من اشكال التقرب التي ليست في دين الإسلام وإنما هي عند اصحاب إله من دون الله يتقربون بها اليه
فإن كنتم تقصدون بتعريفكم للعبادة، العبادة لله
فقد استشكل علينا تعريفكم بأنه ماذا استفدنا إذا إن كنا نقول العبادة لله وحده هي ما تصرف لله وحده؟ استفدنا ان العبادة شيء يصرف، اليس فهمنا صحيحا؟

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-21-2012, 03:31 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على أسئلة العضو أبي يحيى الكادح
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : استشكل علينا من تعريفكم للعبادة أنه ما يصرف لله وحده ما هو آت ، فأردنا أن تزيلوا عنا استشكالنا

أقول ( ضياء الدين ) : لم يكن تعريفي للعبادة كما ذكرتَ أنت هنا وهو : ما يصرف لله وحده . وإنما كان تعريفي للعبادة : هي كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
وهناك فرق كبير بين التعريفين ، فتنبه هداك الله .

قولك : 1- رقص الراقصين لمعبوداتهم على سبيل التعبد منهم لهم
2- البحيرة والوصيلة والسائبة والحام ، التي تعبد بها المشركون لآلهتهم ، مع أن الله ما جعل من ذلك اي شكل من اشكال التقرب التي ليست في دين الإسلام وإنما هي عند اصحاب إله من دون الله يتقربون بها اليه
فإن كنتم تقصدون بتعريفكم للعبادة، العبادة لله فقد استشكل علينا تعريفكم بأنه ماذا استفدنا إذا إن كنا نقول العبادة لله وحده هي ما تصرف لله وحده؟ استفدنا ان العبادة شيء يصرف ، اليس فهمنا صحيحا ؟

أقول ( ضياء الدين ) : لقد قلتُ سابقا أن كل عمل أو قول أو اعتقاد مهما كان يُصرف لغير الله بنية العبادة لهذا الغير فهو شرك بالله وعبادة لغير الله .
فمن يرقص أو يصفق أو يغني لغير الله بنية العبادة لهذا الغير أي ، على سبيل التعبد منه لغير الله كما تقول ، ففعله هذا شرك وعبادة لغير الله . وهو يدخل في تعريفي للعبادة.
لأنه لا يصرف أي عمل أو قول مهما كان بنية العبادة إلا لله الواحد الأحد ، لأن هذه الخاصية والحق له وحده لا يشرك به أحدا .
وهكذا كان حال المشركين في مسألة البحيرة والوصيلة والسائبة والحام . فقد كانوا يفعلونها بنية التعبد لآلهتهم ، لهذا هي شرك وعبادة لغير الله . ولو كانوا يفعلونها كعادة وليس تقرباً وعبادة لأصنامهم لما أشركوا في ذلك .

قولك : مع أن الله ما جعل من ذلك اي شكل من اشكال التقرب التي ليست في دين الإسلام وإنما هي عند اصحاب إله من دون الله يتقربون بها اليه .

أقول ( ضياء الدين ) : هذا الإشكال الذي حصل عندك ناتج عن عدم فهمك لتعريفي للعبادة ، فأنت فهمت التعريف على أن العبادة هي : ما يصرف لله وحده . لهذا حصل عندك الإشكال وظننت أنني أعرِّف العبادة لله فقد .
تعريفي للعبادة جامع مانع وهو : كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
فلا يصرف لغير الله أي عمل أو قول مهما كان بنية العبادة ، لأن كل الأعمال مهما كانت لا تصرف بنية العبادة إلا لله الواحد الأحد . وعند الشخص المخير لا يوجد عمل بدون نية فعله وقصد فعله إطلاقاً . فمن قصد بأي عمل من أعماله مهما كان هذا العمل ، عبادة غير الله ، فقد وقع في الشرك الأكبر وعبد هذا الغير . هذا في الأعمال التي تحتاج لنية العبادة حتى تكون عبادة . أما الأعمال والأقوال التي هي عبادة محضة ولا يفهم من فعلها إلا العبادة لمن فعلت لأجله فلا ينظر لقصد فاعلها لأجل أن يحكم عليه بأنه عبد غير الله وأشرك به أم لا .
مثلا : فعل الرقص والتصفيق : هذه الأفعال ليست محض عبادة . فمن فعلها لأجل الترفيه أو لأجل الغير تشجيعاً أو لأجل المال أو احتفالا بزواج وما شابه ، فلا تعتبر عبادة لغير الله ، أما إن فعلها بنية العبادة لغير الله فهي شرك وعبادة لغير الله . وهكذا كل الأفعال والأقوال التي لا تعد عبادة محضة .
وهناك أفعال المتعارف عليها في مكان ما أنها لا تؤدى للمعبود مع الله في هذا المكان إلا لأجل العبادة والتقرب لهذا المعبود ، فمن فعلها - عن علم - لهذا المعبود بأي نية كانت فهي عبادة لهذا المعبود . ولا ينقذه كونه فعلها بغير نية العبادة . ويحكم عليه بالشرك بمجرد فعلها بهذا الشكل .

قولك : فإن كنتم تقصدون بتعريفكم للعبادة، العبادة لله فقد استشكل علينا تعريفكم بأنه ماذا استفدنا إذا إن كنا نقول العبادة لله وحده هي ما تصرف لله وحده ؟ استفدنا ان العبادة شيء يصرف ، اليس فهمنا صحيحا ؟

أقول ( ضياء الدين ) : مع الأسف فهمك ليس صحيحاً .
فأنا لم أقصد بتعريفي للعبادة ، العبادة لله فقط ، ولم أقل : العبادة لله وحده هي ما تصرف لله وحده . وإنما قلت العبادة : هي كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
وهناك فرق كبير بين التعريفين ، فتنبه هداك الله .

كتبه : ضياء الدين القدسي

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
معنى العبادة, التوحيد, التعبد, التقرب, الشرك, ضياء الدين القدسى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:19 PM


جميع المشاركات تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر إدارة المنتدى