حكم من يدافع عن نفسه و يشهد في محكمة الطاغوت؟

[عبد الله]

حكم من يدافع عن نفسه و يشهد في محكمة الطاغوت؟


السلام عليكم. لقد قرأت عن هذه المسألة، لكنني لا أفهم متى يجوز لنا بالضبط أن نذهب الى محكمة الطاغوت و ندافع عن نفسنا و نشهد. إذا كانوا يتهمون ابني انه قتل شخصا و وسرق ماله, فهل يجوز لي أن أقول في المحكمة: "ابني ما قتل هذا شخص و ما سرق ماله لأنه كان في بيتي في مدينة أخرى. نحن لا نريد و لا نطلب حكمكم." وهل يجوز لإبني أن يقول في المحكمة: "انا ما قتلت هذا شخص و ما سرقت ماله. نحن لا نريد و لا نطلب حكمكم."

[ضياء الدين القدسي]

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الجواب : الكفر والشرك هو التحاكم للطاغوت وقبول التحاكم للطاغوت ،فإن بينت بالشكل الصريح للحاكم بأنك لا تقبل التحاكم له وأنك لم تأت للتحاكم له وأن كلامك معه ليس معناه قبولك للتحاكم إليه وإنما هو مجردة الدفاع عن النفس ورد التهمة ، فلا تُعتبر قد تحاكمت للطاغوت وإنما يكون فعلك دفاعاً عن النفس أمام الطاغوت ، والدفاع عن النفس بحد ذاته لا يعد تحاكماً إن لم يكن بعد قبول التحاكم أو الدخول في التحاكم ، فأنت وقد صرحت له بأنك ترفض التحاكم إليه ، فدفاعك عن نفسك ليس قبولك للتحاكم ، وتؤكد ذلك في كل مرة تجيبه على أسئلته واتهاماته حتى تنتفي شبهة أنك قبلت التحاكم له بإجابتك على أسئلته .فإن فعلت ذلك فلا يوصف فعلك هذا بأنه تحاكم له .بل هو مجرد دفاع عن النفس أمام الطاغوت.
أما الشهادة أمام الحاكم الطاغوتي فهي بحد ذاتها ليست تحاكماً ولا إعانة على التحاكم ولا كفرا ولا شركاً ما لم يحفها مكفر أو شرك . وعادة في كثير من البلدان في المحاكم الطاغوتة يحف هذه الشهادة كفر أو شرك فلا بد من الحذر والتأكد قبل الذهاب للشهادة ، والحيطة عدم الذهاب خوفاً من الوقوع في الكفر والشرك ، وان إضطر المسلم للشهادة في محكمة الطاغوت يجب أن يصرح بأنه يرفض هذه المحكمة والتحاكم لها وأنه جاء فقط ليقول الحق بما سمعه وشاهده .
كتبه : ضياء الدين القدسي