منتدى دعوة الحق  

العودة   منتدى دعوة الحق > الأقسام الرئيسية > الـفتاوى الـشرعية > قسم فتاوى العقيدة

تنبيهات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2011, 01:17 PM
تقى الدين تقى الدين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 54
افتراضي استفسارات حول معنى العبادة

السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ الفاضل ضياء الدين حياك الله وبياك ، وجعل الجنّة مثواك
كان لى بعض الأسئلة حول مسألة العبادة ، وأرجو جوابك مشكوراً.
1_ما هو تعريف العبادة المحضة ؟
2_ هل كل فعل يحبه الله ويرضاه يكون عبادة طبقاً لتعريف بن تيمية رحمه الله للعبادة أنها " كل فعل أو قول يحبه الله ويرضاه يتضمن غاية الذل والخضوع وغاية الحب"؟؟
3_وهل معنى ذلك أن إماطة الأذى عن الطريق عبادة لأنها فعل يحبه الله ويرضاه ؟ ، وأنه لو فعلها مشركٌ يُقال عنه أنه عابد لله؟ ، وهل معنى ذلك أن من ابتسم في وجه أخيه لغير وجه الله يكفر؟
4_يقول بعضهم : " أن العبادات مثل الصلاة والصيام ليست عبادة، بل هى شعائر تعبدية!! ، وأن الصلاة مثلا ليست عبادة فى ذاتها ! ، بل هى شعيرة ولا تكون عبادة لله إلا بالاعتقاد "...فما رأى فضيلتكم فى هذا القول؟ ونرجو أن تبينوا لنا وجه الخلل فيه ؟
5_ما معنى قول العلماء أن العبادة " غاية الذل وغاية الحب وغاية الخضوع"؟؟ ، فهل معنى ذلك أن من صلى لله من غير خشوعٍ أنه لا يقال عنه أنه عابد لله وأن صلاته ليست عبادة ؟ ، وهل غاية الخضوع وغاية الذل شرط لاطلاق وصف مادة العبادة على الأفعال؟
6_ما هى أركان العبادة التى ما إن وجدت فى أى فعلٍ أطلقنا الوصف عليه بأنه عبادة ؟ فمثلا التحاكم لماذا نقول أنه عبادة ؟ وكيف عرفنا هذا ؟

أرجو جوابكم على هذه الأسئلة المهمة ، ولو بإيجاز إن كان وقتكم ضيق
وجزاكم الله خيراً .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-11-2011, 09:31 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على سؤال العضو تقي الدين
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
سأجيبك بجواب مختصر مفيد لضيق الوقت فإن رغبت بأن أوضح لك أكثر فأخبرني .

1- ما هو تعريف العبادة المحضة ؟

الجواب : العبادة المحضة التي من فعلها لغير الله يشرك الشرك الأكبر ، هي : كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
بعض الأدلة على ذلك :
قوله تعالى : " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا .. ( النساء : 36)
وقوله تعالى : " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ .. " ( النحل : 36)
وقوله تعالى : " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " (التوبة :31)
وقوله تعالى : " وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ... " ( المائدة : 116-117)
وقوله تعالى :" فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ " (المؤمنون : 32)
وجه الدلالة في هذه الآيات : تبين هذه الآيات وبشكل واضح صريح أن من لا يخلص العبادة لله فقد اتخذ إلهاً معه أو دونه .
الأمر بإخلاص العبادة لله جاء بعده مباشرة الأمر بعدم الإشراك به . فيفهم من هذا أن الشرك مضاد لإخلاص العبادة وأن إخلاص العبادة ينافي الشرك ومضادة له ولا يمكن أن يجتمع إخلاص العبادة لله مع الشرك . أي لا يمكن أن يجتمع التوحيد مع الشرك الأكبر .

2- هل كل فعل يحبه الله ويرضاه يكون عبادة طبقاً لتعريف بن تيمية رحمه الله للعبادة أنها " كل فعل أو قول يحبه الله ويرضاه يتضمن غاية الذل والخضوع وغاية الحب "؟؟

الجواب : لا ليس كل فعل يحبه ويرضاه الله يدخل في معنى العبادة المحضة التي من يفعلها لغير الله يشرك . فهناك أفعال كثيرة يحبها الله ويرضى عنها ولا تعتبر شركاً إن فعلها الشخص لغير الله . على سبيل المثال : إعانة المسلم للمسلم عمل يحبه الله ويرضاه ويثيب عليه إن فعل لأجله . ولكن إن فعله المسلم لغير الله لمنفعة دنيوية أو مادية لا يُحكم عليه بأن أشرك مع الله واتخذ إلهاً معه .
وهناك ما يسمى بالشرك الأصغر وهو ما كان دون صرف العبادة المحضة لغير الله .
فالشرك الأصغر هو : كل قول أو عمل أو اعتقاد كان وسيلة إلى الشرك الأكبر .

3- وهل معنى ذلك أن إماطة الأذى عن الطريق عبادة لأنها فعل يحبه الله ويرضاه ؟ ، وأنه لو فعلها مشركٌ يُقال عنه أنه عابد لله؟ ، وهل معنى ذلك أن من ابتسم في وجه أخيه لغير وجه الله يكفر ؟

الجواب : لا ، إماطة الأذى عن الطريق ليست من العبادة المحضة التي إن صرفها الشخص لغير الله يشرك ويحكم عليه أنه عبد غير الله .
نعم ، إن الله سبحانه وتعالى يحب ويرضى عن فعل إماطة الأذى عن طريق المسلمين . فمن فعل هذا الفعل لأجل الله امتثالاً لأمره فسوف يثاب على ذلك ، ولا يعني ذلك أنه إن فعلها لأجل الدنيا يشرك مع الله ويعبد غيره .

- وهل معنى ذلك أن من ابتسم في وجه أخيه لغير وجه الله يكفر ؟

الجواب : لا ، ابتسامة المسلم بوجه أخيه ليست من العبادة المحضة . وإنما هي من الأفعال التي يحبها الله ويرضى عنها ، لهذا يثيب فاعلها إن فعلها لأجله . ولكن لا يعني هذا أن المسلم إن فعلها للدنيا أو لغير وجه الله يشرك بالله ويعبد غيره ، فهي ليست من الأفعال التي لا تفعل إلا لله . وبتعبير آخر ليست من الأفعال الخاصة بالله التي لا يجوز فعلها لغيره.

4- يقول بعضهم : " أن العبادات مثل الصلاة والصيام ليست عبادة ، بل هى شعائر تعبدية !! ، وأن الصلاة مثلا ليست عبادة فى ذاتها ! ، بل هى شعيرة ولا تكون عبادة لله إلا بالاعتقاد "...فما رأى فضيلتكم فى هذا القول ؟ ونرجو أن تبينوا لنا وجه الخلل فيه ؟

الجوال : الصلاة والصيام بالشكل التي أمر بها الله سبحانه وتعالى عبادة محضة لا تُفعل إلا لله . فمن فعلها لغير الله فقد عبد هذا الغير ووقع في الشرك الأكبر . والمقصود من فِعلها لغير الله أن يصليها ويصومها بنية العبادة لغير الله أو إطاعة لأمر غير الله بأن يفعلها له بشكلها التي عرفها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . مثال ذلك : أن يقول شخص لشخص : أريدك أن تصلي لي كما تصلي لله . أو أريدك أن تصوم لي كما تصوم لله ، فإن أطاعه فقد عبده وأشرك بالله الشرك الأكبر بغض النظر عن نيته .
أما إن صلى لله ولكن بنية الحصول على منفعة دنيوية فصلاته باطلة وعمله شرك أصغر ، ولكن لا يخرج من الملة بهذا العمل إلا إن استحله .

5- ما معنى قول العلماء أن العبادة " غاية الذل وغاية الحب وغاية الخضوع " ؟؟ ، فهل معنى ذلك أن من صلى لله من غير خشوعٍ أنه لا يقال عنه أنه عابد لله وأن صلاته ليست عبادة ؟ ، وهل غاية الخضوع وغاية الذل شرط لاطلاق وصف مادة العبادة على الأفعال ؟

الجواب : غاية الذل وغاية الحب وغاية الخضوع لا تكون إلا لله . وهي تعني مطلق الذل ومطلق الحب ومطلق الخضوع . وهذه الأفعال من حق الله وحده لهذا لا تصرف لغيره وإن صرفت لغيره فقد حصل الشرك الأكبر .

- فهل معنى ذلك أن من صلى لله من غير خشوعٍ أنه لا يقال عنه أنه عابد لله وأن صلاته ليست عبادة ؟

الجواب : لا ، ليس معنى ذلك أن من صلى لله من غير خشوعٍ أنه لايقال عنه أنه عابد لله وأن صلاته ليست عبادة . بل إن أخل بشرط الخشوع في صلاته لله فقد بطلت صلاته ، كحال المسيء في الصلاة التي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعادة صلاته لأنه لم يطمئن عند كل حركة من حركات الصلاة . فهو نوى الصلاة لله ولكنه لم يصليها بالشكل الذي أمر بها الله ، لهذا بطلت صلاته فكأنه لم يصلي . ولكن لا يقال عنه أن ليس عابداً لله أو أن صلاته هذه ليست عبادة . وإنما يقال عنه أنه أراد عبادة الله بالصلاة له ولكنه لم يحسن أداء هذه العبادة فبطلت عبادته التي كلفه الله بها فوجب عليه إعادتها .
والخشوع محله القلب وقد يظهر بعضه على الجوارح ، وله درجات منها ما يؤدي نقصها لأبطال الصلاة ومنها ما يؤدي نقصها لنقصان ثواب الصلاة أو للحرمان من ثوابها ولكن لا يبطلها .

- وهل غاية الخضوع وغاية الذل شرط لاطلاق وصف مادة العبادة على الأفعال ؟

الجواب : لا ليس شرطاً . وإنما ينظر لطبيعة الفعل ، فإن كان مما لا يصرف إلا لله ، فصرفه لغيره شرك واتخاذ ندا لله .

6- ما هى أركان العبادة التى ما إن وجدت فى أى فعلٍ أطلقنا الوصف عليه بأنه عبادة ؟

الجواب : العبادة كما عرفناها في الأعلى : هي كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده . ويكفي أن نقول فلان عبد فلان إن صرف له أي فعل أو قول لا يكون إلا لله.
فإن قال له : أنت تستحق أن يصلى لك كما يصلى لله أو أنت تستحق أن يصام لك كما يصام لله أو أنت تستحق أن تطاع كما يطاع الله أو أنت تستحق أن تحب كما يحب الله وهكذا .
أو يصلي له كما يصلي لله أو يصوم له كما يصوم لله أو يطيعه كما يطيع الله أو يحبه كما يحب الله . أو يعطيه حقاً لا يكون إلا لله كحق التشريع مع الله أو دونه .
فمن حلل الحرام وحرم الحلال فقد نازع الله في صفته الخاصة به وأبطلها ، فمن أطاعه في ذلك فقد أتخذه إلها مع الله أو دونه .

- فمثلا التحاكم لماذا نقول أنه عبادة ؟ وكيف عرفنا هذا ؟

الجواب : من تحاكم لمن يحكم بغير شرع الله فقد أعطاه الحق في الحكم من دون الله .
ولأن حق الحكم المطلق بين الناس خاص بالله . فمن أعطى حق الحكم بين الناس من دون الله لغير الله فقد سلب الله حقه الخاص به وأنقصه . وليس لأحد مهما كان أن ينازع أو يسلب الله صفة من صفاته الخاصة به أو ينقصها . ومن ادعى هذا الحق فقد ادعى الالوهية وأصبح طاغوتاً يجب الكفر به وتكفيره وتكفير من لا يكفره لتحقيق الشرط الأول لدخول الدين .
وكذلك من تحاكم لمن يحكم بغير شرع الله فقد أعطى هذا الغير الحق بأن يحكم من دون الله .
ومن ادعى أن له الحق بأن يحكم بين الناس من دون الله فقد نازع الله في صفته وادعى صفة من صفات الله التي لا تكون إلا لله ، لهذا سمي طاغوتاً.
والطاغوت إله باطل ادعى صفة خاصة لله ونازعه في هذه الصفة ، وأبطل خصوصية هذه الصفة له . فمن أراد التحاكم له أو تحاكم إليه فعلاً فقد آمن به بإعطائه هذه الصفة التي لا تكون إلا لله ، ولم يكفر به بإعطائه حق منازعة الله في صفته . ومن آمن بالطاغوت ولم يكفر به ، فقد كفر بالله العظيم .
فقد قال تعالى : " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " ( يوسف : 40 )
وقال عز من قائل : " وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا " (الكهف : 26)

كتبه : ضياء الدين القدسي

[/align]

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-30-2012, 02:41 PM
الفاروق عمر الفاروق عمر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 48
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا :اود الاستفسار عن شئ فى اجابة الشيخ ضياء وهى قوله "العبادة المحضة التي من فعلها لغير الله يشرك الشرك الأكبر ، هي : كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده "
فجملة كل فعل او قول لا يصرف الا لله وحده جملة مبهمة فضفاضة والمراد انما هو تحديد الضابط الذى به نسمى اقوالا وافعالا بعينها عبادات دون غيرها وقولة لا يصرف الا لله وحدها فيها ما فيها من الابهام فما هو ضابط ذلك وكيف يتم تحديده ارجو الاجابة بالتفصيل لان هذه النقطة بالذات قد تعلقت بها شبهات وتضليلات اوصلت فى النهاية الى اسلمة عباد القبور عند قائليها ولاشك ان هذا كله يعرفه الشيخ ضياء حفظه الله بتفصيلاته فارجو الجواب بتفصيل وسعة صدر
ثانيا :الا يمكن ان نقول ان اطلاق العلماء للفظ العبادة على ما قد يصرف لغير الله بلا وقوع فى الشرك الا يمكن ان يقال ان هذا فقط من باب ترتب الثواب على هذه الافعال والاقوال اذا صرفت لله فشابهت العبادة فى ترتب الثواب عليها وفى صرفها لله فامكن اطلاق لفظ العبادة عليها تجوزا لا حقيقة وعليه يحمل تعريف شيخ الاسلام ابن تيمية وما جرى مجراه من نحو قول العلماء ان النية تحول العادة الى عبادة وما الى ذلك

ثالثا :
اشعر بأن لفظة "لا يصرف الا لله وحده" تحتاج تقييد وهو "على جهة التعبد او التقرب" لان كل العبادات اذا لم تفعل على جهة التعبد ولم ينو او يقصد او يرد صاحبها بها التعبد فلا تعتبر فمثلا الذبح فقد يذبح الشخص ليأكل فاذا علمنا ان الذبح عبادة مستقلة فلو اقتصرنا على لفظة مما لا يصرف الا لله لكان الذابح مشركا لانه لم يذبح لله وانما ذبح لجلب مصلحة من سد جوع او بيع او نحو ذلك اما اذا قيدناها بلفظة على جهة التعبد او التقرب فان الاشكال يزول والله اعلم. ومن ذلك ايضا المثال الذى ضربتموه فى قولكم "
أما إن صلى لله ولكن بنية الحصول على منفعة دنيوية فصلاته باطلة وعمله شرك أصغر ، ولكن لا يخرج من الملة بهذا العمل إلا إن استحله" فاذا اخذنا بمفهوم العبادة هنا على اطلاقه دون تقييد لكان المصلى فى هذا المثال مشركا لانه صرف العبادة لغير الله وان كان بغير نية التعبد هذا والله تعالى اجل واعلم .

*
قد يحث التقييد بلفظة على وجه التعبد او التقرب اشكالا فيما يتعلق بمفهوم التحاكم كعبادة مجردة فارجو من الشيخ ضياء ان يسعفنا بجواب جامع مانع لمفهوم العبادة بالدليل والبرهان جامع لكل انواع العبادات ومانع من تسرب ما ليس من قبيل العبادات من الاقوال والافعال بل وسيحدث ذلك لا محالة معارضة لحديث الذباب كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده، بل فعله تخلصا من شرهم كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-06-2012, 05:30 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على مداخلة رقم 3
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

اولا: اود الاستفسار عن شئ فى اجابة الشيخ ضياء وهى قوله "العبادة المحضة التي من فعلها لغير الله يشرك الشرك الأكبر ،هي :كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده "
فجملة كل فعل او قول لا يصرف الا لله وحده جملة مبهمة فضفاضة والمراد انما هو تحديد الضابط الذى به نسمى اقوالا وافعالا بعينها عبادات دون غيرها وقولة لا يصرف الا لله وحدها فيها ما فيها من الابهام فما هو ضابط ذلك وكيف يتم تحديده ارجو الاجابة بالتفصيل


أقول ( ضياء الدين ) : الضابط هو ما جاء في التعريف وهو " لا يصرف إلا لله وحده "
وهذا ضابط مانع جامع وليس مبهماً أو فضفاضاً لمن عرف الأمور التي تخص الله وحده . أما من لا يعرف ما هي الأمور التي تخص الله وحده فسوف تختلط عليه الأمور . ومن لا يعرف ما هي الأمور التي تخص الله وحده لم يعرف الله سبحانه حق المعرفة . فعليه إذن قبل كل شيء أن يعرف ما هي الصفات والأفعال التي تخص الله وحده ولا يجوز صرفها لغيره .

قولك : لان هذه النقطة بالذات قد تعلقت بها شبهات وتضليلات اوصلت فى النهاية الى اسلمة عباد القبور عند قائليها ولا شك ان هذا كله يعرفه الشيخ ضياء حفظه الله بتفصيلاته فارجو الجواب بتفصيل وسعة صدر .

أقول ( ضياء الدين ) : ما هي الشبهات والتضليلات التي تنطبق على هذا التعريف والتي جعلت عباد القبور مسلمين ؟
عابد القبر أصبح مشركاً لأنه صرف فعلاً لا يكون إلا لله ، لغير الله .
ولا بد من التنبيه أن ليس كل ما وصف بأنه عابد للقبر هو حقيقة عابد للقبر . فلا بد من وصف فعله وعرضه على ثوابت الشرع غير المختلف فيها قبل الحكم عليه . فلا أحد من المسلمين يختلف معك أن عابد القبر مشرك ولكن الخلاف في : هل هو ممن ينطبق عليه صفة عابد القبر . هذه هي المسألة التي يجب أن تبحث . فعلى سبيل المثال هناك من الناس من يعتقد أن من يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشفع له ، مشرك عابد للقبر . مع أنه طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء له لاعتقاده أنه يسمعه في قبره وفق ما ورد من أحاديث . ولم يصرف له أية عبادة من العبادات المحضة .


قولك :ثانيا : الا يمكن ان نقول ان اطلاق العلماء للفظ العبادة على ما قد يصرف لغير الله بلا وقوع فى الشرك الا يمكن ان يقال ان هذا فقط من باب ترتب الثواب على هذه الافعال والاقوال اذا صرفت لله فشابهت العبادة فى ترتب الثواب عليها وفى صرفها لله فامكن اطلاق لفظ العبادة عليها تجوز الا حقيقة وعليه يحمل تعريف شيخ الاسلام ابن تيمية وما جرى مجراه من نحو قول العلماء ان النية تحول العادة الى عبادة وما الى ذلك

أقول ( ضياء الدين ) : العبادة المحضة إن صرفت لغير الله يقع الشرك الأكبر . ولا يوجد عبادة محضة تصرف لغير الله بدون الوقوع في الشرك الأكبر .
أما تعريف العبادة بالمعنى الواسع لابن تيمية فهو ليس لتعريف العبادة المحضة التي لا يجوز صرفها لغير الله ، بحيث من صرفها لغير الله يقع في الشرك الأكبر .
وهناك فرق بين العمل الذي يستحق فاعله الثواب إن فعله لأجل الله ولا يدخل فاعله في الشرك الأكبر إن فعله لغير الله ، وبين العمل الذي هو عبادة محضة لا يجوز صرفها لغير الله ومن صرفها لغيره يقع في الشرك الأكبر . فالنية لا تغير من العبادة المحضة شيئاً ولا تجعلها غير عبادة محضة بتغير النية . أما العادة التي تتحول إلى عبادة بتغير النية فهي ليست عبادة محضة بالأصل ، بل هي بالأصل عادة أثابنا الله عليها إن فعلناها لأجله ، كرماً منه ورحمة بنا . أما العبادة المحضة فهي عبادة محضة بغض النظر عن النية والقصد من فعلها ، فالنية لا تغير طبيعتها وذلك بأن لا تجعلها عبادة محضة كما هو الحال في العادات التي تتحول بالنية إلى عبادات . وهناك نية ليست لها علاقة بطبيعة العبادة المحضة وإنما تبين لمن فعلت هذه العبادة المحضة ، فإن فعلت لله وحده فقد أعطي لله حقه لأنه هو الإله الحق الذي يجب أن يعبد وحده ويجب أن تصرف إليه وحده ، وإن فُعِلت لغير الله فقد صرفت للآلهة الباطلة ووقع فاعلها في الشرك الأكبر لا محالة .
وكما أن كل عادة فعلت لأجل الله لفاعلها الثواب فكذلك كل عادة فعلت لغير الله بنية التعبد لهذا الغير يقع فاعلها في الشرك الأكبر ، وإن لم تفعل بنية التعبد لغير الله لا تعتبر شركاً أكبراً . وهذا لا ينطبق على العبادة المحضة .
وإليك بعض الأمثلة على العبادة المحضة التي لا تكون إلا لله وحده :
1- حق إفراد النسك أو الشعائر التعبدية : فكل فعل ، مهما كان ، يُفعل بنية النسك والتعبد فهو عبادة محضة لا يفعل إلا لله . ومن فعله بهذه النية لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر .
2- إفراد الله بالحكم والتشريع المطلق : حق الحكم المطلق والتشريع المطلق لا يكون إلا لله ، وهذا الحق هو عبادة محضة لا يعطى إلا لله ، ومن صرفه لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر مهما كان قصده ونيته .
3- إفراد الله بالولاية المطلقة : حق الولاية المطلقة لله وحده ، وهذا الحق عبادة محضة لا تصرف إلا لله ومن صرفها لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر .
4- حق الطاعة المطلقة لا تكون إلا لله وحده . وهي عبادة محضة من صرفها لغير الله فقد أشرك الشرك الأكبر . فلا يُطاع لذاته إلا الله سبحانه .
يتبع إن شاء الله
[/align]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-20-2012, 01:49 PM
أبو يحيى الكادح أبو يحيى الكادح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 21
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
استاذنا الشيخ
استشكل علينا من تعريفكم للعبادة أنه ما يصرف لله وحده ما هو آت، فأردنا أن تزيلوا عنا استشكالنا
1رقص الراقصين لمعبوداتهم على سبيل التعبد منهم لهم
2البحيرة والوصيلة والسائبة والحام، التي تعبد بها المشركون لآلهتهم، مع أن الله ما جعل من ذلك
3اي شكل من اشكال التقرب التي ليست في دين الإسلام وإنما هي عند اصحاب إله من دون الله يتقربون بها اليه
فإن كنتم تقصدون بتعريفكم للعبادة، العبادة لله
فقد استشكل علينا تعريفكم بأنه ماذا استفدنا إذا إن كنا نقول العبادة لله وحده هي ما تصرف لله وحده؟ استفدنا ان العبادة شيء يصرف، اليس فهمنا صحيحا؟

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-21-2012, 03:31 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على أسئلة العضو أبي يحيى الكادح
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : استشكل علينا من تعريفكم للعبادة أنه ما يصرف لله وحده ما هو آت ، فأردنا أن تزيلوا عنا استشكالنا

أقول ( ضياء الدين ) : لم يكن تعريفي للعبادة كما ذكرتَ أنت هنا وهو : ما يصرف لله وحده . وإنما كان تعريفي للعبادة : هي كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
وهناك فرق كبير بين التعريفين ، فتنبه هداك الله .

قولك : 1- رقص الراقصين لمعبوداتهم على سبيل التعبد منهم لهم
2- البحيرة والوصيلة والسائبة والحام ، التي تعبد بها المشركون لآلهتهم ، مع أن الله ما جعل من ذلك اي شكل من اشكال التقرب التي ليست في دين الإسلام وإنما هي عند اصحاب إله من دون الله يتقربون بها اليه
فإن كنتم تقصدون بتعريفكم للعبادة، العبادة لله فقد استشكل علينا تعريفكم بأنه ماذا استفدنا إذا إن كنا نقول العبادة لله وحده هي ما تصرف لله وحده؟ استفدنا ان العبادة شيء يصرف ، اليس فهمنا صحيحا ؟

أقول ( ضياء الدين ) : لقد قلتُ سابقا أن كل عمل أو قول أو اعتقاد مهما كان يُصرف لغير الله بنية العبادة لهذا الغير فهو شرك بالله وعبادة لغير الله .
فمن يرقص أو يصفق أو يغني لغير الله بنية العبادة لهذا الغير أي ، على سبيل التعبد منه لغير الله كما تقول ، ففعله هذا شرك وعبادة لغير الله . وهو يدخل في تعريفي للعبادة.
لأنه لا يصرف أي عمل أو قول مهما كان بنية العبادة إلا لله الواحد الأحد ، لأن هذه الخاصية والحق له وحده لا يشرك به أحدا .
وهكذا كان حال المشركين في مسألة البحيرة والوصيلة والسائبة والحام . فقد كانوا يفعلونها بنية التعبد لآلهتهم ، لهذا هي شرك وعبادة لغير الله . ولو كانوا يفعلونها كعادة وليس تقرباً وعبادة لأصنامهم لما أشركوا في ذلك .

قولك : مع أن الله ما جعل من ذلك اي شكل من اشكال التقرب التي ليست في دين الإسلام وإنما هي عند اصحاب إله من دون الله يتقربون بها اليه .

أقول ( ضياء الدين ) : هذا الإشكال الذي حصل عندك ناتج عن عدم فهمك لتعريفي للعبادة ، فأنت فهمت التعريف على أن العبادة هي : ما يصرف لله وحده . لهذا حصل عندك الإشكال وظننت أنني أعرِّف العبادة لله فقد .
تعريفي للعبادة جامع مانع وهو : كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
فلا يصرف لغير الله أي عمل أو قول مهما كان بنية العبادة ، لأن كل الأعمال مهما كانت لا تصرف بنية العبادة إلا لله الواحد الأحد . وعند الشخص المخير لا يوجد عمل بدون نية فعله وقصد فعله إطلاقاً . فمن قصد بأي عمل من أعماله مهما كان هذا العمل ، عبادة غير الله ، فقد وقع في الشرك الأكبر وعبد هذا الغير . هذا في الأعمال التي تحتاج لنية العبادة حتى تكون عبادة . أما الأعمال والأقوال التي هي عبادة محضة ولا يفهم من فعلها إلا العبادة لمن فعلت لأجله فلا ينظر لقصد فاعلها لأجل أن يحكم عليه بأنه عبد غير الله وأشرك به أم لا .
مثلا : فعل الرقص والتصفيق : هذه الأفعال ليست محض عبادة . فمن فعلها لأجل الترفيه أو لأجل الغير تشجيعاً أو لأجل المال أو احتفالا بزواج وما شابه ، فلا تعتبر عبادة لغير الله ، أما إن فعلها بنية العبادة لغير الله فهي شرك وعبادة لغير الله . وهكذا كل الأفعال والأقوال التي لا تعد عبادة محضة .
وهناك أفعال المتعارف عليها في مكان ما أنها لا تؤدى للمعبود مع الله في هذا المكان إلا لأجل العبادة والتقرب لهذا المعبود ، فمن فعلها - عن علم - لهذا المعبود بأي نية كانت فهي عبادة لهذا المعبود . ولا ينقذه كونه فعلها بغير نية العبادة . ويحكم عليه بالشرك بمجرد فعلها بهذا الشكل .

قولك : فإن كنتم تقصدون بتعريفكم للعبادة، العبادة لله فقد استشكل علينا تعريفكم بأنه ماذا استفدنا إذا إن كنا نقول العبادة لله وحده هي ما تصرف لله وحده ؟ استفدنا ان العبادة شيء يصرف ، اليس فهمنا صحيحا ؟

أقول ( ضياء الدين ) : مع الأسف فهمك ليس صحيحاً .
فأنا لم أقصد بتعريفي للعبادة ، العبادة لله فقط ، ولم أقل : العبادة لله وحده هي ما تصرف لله وحده . وإنما قلت العبادة : هي كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
وهناك فرق كبير بين التعريفين ، فتنبه هداك الله .

كتبه : ضياء الدين القدسي

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-21-2012, 08:16 PM
أبو يحيى الكادح أبو يحيى الكادح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 21
افتراضي

استاذنا الشيخ، عذرا على سوء فهمنا
قد فهمنا الآن أن تعريفكم للعبادة معناه، هو ما لا يجوز صرفه لغير الله، وإلا لكان عبادة لإله آخر
إن كان فهمنا صحيحا، فأليس هذا حكم العبادة وليس ماهيتها؟
وقد استشكل علينا عبدٌ مملوك قال لسيده انت ربي، ويقصد كقول يوسف عليه السلام اذكرني عند ربك، وعصى رسول الله بعد ان نهاه الا يقول ذلك وان ذلك لا يقال الا لله
وإن كان فهمنا خاطئا، فأرجوا أن تتكرموا علينا ولا تبخلوا عنا بوقتكم، وتبينوا لنا ما الفارق بين تعريفكم وبين ما فهمناه، وجزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-21-2012, 11:49 PM
باحث باحث غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 7
افتراضي

سألت عن مفهوم العبادة فكان ما يأتى ردا
"سؤال الأخ باحث : ارجو توضيح معنى العبادة عندكم بكل دقة وتفصيل مع التدليل على كل ما تذكروه والتنزيل على ارض الواقع فى كل ما تذهبون اليه من جهة مفهوم ومناط شرك الحكم والتشريع ومفهوم ومناط شرك النسك والشعائر ومفهوم ومناط شرك الولاية
الجواب بحول الله وقوته: الأصل اللغوي، هو: .(التذلل والخضوع والانقياد والطاعة).
أما عرفًا وإصطلاحاً عند العرب الفصحاء وقت نزول القرآن في مثل قولهم: (فلان يعبد اللات)، وقولهم: (النصارى يعبدون المسيح)، و(محمد وصحبه يسبون آلهتنا، ولا يعبدونها)، فهى مجموعة من الأقوال والأعمال القلبية، وأقوال اللسان وألفاظه، وأعمال الجوارح الدالة على التذلل والخضوع وتقديم التعظيم والتوقير، أو المحبة وطلب القربى، أو طلب جلب منفعة أو دفع مضرة وإظهار الفقر والحاجة، ونحو ذلك، لمن يعتقد فيه بعض صفات الألوهية،


. فتعريف الألوهية ومفهومها سابق، بذلك، على تعريف العبادة. فالإله يتم تعريفه أولاً ثم يترتب على ذلك، ضرورة، أن «العبادة» هي أي فعل من الأفعال أو قول من الأقوال التي توجه إلى ذلك «الإله» للتعظيم، أو لإظهار الخضوع والتذلل، أو للتعبير عن الفقر والحاجة وطلب جلب منفعة أو دفع مضرة، أو للتعبير عن الود والمحبة وطلب القربى، أو لكل ذلك.
بذلك يتبين بطلان تسمية، أو اعتبار بعض الأعمال عبادة، أو بلفظ أدق: شعائر تعبدية، من حيث هي أعمال محضة مجردة عن الاعتقاد، بغض النظر عن مضمون الإعتقاد في من وجهت إليه.
لذلك نقرر القاعدة: لا يمكن أن يسمى عمل من أعمال القلب، أو لفظ من الفاظ اللسان، أو فعل من أفعال الجوارح «عبادة» (بالمعني العرفي الاصطلاحي عند العرب الفصحاء الأقحاح وقت نزول القرآن) إلا إذا كان مسبوقاً باعتقاد«الألوهية»، أو «الربوبية من دون الله»، ولو في جزئية واحدة أو معنى واحد من معانيها، فيمن يوجه إليه ذلك الفعل، أي فيمن يراد التقرب إليه بذلك الفعل؛
فمفهوم «الألوهية»، ومنه: «الربوبية من دون الله»، إذا، ضرورة، سابق لمفهوم العبادة، والعبادة لا تكون إلا لإله.
هذا التعريف لمفهوم «العبادة»، بمعناها الاصطلاحي الضيق، هو وحده الفهم الصحيح، المطابق للواقع، والذي توجبه نصوص القرآن المتضافرة. وهو الذي فهمه سلف الأمة كما أخرج البخاري بإسناد صحيح في «الأدب المفرد» عن معقل بن يسار قال: انطلقت مع أبي بكر، رضي الله عنه، إلى النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال: «يا أبا بكر! للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل». فقال أبو بكر: (وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلهاً آخر؟!)، فقال النبي، صلى الله عليه وعلى اله وسلم: «والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا فعلته ذهب قليله وكثيره؟!»، قال: «قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم». فقول أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، وهو عربي قرشي فصيح، أوَّل الأمر: (وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلهاً آخر؟!)، هكذا حصراً، هو عين قولنا الذي فصلناه أعلاه، إذ لم يتشكل في ذهنه للشرك معنى إطلاقاً إلا في اتخاذ إله آخر مع الله، أي في اعتقاد الألوهية في غير الله. أما قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم: «والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل، ... إلخ»، فهو تشريع جديد، وتوسيع لمفهوم الشرك، على نحو لم يكن معروفاً للعرب حتى تلك اللحظة، فأعطى أفعالاً وإرادات مسمَّى الشرك، وصنفها «شركاً عملياً»، وجعلها إثما وحراماً غير مخرج من الملة في العادة، مع كونها ليست في صدر ولا ورد من شرك الكفر، المناقض للإسلام كل المناقضة، المخرج من الملة،
ولو شئنا لسودنا مئات الصفحات ها هنا في البرهنة على أنه ما ثمة من فعل من أفعال المخلوقين في العالم، بلا فرق بين أفعال الجوارح والبدن كالسجود والركوع، وأفعال القلب كالمحبة، والخوف، والخشية، يصلح أن يكون من حيث هو فعل مجرد «عبادة»، بل لا بد لتصنيفه عبادة أن يصحبه اعتقاد أو تصور معين عن «المفعول به»، أي عمن (تم توجيه الفعل إليه)، في ذهن «الفاعل».
والحق، الذي قررناه ، أنها أفعال مجردة، من انقباض عضلة وانبساطها، وتحرك مشاعر معينة في النفس، ومن المحال الممتنع أن يكون فيها شيء ذاتي يلزم أحداً بالقول: هذه «عبادة» وتلك لسيت بـ«عبادة»، وإنما هي ممارسات الناس وتعودهم عبر عصور متطاولة التي ربما سببت هذا الوهم، الذي هو من نوع «خداع البصيرة»، تماما كـ«خداع البصر»، والذي يحتاج إلى مجاهدة شديدة لكشفه وفضحه.
ويساعدك على إدراك ذلك، مثلاً، أن «إيقاد الشموع» ليس من شعائر أهل الإسلام التعبدية، في حين أنه يحتل مكانة مركزية في اليهودية والنصرانية، وعلى العكس من ذلك «السجود» يكاد يكون عند المسلمين النموذج العياري لأفعال البدن التعبدية، وهو ليس معروفاً، ولا مصنفاً من العبادات عند اليهود والنصارى، ولا هو جزء من صلاتهم، في حين أن «الذبح» أي «النسك» هو رأس العبادات عند اليهود، وهو عبادة عند المسلمين، وإن كانت ثانوية تمارس في أحايين قليلة، في حين يستقبحها النصارى وينفرون منها!
فإذا تأملت الفقرة السابقة، مع ما سبق تحريره في الباب السابق، انكشفت عن عينيك الغشاوة، ورأيت الحق اليقيني، وهو أنه ليس في تلك الشعائر التعبدية أمر ذاتي جعلها كذلك بوصفها أفعالاً مجردة، وإنما هو أمر الله ونهيه، الذي جعل بعض ذلك شعيرة يتقرب بها إليه في شريعة ما، وجعل البعض الآخر شعيرة يتقرب بها إليه في شريعة أخرى، فقط لا غير، من غير زيادة ولا نقصان.
ويمكنك مراجعة ( كتاب التوحيد (أصل الإسلام وحقيقة التوحيد)
أ.د: محمد بن عبد الله المسعري
وأما سؤالك : والتنزيل على ارض الواقع فى كل ما تذهبون اليه من جهة مفهوم ومناط شرك الحكم والتشريع ومفهوم ومناط شرك النسك والشعائر ومفهوم ومناط شرك الولاية
فالجواب بحول الله وقوته يتبين من تصحيح بعض المفاهيم ومنها
أولا : مفهوم الإله وهو ( من تعتقد فيه القدرة علي النفع أو الضر بقدرة ذاتية من غير حاجة لأحد ولذلك له الأمر والتصرف فينا كيف يشاء والسمع والطاعة منا له علي ذلك )
ثانياً : مفهوم العبادة وهو (صرف مجموعة من الأقوال والأعمال القلبية، وأقوال اللسان وألفاظه، وأعمال الجوارح الدالة على التذلل والخضوع وتقديم التعظيم والتوقير، أو المحبة وطلب القربى، أو طلب جلب منفعة أو دفع مضرة وإظهار الفقر والحاجة، ونحو ذلك، لمن يعتقد فيه بعض صفات الألوهية السابق بيانه )
ثالثاً : مفهوم الشرك وهو (اعتقاد النفع أو الضر في أي شئ كان سواء كان حجر أو شجر أو إنسان أو ملاك أو حي أو ميت نفع وضر بقدرة ذاتية من غير حاجة لأحد وأنه بذلك يستحق الأمر والتصرف والسمع والطاعة منا له )
وعلي ذلك فمن أعتقد أن لأحد أي أحد أن له حق التذلل والخضوع و السمع والطاعة أو التشريع أو الموالاة له لكونه اله فهو شرك
ولا يوجد اليوم من المتأسلمين من يعتقد ذلك لذلك فلا يوجد شرك في أمة الإسلام اليوم"
وبناءا عليه فلا شرك فى مجموع الامة اصلا ولا مشركين اصلا وان كانو يصرفون جميع انواع العبادات لغير الله ما دامو لا يعتقدو ان معبوداتهم لها حق التصرف او خصائص الالوهية
فما رأى الشيخ ضياء فى هذا الكلام وفى هذا المفهوم ارجو التفصيل الواسع فى العرض والرد وجزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-22-2012, 03:07 AM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الجواب على سؤال العضو أبي يحيى الكادح
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : استاذنا الشيخ ، عذرا على سوء فهمنا
قد فهمنا الآن أن تعريفكم للعبادة معناه، هو ما لا يجوز صرفه لغير الله ، وإلا لكان عبادة لإله آخر
إن كان فهمنا صحيحا ، فأليس هذا حكم العبادة وليس ماهيتها ؟


أقول ( ضياء الدين ) : مع الأسف لا زلتَ لم تفهم تعريفي للعبادة فقد عرفت العبادة : بأنها كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
ولم أعرفها : بأنها هو ما لا يجوز صرفه لغير الله . كما فهمت أنت .
فتعريفي للفعل الذي هو عبادة ، وهو كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده . وهذا التعريف هو تعريف للفعل الذي يطلق عليه بأنه عبادة وليس بيان لحكم العبادة . فالعبادة مصدر عَبَدَ ، وهو فعل . وكل فعل وقول لا يصرف إلا لله فهو عبادة لا يجوز فعله لغير الله ، لأن فعله لغير الله هو عبادة لهذا الغير وإعطاؤه صفة الإله . أما حكم هذا الفعل فهو : إن فُعله لغير الله مع الله فقد وقع في الشرك الأكبر ، وإن فعله لغير الله من دون الله فقد عبد هذا الغير وجعله إلها . قبل ذلك أم لم يقبل .

قولك : وقد استشكل علينا عبدٌ مملوك قال لسيده انت ربي ، ويقصد كقول يوسف عليه السلام اذكرني عند ربك ، وعصى رسول الله بعد ان نهاه الا يقول ذلك وان ذلك لا يقال الا لله .
وإن كان فهمنا خاطئا، فأرجوا أن تتكرموا علينا ولا تبخلوا عنا بوقتكم ، وتبينوا لنا ما الفارق بين تعريفكم وبين ما فهمناه ، وجزاكم الله خيرا


أقول ( ضياء الدين ) : ما هو الذي أشكل عليك في قول المملوك ؟
كلمة ( ربي ) ليست خاصة بالله سبحانه . لهذا يسأل قائلها عن قصده عند استعمالها إن لم تفهم من سياق الكلام . وإن قصد العبد المملوك من قوله لسيده " أنت ربي " كقول يوسف عليه السلام " اذكرني عند ربك " فلا يكفر ولا يشرك بالله .
فكلمة رب تطلق على غير الله حسب معناها اللغوي . وعندما يقصد بها الإله الحق خالق الخلق ، يضاف إليها ما يفرقها ويميزها عن غيرها كأن يقال : رب العالمين ، أو الرب ، أو رب السموات والأرض ، فاسم الرب معرف بأل التعريف ، لا يطلق إلا على الله ، أما إن قصد به المخلوق فيستعمل مضافاً ، مثل أن يقال : رب المنزل ، رب الأسرة ، رب العمل ، ربي ، ربك ، وما شابه . فما أريد به رب الكون وخالقه كان معناه على ما يقتضيه كمال الله جل وعلا ، وإذا أطلق على العبد أريد به ما يناسب حاله من المعاني .

قولك : " وعصى رسول الله بعد ان نهاه الا يقول ذلك وان ذلك لا يقال الا لله .


أقول ( ضياء الدين ) : أين ومتى نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم العبد أن يقول لسيده : أنت ربي ، بالمعنى الذي قاله يوسف عليه السلام ؟

كتبه : ضياء الدين القدسي
[/align]

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-22-2012, 03:17 AM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي


الرد على سؤال العضو باحث في المداخلة رقم 9
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

أقول ( ضياء الدين ) : من الذي سألته ؟
سأكتفي الآن على عجالة بأن أقول لك أن جواب مَن سألته مليء بالأخطاء العلمية والشرعية وسأبينها لك إن شاء الله في المداخلة القادمة .
[/align]

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 02-22-2012, 04:42 AM
أبو يحيى الكادح أبو يحيى الكادح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 21
افتراضي

بسم الله
روى الإمام مسلم في صحيحه قال
وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي، فَكُلُّكُمْ عَبِيدُ اللهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: فَتَايَ، وَلَا يَقُلِ الْعَبْدُ: رَبِّي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: سَيِّدِي "
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَفِي حَدِيثِهِمَا وَلَا يَقُلِ الْعَبْدُ لِسَيِّدِهِ مَوْلَايَ وَزَادَ فِي حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ فَإِنَّ مَوْلَاكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَقُلْ أَحَدُكُمُ اسْقِ رَبَّكَ، أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ رَبِّي، وَلْيَقُلْ سَيِّدِي مَوْلَايَ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ عَبْدِي أَمَتِي، وَلْيَقُلْ فَتَايَ فَتَاتِي غُلَامِي»

شكرا، فضيلة الشيخ على صبركم علينا، فإن شئت أن ترفع عنا استشكالنا، فإن قول العبد لسيده ربي، مضمون في تعريفكم للعبادة، لأنه فعل او قول لا يصرف الا لله وحده، وجزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-22-2012, 05:14 AM
تقى الدين تقى الدين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 54
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ الفاضل ضياء الدين حياك الله وبياك
أولاً : لا أدري كيف أشكرك حقاً على هذا البيان الشافي والجواب الكافي عن مفهوم العبادة ، فجزاكم الله عنّا كل خير .
ثانياً : لى سؤال واحد وأتمنى أن يكون الختام لهذا الموضوع الهام..

1_كيف نعرف العبادة المحضة من النصوص ، أو بمعنى أخر كيف نعرف أن هذا الفعل هو من الأفعال التى لا تصرف إلا لله وحده ؟

وجزاكم الله خيراً
.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-22-2012, 03:50 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على سؤال العضو أبي يحيى الكادح مداخلة رقم 12
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : فإن قول العبد لسيده ربي ، مضمون في تعريفكم للعبادة ، لأنه فعل أو قول لا يصرف الا لله وحده .

أقول ( ضياء الدين ) : لا ، هذا الكلام غير صحيح . فقول العبد لسيده : ربي ، لا يدخل البتة في تعريفي للعبادة وليس مضمونا فيه . ولو فهمت تعريفي للعبادة وفهمت معنى هذا القول ومجال استعمالاته وحكم استعماله لغير الله ما قلت هذا الكلام . لأن هذا القول ليس مما لا يصرف إلا لله وحده .
فقد صرفه يوسف عليه السلام لغير الله . عندما قال : " قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ... " (يوسف : 23)
" وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ " (يوسف : 42)
ولو كان مما لا يصرف إلا لله وحده ما صرفه رسول الله يوسف عليه السلام لغير الله .
وقد صرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لغير الله عندما قال في أشراط الساعة : " أن تلد الأمة ربتها أو ربها " متفق عليه .
وقال عليه الصلاة والسلام لما سئل عن ضالة الإبل : ( مالك ولها ؟! معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء ، وتأكل الشجر ، حتى يجدها ربها ) متفق عليه
وفي رواية : ( دعها معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها)
ولا فرق بين الإنسان والبهيمة ، لأنها هي أيضاً تعبد الله .
أما حكم النهي عن قول العبد لسيده : " ربي " والقول : " اسْقِ رَبَّكَ ، أَطْعِمْ رَبَّكَ ، وَضِّئْ رَبَّكَ " في الأحاديث التي ذكرتها ، فهو ليس للتحريم ولا لأنها صفة لا يوصف بها إلا الله كما فهمت أنت ، وإنما هو من باب الأدب في اللفظ وكرامة التنزيه وسدّا لذرائع الشرك لما فيها من التشريك في اللفظ .
جاء في شرح مسلم للنووي :
" قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي كلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله ولكن ليقل غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي " وفي رواية : " ولا يقل العبد ربي ولكن ليقل سيدي " وفي رواية : " ولا يقل العبد لسيده مولاي فإن مولاكم الله " وفي رواية : " لا يقولن أحدكم اسق ربك أو أطعم ربك وضئ ربك ولا يقل أحدكم ربي وليقل سيدي ومولاي ، ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي فتاتي غلامي " قال العلماء : مقصود الأحاديث شيئان أحدهما نهي المملوك أن يقول لسيده ربي لأن الربوبية إنما حقيقتها لله تعالى لأن الرب هو المالك أو القائم بالشيء ولا يوجد حقيقة هذا إلا في الله تعالى. فإن قيل : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة " أن تلد الأمة ربتها أو ربها ." فالجواب من وجهين : أحدهما أن الحديث الثاني لبيان الجواز وأن النهي في الأول للأدب وكرامة التنزيه لا للتحريم. والثاني أن المراد النهي عن الإكثار من استعمال هذه اللفظة واتخاذها عادة شائعة ولم ينه عن إطلاقها في نادر من الأحوال واختار القاضي هذا الجواب. " أهـ
وجاء في كتاب الفروع لمحمد بن مفلح المقدسي الحنبلي :
" وفي مسلم أيضا : ولا مولاي ، فإن مولاكم الله وظاهر النهي التحريم ، وقد يحتمل أنه للكراهة ، وجزم به غير واحد من العلماء ، كما في شرح مسلم وغيره ، وقد روى أبو داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة مرفوعا ( لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ، ولا يقول المملوك : ربي وربتي ، وليقل المالك : فتاي وفتاتي ، وليقل المملوك : سيدي وسيدتي ، فإنكم المملوكون والرب الله عز وجل ) ورواه أيضا بإسناد صحيح موقوفا قال " وليقل : سيدي ومولاي " ورواه مسلم مرفوعا ، وفي الصحاح : قوله عليه السلام في أشراط الساعة ( أن تلد الأمة ربها وربتها ) فهذا يقتضي أن النهي للكراهة ، وذكر بعض العلماء أن النهي عن كثرة الاستعمال " أهـ

كتبه : ضياء الدين القدسي
[/align]

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-22-2012, 07:06 PM
أبو يحيى الكادح أبو يحيى الكادح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 21
افتراضي

بسم الله
جزاكم الله خيرا، شيخنا
قلتم جزاكم الله خيرا، هذا الكلام غير صحيح . فقول العبد لسيده : ربي ، لا يدخل البتة في تعريفي للعبادة وليس مضمونا فيه . ولو فهمت تعريفي للعبادة وفهمت معنى هذا القول ومجال استعمالاته وحكم استعماله لغير الله ما قلت هذا الكلام . لأن هذا القول ليس مما لا يصرف إلا لله وحده .
فقد صرفه يوسف عليه السلام لغير الله . عندما قال : " قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ... " (يوسف : 23)
فما الفارق شيخنا الكريم بين قول العبد لسيده ربّي، وبين السجود لسيده، وقد فعله يعقوب عليه السلام، وفعله الملائكة؟
فقول العبد لسيده ربي، فيه نهي صحيح صريح من النبي، وكذلك السجود فيه نهي صريح صحيح، وقول العبد لسيده انت ربي حدث من أنبياء، وكذلك السجود، بل وحدث من ملائكة أيضا بصيغة صريحة
استشكل علينا الفرق بين قول العبد لسيده ربي، وبين السجود، وما الفارق بينهما عندكم، وكيف شمل التعريف السجود، ولم يشمل قول العبد لسيده ربي
نطلب منكم العذر على الإطالة، ولكن حتى ينجلي لنا فهمكم، ونحيط بشيء من علمكم

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02-23-2012, 12:09 AM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على سؤال العضو أبي يحيى الكادح مداخلة رقم 15
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : قلتم جزاكم الله خيرا ، هذا الكلام غير صحيح . فقول العبد لسيده : ربي ، لا يدخل البتة في تعريفي للعبادة وليس مضمونا فيه . ولو فهمت تعريفي للعبادة وفهمت معنى هذا القول ومجال استعمالاته وحكم استعماله لغير الله ما قلت هذا الكلام . لأن هذا القول ليس مما لا يصرف إلا لله وحده .
فقد صرفه يوسف عليه السلام لغير الله . عندما قال : " قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ... " (يوسف : 23)
فما الفارق شيخنا الكريم بين قول العبد لسيده ربّي ، وبين السجود لسيده ، وقد فعله يعقوب عليه السلام ، وفعله الملائكة ؟

أقول ( ضياء الدين ) : السجود الذي فعله يعقوب عليه السلام وإخوة يوسف عليه السلام ليوسف عليه السلام والذي فعلته الملائكة لآدم عليه السلام ، سجود تحية وليس سجود عبادة وقد كان مباحاً في شرع من قبلنا وحرم في شرعنا.
أما قول العبد لسيده ربي ، فلم يحرم في شرعنا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام استعمله ، لهذا يُفهم النهي عن قوله في الحديث على الكراهة وليس التحريم . ويعرف أبسط طالب علم أن ليس كل نهي يفيد التحريم .

قولك : فقول العبد لسيده ربي ، فيه نهي صحيح صريح من النبي ، وكذلك السجود فيه نهي صريح صحيح ، وقول العبد لسيده انت ربي حدث من أنبياء ، وكذلك السجود ، بل وحدث من ملائكة أيضا بصيغة صريحة .

أقول ( ضياء الدين ) : النهي عن قول العبد لسيده ربي ، نهي لا يفهم منه التحريم ، لأن هناك دليل يعارض هذا الفهم وهو استعمال الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا القول كما بينا سابقا ، وليس هذا كحال النهي عن السجود للمخلوق سجود تحية ، فانهي فيه يفيد التحريم لأنه لا يعارضه شيء .

قولك : استشكل علينا الفرق بين قول العبد لسيده ربي ، وبين السجود ، وما الفارق بينهما عندكم ، وكيف شمل التعريف السجود ، ولم يشمل قول العبد لسيده ربي
نطلب منكم العذر على الإطالة ، ولكن حتى ينجلي لنا فهمكم ، ونحيط بشيء من علمكم

أقول ( ضياء الدين ) : لقد بينت لك الفرق بينهما .
ولا أدري كيف فهمت أن تعريفي للعبادة قد شمل سجود التحية . وأظن أن سبب هذا الفهم الخاطئ هو أنك لا تفرق بين سجود العبادة وسجود التحية . فالذي يدخل في تعريفي للعبادة هو سجود العبادة وليس سجود التحية . فسجود التحية حرام في شرعنا وليس شركاً وقد كان مباحاً في شرع من قبلنا .

كتبه : ضياء الدين القدسي
[/align]

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 02-23-2012, 01:03 AM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على سؤال العضو تقي الدين مداخلة رقم 13
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : ثانياً : لى سؤال واحد وأتمنى أن يكون الختام لهذا الموضوع الهام ..
1- كيف نعرف العبادة المحضة من النصوص ، أو بمعنى أخر كيف نعرف أن هذا الفعل هو من الأفعال التى لا تصرف إلا لله وحده ؟ وجزاكم الله خيراً

الجواب ( ضياء الدين ) : صفات الله التي لا تليق إلا به وخصائصه التي لا يجوز صرفها لغيره يجب أن يعرفها كل موحد ، لأن من دونها لا يمكن معرفة الإله الحق بالشكل الصحيح . لذا فقد بينها الله أتم البيان في كتابه الكريم . وفطر الناس كلهم عليها والعقول السليمة تدركها .
بعض الأمثلة عليها :
1- من خصائص الإلهية ، أن الحكم المطلق لله تعالى وحده ، فله الخلق والأمر .
قال تعالى : ) أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ( الأعراف : 54
قال تعالى : ) إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ( (الأنعام : 57)
وقال تعالى : ) إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ( ( يوسف: 40.)
وقال تعالى : ) أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (. (الأنعام : 62 )
وقال تعالى : ) وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ( ( الكهف: 26 )
وغيرها كثير من الآيات التي تدل على هذا المعنى .
وبالتالي فإن من يدعي من الخلق - وما أكثرهم في زماننا - هذه الخاصية لنفسه ، خاصية الحكم المطلق التي هي وقف لله تعالى ، فقد ادعى الإلهية لنفسه ، ومن أقر له بهذه الخاصية فقد أقر له بالإلهية ، وتألهه من دون الله تعالى .
2- خـاصية التشريع المطلق ، والتحليل والتحريم ، والتحسين والتقبيح.
حيث يعتبر ذلك من أخص خصائص الإلهية التي تفرد الله سبحانه وتعالى بها . وبالتالي فإن من يدعي من الخلق - وما أكثرهم في زمـانـنا - هذه الخاصية لنفسه ، خاصية التشريع والتحليل والتحريم ، فقد ادعى الإلهية وجعل من نفسه ندا لله تعالى ، ومن أقر له بهذه الخاصية أو تابعه عليها فقد أقر له بالإلهية ورضيها له ، وتألهه من دون الله تعالى .
قال تعالى : ) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ( (التوبة : 31 )
الربوبية والإلهية التي ادعوها الأحبار والرهبان لأنفسهم كانت في تصدرهم لخاصية التحليل والتحريم من غير سلطان من الله تعالى . وكانت عبادة التبع لهم بمجرد الإقرار لهم بهذا الحق ومتابعتهم عليه .
وقال تعالى :)أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ( ( الشورى: 21.)
وقال تعالى : )قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ( ( يونس : 59. )
وقال تعالى : )وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هـَذَا حـَلالٌ وَهـَذَا حـَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ( ( النحل: 116.)
وقد روي أن أعرابياً من بني تميم قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن حمدي زين ، وذمي شين ! قال له : " ذاك الله " ( رواه أحمد والطبراني ورواه الترمذي وقال حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيب.)
أي ليس ذلك من خصوصياتك ولا من خصوصيات البشر كلهم ولو اجتمعوا في صعيد واحد ، وإنما هو من خصوصيات الله تعالى وحده . فإن ما تطلق عليه حكم الزين والتحسين قد يكون عند الله شين وقبيح ، وما تطلق عليه حكم الشين قد يكون عند الله زينا وحسنا ، فالحكم على الأشياء لله تعالى وحده وليس لأحد من خلقه .
3- من خصائص الإلهية كذلك أن الله تعالى يحكم ما يريد من غير أن يعقب عليه أحد أو يقدم بين يديه بقول أو فهم أو اعتراض ، فله تعالى الأمر ، وعلى رسولنا البلاغ ، وعلينا الرضى والتسليم .
قال تعالى : ] إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ( (المائدة: 1)
وقال تعالى : ) وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ( (الرعد: 41.)
وقال تعالى : ] وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ( ( الأحزاب: 36.)
وقال تعالى : ) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ( ( الحجرات: 1.
وقال تعالى : ) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ( ( النور: 51 )
وغيرها كثير من الآيات التي تدل على هذا المعنى .
وبالتالي فإن من يدعي هذه الخاصية لنفسه ، فيقول : أنا أحكم ما أريد من غير معقب ، وأنا فوق أن يقدم بين يدي بقول أو فهم أو اعتراض ، فقد ادعى الإلهية وجعل من نفسه ندا لله تعالى ، ومثله مثل فرعون عندما قال : ) مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ ( ( غافر : 29.)
وكذلك فمن يقر له بهذه الخاصية لا شك فإنه يكون قد أقر له بالإلهية ، واتخذه إلها معبوداً من دون الله تعالى . وكذلك من ادعى لنفسه حق التعقيب على حكم الله ورسوله كما يحدث اليوم في البرلمانات الديمقراطية الكافرة فقد كفر بالله العظيم .
4-ومن خصائص الإلهية التي تفرد الله تعالى بها ، أنه تعالى لا يُسأل عما يفعل وما سواه فإنه يُسأل .
كما قال تعالى : ) لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ( ( الأنبياء : 23.)
وبالتالي فإن من يدعي هذه الخاصية لنفسه ، حيث يقول : إنه لا يُسأل عما يفعل أو أنه فوق المساءلة ، فقد ادعى الإلهية لنفسه وجعل من نفسه ندا ومثيلا لله تعالى ، والله تعالى يقول : ] لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ( ( الشورى : 11.)
وكذلك فإن من يقر له بهذه الخاصية فقد رضي له الإلهية وأن يكون له معبوداً من دون الله تعالى .
5- ومن خصائصه تعالى أنه المحبوب لذاته ، وما سواه فيحب له سبحانه وتعالى .
وبالتالي فإن أي مخلوق يدعي هذه الخاصية لنفسه ، وأن له الحق في أن يُحب لذاته ، بحيث يُوالى ويعادى عليه ، فقد ادعى الإلهية وجعل من نفسه مثيلا ونداً لله تعالى . وأيما مخلوق يقر له بهذه الخاصية فقد اتخذه إلهاً ، ورضي أن يكون معبوده من دون الله تعالى .
6- وكذلك من خصائصه سبحانه وتعالى أنه المطاع لذاته ، وما سواه يُطاع له وفيه ، حيث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
فمن يدعي الطاعة لذاته فإنه يدعي خاصية هي من خصائص الله تعالى وحده ، ومن يعترف له بذلك فإنه يعترف له بالإلهية والندية لله تعالى .
7- ومن خصائصه سبحانه وتعالى أنه النافع الضار ، بيده وحده الضر والنفع ، وهو يُجير ولا يجار عليه .
قال تعالى : ) وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ( ( يونس : 106، 107.)
وقال تعالى : ) قُـلْ أَنَـدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا( ( الأنعام : 71 )
وقـال تـعالى : ) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فـِي السَّمَاوَاتِ وَلا فـِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعـَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ( ( يونس : 18.)
وقال تعالى : ) قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا( ( الرعد : 16.)
) قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ( ( الأعراف: 188.)
وغيرها كثير من الآيات التي تدل على هذا المعنى .

كتبه : ضياء الدين القدسي
[/align]

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 02-23-2012, 06:11 AM
أبو يحيى الكادح أبو يحيى الكادح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 21
افتراضي

جزاك الله خيرا أستاذنا الشيخ
وكيف نفرق بين قوم سجدوا لرجل تحية في هذه الأيام حتى نقول عنهم عُصاة، وبين قوم سجدوا لرجل عبادة حتى نقول عنهم مشركين؟
وجزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 02-23-2012, 06:21 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على سؤال العضو أبي يحيى الكادح مداخلة رقم 18
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
قول : وكيف نفرق بين قوم سجدوا لرجل تحية في هذه الأيام حتى نقول عنهم عُصاة ،وبين قوم سجدوا لرجل عبادة حتى نقول عنهم مشركين ؟

الجواب ( ضياء الدين ) : نفرق حسب القرائن التي تحيط بفعله وحسب طبيعة ما سجد له .
فإن كان ما سجد له جماد مثل الشمس والقمر والجبل وتمثال يقدس أو حيوان مثل بقرة ، فلا يقال أنه سجد له سجود تحية . وإن كان ما سجد له ليس مما يعبد مثل سجود المرأة لزوجها أو سجود الابن لأبيه أو سجود الناس بعضها لبعض عند اللقاء في بعض المناطق فسجوده سجود تحية .
كتبه : ضياء الدين القدسي
[/align]

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 03-18-2012, 06:49 PM
الفاروق عمر الفاروق عمر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 48
افتراضي

سألت عن مفهوم العبادة فكان ما يأتى ردا
"سؤال الأخ باحث : ارجو توضيح معنى العبادة عندكم بكل دقة وتفصيل مع التدليل على كل ما تذكروه والتنزيل على ارض الواقع فى كل ما تذهبون اليه من جهة مفهوم ومناط شرك الحكم والتشريع ومفهوم ومناط شرك النسك والشعائر ومفهوم ومناط شرك الولاية
الجواب بحول الله وقوته: الأصل اللغوي، هو: .(التذلل والخضوع والانقياد والطاعة).
أما عرفًا وإصطلاحاً عند العرب الفصحاء وقت نزول القرآن في مثل قولهم: (فلان يعبد اللات)، وقولهم: (النصارى يعبدون المسيح)، و(محمد وصحبه يسبون آلهتنا، ولا يعبدونها)، فهى مجموعة من الأقوال والأعمال القلبية، وأقوال اللسان وألفاظه، وأعمال الجوارح الدالة على التذلل والخضوع وتقديم التعظيم والتوقير، أو المحبة وطلب القربى، أو طلب جلب منفعة أو دفع مضرة وإظهار الفقر والحاجة، ونحو ذلك، لمن يعتقد فيه بعض صفات الألوهية،


. فتعريف الألوهية ومفهومها سابق، بذلك، على تعريف العبادة. فالإله يتم تعريفه أولاً ثم يترتب على ذلك، ضرورة، أن «العبادة» هي أي فعل من الأفعال أو قول من الأقوال التي توجه إلى ذلك «الإله» للتعظيم، أو لإظهار الخضوع والتذلل، أو للتعبير عن الفقر والحاجة وطلب جلب منفعة أو دفع مضرة، أو للتعبير عن الود والمحبة وطلب القربى، أو لكل ذلك.
بذلك يتبين بطلان تسمية، أو اعتبار بعض الأعمال عبادة، أو بلفظ أدق: شعائر تعبدية، من حيث هي أعمال محضة مجردة عن الاعتقاد، بغض النظر عن مضمون الإعتقاد في من وجهت إليه.
لذلك نقرر القاعدة: لا يمكن أن يسمى عمل من أعمال القلب، أو لفظ من الفاظ اللسان، أو فعل من أفعال الجوارح «عبادة» (بالمعني العرفي الاصطلاحي عند العرب الفصحاء الأقحاح وقت نزول القرآن) إلا إذا كان مسبوقاً باعتقاد«الألوهية»، أو «الربوبية من دون الله»، ولو في جزئية واحدة أو معنى واحد من معانيها، فيمن يوجه إليه ذلك الفعل، أي فيمن يراد التقرب إليه بذلك الفعل؛
فمفهوم «الألوهية»، ومنه: «الربوبية من دون الله»، إذا، ضرورة، سابق لمفهوم العبادة، والعبادة لا تكون إلا لإله.
هذا التعريف لمفهوم «العبادة»، بمعناها الاصطلاحي الضيق، هو وحده الفهم الصحيح، المطابق للواقع، والذي توجبه نصوص القرآن المتضافرة. وهو الذي فهمه سلف الأمة كما أخرج البخاري بإسناد صحيح في «الأدب المفرد» عن معقل بن يسار قال: انطلقت مع أبي بكر، رضي الله عنه، إلى النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال: «يا أبا بكر! للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل». فقال أبو بكر: (وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلهاً آخر؟!)، فقال النبي، صلى الله عليه وعلى اله وسلم: «والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا فعلته ذهب قليله وكثيره؟!»، قال: «قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم». فقول أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، وهو عربي قرشي فصيح، أوَّل الأمر: (وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلهاً آخر؟!)، هكذا حصراً، هو عين قولنا الذي فصلناه أعلاه، إذ لم يتشكل في ذهنه للشرك معنى إطلاقاً إلا في اتخاذ إله آخر مع الله، أي في اعتقاد الألوهية في غير الله. أما قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم: «والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل، ... إلخ»، فهو تشريع جديد، وتوسيع لمفهوم الشرك، على نحو لم يكن معروفاً للعرب حتى تلك اللحظة، فأعطى أفعالاً وإرادات مسمَّى الشرك، وصنفها «شركاً عملياً»، وجعلها إثما وحراماً غير مخرج من الملة في العادة، مع كونها ليست في صدر ولا ورد من شرك الكفر، المناقض للإسلام كل المناقضة، المخرج من الملة،
ولو شئنا لسودنا مئات الصفحات ها هنا في البرهنة على أنه ما ثمة من فعل من أفعال المخلوقين في العالم، بلا فرق بين أفعال الجوارح والبدن كالسجود والركوع، وأفعال القلب كالمحبة، والخوف، والخشية، يصلح أن يكون من حيث هو فعل مجرد «عبادة»، بل لا بد لتصنيفه عبادة أن يصحبه اعتقاد أو تصور معين عن «المفعول به»، أي عمن (تم توجيه الفعل إليه)، في ذهن «الفاعل».
والحق، الذي قررناه ، أنها أفعال مجردة، من انقباض عضلة وانبساطها، وتحرك مشاعر معينة في النفس، ومن المحال الممتنع أن يكون فيها شيء ذاتي يلزم أحداً بالقول: هذه «عبادة» وتلك لسيت بـ«عبادة»، وإنما هي ممارسات الناس وتعودهم عبر عصور متطاولة التي ربما سببت هذا الوهم، الذي هو من نوع «خداع البصيرة»، تماما كـ«خداع البصر»، والذي يحتاج إلى مجاهدة شديدة لكشفه وفضحه.
ويساعدك على إدراك ذلك، مثلاً، أن «إيقاد الشموع» ليس من شعائر أهل الإسلام التعبدية، في حين أنه يحتل مكانة مركزية في اليهودية والنصرانية، وعلى العكس من ذلك «السجود» يكاد يكون عند المسلمين النموذج العياري لأفعال البدن التعبدية، وهو ليس معروفاً، ولا مصنفاً من العبادات عند اليهود والنصارى، ولا هو جزء من صلاتهم، في حين أن «الذبح» أي «النسك» هو رأس العبادات عند اليهود، وهو عبادة عند المسلمين، وإن كانت ثانوية تمارس في أحايين قليلة، في حين يستقبحها النصارى وينفرون منها!
فإذا تأملت الفقرة السابقة، مع ما سبق تحريره في الباب السابق، انكشفت عن عينيك الغشاوة، ورأيت الحق اليقيني، وهو أنه ليس في تلك الشعائر التعبدية أمر ذاتي جعلها كذلك بوصفها أفعالاً مجردة، وإنما هو أمر الله ونهيه، الذي جعل بعض ذلك شعيرة يتقرب بها إليه في شريعة ما، وجعل البعض الآخر شعيرة يتقرب بها إليه في شريعة أخرى، فقط لا غير، من غير زيادة ولا نقصان.
ويمكنك مراجعة ( كتاب التوحيد (أصل الإسلام وحقيقة التوحيد)
أ.د: محمد بن عبد الله المسعري
وأما سؤالك : والتنزيل على ارض الواقع فى كل ما تذهبون اليه من جهة مفهوم ومناط شرك الحكم والتشريع ومفهوم ومناط شرك النسك والشعائر ومفهوم ومناط شرك الولاية
فالجواب بحول الله وقوته يتبين من تصحيح بعض المفاهيم ومنها
أولا : مفهوم الإله وهو ( من تعتقد فيه القدرة علي النفع أو الضر بقدرة ذاتية من غير حاجة لأحد ولذلك له الأمر والتصرف فينا كيف يشاء والسمع والطاعة منا له علي ذلك )
ثانياً : مفهوم العبادة وهو (صرف مجموعة من الأقوال والأعمال القلبية، وأقوال اللسان وألفاظه، وأعمال الجوارح الدالة على التذلل والخضوع وتقديم التعظيم والتوقير، أو المحبة وطلب القربى، أو طلب جلب منفعة أو دفع مضرة وإظهار الفقر والحاجة، ونحو ذلك، لمن يعتقد فيه بعض صفات الألوهية السابق بيانه )
ثالثاً : مفهوم الشرك وهو (اعتقاد النفع أو الضر في أي شئ كان سواء كان حجر أو شجر أو إنسان أو ملاك أو حي أو ميت نفع وضر بقدرة ذاتية من غير حاجة لأحد وأنه بذلك يستحق الأمر والتصرف والسمع والطاعة منا له )
وعلي ذلك فمن أعتقد أن لأحد أي أحد أن له حق التذلل والخضوع و السمع والطاعة أو التشريع أو الموالاة له لكونه اله فهو شرك
ولا يوجد اليوم من المتأسلمين من يعتقد ذلك لذلك فلا يوجد شرك في أمة الإسلام اليوم"
وبناءا عليه فلا شرك فى مجموع الامة اصلا ولا مشركين اصلا وان كانو يصرفون جميع انواع العبادات لغير الله ما دامو لا يعتقدو ان معبوداتهم لها حق التصرف او خصائص الالوهية
فما رأى الشيخ ضياء فى هذا الكلام وفى هذا المفهوم ارجو التفصيل الواسع فى العرض والرد وجزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 03-27-2012, 09:31 AM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
هذا الكلام يحوي على أخطاء شرعية كثيرة سيأتي بيانها لاحقاً بإذن الله وسوف يكون هناك رد علمي مفصل على ( كتاب التوحيد (أصل الإسلام وحقيقة التوحيد) للمسعري إن شاء الله .بعد أن يأتي الجواب من المسعري على الدعوة للحوار العلمي الهادئ ، والله من وراء القصد .
كتبه : ضياء الدين القدسي


[/align]

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
معنى العبادة, التوحيد, التعبد, التقرب, الشرك, ضياء الدين القدسى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:33 AM


جميع المشاركات تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر إدارة المنتدى