عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-04-2011, 11:15 PM
زائر2 زائر2 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 160
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

شيخنا الفاضل لقد تتبعت أقوال المجيزين لابتداء المشرك بالسلام فلم أجدهم قد ذكروا حديث "لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام"

ألا يدل هذا على عدم وصول الحديث إليهم ؟

وإذا كان قد وصلهم الحديث فماذا كان تعليقهم عليه ؟

ثم إني قد وجدت من قال أن النقل عن كثير منهم ( أي الذين قالوا بجواز ابتداء المشرك بالسلام ) لا يثبت ، وما ثبت فإنه محجوج بحديث "لا تبدءوا اليهود و لا النصارى بالسلام" .

ألا يعد الإحتجاج على جواز ابتدائهم بالسلام بقوله تعالى : { فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } وبقوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام مخاطباً أباه : { سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي } لا دلالة فيه ؟

أما الآية الأولى : فقد نسخت بآية السيف وهي قوله تعالى في سورة { فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } وعلي تقدير عدم النسخ فليس المراد بقوله (( سلام )) التحية ، وإنما المراد المتاركة ، والمباعدة ، وعدم مخاطبتهم بما يخاطبوننا به من الكلام الرديء , وأما الآية الثانية : فإن جمهور العلماء يرون أن معنى سلام إبراهيم : المسالمة التي هي المتاركة لا التحية . قال الطبري : معناه : أمنة مني لك .


نقولات إضافة إلى ما سبق من أقوال أهل العلم في مسألة ابتداء المشرك بالسلام :

جاء في أحكام القرآن للجصاص : قال مجاهد كان ناس من أهل الكتاب أسلموا فآذاهم المشركون فصفحوا عنهم يقولون سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين قال أبو بكر هذا سلام متاركة وليس بتحية وهو نحو قوله وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما وقوله واهجرني مليا وقال إبراهيم سلام عليك سأستغفر لك ربي ومن الناس من يظن أن هذا يجوز على جواز ابتداء الكافر بالسلام وليس كذلك لما وصفنا من أن السلام ينصرف على معنيين أحدهما المسالمة التي هي المتاركة والثاني التحية التي هي دعاء بالسلامة والأمن نحو تسليم المسلمين بعضهم على بعض .

جاء في شرح صحيح مسلم للنووي : فمذهبنا تحريم ابتدائهم به ، ودليلنا في الابتداء قوله صلى الله عليه وسلم : "لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام" ، وبهذا الذي ذكرناه عن مذهبنا ، قال أكثر العلماء وعامة السلف .

جاء في فتح الباري لابن حجر : أَخْرَجَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَة قَالَ " السَّلَام عَلَى أَهْل الْكِتَاب إِذَا دَخَلْت عَلَيْهِمْ بُيُوتهمْ السَّلَام عَلَى مَنْ اِتَّبَعَ الْهُدَى " وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ مِثْله . وَمِنْ طَرِيق أَبِي مَالِك : إِذَا سَلَّمْت عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقُلْ " السَّلَام عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَاد اللَّه الصَّالِحِينَ فَيَحْسِبُونَ أَنَّك سَلَّمْت عَلَيْهِمْ وَقَدْ صَرَفْت السَّلَام عَنْهُمْ ... ونَقَلَ اِبْن الْعَرَبِيّ عَنْ مَالِك : لَوْ اِبْتَدَأَ شَخْصًا بِالسَّلَامِ وَهُوَ يَظُنّهُ مُسْلِمًا فَبَانَ كَافِرًا كَانَ اِبْن عُمَر يَسْتَرِدّ مِنْهُ سَلَامه ، وَقَالَ مَالِك : لَا . قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : لِأَنَّ الِاسْتِرْدَاد حِينَئِذٍ لَا فَائِدَة لَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَحْصُل لَهُ مِنْهُ شَيْء لِكَوْنِهِ قَصَدَ السَّلَام عَلَى الْمُسْلِم . وَقَالَ غَيْره لَهُ فَائِدَة وَهُوَ إِعْلَام الْكَافِر بِأَنَّهُ لَيْسَ أَهْلًا لِلِابْتِدَاءِ بِالسَّلَامِ . قُلْت : وَيَتَأَكَّد إِذَا كَانَ هُنَاكَ مَنْ يُخْشَى إِنْكَاره لِذَلِكَ أَوْ اِقْتِدَاؤُهُ بِهِ إِذَا كَانَ الَّذِي سَلَّمَ مِمَّنْ يُقْتَدَى بِهِ .

رد مع اقتباس