عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-03-2012, 09:39 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
س1- ما حكم الذي ذهب إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب منه الشفاء ؟

الجواب : الشافي هو الله وحده .
قال تعالى : " وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ " (الشعراء : 80)
أي إذا وقعت في مرض ، فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره .
وقال تعالى : " وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ .. " ( آل عمران : 49)
وقال تعالى : " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ " (المائدة : 110)
فمن اعتقد أن غير الله هو الشافي فقد كفر وأشرك . لهذا لا يجوز طلب الشفاء من الرسول عليه الصلاة والسلام حياً كان أو ميتاً فكيف الحال بغيره . ويجوز طلب منه دعاء الله له بالشفاء في حال حياته .
فمن قال لأي شخص حياً كان أو ميتاً : اشفيني بدون إسناد ذلك لله فقد أشرك . لأن الشافي هو الله وحده . وهذا يختلف عن طلب منه الدعاء له الله في الشفاء . فمن ذهب إلى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام وقال : يا رسول الله اشفيني . فقد أشرك . لأن من يقول هذا الكلام يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم له القدرة على شفاء المرضى وهو في قبره . وقد قال أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام : " وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ " ولم يقل وإذا مرضت فأنا اشفي نفسي " ومن لا يستطيع شفاء نفسه كيف له أن يشفي غيره ؟
وعيسى عليه السلام عندما أخبر بأنه يستطيع شفاء الأكمه والأبرص ، أخبر بذلك لإثبات نبوته كمعجزة من الله وقال بعدها : بإذن الله .
وإن قال : أنا أطلب منه أن يشفيني بإذن الله .
نقول له : أين هو إذن الله لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه قد أعطي معجزة شفاء المرضى في قبره ؟
وما هو الذي أجبرك بأن لا تطلب الشفاء من الله مباشرة إن كنت تعتقد أن محمداً عليه الصلاة والسلام لا يستطيع أن يشفي أحد بغير إذن الله ؟؟
ولماذا فعلت ذلك وأنت تعرف أن الله قريب منك ويسمع لدعائك وقد قال في محكم كتابه " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " (البقرة : 186) ؟
أما إن ذهب لقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله ادعو لي الله أن يشفيني ، وكان يستند على أحاديث تفيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعه وهو في قبره ، فهذا فعله بدعة محرمة ووسيلة للشرك .

س 2: هل يجوز لمسلم أن يؤم قوما كفارا ؟

الجواب : لا يوجد دليل واحد من الكتاب والسنة يدل على بطلان صلاة المسلم إن صلى لله خلفه كافر ، وكذلك لا يوجد دليل واحد من الكتاب والسنة يدل على بطلان إيمان المسلم إن سمح للكافر أن يصلي لله خلفه بدون أن ينوي أن يكون إماماً له .
وأزيد وأقول : هناك خلاف بين العلماء في مسألة هل الكافر مخاطب بفروع الشريعة أم لا . ومن قال بأن الكافر مخاطب بفروع الشريعة يعتبر صلاة الكافر وصيامه وزكاته وما شابه وتركه المحرمات لله سبباً في تخفيف عذابه يوم القيامة في النار ولكنها غير كافية لخروجه منها لفقدانه التوحيد . لهذا وعلى حسب هذا القول يجوز دعوة الكفَّار للصلاة والصيام ودفع الزكاة وما شابه واجتناب المحرمات مع بيان أن كل هذه الأفعال لا تكفي للحكم عليهم بالإسلام بدون تحقيق التوحيد ، بل ستكون سبباً في تخفيف عذابهم يوم القيامة بدون الخروج من النار .

كتبه : ضياء الدين القدسي

[/align]
رد مع اقتباس