عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 01-23-2012, 08:27 PM
أنصار التوحيد أنصار التوحيد غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 159
افتراضي

أبوشعيب :
بسم الله الرحمن الرحيم ،

يعني نتفق إذن على أن أصل الدين هو ما جاء به الحديث الذي أوردتُه أنا ، إذن لن نختلف في هذا المصطلح إن شاء الله .

أما طلبك العجيب - مع احترامي - لذكر أول العلماء الذين قالوا بذلك .. فأظن أولاً أننا اتفقنا أن نترك كلام العلماء جانباً في هذه المرحلة ، وثانياً لا أدري ما يهم ذلك في ديننا أن نعرف أول العلماء أو آخر العلماء !! هل إذا جهلنا أول العلماء أثمنا أو كفرنا ؟ وأما كون أول العلماء هذا تركنا لاجتهادنا ، فهو ليس إلهاً ولا رسولاً حتى لا ننسب إليه النقص والخلل .. فأرجو أن تتكلم عن نصوص القرآن والسنة التي أكمل الله بها الدين .

لا يعني هذا أنني لا أستطيع الجواب ، إنما أنت تتكلم عن مصطلح ، ثم تسأل عن أول من أتى به .. مع اتفاقنا على معنى هذا المصطلح وهو : ما لا يدخل المرء الإسلام إلا به . فما يفيد الآن في ديننا أن نعلم أول من قال به ؟

اقتباس:
أقول : أنا لم أعنِ كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " وإنما عنيت كلمة " لا معبود بحق إلا الله " فهذه الكلمة تحتاج لعلم زائد لفهمها ، حتى مؤسس حزب التحرير تقي الدين النبهاني والذي يعتبره أتباعه مجتهد مطلق ، أخطأ في استعمالها فقال : " لا معبود إلا الله " ولم يضف كلمة " حق " مع أنها مهمة جداَ ويتغير المعنى من دونها . لهذا أردت أن يكون كلامنا بما هو واضح وبسيط حتى لا نشعب المسألة.
فطلبت منك أن نبحث معنى " كلمة التوحيد " من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة فقط ، فهذا كاف واف لمن أراد الحق .
لهذا سألتك : . ألا يوجد في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة شرح لمعنى لا إله إلا الله بشكل أبسط من هذا المعنى ؟


في لغة العرب ، حرف "لا" إما أن ينفي الوجود أو ينفي الصحّة . فإن ثبت وجود معبودات غير الله ، فدلّ ذلك على أنها تنفي الصحّة عن غير الله تعالى .

أما من يقول : لا معبود إلا الله .. فإن عنى بذلك ما يعنيه حرف "لا" في لغة العرب من نفي الصحة ، مع إقراره بوجود آلهة باطلة تعبد من دون الله ، فلا يضيره ذلك إن كان يعني التفسير الحرفي لهذه الكلمة وهو يعني تمام ما تعنيه .

نعم ، يوجد شرح واف كامل لهذه الكلمة في نصوص كثيرة ، وقد ذكرتُ بعضها .

كقوله تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [الأعراف : 59]

وقوله : { حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } [الحج : 31]

وقوله : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } [النحل : 36]

وأخيراً : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } [المائدة : 72]

فكانت الأنبياء جميعها - عليها السلام - تأمر بعبادة الله وتنهى عن الشرك به ، وهو معنى : لا إله إلا الله .. أي : لا تعبدوا إلا الله .

----------------------

اقتباس:
أقول : ماذا تقصد من قولك " وآمن حسبما تحقق لديه من العلم بمنطوقها ، فقد حقق أصل الدين ." ؟
هل تقصد آمن بها كما فهما هو وليس كما هو معناها الحقيقي ؟ أم تقصد بعد أن فهمها كما تقضيه اللغة العربية ؟


كما تعنيه العربية الصحيحة

----------------------

اقتباس:
سؤالي لك هنا : ما حكم من نطق وأقر بها وهو لا يعرف معناها ؟
أو ما حكم من نطق وأقر بها وهو يفعل ما ينقضها ويهدمها ؟
وماذا تقصد من لزوم إفهامه معناها ؟ هل ليكتمل إسلامه أم ليتحقق ؟


حكمه في الظاهر مسلم ، وفي الباطن كافر .

أما من نطق بها وأقر ، وهو يفعل ما ينقضها .. فهو كافر .

بل ليتحقق إسلامه يجب أن يفهم معناها كما جاءت به .. وهو باختصار شديد : عبادة الله وحده ، ونبذ عبادة كل ما سواه .

----------------------

اقتباس:
أقول : لمعرفة معنى أي مصطلح وضعه العلماء ، غير موجود في القرآن والسنة ، لا بد من معرفة من وضع المصطلح وما قصد من هذا المصطلح ، حتى نستطيع استعماله بالشكل الصحيح فلا نُدخل فيه ما ليس منه ولا نخرج منه ما هو منه . وحتى لا نضع له أركاناً ولوازم حسب أفهامنا وأهوائنا ونلزم بها غيرنا .
ولا يخفى على المطلع على أفكار الطوائف التي تدعي الإسلام ما سببه عدم فهم مصطلح " العقيدة " من أخطاء . فمصطلح العقيدة مصطلح غير موجود في القرآن والسنة وكلام الصحابة. وضعه العلماء لتبسيط شرح بعض المسائل . فنتج عن عدم فهمه أمور كثيرة تخالف التوحيد والدين .


أظنك قد كفيتني المؤنة إذ قلت :

اقتباس:
أقول : نعم جيد . وهذا الدليل من أوضح الأدلة على كيفية دخول العبد للإسلام ، ولنجعله أساساً في حوارنا . وأسأل الله أن لا نختلف في معناه ومفهومه وتطبيقه على الواقع . وإذا كان هذا ما تعنيه من قولك أصل الدين فأنا لا أخالفك في هذا .

فإن كنت تتفق معي على معنى هذا المصطلح ، وأنه ما جاء به هذا الحديث ، فما لزوم كل ما ذكرتَه أنت من معرفة أول قائل به ، وما يعني به ، وما إلى ذلك ؟؟

اتفقت معي على معنى أصل الدين ، وانتهينا .. فلا أرى لزوماً لكل ذلك إلا تشتيت الحوار .

----------------------

اقتباس:
أقول : أليس إذن الأمر بتوحيد الله في العبادة وعدم الإشراك به شيئا هو لإعطاء الله حقه على العبيد ولتحقيق وصف موحد مسلم وتحقيق الدخول الصحيح في دين الله .. ؟
لهذا بعد أن قال تعالى : " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ " قال : " ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "
فما حكم إذن من لم يفعل ذلك ، فلم يترك الشرك وعبد مع الله غيره وهو يدعي الإسلام ؟
هل نستطيع أن نصفه بأنه موحد مسلم في دين الله ؟ والله سبحانه وتعالى يحكم على من أشرك به شيئاً أنه ليس في دين الله القيم . ؟


جواب سؤالك الأول : بلى .

وحكم من لم يترك الشرك هو : مشرك غير مسلم .

ولا ، لا نستطيع أن نصفه بأنه موحد مسلم في دين الله وهو يفعل الشرك .

----------------------

اقتباس:
أقول : أنا اقصد من لا يعرف معنى كلمة التوحيد سواء كان أعجمياً أو عربياً ، ويعتقد الشرك الأكبر ويظن أنه يحسن صنعاً . هل مثل هذا نحكم عليه بالإسلام بمجرد تلفظه كلمة التوحيد ثم نعلمه معنى كلمة التوحيد أم لا نحكم بإسلامه حتى ولو ادعى ذلك حتى نعلمه كلمة التوحيد ويقر بهذا المعنى ؟
حسب ما فهمته من جوابك أننا لا نحكم عليه بدخوله الإسلام وبأنه من أهل التوحيد ولو ادعى ذلك وظن أنه على دين الإسلام ودين التوحيد ، حتى يفهم معنى كلمة التوحيد ويصدق ويقر ويؤمن بهذا المعنى . هل ما فهمته من كلامك صحيح ؟


لو تلفظ بكلمة التوحيد ، فالحكم الظاهر عليه أنه مسلم .. لكن الحكم الباطن هو كافر إن لم يكن يعلم معناها .

أما إن أظهر لنا جهلاً بتوحيد الله وأنه هو المستحق الأوحد للعبادة ، فهذا لا يُحكم بإسلامه ، بل حكمه الظاهر والباطن سواء .

وإن فهمت كلامي وفق ما قلته آنفاً في جوابي هذا ، فنعم ، فهمك لكلامي صحيح .

----------------------

اقتباس:
أقول : ألا يعني أيضاً الحكم على من لا يفعلها ( يعني من لا ينبذ عبادة ما سوى الله ) بأنه غير موحد ؟

بلى .. إن الحكم على الفعل هو حكم على الفاعل .. هذا لغة وعقلاً .

ففاعل الشرك مشرك .. هذا من الضرورات العقلية التي لا يماري فيها أحد .

ومتى يكفر من لا يقرّ بذلك ؟

الجواب : إن كان تحقق عنده أن هذا الفعل شرك في دين الله ، ثم قال : فلان بفعله لهذا الشرك موحّد .. فيجعل التوحيد هو عين الشرك .. فهذا كافر .

كما يكفر من يقول : فلان بفعله للزنى وانتهاكه لحرمات الله : صالح ورع .. فهذا أيضاً كافر ، لمساواته بين الصلاح والفجور .

----------------------

اقتباس:
تقول : " نحكم عليه بأنه مشرك في ذلك الفعل ." كيف يعني نحكم عليه بأنه مشرك في ذلك الفعل ؟!
هل تقصد أنه أصبح مشركاً بهذا الفعل ؟
أم تقصد أنه في فعله هذا مشرك ولكن حكم الإسلام عنه لم يرفع حتى نقيم عليه الحجة ونتحقق من شروط التكفير وموانعه ؟ ( أنتبه نحن لا نتحدث عن المكره )
إذا كنت تقصد هذا المعنى فما هو دليلك عليه من الكتاب والسنة . ؟
ثم ما هي هذه الأعذار التي تمنع من الحكم بمشرك غير موحد غير مسلم على من فعل الشرك الأكبر مختاراً قاصداً لفعله ؟
ومن أين جئت بتعبير أن من فعل الشرك الأكبر ، يحكم عليه بأنه مشرك في فعله ولا يخرج من الإسلام حتى تقام عليه الحجة ويتحقق من شروط التكفير وموانعه ؟
هل عندك دليل من كتاب الله وسنته على ذلك ؟
وهل ما تقوله ينطبق على أناس معينين أم على كل الناس ؟ وإذا فرقت فما هو الدليل ؟


المقصود أنه مشرك في المسألة التي أشرك فيها ، ولا يعني هذا ضرورة أنه مشرك في باقي المسائل .

مثاله :

رجل موحد لله تعالى في الدعاء ، ولكنه مشرك في الحكم .

نعم ، إن توحيده لله في الدعاء لا ينفعه ولا وزن له عند الله إن أشرك ولو في مسألة واحدة ، لكن عند التوصيف نقول : موحّد لله في الدعاء ، مشرك به في الحكم .. وعند إطلاق الحكم نقول : مشرك كافر خارج عن الإسلام .

كقوله تعالى : { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ } [البقرة : 85] فذكر أن عندهم بعض إيمان بالكتاب .. مع أن هذا لا ينفعهم حتى يؤمنوا به جميعاً .

وقوله : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ } [يوسف : 106] فذكر أن عندهم إيمان ، لكنه لا ينفعهم إذا خالطه الشرك .

وقوله : { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } [العنكبوت : 65] .. أي أنهم وحّدوا الله في الدعاء عند الكرب ، ولم يكونوا بهذا التوحيد مؤمنين لبقاء اعتقادهم في الأصنام .. لكن الشاهد فيه أنهم وحّدوه في الدعاء والعبادة في تلك اللحظة ، ولكن لم يرتفع وصف الشرك عنهم فيها .

أما قولي في الشرك الأكبر ، فلا تهتم .. فأنا أقول لا يُعذر في الشرك الأكبر أحد إلا المكره أو المنتفي قصده . ومن يفعل الشرك الأكبر جاهلاً فهو كافر ، خارج عن الإسلام .

----------------------

اقتباس:
فإذا لم تعلمه معنى العبادة لغة أو لم يعرفها لغة وعبد غير الله جهلاً وادعى أنه يعبد الله وحده وأنه من الموحدين وعلى دين الإسلام فهل نقبل منه هذا الإدعاء ؟

لا .

----------------------

اقتباس:
ألم يدع اليهود والنصارى في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم وحدوا الله في العبادة وهم واقعين في الشرك الأكبر ؟ هل مثل هؤلاء يفهم معنى العبادة ومعنى الشرك .؟
ألا يقول النصارى : أب ، ابن ، روح القدس ، إله واحد .
ألم يتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله وهم مع ذلك يقولون أنهم على دين التوحيد ؟


نعم ، كانوا يفهمون معنى العبادة ومعنى الشرك ، ولكنهم جحدوا الحق وأبوا أن يلتزموا به ، وكان ادعاؤهم للتوحيد إنما هو للجدال بالباطل والتلبيس على الناس .. فهؤلاء هم اليهود ، الذين عرفوا الحق وكفروا به .

بلى ، يقول النصارى ذلك ، وهم أنفسهم يقولون : نحن نعبد المسيح الذي هو ابن الله !! وهم أنفسهم يقرون أنهم يدعون المسيح عند الشدائد ، ويعبدونه ، لانه - كما يقولون - في يده مقاليد السماوات والأرض .

فأرادوا الجمع بين المتناقضات الصارخة التناقض ، فغيّبوا عقولهم ، فقالوا : نحن نعبد غير الله ، ولكننا نقر أنه لا إله إلا الله .. تقول لي كيف ؟ أقول لك : النصارى أنفسهم لا يعلمون كيف .

فالشاهد فيه أنه من علم حقيقة معنى العبادة لغة ، فلا بدّ أن يعلم الحق من الباطل في هذه المسائل .

وهذا هو الدليل :

عن زيد بن حارثة - رضي الله عنه - قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو مردفي في يوم حار من أيام مكة ، ومعنا شاة قد ذبحناها وأصلحناها ، فجعلناها في سفرة . فلقيه زيد بن عمرو بن نفيل ، فحيا كل واحد منهما صاحبه بتحية الجاهلية . فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : يا زيد - يعني ابن عمرو - ما لي أرى قومك قد شنفوا لك ؟ قال : والله يا محمد ، إن ذلك لغير ترة لي فيهم ، ولكن خرجت أطلب هذا الدين حتى أقدم على أحبار خيبر ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي . فخرجت حتى أقدم على أحبار الشام فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا الدين الذي أبتغي .. الأثر .

----------------------

اقتباس:
أقول : يا سبحان الله !
ألم تقل يا أبا شعيب : " يكفيه أن يعتقد أن فعل الشرك باطل وضلال ولا يرضاه الله ، ويبغض هذا الفعل ويبغض فاعله لفعله للشرك ، فيكون بذلك هذا الجاهل مسلماً ."
أنت هنا تقول يكفيه أن يعتقد ذلك وتحكم عليه بأنه مسلم جاهل .
ثم بعد سؤالي عن نفس الحالة ولكن بمثال آخر ، حكمت عليه أنه مجنون مختل عقلياً .
أنت فسرت نبذ الشرك والمشرك والكفر بكل معبود سوى الله بأن : يعتقد أن فعل الشرك باطل وضلال ولا يرضاه الله ، ويبغض هذا الفعل ويبغض فاعله لفعله للشرك . وحكمت على من يفعل ذلك بأنه مسلم جاهل .
وعندما سألتك عمن أعلن إسلامه وانتمى لدين الإسلام ولكنه داوم على شركه معتقداً بطلان هذا الشرك وأبغض نفسه لفعلها هذا الشرك ، لأنه ظن كما قلتَ أنت : أن نبذ الشرك ، والكفر بكل ما يعبد من دون الله يعني : أن يعتقد أن فعل الشرك باطل وضلال ولا يرضاه الله ، ويبغض هذا الفعل ويبغض فاعله لفعله للشرك . قلت عنه أنه مجنون أو مختل عقلياً .
وضح هداك الله ما الفرق فلعله غاب عني شيئاً ، لأني أرى تناقضاً في كلامك
.

هداني الله وإياك .. ألم أقل من قبل إن نبذ الشرك يعني : تركه قلباً وقالباً ؟

ثم انظر في أي مقام قلت تلك الكلمة ، أي : " يكفيه أن يعتقد أن فعل الشرك باطل وضلال ولا يرضاه الله ، ويبغض هذا الفعل ويبغض فاعله لفعله للشرك ، فيكون بذلك هذا الجاهل مسلماً "

قلتها في معرض كلامي عن التكفير .. يعني نحن نتكلم عن مسلم موحّد ، وقد ذكرت قبل هذه الكلمة قولي :

اقتباس:
فيُؤمر العبد أن يوحد الله - سبحانه وتعالى - في عبادته ، ولا يُشرك به شيئاً في أيّ من العبادات ، وينبذ عبادة ما سواه ، ويعتقد بطلانها ، والأدلة على ذلك متظافرة متظاهرة ، ويعلمها الجميع ، ويتفق عليها جميع المسلمين ، فلا أظن أنني أحتاج إلى إيرادها تجنباً للإطالة

وعندما أتيت على مسألة التكفير ، قلت :

اقتباس:
فأقول في التكفير إنه حكم شرعي كباقي الأحكام الشرعية ، يعوز من يتصدى له أدلة قطعية من القرآن والسنة ، ولا يُحكم فيه بمجرد العقل . ومن جهل الأدلة الشرعية (أي : ممن دخل الإسلام) ، يكفيه أن يعتقد أن فعل الشرك باطل وضلال ولا يرضاه الله ، ويبغض هذا الفعل ويبغض فاعله لفعله للشرك ، فيكون بذلك هذا الجاهل مسلماً .

يعني : من حقق التوحيد ، يكفيه من التكفير ذلك !!

فأين التناقض في كلامي ؟؟ وأنت الذي تقول :

اقتباس:
وإذا سَألنا : ما حكمي إذا أعلنت إسلامي وانتميت لدين الإسلام ولكني بقيت على شركي وأنا أعتقد بطلانه وأنبذه وأبغض نفسي لفعلها هذا الشرك ؟

وأنا قلت من قبل إنه لا يدخل المرء في الإسلام حتى يوحد الله في عبادته ويترك الشرك !!

أين التناقض ؟

أنت تفسر كلامي وتقول :

اقتباس:
أنت فسرت نبذ الشرك والمشرك والكفر بكل معبود سوى الله بأن : يعتقد أن فعل الشرك باطل وضلال ولا يرضاه الله ، ويبغض هذا الفعل ويبغض فاعله لفعله للشرك . وحكمت على من يفعل ذلك بأنه مسلم جاهل .

مع أنك سألتني قبل هذا وقلت :

اقتباس:
وما المقصود بنبذ عبادة ما سواه ؟

وقد أجبتك جواباً واضحاً مختصراً ، فقلت :

اقتباس:
يعني تركها قلباً (بما يقتضي حتماً اعتقاد بطلانها) وقالباً (بما يقتضي ترك مظاهر العبادة)

فكيف تتهمني بعد كل هذا أنني فسرت نبذ الشرك بالاعتقاد لبطلان الشرك فقط ؟؟ أليس هذا من الحيف والضيم ؟

الإنصاف عزيز يا أخي ، جعلنا الله وإياك من المنصفين .

اقتباس:
وضح هداك الله ما الفرق فلعله غاب عني شيئاً ، لأني أرى تناقضاً في كلامك .

أرجو أن تكون المسألة قد توضحت لك الآن .

----------------------

اقتباس:
أقول : وماذا يعني عندك الكفر بالطاغوت ، والكفر بما يعبد من دون الله ، وقول إبراهيم عليه السلام " إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ " ؟

الكفر بالطاغوت بيّنه الله تعالى في موضع آخر إذ قال : { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ } [الزمر : 17]

معناه : اعتقاد بطلان عبادة غير الله تعالى ، وتركها ، وبغضها ، وبغض من يفعلها لأنه يفعلها ، لا لذاته أو لشخصه .

أما قول إبراهيم - عليه السلام - في البراءة .. فهي براءة منهم في فعلهم ، يعني : هو بريء منهم في شركهم وكفرهم .

قال تعالى : { وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [يونس : 41]

وقال أيضاً : { إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }[هود : 54]

وأيضاً : { فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [الشعراء : 216]

وتعني أيضاً : براءة من ذواتهم وأشخاصهم بعد إقامة الحجة عليهم وإظهارهم العداوة لدين الله .. من جنس قوله تعالى : { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } [التوبة : 114]

وقوله تعالى : { قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } [هود : 46]

أما قوله : كفرنا بكم .. فهو يعني : كفرنا بشرككم وكفركم .

قال الطبري في تفسيره :

وقوله : { كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } : يقول - جلّ ثناؤه - مخبرا عن قيل أنبيائه لقومهم الكفرة : كفرنا بكم : أنكرنا ما كنتم عليه من الكفر بالله ، وجحدنا عبادتكم ما تعبدون من دون الله أن تكون حقًّا ، وظهر بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا على كفركم بالله ، وعبادتكم ما سواه ، ولا صلح بيننا ولا هوادة ، حتى تؤمنوا بالله وحده ، يقول : حتى تصدّقوا بالله وحده ، فتوحدوه ، وتفردوه بالعبادة
وبنحو ذلك قال المفسرون ، كابن كثير وغيره .

----------------------

اقتباس:
أقول : أين يوجد يا أبا شعيب في كلام محمد بن عبد الوهاب أنه بعد ذكره أن تكفير المشرك من أصل الدين استدل على ذلك بقاعدة " من لا يكفر الكافر فهو كافر " ؟
ألا يدل كلامك هذا على أن محمد بن عبد الوهاب وعلماء نجد لم يفهموا أصل الدين لأنهم أدخلوا فيه ما ليس منه .؟
وألا يدل أيضاً أنهم لم يفهموا تطبيقات قاعدة " " من لا يكفر الكافر فهو كافر " ؟


هل لنا أن نرجئ الحوار في ذلك حتى ننتهي من ضبط أصل الدين ؟ لأن هذا سيشعب الحوار ويدخلنا في متاهات لن نخرج منها .

وما كان ذكري للشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - وخطئه في إدراج تكفير الكافر في أصل الدين ، إلا عارضاً .. ولم يكن ركيزة من ركائز الحوار .. فانتبه لذلك ، هداني الله وإياك .

وقد اتفقنا - حتى هذه اللحظة - أن نترك قول العلماء جانباً ، فلنلتزم بذلك .

----------------------

اقتباس:
أقول : أنا لا أقوم مقام أحد . أنا أقوم مقام ديني وسأبينه لك مع أدلته من الكتاب والسنة فقط . وأعتقد أن ما قلتَه عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلماء نجد غير صحيح ، لهذا دعوتك لإثباته بدليل واحد فقط ، ولا أظنك تستطيع . وبعد أن استوضح منك عقيدتك ، سأخبرك بأدلة عقيدتي من الكتاب والسنة وبأدلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الكتاب والسنة . ونناقش هذه الأدلة هنا . بدون أن ندخل بتفرعات تشتت الموضوع .

طيب ، ما دمت تعتقد أن كلامي فيهم غير صحيح ، فلك ذلك .. فهذا لا يؤثر في مسألتنا .

ما نريده في هذا الموضوع هو الحديث عن أصل الدين وضبطه بأدلة القرآن والسنة .

رد مع اقتباس