عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 02-22-2012, 03:50 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على سؤال العضو أبي يحيى الكادح مداخلة رقم 12
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : فإن قول العبد لسيده ربي ، مضمون في تعريفكم للعبادة ، لأنه فعل أو قول لا يصرف الا لله وحده .

أقول ( ضياء الدين ) : لا ، هذا الكلام غير صحيح . فقول العبد لسيده : ربي ، لا يدخل البتة في تعريفي للعبادة وليس مضمونا فيه . ولو فهمت تعريفي للعبادة وفهمت معنى هذا القول ومجال استعمالاته وحكم استعماله لغير الله ما قلت هذا الكلام . لأن هذا القول ليس مما لا يصرف إلا لله وحده .
فقد صرفه يوسف عليه السلام لغير الله . عندما قال : " قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ... " (يوسف : 23)
" وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ " (يوسف : 42)
ولو كان مما لا يصرف إلا لله وحده ما صرفه رسول الله يوسف عليه السلام لغير الله .
وقد صرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لغير الله عندما قال في أشراط الساعة : " أن تلد الأمة ربتها أو ربها " متفق عليه .
وقال عليه الصلاة والسلام لما سئل عن ضالة الإبل : ( مالك ولها ؟! معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء ، وتأكل الشجر ، حتى يجدها ربها ) متفق عليه
وفي رواية : ( دعها معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها)
ولا فرق بين الإنسان والبهيمة ، لأنها هي أيضاً تعبد الله .
أما حكم النهي عن قول العبد لسيده : " ربي " والقول : " اسْقِ رَبَّكَ ، أَطْعِمْ رَبَّكَ ، وَضِّئْ رَبَّكَ " في الأحاديث التي ذكرتها ، فهو ليس للتحريم ولا لأنها صفة لا يوصف بها إلا الله كما فهمت أنت ، وإنما هو من باب الأدب في اللفظ وكرامة التنزيه وسدّا لذرائع الشرك لما فيها من التشريك في اللفظ .
جاء في شرح مسلم للنووي :
" قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي كلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله ولكن ليقل غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي " وفي رواية : " ولا يقل العبد ربي ولكن ليقل سيدي " وفي رواية : " ولا يقل العبد لسيده مولاي فإن مولاكم الله " وفي رواية : " لا يقولن أحدكم اسق ربك أو أطعم ربك وضئ ربك ولا يقل أحدكم ربي وليقل سيدي ومولاي ، ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي فتاتي غلامي " قال العلماء : مقصود الأحاديث شيئان أحدهما نهي المملوك أن يقول لسيده ربي لأن الربوبية إنما حقيقتها لله تعالى لأن الرب هو المالك أو القائم بالشيء ولا يوجد حقيقة هذا إلا في الله تعالى. فإن قيل : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة " أن تلد الأمة ربتها أو ربها ." فالجواب من وجهين : أحدهما أن الحديث الثاني لبيان الجواز وأن النهي في الأول للأدب وكرامة التنزيه لا للتحريم. والثاني أن المراد النهي عن الإكثار من استعمال هذه اللفظة واتخاذها عادة شائعة ولم ينه عن إطلاقها في نادر من الأحوال واختار القاضي هذا الجواب. " أهـ
وجاء في كتاب الفروع لمحمد بن مفلح المقدسي الحنبلي :
" وفي مسلم أيضا : ولا مولاي ، فإن مولاكم الله وظاهر النهي التحريم ، وقد يحتمل أنه للكراهة ، وجزم به غير واحد من العلماء ، كما في شرح مسلم وغيره ، وقد روى أبو داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة مرفوعا ( لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ، ولا يقول المملوك : ربي وربتي ، وليقل المالك : فتاي وفتاتي ، وليقل المملوك : سيدي وسيدتي ، فإنكم المملوكون والرب الله عز وجل ) ورواه أيضا بإسناد صحيح موقوفا قال " وليقل : سيدي ومولاي " ورواه مسلم مرفوعا ، وفي الصحاح : قوله عليه السلام في أشراط الساعة ( أن تلد الأمة ربها وربتها ) فهذا يقتضي أن النهي للكراهة ، وذكر بعض العلماء أن النهي عن كثرة الاستعمال " أهـ

كتبه : ضياء الدين القدسي
[/align]

رد مع اقتباس