عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 02-22-2012, 03:07 AM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الجواب على سؤال العضو أبي يحيى الكادح
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : استاذنا الشيخ ، عذرا على سوء فهمنا
قد فهمنا الآن أن تعريفكم للعبادة معناه، هو ما لا يجوز صرفه لغير الله ، وإلا لكان عبادة لإله آخر
إن كان فهمنا صحيحا ، فأليس هذا حكم العبادة وليس ماهيتها ؟


أقول ( ضياء الدين ) : مع الأسف لا زلتَ لم تفهم تعريفي للعبادة فقد عرفت العبادة : بأنها كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
ولم أعرفها : بأنها هو ما لا يجوز صرفه لغير الله . كما فهمت أنت .
فتعريفي للفعل الذي هو عبادة ، وهو كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده . وهذا التعريف هو تعريف للفعل الذي يطلق عليه بأنه عبادة وليس بيان لحكم العبادة . فالعبادة مصدر عَبَدَ ، وهو فعل . وكل فعل وقول لا يصرف إلا لله فهو عبادة لا يجوز فعله لغير الله ، لأن فعله لغير الله هو عبادة لهذا الغير وإعطاؤه صفة الإله . أما حكم هذا الفعل فهو : إن فُعله لغير الله مع الله فقد وقع في الشرك الأكبر ، وإن فعله لغير الله من دون الله فقد عبد هذا الغير وجعله إلها . قبل ذلك أم لم يقبل .

قولك : وقد استشكل علينا عبدٌ مملوك قال لسيده انت ربي ، ويقصد كقول يوسف عليه السلام اذكرني عند ربك ، وعصى رسول الله بعد ان نهاه الا يقول ذلك وان ذلك لا يقال الا لله .
وإن كان فهمنا خاطئا، فأرجوا أن تتكرموا علينا ولا تبخلوا عنا بوقتكم ، وتبينوا لنا ما الفارق بين تعريفكم وبين ما فهمناه ، وجزاكم الله خيرا


أقول ( ضياء الدين ) : ما هو الذي أشكل عليك في قول المملوك ؟
كلمة ( ربي ) ليست خاصة بالله سبحانه . لهذا يسأل قائلها عن قصده عند استعمالها إن لم تفهم من سياق الكلام . وإن قصد العبد المملوك من قوله لسيده " أنت ربي " كقول يوسف عليه السلام " اذكرني عند ربك " فلا يكفر ولا يشرك بالله .
فكلمة رب تطلق على غير الله حسب معناها اللغوي . وعندما يقصد بها الإله الحق خالق الخلق ، يضاف إليها ما يفرقها ويميزها عن غيرها كأن يقال : رب العالمين ، أو الرب ، أو رب السموات والأرض ، فاسم الرب معرف بأل التعريف ، لا يطلق إلا على الله ، أما إن قصد به المخلوق فيستعمل مضافاً ، مثل أن يقال : رب المنزل ، رب الأسرة ، رب العمل ، ربي ، ربك ، وما شابه . فما أريد به رب الكون وخالقه كان معناه على ما يقتضيه كمال الله جل وعلا ، وإذا أطلق على العبد أريد به ما يناسب حاله من المعاني .

قولك : " وعصى رسول الله بعد ان نهاه الا يقول ذلك وان ذلك لا يقال الا لله .


أقول ( ضياء الدين ) : أين ومتى نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم العبد أن يقول لسيده : أنت ربي ، بالمعنى الذي قاله يوسف عليه السلام ؟

كتبه : ضياء الدين القدسي
[/align]

رد مع اقتباس