عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02-21-2012, 03:31 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على أسئلة العضو أبي يحيى الكادح
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : استشكل علينا من تعريفكم للعبادة أنه ما يصرف لله وحده ما هو آت ، فأردنا أن تزيلوا عنا استشكالنا

أقول ( ضياء الدين ) : لم يكن تعريفي للعبادة كما ذكرتَ أنت هنا وهو : ما يصرف لله وحده . وإنما كان تعريفي للعبادة : هي كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
وهناك فرق كبير بين التعريفين ، فتنبه هداك الله .

قولك : 1- رقص الراقصين لمعبوداتهم على سبيل التعبد منهم لهم
2- البحيرة والوصيلة والسائبة والحام ، التي تعبد بها المشركون لآلهتهم ، مع أن الله ما جعل من ذلك اي شكل من اشكال التقرب التي ليست في دين الإسلام وإنما هي عند اصحاب إله من دون الله يتقربون بها اليه
فإن كنتم تقصدون بتعريفكم للعبادة، العبادة لله فقد استشكل علينا تعريفكم بأنه ماذا استفدنا إذا إن كنا نقول العبادة لله وحده هي ما تصرف لله وحده؟ استفدنا ان العبادة شيء يصرف ، اليس فهمنا صحيحا ؟

أقول ( ضياء الدين ) : لقد قلتُ سابقا أن كل عمل أو قول أو اعتقاد مهما كان يُصرف لغير الله بنية العبادة لهذا الغير فهو شرك بالله وعبادة لغير الله .
فمن يرقص أو يصفق أو يغني لغير الله بنية العبادة لهذا الغير أي ، على سبيل التعبد منه لغير الله كما تقول ، ففعله هذا شرك وعبادة لغير الله . وهو يدخل في تعريفي للعبادة.
لأنه لا يصرف أي عمل أو قول مهما كان بنية العبادة إلا لله الواحد الأحد ، لأن هذه الخاصية والحق له وحده لا يشرك به أحدا .
وهكذا كان حال المشركين في مسألة البحيرة والوصيلة والسائبة والحام . فقد كانوا يفعلونها بنية التعبد لآلهتهم ، لهذا هي شرك وعبادة لغير الله . ولو كانوا يفعلونها كعادة وليس تقرباً وعبادة لأصنامهم لما أشركوا في ذلك .

قولك : مع أن الله ما جعل من ذلك اي شكل من اشكال التقرب التي ليست في دين الإسلام وإنما هي عند اصحاب إله من دون الله يتقربون بها اليه .

أقول ( ضياء الدين ) : هذا الإشكال الذي حصل عندك ناتج عن عدم فهمك لتعريفي للعبادة ، فأنت فهمت التعريف على أن العبادة هي : ما يصرف لله وحده . لهذا حصل عندك الإشكال وظننت أنني أعرِّف العبادة لله فقد .
تعريفي للعبادة جامع مانع وهو : كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
فلا يصرف لغير الله أي عمل أو قول مهما كان بنية العبادة ، لأن كل الأعمال مهما كانت لا تصرف بنية العبادة إلا لله الواحد الأحد . وعند الشخص المخير لا يوجد عمل بدون نية فعله وقصد فعله إطلاقاً . فمن قصد بأي عمل من أعماله مهما كان هذا العمل ، عبادة غير الله ، فقد وقع في الشرك الأكبر وعبد هذا الغير . هذا في الأعمال التي تحتاج لنية العبادة حتى تكون عبادة . أما الأعمال والأقوال التي هي عبادة محضة ولا يفهم من فعلها إلا العبادة لمن فعلت لأجله فلا ينظر لقصد فاعلها لأجل أن يحكم عليه بأنه عبد غير الله وأشرك به أم لا .
مثلا : فعل الرقص والتصفيق : هذه الأفعال ليست محض عبادة . فمن فعلها لأجل الترفيه أو لأجل الغير تشجيعاً أو لأجل المال أو احتفالا بزواج وما شابه ، فلا تعتبر عبادة لغير الله ، أما إن فعلها بنية العبادة لغير الله فهي شرك وعبادة لغير الله . وهكذا كل الأفعال والأقوال التي لا تعد عبادة محضة .
وهناك أفعال المتعارف عليها في مكان ما أنها لا تؤدى للمعبود مع الله في هذا المكان إلا لأجل العبادة والتقرب لهذا المعبود ، فمن فعلها - عن علم - لهذا المعبود بأي نية كانت فهي عبادة لهذا المعبود . ولا ينقذه كونه فعلها بغير نية العبادة . ويحكم عليه بالشرك بمجرد فعلها بهذا الشكل .

قولك : فإن كنتم تقصدون بتعريفكم للعبادة، العبادة لله فقد استشكل علينا تعريفكم بأنه ماذا استفدنا إذا إن كنا نقول العبادة لله وحده هي ما تصرف لله وحده ؟ استفدنا ان العبادة شيء يصرف ، اليس فهمنا صحيحا ؟

أقول ( ضياء الدين ) : مع الأسف فهمك ليس صحيحاً .
فأنا لم أقصد بتعريفي للعبادة ، العبادة لله فقط ، ولم أقل : العبادة لله وحده هي ما تصرف لله وحده . وإنما قلت العبادة : هي كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده .
وهناك فرق كبير بين التعريفين ، فتنبه هداك الله .

كتبه : ضياء الدين القدسي

رد مع اقتباس