عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 02-06-2012, 05:30 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على مداخلة رقم 3
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

اولا: اود الاستفسار عن شئ فى اجابة الشيخ ضياء وهى قوله "العبادة المحضة التي من فعلها لغير الله يشرك الشرك الأكبر ،هي :كل فعل أو قول لا يصرف إلا لله وحده "
فجملة كل فعل او قول لا يصرف الا لله وحده جملة مبهمة فضفاضة والمراد انما هو تحديد الضابط الذى به نسمى اقوالا وافعالا بعينها عبادات دون غيرها وقولة لا يصرف الا لله وحدها فيها ما فيها من الابهام فما هو ضابط ذلك وكيف يتم تحديده ارجو الاجابة بالتفصيل


أقول ( ضياء الدين ) : الضابط هو ما جاء في التعريف وهو " لا يصرف إلا لله وحده "
وهذا ضابط مانع جامع وليس مبهماً أو فضفاضاً لمن عرف الأمور التي تخص الله وحده . أما من لا يعرف ما هي الأمور التي تخص الله وحده فسوف تختلط عليه الأمور . ومن لا يعرف ما هي الأمور التي تخص الله وحده لم يعرف الله سبحانه حق المعرفة . فعليه إذن قبل كل شيء أن يعرف ما هي الصفات والأفعال التي تخص الله وحده ولا يجوز صرفها لغيره .

قولك : لان هذه النقطة بالذات قد تعلقت بها شبهات وتضليلات اوصلت فى النهاية الى اسلمة عباد القبور عند قائليها ولا شك ان هذا كله يعرفه الشيخ ضياء حفظه الله بتفصيلاته فارجو الجواب بتفصيل وسعة صدر .

أقول ( ضياء الدين ) : ما هي الشبهات والتضليلات التي تنطبق على هذا التعريف والتي جعلت عباد القبور مسلمين ؟
عابد القبر أصبح مشركاً لأنه صرف فعلاً لا يكون إلا لله ، لغير الله .
ولا بد من التنبيه أن ليس كل ما وصف بأنه عابد للقبر هو حقيقة عابد للقبر . فلا بد من وصف فعله وعرضه على ثوابت الشرع غير المختلف فيها قبل الحكم عليه . فلا أحد من المسلمين يختلف معك أن عابد القبر مشرك ولكن الخلاف في : هل هو ممن ينطبق عليه صفة عابد القبر . هذه هي المسألة التي يجب أن تبحث . فعلى سبيل المثال هناك من الناس من يعتقد أن من يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشفع له ، مشرك عابد للقبر . مع أنه طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء له لاعتقاده أنه يسمعه في قبره وفق ما ورد من أحاديث . ولم يصرف له أية عبادة من العبادات المحضة .


قولك :ثانيا : الا يمكن ان نقول ان اطلاق العلماء للفظ العبادة على ما قد يصرف لغير الله بلا وقوع فى الشرك الا يمكن ان يقال ان هذا فقط من باب ترتب الثواب على هذه الافعال والاقوال اذا صرفت لله فشابهت العبادة فى ترتب الثواب عليها وفى صرفها لله فامكن اطلاق لفظ العبادة عليها تجوز الا حقيقة وعليه يحمل تعريف شيخ الاسلام ابن تيمية وما جرى مجراه من نحو قول العلماء ان النية تحول العادة الى عبادة وما الى ذلك

أقول ( ضياء الدين ) : العبادة المحضة إن صرفت لغير الله يقع الشرك الأكبر . ولا يوجد عبادة محضة تصرف لغير الله بدون الوقوع في الشرك الأكبر .
أما تعريف العبادة بالمعنى الواسع لابن تيمية فهو ليس لتعريف العبادة المحضة التي لا يجوز صرفها لغير الله ، بحيث من صرفها لغير الله يقع في الشرك الأكبر .
وهناك فرق بين العمل الذي يستحق فاعله الثواب إن فعله لأجل الله ولا يدخل فاعله في الشرك الأكبر إن فعله لغير الله ، وبين العمل الذي هو عبادة محضة لا يجوز صرفها لغير الله ومن صرفها لغيره يقع في الشرك الأكبر . فالنية لا تغير من العبادة المحضة شيئاً ولا تجعلها غير عبادة محضة بتغير النية . أما العادة التي تتحول إلى عبادة بتغير النية فهي ليست عبادة محضة بالأصل ، بل هي بالأصل عادة أثابنا الله عليها إن فعلناها لأجله ، كرماً منه ورحمة بنا . أما العبادة المحضة فهي عبادة محضة بغض النظر عن النية والقصد من فعلها ، فالنية لا تغير طبيعتها وذلك بأن لا تجعلها عبادة محضة كما هو الحال في العادات التي تتحول بالنية إلى عبادات . وهناك نية ليست لها علاقة بطبيعة العبادة المحضة وإنما تبين لمن فعلت هذه العبادة المحضة ، فإن فعلت لله وحده فقد أعطي لله حقه لأنه هو الإله الحق الذي يجب أن يعبد وحده ويجب أن تصرف إليه وحده ، وإن فُعِلت لغير الله فقد صرفت للآلهة الباطلة ووقع فاعلها في الشرك الأكبر لا محالة .
وكما أن كل عادة فعلت لأجل الله لفاعلها الثواب فكذلك كل عادة فعلت لغير الله بنية التعبد لهذا الغير يقع فاعلها في الشرك الأكبر ، وإن لم تفعل بنية التعبد لغير الله لا تعتبر شركاً أكبراً . وهذا لا ينطبق على العبادة المحضة .
وإليك بعض الأمثلة على العبادة المحضة التي لا تكون إلا لله وحده :
1- حق إفراد النسك أو الشعائر التعبدية : فكل فعل ، مهما كان ، يُفعل بنية النسك والتعبد فهو عبادة محضة لا يفعل إلا لله . ومن فعله بهذه النية لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر .
2- إفراد الله بالحكم والتشريع المطلق : حق الحكم المطلق والتشريع المطلق لا يكون إلا لله ، وهذا الحق هو عبادة محضة لا يعطى إلا لله ، ومن صرفه لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر مهما كان قصده ونيته .
3- إفراد الله بالولاية المطلقة : حق الولاية المطلقة لله وحده ، وهذا الحق عبادة محضة لا تصرف إلا لله ومن صرفها لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر .
4- حق الطاعة المطلقة لا تكون إلا لله وحده . وهي عبادة محضة من صرفها لغير الله فقد أشرك الشرك الأكبر . فلا يُطاع لذاته إلا الله سبحانه .
يتبع إن شاء الله
[/align]

رد مع اقتباس