عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 07-06-2012, 11:39 PM
أنصار التوحيد أنصار التوحيد غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 159
افتراضي

أبو شعيب :
بسم الله الرحمن الرحيم ،

اقتباس:
أقول : نعم نتفق على ما جاء بالحديث ، ولا أظننا نختلف في معنى المصطلح ، والخلاف في مفهوم أركان أصل الدين . والمشكلة تكمن في فهم الشرط الأول وهو : الكفر بالطاغوت . أو الكفر بما يعبد من دون الله .
فما معنى الكفر بالطاغوت ؟ وكيف يتحقق في أرض الواقع ؟
وما معنى الطاغوت الذي أمرنا الله أن نكفر به . ؟
فبدون معرفة معنى الطاغوت وبدون معرفة كيفية الكفر به ، لا يتحقق الشرط الأول لدخول الإسلام . أو قل لا يتحقق الشرط الأول لتحقق أصل الدين .
وهذا هو الذي يجب أن نركز عليه في حوارنا بعد الآن .


بل أظننا نختلف أيضاً في الشطر الثاني من كلمة التوحيد ، وهو شطر الإثبات . لأنني أرى أن من يقول بوجوب تكفير المشركين حتى يحقق التوحيد ، فعليه قطعاً أن يرى بوجوب أسلمة الموحدين حتى يحقق التوحيد ، فهما مقترنان لا ينفكان ، ومن أسقط أحدهما من الاعتبار فقد وقع في تناقض .

والحوار سيشمل هذه الأمور كلها ، بإذن الله .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : أنا سألتك عن أول من وضعه ، حتى نعرف منه ماذا قصد بهذا المصطلح ، وما هي أركان هذا المصطلح ؟ وما هي لوازمه ؟ وما يقصد بلوازمه .؟ حتى لا نضيف له أركاناً ولوازم ليست منه ، وحتى لا ننقص من أركانه ولوازمه شي .
فقد يأتي شخص ويقول أنتم هنا تكررون مصطلحا ً ولا تلتزمون بما وضعه صاحبه من أركان ولوازم . فتدخلون بعض الأركان في اللوازم أو تدخلون بعض اللوازم في الأركان . وتفهمون الركن واللازم بغير ما قصده واضعه . لهذا قلت لك نستعمل تعبير " الحد الأدنى المطلوب من العبد تحقيقه لدخول الإسلام ." وهذا التعبير يفهمه كل مكلف عاقل بالغ .


ما دمنا اتفقنا على معنى أصل الدين ، فلا يضيرنا أن نعرف أول من وضعه ، ولا الشروط التي وضعها لها .

اتفقنا أن أصل الدين (باصطلاحنا نحن) هو : الحد الأدنى المطلوب من العبد تحقيقه لدخول الإسلام

فلا تدخلنا في متاهات وتشعبات تحرف الموضوع عن أصله .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : هل تحكم عليه بالإسلام ظاهراً مع معرفتك أنه نطق بها وهو لا يعرف معناها؟

إذا علمت أنه لا يعرف معناها حقاً ، فلن أحكم عليه بالإسلام .. بل هو كافر .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : أنت تقر هنا أنه إذا فعل ما ينقضها يصبح كافراً .
أليس من فعل الشرك الأكبر قد نقضها ؟ وأنت تحكم عليه بالكفر ولا تعذره بالجهل . فلماذا ما زلت تحكم على من لا يكفره بالإسلام ؟
هل من لا يكفره فهم أصل الدين كما فهمته أنت ؟
هل قولك :" أما من نطق بها وأقر ، وهو يفعل ما ينقضها .. فهو كافر ." وجهة نظر لك ؟
أم اجتهاد منك لا تلزم غيرك به ؟
أم أنه مفهوم للشهادة لا يسع أحد أن يخالفه ؟


بلى ، من فعل الشرك الأكبر نقض توحيده ولا ريب .

أما من لا يكفّره فهو معذور بالتأويل أو الجهل ..

تقول لي الجهل بماذا ؟ .. أقول لك : الجهل بشروط وموانع التكفير أولاً ، وثانياً : الجهل بدلالة الفعل الشركي على الشرك ثانياً . (وسنتكلم في ذلك فيما بعد إن شاء الله) .

ثم أنا لا أرى أن تكفير المشرك من شروط الشهادتين ، ما دام المرء يرى أنه على باطل وضلال ، وعلى غير دين الإسلام بهذا الفعل الشركي .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : هنا تقول : لا يتحقق إسلامه حتى يفهم معناها ، وقبلها تقول : حكمه في الظاهر مسلم ، وفي الباطن كافر .
فهل تقصد لا يتحقق إسلامه في الباطن حتى يفهم معناها ولكن يتحقق إسلامه في الظاهر ويعامل معاملة المسلمين مع معرفتنا الأكيدة أنه قالها وهو لا يعرف معناها. ؟
وهل يعرف معناها من اعتقد الشرك الأكبر عن جهل ؟
أو هل يعرف معناها من فعل الشرك ألأكبر وهو يظنه جهاداً في سبيل الله ؟
أنت قلتَ : " ليتحقق إسلامه يجب أن يفهم معناها "
ما حكم من يحكم بإسلام من تلفظ الشهادة وهو يعرف حق اليقين أنه لا يعرف معناها ؟
هل فهم كيفية دخول الإسلام من يعذر بجهله من لم يشترط معرفة معنى الشهادة لدخول الإسلام ؟


جواب أسئلتك الأولى هي فيما سبق من أجوبتي .

أما جواب سؤالك : ما حكم من يحكم بإسلام من تلفظ الشهادة وهو يعرف حق اليقين أنه لا يعرف معناها ؟

هذا لا يخرج عن أمرين :

إما أنه لا يعرف كل معناها .. فيقولها وهو يعتقد ويقر بالآلهة من دون الله .. أو يكفر صراحة بدين الله .. ثم جاء هذا وحكم عليه بالإسلام بعد كل هذه الصراحة في الكفر ، فهذا كافر خارج من الإسلام ، لأنه ردّ النصوص الشرعية التي تفيد كفر هذا الصنف .

وإما أنه يدعي الإسلام ، ويعلم الكثير من معاني التوحيد ، وخالف في مسألة أو مسألتين ، فوقع في الشرك .. فجاء رجل وأبقاه على أصله (وهو الإسلام) .. وأعذره في الشرك بالجهل أو التأويل (والشرك هنا عارض) .. فهذا لا يكفر حتى تقام عليه الحجة قياماً واضحاً لا لبس فيه .

ثم في الحكم على من جهل التوحيد ، هو في حالين :

الأولى : أن يقول : هو في الظاهر مسلم ، في الباطن كافر ؛ فيحكم عليه بحكم المنافقين .. فهذا لا يكفر حتى تقام عليه الحجة ، ويبيّن له أن المنافق إن أظهر كفره فإنه يُحكم عليه بالكفر ظاهراً أيضاً .

الثانية : أن يكون مخالفة المشرك للتوحيد مخالفة جزئية لا كليّة . كأن يكون عنده الكثير من التوحيد ، وخالف في مسألة أو مسألتين (كالحكم أو التحاكم مثلاً) .. فأعذره صاحبنا بالجهل أو التأويل ، مع حكمه عليه بالإسلام لما معه من كثير من جوانب التوحيد .

ومثل ذلك وقع للعلماء في أمر الذي أوصى أهله أن يحرّقوه ، وظن أن الله - تعالى - لا يقدر عليه إن هو فعل ذلك .

فقد أعذره طائفة من العلماء بالجهل ، وعلى رأسهم ابن تيمية - رحمه الله - ، في حين لم يسغ لغيره إعذاره بالجهل ، كابن الجوزي وابن حجر .

وكان تعليل ابن تيمية - رحمه الله - في الحكم عليه بالإسلام هو المسائل الجزئية والمسائل الكلية .

قال : ( َهَذَا الرَّجُلُ كَانَ قَدْ وَقَعَ لَهُ الشَّكُّ وَالْجَهْلُ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ - تَعَالَى - عَلَى إعَادَةِ ابْنِ آدَمَ بَعْدَمَا أُحْرِقَ وَذُرِيَ ، وَعَلَى أَنَّهُ يُعِيدُ الْمَيِّتَ وَيَحْشُرُهُ إذَا فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ . وَهَذَانِ أَصْلَانِ عَظِيمَانِ : أَحَدُهُمَا مُتَعَلِّقٌ بِاَللَّهِ - تَعَالَى - ؛ وَهُوَ الْإِيمَانُ بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَالثَّانِي مُتَعَلِّقٌ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ؛ وَهُوَ الْإِيمَانُ بِأَنَّ اللَّهَ يُعِيدُ هَذَا الْمَيِّتَ وَيَجْزِيهِ عَلَى أَعْمَالِهِ . وَمَعَ هَذَا ؛ فَلَمَّا كَانَ مُؤْمِنًا بِاَللَّهِ فِي الْجُمْلَةِ ، وَمُؤْمِنًا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ فِي الْجُمْلَةِ : وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ يُثِيبُ وَيُعَاقِبُ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَقَدْ عَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا - وَهُوَ خَوْفُهُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يُعَاقِبَهُ عَلَى ذُنُوبِهِ - ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِمَا كَانَ مِنْهُ مِنْ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ ) .

وكذلك قوله عن عائشة - رضي الله عنها - : ( فَهَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ : سَأَلَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَلْ يَعْلَمُ اللَّهُ كُلَّ مَا يَكْتُمُ النَّاسُ ؟ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : نَعَمْ . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ذَلِكَ ، وَلَمْ تَكُنْ قَبْلَ مَعْرِفَتِهَا بِأَنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ يَكْتُمُهُ النَّاسُ كَافِرَةً ، وَإِنْ كَانَ الْإِقْرَارُ بِذَلِكَ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ مِنْ أُصُولِ الْإِيمَانِ ، وَإِنْكَارِ عِلْمِهِ بِكُلِّ شَيْءٍ كَإِنْكَارِ قُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ؛ هَذَا مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ اللَّوْمَ عَلَى الذَّنْبِ )

بغض النظر عن صحة تأويل ابن تيمية - رحمه الله - للحديث من بطلانه ، لكن الشاهد فيه أنه كان يرى الجهل ببعض قدرة الله ، والجهل ببعض علم الله ، لا يُخرج من الإسلام إن كان صاحبه جاهلاً .

فإن جاء رجل وقال مثل قول ابن تيمية - رحمه الله - في من وقع ببعض الشرك الأكبر .. فأنا لا أكفره ، ولا أراه يكفر حتى تُفصل له الحجة ويفهمها ، ثم يعاند ويكابر .

---------------------

أما قولك : هل فهم كيفية دخول الإسلام من يعذر بجهله من لم يشترط معرفة معنى الشهادة لدخول الإسلام ؟

لو أنه عرف الحق من التوحيد واتبعه ، وعرف الباطل من الشرك واجتنبه ، فقد حقق التوحيد ، وإن أخطأ في ضبط كيفية دخول المرء الإسلام ، أو كيفية اجتنابه للشرك .

فما دام عبد الله وحده ، واجتنب الشرك : فقد حقق توحيد الله - عز وجل - ، وهذا ما دلت عليه نصوص الشريعة الواضحة البيّنة ، مع أقوال العلماء من السلف الصالحين .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : لقد ذكرت لك سبب سؤالي وأكرره هنا .
أنا سألتك عن أول من وضعه ، حتى نعرف منه ماذا قصد بهذا المصطلح ، وما هي أركان هذا المصطلح ؟ وما هي لوازمه ؟ وما يقصد بلوازمه .؟ حتى لا نضيف له أركاناً ولوازم ليست منه ، وحتى لا ننقص من أركانه ولوازمه شي .
فقد يأتي شخص ويقول أنتم هنا تكررون مصطلحا ً ولا تلتزمون بما وضعه صاحبه من أركان ولوازم . فتدخلون بعض الأركان في اللوازم أو تدخلون بعض اللوازم في الأركان . وتفهمون الركن واللازم بغير ما قصده واضعه . لهذا قلت لك نستعمل تعبير " الحد الأدنى المطلوب من العبد تحقيقه لدخول الإسلام ." وهذا التعبير يفهمه كل مكلف عاقل بالغ .


المصطلح ليس حصراً على صاحبه ، بل هو قائم بما اصطلح عليه مستعمله .

أنا أستعمل مصطلح أصل الدين لبيان الحد الأدنى المطلوب من العبد تحقيقه لدخول الإسلام . وأرجو أن نكتفي بذلك ، وحسبنا ما تكلمنا به في هذا الشأن .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : إذن أنت تقر أن الأمر بتوحيد الله في العبادة وعدم الإشراك به شيئاً ، هو لإعطاء الله حقه على العبيد ولتحقيق وصف موحد مسلم وتحقيق الدخول الصحيح في دين الله ..
وتحكم على من أشرك بالله أنه مشرك غير مسلم .
فهل إقرارك وحكمك هذا هو من المعنى اللغوي لشهادة التوحيد الذي يجب أن يُفهم منها ، وأن من لا يفهمها هكذا كما فهمته أنت هنا لا يفهم هذه الكلمة ؟


نعم ، هو من المعاني الكثيرة التي تُفهم من كلمة التوحيد .. أن من أشرك بالله فهو مشرك غير موحد ، وليس بمسلم .

وكذلك يُفهم منها أن من يعصي الله تعالى فهو كافر ، كما قال الله : { قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } [آل عمران : 32]

وكقوله : { إِلَّا بَلَاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً } [الجن : 23]

وكقوله : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً } [الأحزاب : 36]

ويفهم منها أيضاً أن الله لا يأمر بالفحشاء والمنكر .. قال تعالى : { وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [الأعراف : 28]

ويفهم منها أيضاً أن الله يأمر بالعدل والإحسان .. قال تعالى : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [النحل : 90]

ويفهم منها أنه لا تحاكم إلا لله .. قال تعالى : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } [النساء : 65]

وأنه لا حكم إلا حكم الله .. قال تعالى : { إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } [يوسف : 40]

وما إلى ذلك ..

-----------------------------

أما قولك : وأن من لا يفهمها هكذا كما فهمته أنت هنا لا يفهم هذه الكلمة ؟

من فهم عموم المسألة وقال : إن من أشرك بالله فهو كافر .. فقد اكتفى ، ويبقى عندئذ إنزال هذا الحكم على الواقع .

فمن أخطأ وقال : إن من فعل الشرك هو مشرك بفعله وفي فعله ، لكن يلزم أولاً قيام الحجة عليه حتى نخرجه من الإسلام .. فأخطأ في قياس الشرك على الكفر ، وغفل عن بعض المعاني المتعلقة بالمسألة ، وقصر فهمه عن تصور المسألة جيداً .. فهذا لا يكفر ولا يأثم حتى تقام عليه الحجة وتبيّن له .

أو قال : هو مشرك بفعله .. موحد بباقي ما عنده من توحيد .. ثم أخطأ في الترجيح فيما يغلب على الفاعل من حكم ، لاعتباره الجهل عذراً يمنع من ترجيح الشرك على التوحيد ، بسبب قياسه الفاسد للشرك على الكفر .. خاصة إن كان الشرك طارئاً على التوحيد عند المنتسب لللإسلام وليس أصلاً ، فهذا أيضاً لا يكفر .

نعم ، الرجل متناقض لخلله في ضبط المسألة .. ولكنه حقق أدنى المطلوب منه في فهم معنى كلمة التوحيد .

أما من قال : من أشرك بالله فهو مسلم .. هكذا كحكم عام ، فهذا كافر ، ولم يفهم حقيقة التوحيد . وهذه الكلمة فيها مساواة بين الشرك والإسلام .. كيف ؟

لأن هذه العبارة إنما حكمت بالإسلام على المرء لفعله الشرك .. فصار الشرك مستلزماً للإسلام عند قائلها ، فبذلك يكون كافراً .

وكذلك يجب التفريق بين أصل المعنى ، وما يتفرع عن هذا الأصل من معاني .

ولا ريب أن أصل المعنى هنا هو : اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً .. وما يتفرع عن هذا الأصل من معاني قد ذكرت بعضها في الأعلى .

فأما من خالف في أصل هذه المعاني المنبثقة من الأصل ، كأن يقول : من يشرك بالله في عبادته فهو موحد .. أو يقول : من يعصي الله فهو مطيع .. فهذا لا شك في كفره وردته عن الدين .

وهذه المعاني المنبثقة تسمى : اللوازم .

وعند الأصوليين فإن انتفاء اللازم يفضي إلى انتفاء الملزوم .

أما من خالف في جزء من اللازم ، مع بقاء أصله عنده .. وهو قوله : إن المشرك بالله كافر .. فهذا يُمكن إعذاره بالجهل أو التأويل .

وأنت تعلم يقيناً أن المخالف في جزئيات الأحكام الأصولية يُمكن أن يُعتذر له بالتأويل أو الجهل ، كما وقع ممن استحل الخمر بالشام متأولين لبعض آيات القرآن ، مع إقرارهم بأصل المسألة وهي أن الخمر حرام .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : حكمك هذا هل فهمته من المعنى اللغوي لشهادة التوحيد ؟

نعم ، كما فهمت المعاني الأخرى المنبثقة عن أصل معنى كلمة التوحيد ، وقد بيّنت ذلك في الأعلى .

وهذا الفهم الشامل تحقق عندي بالنظر إلى أدلة القرآن والسنة ، ومعرفتي بأن فعله هذا سماه الله شركاً أكبر ، فعندها علمت أنه لم يحقق أصل كلمة التوحيد ، وأنه جاهل بأصل معناها .. فلذلك أخرجته من الإسلام

-----------------------------

اقتباس:
أقول : أسألك هنا :
هل يعرف معناها من اعتقد الشرك الأكبر عن جهل ؟
أو هل يعرف معناها من فعل الشرك ألأكبر وهو يظنه جهاداً في سبيل الله ؟
أو هل يعرف معناها من عبد غير الله معه معتقداً أن هذا مشروع في دين الإسلام ؟
لا شك أنك ستجيب بلا .
فأسألك : وهل جوابك " بلا " كان نتيجة فهمك لأصل الدين وهو من معناه أم من خارج أصل الدين ؟
يعني هل الذي يفهم أصل الدين يعرف أن من لم يفهم معنى الشهادة لا يملك اعتقادها؟
وهل الذي يفهم أصل الدين يعرف أن من تلفظ بالشهادة بدون معرفة معناها لا يدخل الإسلام ؟
وهل الذي يعتقد أن مجرد التلفظ بالشهادة بدون أن يعرف معناها تدخله الدين الإسلامي ، فتلفظ بها بدون معرفة معناها يدخل الدين ؟
وهل الذي يقول يكفي لدخول الإسلام ظاهراً مجرد التلفظ بكلمة الشهادة حتى ولو لم يعرف معناها يفهم كيفية دخول الدين ؟


نعم ، هو نتيجة فهمي لأصل الدين وما يترتب عليه من أحكام ، مدّعماً بأدلة الشرع من الكتاب والسنة .

ونعم ، من يفهم أصل الدين يعلم أن من جهل معنى الشهادة فهو غير محقق لها ، وهذا من لازم فهم أصل الدين .

ومن تلفظ بالشهادة دون أن يعلم معناها ، فهو كافر ولا يدخل بذلك الإسلام .

أما من يقول يكفي لدخول الإسلام ظاهراً مجرد التلفظ بكلمة الشهادة ، فيكون حال صاحبه كالمنافقين ، يُحكم عليهم بالإسلام ظاهراً ، ويعامل معاملة المسلمين .. فكلامه صحيح لا غبار عليه .

ولعلك تعني : من يقول : يكفي لتحقيق الإيمان التلفظ بالشهادتين وإن جهل معناها ، بحيث يكون عند الله موحداً مؤمناً ، وهو لا يعلم من الله فضلاً عن التوحيد .. فقائل هذا من أكفر خلق الله .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : ماذا تقصد من قولك "إن كان تحقق عنده أن هذا الفعل شرك في دين الله" ؟
وإن لم يتحقق عنده أن الفعل شرك أكبر وكان شرك أكبر ، هل يعذر بجهله لأنه لم يكفر فاعله ؟
مثلاً : لم يعرف أن إعطاء حق التشريع لغير الله شرك ، أو لم يعرف أن إعطاء حق التحريم والتحليل لغير الله شرك ، فلم يكفر من أعطى هذا الحق لغير الله هل نعتبر هذا الشخص مسلماً حقق أصل الدين وفهم كيف يدخل العبد الإسلام ؟
وحتى يدخل العبد الإسلام ما هي الأفعال التي يجب أن تتحقق عنده أنها من الشرك الأكبر ؟ وخصوصاً ونحن نشترط عليه ترك الشرك ؟
فقد يسألنا ما هو الشرك الذي يجب أن أتركه لأدخل دين الله فماذا سنجيبه ؟
يعني إن لم يعرف أن التحاكم لغير شريعة الله شرك بالله وفعله أو لم يكفر فاعله بل حكم عليه بالتوحيد فما هو حكمه ؟
أو إن أعتقد أن الحلف على كتاب الله للإخلاص للطاغوت إذا كان بنية خدمة الإسلام والمسلمين جائز في شرع الله وليس شركاً وفعله أو لم يكفر من فعله فما حكمه ؟
أو إن اعتقد أن التشريع مع الله أو دونه جائز في شرع الله وليس شركاً ، وفعله . أو لم يكفر فاعله ، فما حكمه ؟


إن لم يتحقق عنده أنه شرك أكبر بسبب جهله ، فهو معذور بالجهل ، بشرط أن يعتقد أن هذا الشرك باطل وحرام ولا يرضاه الله .

إذا لم يعرف أن إعطاء حق التشريع لغير الله هو شرك أكبر .. ولكنه معتقد أنه باطل وحرام ، ومن الاعتداء على حقوق الله ، ويعلم أن الله له وحده حق التشريع ، فهذا لا يكفر حتى يُعرّف وتقام عليه الحجة ويفهمها .

حتى يدخل العبد الإسلام ، يكفيه أن يعتقد أن الشرك باطل ولا يجوز فعله ولا يرضاه الله ، فيتركه وينبذه ، ويبغض من فعله بسبب أنه يفعله .

أما تسمية الأفعال بالشرك الأكبر أو الشرك الأصغر ، فهذه يعوزها الدليل الشرعي ، وليست هي موكلة للعقل .

أما سؤاله لنا عن كنه الشرك الذي يجب أن يتركه ليدخل الإسلام ، فهو كل عبادة ليست لله .. يجب تركها واعتقاد بطلانها .

وإن لم يعرف أن التحاكم لغير شريعة الله شرك ، ولكنه يعتقد بطلانه وحرمته .. فهو مسلم مخطئ .

وإن حكم على فاعله بالتوحيد مع اعتقاده بطلان فعله الشركي .. فهو مسلم مخطئ .

وإن اعتقد أن الحلف على كتاب الله للإخلاص للطاغوت ليس كفراً .. بل باطل .. فهذا يكفيه إن كان جاهلاً .

وإن اعتقد جواز التشريع مع الله ، فهو كافر .. أما إن اعتقد أن فاعله مبطل ، وعلى سخط من الله ، وفعله حرام .. فهو مسلم مخطئ .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : فما حكم من يقول إنني أعلم أن هذا الفعل الشرك الأكبر ولكن لا أكفر فاعله لأنه ربما يكون جاهلاً أو متأولاًٍ . وسأبقى أحكم عليه بالإسلام والتوحيد مهما فعل من شرك أكبر ما دام ينتسب للإسلام ، حتى وإن أقمت عليه الحجة فما دام لم يفهمها فهو معذور عند الله وعندي ويبقى حكمه مسلماً ما دام ينتمي للإسلام ؟
وما حكم من يقول إنني أعتقد أن ما فعله فلان شرك أكبر ولكن لا أكفره كشخص وإنما أكفر الفعل . أما الشخص فما دام ينتسب للإسلام لا أكفره ؟
وما حكم من يقول إنني أعتقد أن ما فعله فلان شرك أكبر وأكفره في حال فعله للشرك ولا أحكم عليه بالتوحيد ما دام متلبساً بالفعل ويعمله ، أما بعد أن ينتهي من فعله للشرك أحكم عليه حسب الأصل بالإسلام والتوحيد ؟ يعني وهو يسجد للصنم أكفره وعندما يفرغ من سجوده للصنم يرجع لأصله مسلماً موحداً ؟
وما حكم من يقول : ما دام هو عضو في البرلمانات الشركية أكفره وعندما تنتهي مدة عضويته ويخرج من البرلمان يرجع مسلماً كما كان قبل دخوله للبرلمان ؟


إن كان عنده مجرد الانتساب للإسلام مانعاً من التكفير ، فهو كافر .

أما من يعذر فاعل الشرك الأكبر بالجهل .. مع اعتقاده أن فعله باطل وشرك ، ويسميه مشركاً في فعله ، وموحداً بباقي أفعاله .. ثم أخطأ في الترجيح لاعتبار الجهل عذراً ، قياساً للشرك على الكفر ، فهذا مخطئ متأول ، لا يحل تكفيره .

أما خطؤه في معنى إقامة الحجة ، وظنه أن إقامة الحجة تعني فهم الحجة ، فهذا خطأ لا يحل تكفيره به .

إن لم يكفّر الفاعل لجهله بشروط التكفير وموانعه ، فيقول : الفعل كفر وشرك ، ولكنني لا أعلم شروط التكفير وموانعه ، وهذا لا يعلمه إلا العلماء ، فامتنع عن تكفير المشرك ، فهو معذور .

أما سؤالك الأخير .. فالظاهر أن من يحكم عليه بالإسلام عنده خطأ في التصور .. فهو - وإن كان حكمه باطلاً - لعله غابت عن باله بعض الاعتبارات فحكم بما ظهر له من اعتبارات أخرى ، فأخطأ .. فهذا لا يحل تكفيره حتى تقام عليه الحجة ويفهمها ثم يعاند ويستكبر .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : ما حكم من لا يُكفر من يقول : فلان بفعله للزنا وانتهاكه لحرمات الله : صالح ورع ؟
وما حكم من يقول : أن دخول البرلمانات الشركية واجب شرعاً وجهاد في سبيل الله وانتخاب مشرعين لها مخلصين لأوطانهم مستحب وواجب شرعاً ، وهو الطريق الوحيد لإقامة شرع الله في الأرض . ؟
أليس هذا القول أعظم من القول بأن فلان بفعله للزنى وانتهاكه لحرمات الله صالح ورع ؟


إن كان يرى قوله باطلاً وحراماً لجهله .. فهو لا يكفر حتى تقام عليه الحجة .

أما فتوى البرلمان ، فهي بلا ريب كفر ، إلا أن قائلها لا يكفر حتى يعلم واقع البرلمان وواقع الشرك فيه ، ثم يقر بكل ذلك دون جهل معتبر ، عندها هو كافر .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : هل حكمك هذا مبني على فهمك لأصل الدين أم فقط على ما قدمته من أدلة ؟

فهمي للمعاني المترتبة على أصل الدين ، إن صح التعبير ، وهو مدعوم بالأدلة الشرعية التي تبيّن ذلك .

-----------------------------

اقتباس:
ما قلته أنت هنا فقط ينطبق على بعض أحبار اليهود . أما عوام اليهود والنصارى فكانوا لا يعرفون معنى العبادة ولا معنى الشرك ، وليس كل كفرهم كان جحوداً للحق ، ولم يكونوا كلهم يجادلون في الباطل للتلبيس على الناس . وليس كل اليهود عرفوا الحق وكفروا به .
والذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله أكثرهم لا يعرفون أن هذا الفعل شرك ، ولو سألتهم : أنت بعملك هذا اتخذت الأحبار أو الرهبان أرباباً من دون الله لقال لك لا نحن لم نعبدهم . وهذا ما حدث مع عدي بن حاتم عندما سمع أية " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .. "
ولو طلبوا منهم أن يصلوا لهم أو يسجدوا لهم لرموهم بالنعال . وهذا حال أكثر من ينتسب للإسلام اليوم ، لو طلب منهم الحكام الذين يطيعونهم في التحليل والتحريم أن يصلوا لهم أو يصوموا لهم لقاموا ضدهم ولم يترددوا في تكفيرهم .
هذا ومن يعرف حال اليهود والنصارى اليوم عن قرب يعرف أن معظمهم جهلة توحيد ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً كما هو الحال في كثير ممن ينتسب للإسلام .


سنتكلم عن مفهوم العبادة قريباً إن شاء الله ، ثم نرى إن كانوا حقاً يجهلون معنى العبادة أم لا .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : ألا يدل ذلك أنهم لا يعرفون معنى العبادة لغة ولا شرعاً . ولا يعرفون الشرك بجميع أنواعه وأشكاله ، وكل ما يعرفونه بعض أنواع الشرك التي لا تضر حكام اليوم . ثم هم لم يريدوا أن يجمعوا بين المتناقضات بل إنهم يعتقدون أنها حقائق وليس متناقضات حتى لو لم يفهموها .
وينطبق عليهم وعلى أمثالهم من المنتسبون للإسلام قوله تعالى : " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا "
ثم ها أنت نفسك هنا تقر أنهم لا يعرفون حقيقة معنى العبادة لغة .
ألم تقل :" فالشاهد فيه أنه من علم حقيقة معنى العبادة لغة ، فلا بدّ أن يعلم الحق من الباطل في هذه المسائل" .
أنت هنا تقر أنهم لا يعلمون حقيقة معنى العبادة لغة . وقلتَ سابقاً : "نعم ، كانوا يفهمون معنى العبادة ومعنى الشرك "
أيهما نعتمد من كلامك ؟ ألا يوجد تناقض هنا ؟


لا يوجد تناقض البتة في كلامي .. وسبب وهمك في ذلك - كما يظهر لي - أنك لا تضبط معنى العبادة وفق المعاني التي أضبطها أنا ، فأنا ما زلت عند قوليّ الاثنين ، ولا أرى فيهما تناقضاً .. وسيبين ذلك عند حورانا في معنى العبادة ، إن شاء الله .

-----------------------------

اقتباس:
أقول : مشركي العرب كانوا يعرفون معنى العبادة ويعرفون أنهم يشركون بالله ويعترفون بذلك . ويعرفون معنى الإله لأنها من لغتهم وهم أساتذة اللغة .
ويعرفون أنهم يعبدون مع الله ألهة أخرى ، ولكنهم يظنون أن هذا لا يخالف دين إبراهيم عليه السلام بل كانوا يعتقدون أنه دين إبراهيم . أمَّا أهل الكتاب فأكثرهم كان لا يعرف العبادة ولا جميع أنواع الشرك ويظن نفسه على التوحيد وأنه مسلم في دين الله . ووفد نجران لدليل واضح على هذا . الم يقولوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما دعاهم للإسلام والتوحيد : " لقدأسلمنا قبلك " مع أنهم كانوا على الشرك .؟


مشركو العرب كانوا يعلمون معنى العبادة جيداً ، في حين إن يهود العرب ونصاراهم لم يكونوا يعلمون معنى العبادة !! .. يعني ذلك أن المشركين كانوا عرباً وهؤلاء لم يكونوا كذلك ؟؟

طيب ، عندما قال الله تعالى : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } [آل عمران : 64]

فهل كان يتكلم مع أناس لا يعلمون معنى العبادة لغة ؟؟ .. فإن قلت نعم ، فأنت تنسب الله تعالى إلى السفه ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .

فإما أنهم كانوا يعلمون أنهم مشركون بأفعالهم ، فيصح خطابهم بهذه الآية ، أو لم يكونوا يعلمون ، ويظنون أنهم موحدون .. فلا يصح خطابهم بهذه الآية .

========================
========================
========================

على أية حال .. لم أشأ أن أدع سؤالاً واحداً من أسئلتك دون جواب ، حتى لا يتهمني البعض بالتهرب والتملص ، مع أنني أرى أننا انحرفنا كثيراً بهذه الأسئلة عن أصل الموضوع المطروح ، والذي كان يجب أن يكون نقاشاً مبنياً على أدلة القرآن والسنة ، وليس : أنت تسأل وأنا أجيب .

فما شأن البرلمان والحكم والتحاكم والتصورات وما إلى ذلك في مسألتنا هذه التي نحاورها ؟؟ لماذا كل هذه التفريعات والتشعيبات ، والموضوع أساساً لا يتحمل كل ذلك .

لذلك ، بصفتي موجهاً للحوار ، أرجو أن نرجئ هذه المسائل إلى ما بعد التأصيل الشرعي . فدعنا أولاً نتكلم بالعمومات المختصرات ، ونذكر الأدلة على ذلك من القرآن والسنة ، ثم التفريعات لها مقامها .

وكان داعيّ لجواب أسئلتك هو ادعاؤك أنك تسألني حتى تقف على حقيقة مذهبي ، فصبرت على ذلك ، وأظنني بيّنته بياناً وافياً ، والحمد لله .. وسأكتب بياناً مختصراً لمذهبي في ما تأخذه عليّ في هذه المسألة ، وأوضح رأيي فيها ، إن شاء الله .

رد مع اقتباس