عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-22-2012, 09:10 PM
أنصار التوحيد أنصار التوحيد غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 159
افتراضي

مسلم1 :
بسم الله الرحمن الرحيم


قولك : الأدلة مستفيضة وكثيرة جداً ، ولكن ما دمت تريد دليلاً واحداً ، فهذا هو :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « من قال لا إلـه إلا الله‏‎ ‎وكفر بما يُعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه وحسابه على الله .

أقول : نعم جيد . وهذا الدليل من أوضح الأدلة على كيفية دخول العبد للإسلام ، ولنجعله أساساً في حوارنا . وأسأل الله أن لا نختلف في معناه ومفهومه وتطبيقه على الواقع . وإذا كان هذا ما تعنيه من قولك أصل الدين فأنا لا أخالفك في هذا .

قولك : لا ، لم ترد في القرآن والسنة حسبما أعلم .. ولكنه مما اصطلح عليه المسلمون لتسهيل المعاني وإيضاحها ، ولا مشاحة في الاصطلاح لو كان صحيحاً .
أقول : نعم لم يرد ذكره في الكتاب ولا في السنة . فمن هو من علماء المسلمين الذي استعمل هذا الاصطلاح ؟ وهل بين ما هو المقصود منه ؟
وهل بين أن له أركان ولوازم ، وبين هذه الأركان واللوازم ؟
وبين أحكام هذه الأركان واللوازم ؟
أم تُركت لنا لنعينها نحن حسب أفهامنا واجتهاداتنا . ؟

قولك : نعم ، يوجد في القرآن الكريم ما يبيّن كيف يدخل العبد في الإسلام . كقوله - تعالى - : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } [النحل : 36]
وقوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ } [المؤمنون : 23
وقوله : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } [المائدة : 72] والآيات في ذلك كثيرة .

أقول : نعم ما قلته صحيح . وأضيف عليه آية أخرى واضحة بينة في هذا الخصوص وهي قوله تعالى : " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " (البقرة : 256)
لنجعل هذه الآيات أساساً لحوارنا . ما دمنا اتفقنا عليها .
وما دام الله سبحانه وتعالى حدد لنا في القرآن الكريم كيف يدخل العبد الإسلام ، فلا حاجة لنا لكلام غيره . ويجب علينا أن نرد ما يخالفه .

قولك : أما قولك : لا يعرف معناها كثير من الناس . فماذا تقصد بذلك ؟
أقول : أنا لم أعنِ كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " وإنما عنيت كلمة " لا معبود بحق إلا الله " فهذه الكلمة تحتاج لعلم زائد لفهمها ، حتى مؤسس حزب التحرير تقي الدين النبهاني والذي يعتبره أتباعه مجتهد مطلق ، أخطأ في استعمالها فقال : " لا معبود إلا الله " ولم يضف كلمة " حق " مع أنها مهمة جداَ ويتغير المعنى من دونها . لهذا أردت أن يكون كلامنا بما هو واضح وبسيط حتى لا نشعب المسألة.
فطلبت منك أن نبحث معنى " كلمة التوحيد " من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة فقط ، فهذا كاف واف لمن أراد الحق .
لهذا سألتك : . ألا يوجد في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة شرح لمعنى لا إله إلا الله بشكل أبسط من هذا المعنى ؟

قولك : أتقصد أنهم أعاجم لا يعرفون معنى " لا إله إلا الله " في لغة العرب ؟
أقول : لا شك أن كثيراً ممن يدعي الإسلام اليوم لا يعرف معنى كلمة التوحيد كما يريدها الله . وسيظهر هذا في حوارنا . عندما ندخل في بيان معناها .
وكذلك لا شك أن كثيراً ممن ينتسب للإسلام اليوم لا يعرف معنى العبادة ولا يعرف ما هو الشرك . وسيظهر هذا في حوارنا أيضاً .
وليس فقط الأعاجم هو من لا يعرف معنى كلمة التوحيد والعبادة والشرك ، بل كثير ممن يدعي أنه من العرب ويتسمى باسم قبائل العرب لا يعرف ذلك أيضاً . بل قد نجد من الأعاجم من يفهم كلمة التوحيد والعبادة والشرك أكثر ممن يدعي العروبة .

قولك : " أم تقصد أنهم لا يعرفون معنى العبادة مع إقرارهم أن فعلهم لو كان عبادة فإنهم لا يصرفونه إلا الله ؟ فأجازوا بذلك عبادة غير الله ، مع اعتقادهم أنهم لا يعبدون إلا الله ؟ "
أقول : لم اقصد ذلك من كلامي ولكنك ما دمت سألت سأجيبك : نعم . الكثير منهم لا يعرف معنى العبادة ولا الشرك . ولو عرف معنى العبادة لما صرفها لغير الله جهلا . ولو عرف الشرك ما وقع فيه وما كان اعتقده . نعم أجازوا عبادة غير الله مع اعتقادهم أنهم لا يعبدون إلا الله . وهذا هو حال أهل الكتاب والكثير من المنتسبين للإسلام .

قولك : أم أنهم لا يعلمون كيف يعبدون الله ، مع إقرارهم أنه هو المستحق للعبادة لا غيره ؟ كما وقع لزيد بن عمرو بن نفيل إذ كان يقول : ( اللهم لو اني أعلم أحب الوجوه اليك لعبدتك به ، ولكني لا أعلم ؛ ثم يسجد على راحلته ) ؟
أقول : لا ليس هذا ما قصدته أيضا ً . ولكنك ما دمت سألت سأجيبك : ليس موضوعنا عن كيفية عبادة الله ، بل عن كيفية الابتعاد عن عبادة غير الله . فزيد بن عمرو بن نوفل كان يعرف كيفية عبادة غير الله ، لهذا كان يتجنب عبادة غير الله وكان يحكم على المشركين في زمنه أنهم غير موحدين وليس على دين إبراهيم لأنهم يعبدون غير الله . وما كان يجهله هو كيفية عبادة الله بالشكل الصحيح ، لأن هذا يحتاج لرسول .

قولك : ثم ما وجه الصعوبة في فهم هذه الكلمة لمن فهم منطوقها لغة ؟ هل لك أن تبيّن لنا ؟
أقول : لا يوجد صعوبة في فهم معنى كلمة التوحيد لمن أراد فهمها . لأن الله سبحانه وتعالى بينها أفضل بيان وأوضحه في كتابه الكريم وبينها رسوله عليه الصلاة والسلام أيضاً . وفرض على كل مكلف معرفتها والإيمان والعمل بها . ومن يفهم اللغة العربية يستطيع فهمها كما يريدها الله ، لهذا فهمها عرب قريش عندما خوطبوا بها . وهذا هو سبب رفضهم لها .

قولك : وأنا أقول لك : من فهم معنى لا إله إلا الله لغة ، ثم صدّق بها وآمن حسبما تحقق لديه من العلم بمنطوقها ، فقد حقق أصل الدين .
أقول : ماذا تقصد من قولك " وآمن حسبما تحقق لديه من العلم بمنطوقها ، فقد حقق أصل الدين ." ؟
هل تقصد آمن بها كما فهما هو وليس كما هو معناها الحقيقي ؟ أم تقصد بعد أن فهمها كما تقضيه اللغة العربية ؟

قولك : أما من لا يفهم معناها لغة ، فهذا أعجمي ، أو أحمق ؛ يستلزم ذلك إفهامه معنى تلك الكلمة في لغة العرب .
أقول : لا . ليس من لا يفهم معناها أعجمي أو أحمق فقط ، بل قد يكون يدعي العروبة والمشيخة والعلم بالدين ولا يعرف معناها . وسيظهر ذلك في حوارنا .
سؤالي لك هنا : ما حكم من نطق وأقر بها وهو لا يعرف معناها ؟
أو ما حكم من نطق وأقر بها وهو يفعل ما ينقضها ويهدمها ؟
وماذا تقصد من لزوم إفهامه معناها ؟ هل ليكتمل إسلامه أم ليتحقق ؟

قولك : أما قولك من هو أول من استعمل هذا المعنى لكلمة الشهادة ، فلا أظن أن هذا يفيد في المسائل العقدية .. سواء أكان أول من استعمله زيد أو عمرو ، ما يؤثر ذلك في دين الناس ؟ هل يقوم به أي حكم شرعي ؟
والعبرة في هذا المصطلح ( أي : أصل الدين ) هو بصحته وموافقته للأدلة الشرعية ، لا بأول من استعمله .

أقول : لمعرفة معنى أي مصطلح وضعه العلماء ، غير موجود في القرآن والسنة ، لا بد من معرفة من وضع المصطلح وما قصد من هذا المصطلح ، حتى نستطيع استعماله بالشكل الصحيح فلا نُدخل فيه ما ليس منه ولا نخرج منه ما هو منه . وحتى لا نضع له أركاناً ولوازم حسب أفهامنا وأهوائنا ونلزم بها غيرنا .
ولا يخفى على المطلع على أفكار الطوائف التي تدعي الإسلام ما سببه عدم فهم مصطلح " العقيدة " من أخطاء . فمصطلح العقيدة مصطلح غير موجود في القرآن والسنة وكلام الصحابة. وضعه العلماء لتبسيط شرح بعض المسائل . فنتج عن عدم فهمه أمور كثيرة تخالف التوحيد والدين .

قولك : لأن هذا أمر الله - تعالى - أولاً ،قال تعالى :{ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ }
وثانياً : هو حق الله - تعالى - على الناس . قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً »‏
وأخيراً ، هذا من موجبات العلاقة بين الخالق والمخلوق ، وبين الرازق والمرزوق ، وبين المنان والممنون ، وبين المالك والمملوك .. وما إلى ذلك .. قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة : 21]
وقال أيضاً : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات : 56]

أقول : أليس إذن الأمر بتوحيد الله في العبادة وعدم الإشراك به شيئا هو لإعطاء الله حقه على العبيد ولتحقيق وصف موحد مسلم وتحقيق الدخول الصحيح في دين الله .. ؟
لهذا بعد أن قال تعالى : " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ " قال : " ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "
فما حكم إذن من لم يفعل ذلك ، فلم يترك الشرك وعبد مع الله غيره وهو يدعي الإسلام ؟
هل نستطيع أن نصفه بأنه موحد مسلم في دين الله ؟ والله سبحانه وتعالى يحكم على من أشرك به شيئاً أنه ليس في دين الله القيم . ؟

قولك : كيف لا يعرف كيف يوحد الله ؟ إما أنه لم يفهم مدلول " لا إله إلا الله " لغةً لأعجميته ، أو أنه لا يعرف معنى العبادة ، فيصرف لغير الله عبادة يظنها ليست بعبادة ..
فأيهما تعني ؟
فإن قلت لا يفهم معناها لغة ، أقول : نشرح له ما تعني هذه الكلمة في العربية ، فإن فهمها وصدّق بهذا المعنى وآمن به ، فقد دخل الإسلام وصار موحداً .
وإن قلت لا يفهم معنى العبادة ، فهذا أيضاً متعلق باللغة .. إن لم يفهم معناها لغة لم يفهم معناها شرعاً

أقول : أنا اقصد من لا يعرف معنى كلمة التوحيد سواء كان أعجمياً أو عربياً ، ويعتقد الشرك الأكبر ويظن أنه يحسن صنعاً . هل مثل هذا نحكم عليه بالإسلام بمجرد تلفظه كلمة التوحيد ثم نعلمه معنى كلمة التوحيد أم لا نحكم بإسلامه حتى ولو ادعى ذلك حتى نعلمه كلمة التوحيد ويقر بهذا المعنى ؟
حسب ما فهمته من جوابك أننا لا نحكم عليه بدخوله الإسلام وبأنه من أهل التوحيد ولو ادعى ذلك وظن أنه على دين الإسلام ودين التوحيد ، حتى يفهم معنى كلمة التوحيد ويصدق ويقر ويؤمن بهذا المعنى . هل ما فهمته من كلامك صحيح ؟

قولك : فإما أن تتكلم معي عن أعجمي لا يفقه قولاً ، أو عن عربيّ يفهم معاني الألفاظ .. ما رأيك ؟
أقول : يا أبا شعيب ليس كل من يدعي أنه عربي اليوم يفهم لغة العرب . وما أظن أن هذا يخفى عليك .

قولك : يعني تركها قلباً (بما يقتضي حتماً اعتقاد بطلانها) وقالباً (بما يقتضي ترك مظاهر العبادة) .
أقول : ألا يعني أيضاً الحكم على من لا يفعلها ( يعني من لا ينبذ عبادة ما سوى الله ) بأنه غير موحد ؟

قولك : نحكم عليه بأنه مشرك في ذلك الفعل ؛ فإن كان شركاً أكبر ، ولم يوجد ما يُعذر به من موانع التكفير ، فقد حقّ عليه الخروج من الإسلام .. وإن كان أصغر ، فهو موحّد ناقص التوحيد
أقول : عندما يطلق لفظ شرك ومشرك بدون أن يخصص يقصد به الشرك الأكبر . لهذا لا داعي لتحديد أي الشرك أقصد من كلامي إلا إذا حددت أنه الشرك الأصغر .
تقول : " نحكم عليه بأنه مشرك في ذلك الفعل ." كيف يعني نحكم عليه بأنه مشرك في ذلك الفعل ؟!
هل تقصد أنه أصبح مشركاً بهذا الفعل ؟
أم تقصد أنه في فعله هذا مشرك ولكن حكم الإسلام عنه لم يرفع حتى نقيم عليه الحجة ونتحقق من شروط التكفير وموانعه ؟ ( أنتبه نحن لا نتحدث عن المكره )
إذا كنت تقصد هذا المعنى فما هو دليلك عليه من الكتاب والسنة . ؟
ثم ما هي هذه الأعذار التي تمنع من الحكم بمشرك غير موحد غير مسلم على من فعل الشرك الأكبر مختاراً قاصداً لفعله ؟
ومن أين جئت بتعبير أن من فعل الشرك الأكبر ، يحكم عليه بأنه مشرك في فعله ولا يخرج من الإسلام حتى تقام عليه الحجة ويتحقق من شروط التكفير وموانعه ؟
هل عندك دليل من كتاب الله وسنته على ذلك ؟
وهل ما تقوله ينطبق على أناس معينين أم على كل الناس ؟ وإذا فرقت فما هو الدليل ؟

قولك : نعلمه معنى العبادة لغة ، ولو شئت لأفضت عليه بالأدلة الشرعية والعقلية حتى يفهم .
فإن المعنى اللغوي للعبادة هو أصل المعنى الشرعي لها . لذلك كان كفار قريش ، ذكيهم وغبيهم ، يفهم معنى " لا إله إلا الله " أتم الفهم ، دون الحاجة إلى التفصيل ، لأنهم يعرفون معنى الإله والعبادة في لغتهم .

أقول : أنا لا أسألك عن رغبتي ورغبتك ، أسالك عن ما هو الضروري فعله حتى نحكم عليه بدخوله الإسلام .
فإذا لم تعلمه معنى العبادة لغة أو لم يعرفها لغة وعبد غير الله جهلاً وادعى أنه يعبد الله وحده وأنه من الموحدين وعلى دين الإسلام فهل نقبل منه هذا الإدعاء ؟
نحن لا نتحدث يا أبا شعيب عن كفار قريش الذي نزل القرآن بلغتهم ، نحن نتحدث عن الناس اليوم عربهم وعجمهم .

قولك : كيف يقر بأنه لن يعبد إلا الله .. ثم هو لا يفهم معنى كلامه هو ؟؟
هل هو أعجمي لا يفهم العربية ؟ أو أحمق لا يفهم معنى الألفاظ ؟ يقول لن أعبد إلا الله ، وهو لا يفهم معنى العبادة ؟؟
كمن يقول : لن أشرب إلا الماء ، وهو لا يعرف معنى الشرب !!
ما هذا التناقض ؟

أقول : مثل هؤلاء كانوا موجودين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكثر الناس في زمننا منهم .
ألم يدع اليهود والنصارى في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم وحدوا الله في العبادة وهم واقعين في الشرك الأكبر ؟ هل مثل هؤلاء يفهم معنى العبادة ومعنى الشرك .؟
ألا يقول النصارى : أب ، ابن ، روح القدس ، إله واحد .
ألم يتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله وهم مع ذلك يقولون أنهم على دين التوحيد ؟
وأمثالهم كثير في زمننا ممن يدعي الإسلام والتوحيد .
بل نجد ما هو محسوب من علماء المسلمين أو علامة عصره من يفتي بفعل الشرك الأكبر تقرباً إلى الله وهو يعتقد أنه واجب شرعي .
ألم يُفتِ القرضاوي علامة عصره ، وعبد الخالق الكويتي إمام السلفية في الكويت وغيرهم كثير ممن يوصفون بعلماء الأمة بوجوب دخول البرلمانات الشركية وجواز القَسم على القرآن لاحترام قوانين الطاغوت ؟ هل مثل هؤلاء يفهم معنى التوحيد والعبادة والكفر بالطاغوت ؟ ناهيك عن أتباعهم .
يا أبا شعيب : إذا رأينا من يشرب الماء وهو يقول أنا لا أشرب الماء فماذا نحكم عليه ؟
نقول : إما أنه لا يعرف معنى الشرب أو كاذب .
ومن يقل لن أشرب إلا الماء وهو يشرب الوسكي ماذا نحكم عليه ؟
نقول : إما أنه لا يعرف معنى الشرب أو لم يعرف معنى الماء واعتقد أن الوسكي ماءً . والقول بأنه لم يعرف معنى الماء أقرب للحقيقة .
وكذلك من رأيناه يعبد غير الله وهو مع ذلك يقول أنا لا أعبد غير الله ، نحكم عليه إما بأنه لا يعرف معنى العبادة أو أنه كاذب مخادع . وكلاهما لا يحكم بإسلامه وتوحيده .

قولك : أقول له : أنت مجنون أو مختل عقلياً .
أقول : يا سبحان الله !
ألم تقل يا أبا شعيب : " يكفيه أن يعتقد أن فعل الشرك باطل وضلال ولا يرضاه الله ، ويبغض هذا الفعل ويبغض فاعله لفعله للشرك ، فيكون بذلك هذا الجاهل مسلماً ."
أنت هنا تقول يكفيه أن يعتقد ذلك وتحكم عليه بأنه مسلم جاهل .
ثم بعد سؤالي عن نفس الحالة ولكن بمثال آخر ، حكمت عليه أنه مجنون مختل عقلياً .
أنت فسرت نبذ الشرك والمشرك والكفر بكل معبود سوى الله بأن : يعتقد أن فعل الشرك باطل وضلال ولا يرضاه الله ، ويبغض هذا الفعل ويبغض فاعله لفعله للشرك . وحكمت على من يفعل ذلك بأنه مسلم جاهل .
وعندما سألتك عمن أعلن إسلامه وانتمى لدين الإسلام ولكنه داوم على شركه معتقداً بطلان هذا الشرك وأبغض نفسه لفعلها هذا الشرك ، لأنه ظن كما قلتَ أنت : أن نبذ الشرك ، والكفر بكل ما يعبد من دون الله يعني : أن يعتقد أن فعل الشرك باطل وضلال ولا يرضاه الله ، ويبغض هذا الفعل ويبغض فاعله لفعله للشرك . قلت عنه أنه مجنون أو مختل عقلياً .
وضح هداك الله ما الفرق فلعله غاب عني شيئاً ، لأني أرى تناقضاً في كلامك .

قولك : يعني لا يوجد دليل شرعي واحد ينص على أن قولنا فلان كافر أو مشرك هو شرط لدخول الإسلام .
أقول : وماذا يعني عندك الكفر بالطاغوت ، والكفر بما يعبد من دون الله ، وقول إبراهيم عليه السلام " إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ " ؟

قولك : " جعلها من أصل الدين بناء على قاعدة فقهية نص عليها العلماء وهي : من لا يكفر الكافر فهو كافر .. وقد بنوا هذه القاعدة الفقهية على قاعدة شرعية تنص على أن من ردّ حكماً شرعياً أقرّه الله في كتابه ، أو رسوله في سنته ، فهو كافر .
ومن هذا المنطلق جعل الشيخ محمد - رحمه الله - هذه القاعدة من أصل الدين الذي لا يمكن أن يدخل المرء الإسلام بدونه .. فأخطأ فهم مبنى هذه القاعدة أولاً ، ثم بنى على هذا الفهم الخاطئ خطأ آخر ، فأدرجها في أصل الدين ."

أقول : أين يوجد يا أبا شعيب في كلام محمد بن عبد الوهاب أنه بعد ذكره أن تكفير المشرك من أصل الدين استدل على ذلك بقاعدة " من لا يكفر الكافر فهو كافر " ؟
ألا يدل كلامك هذا على أن محمد بن عبد الوهاب وعلماء نجد لم يفهموا أصل الدين لأنهم أدخلوا فيه ما ليس منه .؟
وألا يدل أيضاً أنهم لم يفهموا تطبيقات قاعدة " " من لا يكفر الكافر فهو كافر " ؟

قولك : أما هل عنده دليل ؟ كل مخطئ ومصيب من هذه الأمة عنده دليل ، ولا أظن أن الكلام عن الدعوة النجدية وأدلتها ، والاعتبار في منهجها في فهم النصوص وما إلى ذلك ، لا أظن أنه سيفيد طرحنا هنا ، بل سيشتته ويخرجه عن محوره الذي فتحنى هذا الحوار من أجله .
أقول : أنا اقصد من الدليل هنا قرآن أو سنة ، لأننا نتحدث عن أصل الدين ، أو عن ما هو القدر الأدنى الذي يجب تحققه حتى يدخل العبد الإسلام . فمثل هذا الموضوع لا يقبل فيه إلا دليل قطعي الدلالة قطعي الثبوت .
هذا ، ولست أنا من ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة النجدية . وأنا لا أطلب منك أن نناقش منهج محمد بن عبد الوهاب وعلماء نجد فهذا ليس مكانه هنا . وإنما سألتك لأستوضح . وطلبت منك أن تثبت إدعاءك بحقهم دون أن نشتت الموضوع .

قولك : " أما إن كنت أن تقوم مقام الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وتثبت أن التكفير من أصل الدين الذي لا يتم الإيمان إلا به ، وأنه يلزم أجهل خلق الله فضلاً عن ذوي الفهم ليدخلوا الإسلام ، فلك ذلك .. واعرض لنا أدلتك حتى نناقشها "
أقول : أنا لا أقوم مقام أحد . أنا أقوم مقام ديني وسأبينه لك مع أدلته من الكتاب والسنة فقط . وأعتقد أن ما قلتَه عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلماء نجد غير صحيح ، لهذا دعوتك لإثباته بدليل واحد فقط ، ولا أظنك تستطيع . وبعد أن استوضح منك عقيدتك ، سأخبرك بأدلة عقيدتي من الكتاب والسنة وبأدلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الكتاب والسنة . ونناقش هذه الأدلة هنا . بدون أن ندخل بتفرعات تشتت الموضوع .

رد مع اقتباس