عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 11-13-2017, 06:27 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

مسلم 1 :

بسم الله الرحمن الرحيم

تكملة الرد على المشاركة رقم 17



قولك : إن لم يتحقق عنده أنه شرك أكبر بسبب جهله ، فهو معذور بالجهل ، بشرط أن يعتقد أن هذا الشرك باطل وحرام ولا يرضاه الله .

أقول : وما هو الحد الأدنى الذي يجب أن يتحقق عنده من معرفة للشرك حتى يستطيع أن يدخل الإسلام ؟
وبعبارة أخرى : ما هو الشرك الذي يجب أن يعرفه ليستطيع أن يجتنبه ويدخل دين الله ؟


قولك : إذا لم يعرف أن إعطاء حق التشريع لغير الله هو شرك أكبر .. ولكنه معتقد أنه باطل وحرام ، ومن الاعتداء على حقوق الله ، ويعلم أن الله له وحده حق التشريع ، فهذا لا يكفر حتى يُعرّف وتقام عليه الحجة ويفهمها .


أقول : يا رجل ما هذا الكلام ؟!!
كيف يعلم أن حق التشريع لله وحده ولا يعرف أن إعطاءه لغيره شرك ؟!!
وكيف لا يعلم أن من ادعاه فقد جعل نفسه نداً لله ؟ وأن من أطاعه فقد أشرك بالله وعبد الطاغوت .؟
ثم ما هذا الإله الذي يعبده هذا الشخص ، والذي يسمح بدخول دينه ، من يأخذ حقه الخاص به ؟
وما هذه الحجة التي تريد أن تقيمها عليه ؟ ومتى تنتهي من إقامتها ؟
أتريد أن تفهمه أن من يعتدي على حقوق الله الخاصة ، لا يمكن أن يكون موحداً ، ولا يمكن أن يكون في دين الله . ؟
وهذا هو ما يجب أن يعرفه عند دخوله لهذا الدين .
أم تريد أن تفهمه أن من أعطى حقاً من حقوق الله الخاصة به لغيره فقد أشرك بالله وخرج من الدين ؟ أم ماذا تريد أن تفهمه ؟
كيف عرف معنى كلمة التوحيد وعرف معنى الإله والعبادة والطاغوت ، من لا يعرف أن إعطاء حق من حقوق الله الخاصة ، لغير الله ناقض للتوحيد واتخاذ إله مع الله ؟
من أين وكيف عرف أنه باطل وحرام وأنه اعتداء على حقوق الله ؟
يعرف أنه باطل وحرام واعتداء على حقوق الله ولا يعرف أنه شرك وناقض للتوحيد مع معرفته أنه حق لله وحده . ؟!
هل هذا هو الكفر بالطاغوت الذي أمر الله به ، كشرط أوَّلي لدخول الإسلام؟
إذن حسب كلامك هذا ، من لا يُكفّر ، ويحكم بالإسلام والتوحيد على من ادعى حق التشريع مع الله ، لا يضر توحيده وإسلامه شي ، ويستطيع أي شخص بدون أن يعتقد أن من أعطى حق التشريع المطلق لغير الله ، غير موحد ، أن يدخل الإسلام ما دام يعتقد أنه باطل وحرام وأنه اعتداء على حق الله الخاص .
أنت تقول هذا والله سبحانه وتعالى يقول : إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "
فأي القولين هو دين الله ؟
ومعنى قوله تعالى : " وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " أي أكثر الناس لا يعلمون أن إعطاء حق الحكم والتشريع لغير الله عبادة لهذا الغير . وكونهم لا يعلمون ذلك ، لا يجعلهم على دين الله القيم . لأن من أراد أن يكون في دين الله القيم ، يجب أن يعتقد أن حق الحكم والتشريع لله وحده ، وأن من أعطاه لغيره في أي مسألة كانت ، فقد عبد هذا الغير واتخذه نداً لله .


قولك : حتى يدخل العبد الإسلام ، يكفيه أن يعتقد أن الشرك باطل ولا يجوز فعله ولا يرضاه الله ، فيتركه وينبذه ، ويبغض من فعله بسبب أنه يفعله .
أما تسمية الأفعال بالشرك الأكبر أو الشرك الأصغر ، فهذه يعوزها الدليل الشرعي ، وليست هي موكلة للعقل .



أقول : يا رجل ، نحن لا نتحدث عن الأسماء نتحدث عن الأحكام .
ألم تقل سابقاً أنه يجب حتى يدخل الإسلام ، أن يعرف أن من فعل الشرك ليس في دين الله ؟
ثم تعود وتقول هنا : " يكفيه أن يعتقد أن الشرك باطل ولا يجوز فعله ولا يرضاه الله ، فيتركه وينبذه ، ويبغض من فعله بسبب أنه يفعله "
فإما أنك تنس ما تقوله أو أنك لا تفهم ما تقوله .
وإليك بعض أقوالك للتذكير .
عندما سألتك : وما المقصود بنبذ عبادة ما سواه ؟
أجبتَ : يعني تركها قلباً (بما يقتضي حتماً اعتقاد بطلانها) وقالباً (بما يقتضي ترك مظاهر العبادة( .
فسألتك : ألا يعني أيضاً الحكم على من لا يفعلها ( يعني من لا ينبذ عبادة ما سوى الله ) بأنه غير موحد ؟
فقلتَ : " بلى .. إن الحكم على الفعل هو حكم على الفاعل .. هذا لغة وعقلاً.
ففاعل الشرك مشرك . هذا من الضرورات العقلية التي لا يماري فيها أحد."
وعندما سألتك : فما حكم إذن من لم يفعل ذلك ، فلم يترك الشرك وعبد مع الله غيره وهو يدعي الإسلام ؟ هل نستطيع أن نصفه بأنه موحد مسلم في دين الله ؟
قلتََ :" حكم من لم يترك الشرك هو : مشرك غير مسلم .
ولا نستطيع أن نصفه بأنه موحد مسلم في دين الله وهو يفعل الشرك ."


قولك :
أما سؤاله لنا عن كنه الشرك الذي يجب أن يتركه ليدخل الإسلام ، فهو كل عبادة ليست لله .. يجب تركها واعتقاد بطلانها .


أقول : تقول :" نقول له كل عبادة ليست لله .. يجب تركها واعتقاد بطلانها ."!!
ما معنى هذا الكلام يا رجل ؟ ألم تقرأه بعد أن كتبته ؟
وهل هناك عبادة ليست الله ؟ وما معنى تركها ؟
كيف سيترك العبادة التي ليست لله ؟
إذا كانت عبادة فيجب عليه أن لا يتركها ، بل يؤدها لله ؟
يجب أن يعتقد أن فعلها لغير الله باطل . وليست هي لغير الله . فكل عبادة حق لله وحده ، ومن يصرفها لغيره فقد وقع في الظلم العظيم لأنه أعطى حق الله لغيره . ومن وصفه كذلك ، لا يمكن أن يكون موحداً ، ولا يمكن أن يدخل دين الله .
أنا أفهم ماذا قصدت من قولك :" نقول له كل عبادة ليست لله .. يجب تركها واعتقاد بطلانها ."
قصدت أن تقول : " كل عبادة صرفت لغير الله يجب اعتقاد بطلانها وعدم فعلها لغير الله "
ولكن لا أظن أن من يريد أن يدخل الإسلام يفهم كلامك هذا كما فهمته أنا.
ثم هل بكلامك هذا قد بلغت شهادة التوحيد وشروط دخول الإسلام ، التبليغ المبين الذي كان يبلغه رسل الله ؟
ماذا سيفهم منك ، من هذا الجواب من سألك : ما هو الشرك الذي يجب أن أتركه لأدخل دين الله ؟
وهل هذا الكلام الذي قلتَه له جواباً لسؤاله ؟
يسألك سؤالاً عملياً وأنت تجيبه بالعموميات غير الواضحة حتى ولو صيغت بالشكل الصحيح .
يسألك عن الشرك الذي يجب أن يتركه حتى يدخل دين الله ؟
يسألك عنه حتى يعلمه فيتركه ويحكم على من لم يتركه بالشرك وعدم دخوله الإسلام . ؟
وأنت تجيبه على هذا السؤال : " كل عبادة ليست لله .. يجب تركها واعتقاد بطلانها "
أطلب منك أن توضح لنا كيف صار هذا الجواب ، جواباً لسؤاله ؟
وكيف سيستفيد من هذا الكلام للناحية العملية ؟

قولك : وإن لم يعرف أن التحاكم لغير شريعة الله شرك ، ولكنه يعتقد بطلانه وحرمته .. فهو مسلم مخطئ .


أقول : لقد بينت لك خطأ هذا الكلام سابقاً . وأنه حتى يدخل الإسلام يجب أن يعرف أن التحاكم لغير شرع الله ، ناقض للتوحيد ، وأن فاعله غير موحد . ولا يكفيه أن يعتقد بطلان الفعل وحرمته ، لأن الله وصفه بأنه إيمان بالطاغوت . وبين أنه من معنى الكفر بالطاغوت الذي أمر به وجعله الشرط الأول لدخول الإسلام .
قال تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا "


قولك : وإن حكم على فاعله بالتوحيد مع اعتقاده بطلان فعله الشركي .. فهو مسلم مخطئ .


أقول : من حكم على من تحاكم للطاغوت بالتوحيد ، فهو لا يعرف التوحيد ولا يعرف الكفر بالطاغوت . والدليل على ذلك قوله تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا"

قولك : وإن اعتقد أن الحلف على كتاب الله للإخلاص للطاغوت ليس كفراً .. بل باطل .. فهذا يكفيه إن كان جاهلاً .


أقول : من يقل هذا الكلام لا يعرف كيفية الكفر بالطاغوت ، وإن كان يعرف معنى الكفر بالطاغوت ، فهو لا يعرف أن العبد لا يدخل الإسلام ودين التوحيد ، بدون الكفر بالطاغوت .
وهو من جهله لا يعرف أن الإخلاص للطاغوت يناقض الكفر به .
ثم تقول : " إن كان جاهلاً " . جاهلا بماذا يا رجل ؟
ألا يعرف أن الإخلاص للطاغوت ينافي الكفر به ؟
إذن أنت ممن يعذر بالجهل مَن اعتقد أنه مهما فعل من كفر وشرك ما دام يعتقد أنه باطل فإنه لا يضره .
سؤال : هل من عبد الصنم وأقسم على الإخلاص له وهو يعتقد أن هذا العمل باطل وليس كفراً يعذر بالجهل ويحكم عليه بالتوحيد .؟
إن قلت نعم ، فيجب عليك أن لا تكفر أي شخص فعل أي نوع من أنواع الشرك الأكبر ما دام يعتقد جهلا أنه حرام وباطل .



قولك : وإن اعتقد جواز التشريع مع الله ، فهو كافر .. أما إن اعتقد أن فاعله مبطل ، وعلى سخط من الله ، وفعله حرام .. فهو مسلم مخطئ .

أقول : سبحان الله !
تكفر من اعتقد جواز التشريع مع الله ولا تعذره بالجهل ، ولا تكفره إن لم يعتقد أن فاعله مشرك وتعذره بالجهل؟


قولك : إن كان عنده مجرد الانتساب للإسلام مانعاً من التكفير ، فهو كافر
أما من يعذر فاعل الشرك الأكبر بالجهل .. مع اعتقاده أن فعله باطل وشرك ، ويسميه مشركاً في فعله ، وموحداً بباقي أفعاله .. ثم أخطأ في الترجيح لاعتبار الجهل عذراً ، قياساً للشرك على الكفر ، فهذا مخطئ متأول ، لا يحل تكفيره .



أقول : ما زلتَ تكرر أنه " يكفي لدخوله الإسلام أن يعرف أن المشرك بفعله مشرك وليس بعينه وذاته ." إذن حسب هذا الكلام ، لو اعتقد من يريد أن يدخل الإسلام أن الطاغوت مشرك بفعله فقط وليس بشخصه وعينه وأن شخصه وعينه مسلم في دين الله ، يكون قد حقق الكفر بالطاغوت .

قولك : أما خطؤه في معنى إقامة الحجة ، وظنه أن إقامة الحجة تعني فهم الحجة ، فهذا خطأ لا يحل تكفيره به


أقول : لا يحل تكفيره حتى ولو قرأنا عليه قوله تعالى : " وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ " وبينا له ما المقصود من إقامة الحجة ؟

قولك : إن لم يكفّر الفاعل لجهله بشروط التكفير وموانعه ، فيقول : الفعل كفر وشرك ، ولكنني لا أعلم شروط التكفير وموانعه ، وهذا لا يعلمه إلا العلماء ، فامتنع عن تكفير المشرك ، فهو معذور .


أقول : ما علاقة شروط التكفير وموانعه في الحكم على فاعل الشرك الأكبر بالشرك . ؟
ألم تقل أنت : " إن الحكم على الفعل هو حكم على الفاعل .. هذا لغة وعقلاً . ففاعل الشرك مشرك . هذا من الضرورات العقلية التي لا يماري فيها أحد " .


قولك : أما سؤالك الأخير .. فالظاهر أن من يحكم عليه بالإسلام عنده خطأ في التصور .. فهو - وإن كان حكمه باطلاً - لعله غابت عن باله بعض الاعتبارات فحكم بما ظهر له من اعتبارات أخرى ، فأخطأ .. فهذا لا يحل تكفيره حتى تقام عليه الحجة ويفهمها ثم يعاند ويستكبر.


أقول : أعيد سؤالي : وما حكم من يقول إنني أعتقد أن ما فعله فلان شرك أكبر وأكفره في حال فعله للشرك ، ولا أحكم عليه بالتوحيد ما دام متلبساً بالفعل ويعمله ، أما بعد أن ينتهي من فعله للشرك أحكم عليه حسب الأصل بالإسلام والتوحيد ؟ يعني وهو يسجد للصنم أكفره وعندما يفرغ من سجوده للصنم يرجع لأصله مسلماً موحداً ؟
وما حكم من يقول : ما دام هو عضو في البرلمانات الشركية أكفره وعندما تنتهي مدة عضويته ويخرج من البرلمان يرجع مسلماً كما كان قبل دخوله للبرلمان ؟
سؤالي واضح وكان جوابك بعدم تكفير من كان حاله كذلك حتى تقام عليه الحجة .
أسألك هنا :
1- ما هذه الحجة التي تريد أن تقيمها عليه ؟
2- كيف أخطأ في تصور الفعل ؟
3- وما هذه الأمور التي غابت عن باله ؟
4- وما هذه الاعتبارات التي أدت لخطئه ؟
5- وما هذه الاعتبارات التي ظهرت له والتي جعلته يحكم بإسلامه . ؟


قولك : إن كان يرى قوله باطلاً وحراماً لجهله .. فهو لا يكفر حتى تقام عليه الحجة


أقول : أنت قلت سابقاً : " إن كان تحقق عنده أن هذا الفعل شرك في دين الله ، ثم قال : فلان بفعله لهذا الشرك موحّد .. فيجعل التوحيد هو عين الشرك .. فهذا كافر .
كما يكفر من يقول : فلان بفعله للزنى وانتهاكه لحرمات الله : صالح ورع .. فهذا أيضاً كافر ، لمساواته بين الصلاح والفجور ."
والآن تقول : لا يكفر من لا يكفره .
يعني حسب عقيدتك : لا يَكفر من لم يُكفر ، من سوى بين الصلاح والفجور . ما دام يعتقد أن قوله باطل وحرام
وقبل ذلك حكمت على من سوى بين الصلاح والفجور بالكفر .
فأنت لا تحكم بالكفر على من لا يُكفر من كفرته أنت بالدليل القطعي ، وتعذره بالجهل وتشترط لتكفيره قيام الحجة .
فما هذه الحجة التي تريد أن تقيمها على من حكم بالإسلام على من سوى بين الصلاح والفجور ؟
وما هي هذه الحجة التي تريد أن تقيمها على من حكم بالإسلام على من قال : فلان بفعله للزنا وانتهاكه لحرمات الله : صالح ورع ؟
شخص يصف فعل الحرام بأنه ورع وصلاح عن علم ، هل يشك في كفره من عنده أدنى علم بحكم من يغير حكم الله عن علم .
الله يقول : هذا مرتكباً للحرام عاصياً ، وهذا يقول وهو يعلم حكم الله : لا ، بل هو ورع وصالح ..
ما وصف مثل هذا الشخص ؟ أليس طاغوتاً من الطواغيت ؟
ألم يجعل نفسه نداً لله يحسن ويقبح على الله ؟
ألم يشرع الحرام ويحله ؟ بل يمدحه ويُجل فاعله ؟
ما حكم من لم يكفر مثل هذا ؟
ما حكم من لم يُكفر الطاغوت هذا ؟
أنت بعدم حكمك بالكفر على من لم يكفره ، حكمت بالإسلام والتوحيد على من لم يكفر الطاغوت .


قولك : أما فتوى البرلمان ، فهي بلا ريب كفر ، إلا أن قائلها لا يكفر حتى يعلم واقع البرلمان وواقع الشرك فيه ، ثم يقر بكل ذلك دون جهل معتبر ، عندها هو كافر .


أقول : يا رجل ، من دخل البرلمانات ، علماؤهم يقرون أنه شرك وكفر ، ولكن إذا فُعل لمصلحة الدعوة ، فهو واجب وجهاد في سبيل الله .
ألم تقرأ كتبهم ؟ ألم تقرا كتاب عمر الأشقر وكتاب عبد الخالق الكويتي؟ ألم تقرأ نشارات الأخوان المسلمين حول حكم الانتخابات ؟
ثم أنا لم أسالك عن حكمهم وكنت أظن أنك تكفرهم ولا تشك في كفرهم . أنا سألتك عن حكم من لا يكفرهم وهو يعرف حالهم وشركهم .
وأتوقع أن تقول بعد معرفة جوابك على السؤال الذي قبله : لا أكفره ما دام يقول : عملهم باطل وشرك ، وهم في شركهم مشركين بشركهم ، ولكن أعيانهم مسلمة موحده معذورين بالجهل والتأويل .
وأتوقع أن تقول : لا أكفره حتى أقيم عليه الحجة ، فيفهما فهماً تاماً لا لبس فيه ، وإلا فسوف يظل عندي عالماً ورعاً تقياً مجاهداً . حتى ولو لم يفهم الحجة التي أقمتها عليه !!!!!


قولك : فهمي للمعاني المترتبة على أصل الدين ، إن صح التعبير ، وهو مدعوم بالأدلة الشرعية التي تبيّن ذلك


أقول : وما هي هذه المعاني المترتبة على أصل الدين والأدلة الشرعية التي جعلتك تحكم بالإسلام على من لم يُكفر الطاغوت ، واكتفيت منه أن يصفه أنه على باطل وأن عمله باطل ؟
وما هي هذه المعاني المترتبة على أصل الدين والأدلة الشرعية التي جعلتك تحكم بالإسلام على من لم يكفر من حسَّن الكفر والشرك وساوى بين الصلاح والفجور ؟
بل ما هي هذه المعاني المترتبة على أصل الدين والأدلة الشرعية التي جعلتك تحكم بالإسلام على من لم يُكفر من نازع الله في حكمه ؟


قولك : سنتكلم عن مفهوم العبادة قريباً إن شاء الله ، ثم نرى إن كانوا حقاً يجهلون معنى العبادة أم لا .


أقول : هل أفهم من كلامك أنك ما زلت تقول أن كل اليهود كانوا يفهمون معنى العبادة ؟ وأن من يدعي الإسلام اليوم يفهمون معنى العبادة ؟
إذا كنت تقول بهذا فما هو دليلك ؟ وخصوصاً وقد جئتك بدليل واضح على عكس ذلك .

قولك : لا يوجد تناقض البتة في كلامي .. وسبب وهمك في ذلك - كما يظهر لي - أنك لا تضبط معنى العبادة وفق المعاني التي أضبطها أنا ، فأنا ما زلت عند قوليّ الاثنين ، ولا أرى فيهما تناقضاً .. وسيبين ذلك عند حورانا في معنى العبادة ، إن شاء الله .


أقول : إذن لننتظر توضيحك لمعنى العبادة وكيفية ضبطها عندك .

قولك : مشركو العرب كانوا يعلمون معنى العبادة جيداً ، في حين إن يهود العرب ونصاراهم لم يكونوا يعلمون معنى العبادة !! .. يعني ذلك أن المشركين كانوا عرباً وهؤلاء لم يكونوا كذلك ؟؟


أقول : أنا لم أقل أن يهود ونصارى العرب في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعلمون المعنى اللغوي للعبادة . بل كانوا يعلمون ذلك من لغتهم ، ولكن طغى على أفهامهم المعنى الشرعي عندهم للعبادة ، فأصبحوا عندما يخاطبون : بأن اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، لا يخطر على بالهم ولا يفهمونها كما يفهمونها عبدة الأوثان من العرب . لهذا عندما كانوا يدعون إلى الإسلام ، كان يشرح لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة ما المقصود من الشهادة ، والدليل على ذلك : أنه كان عندما يرسل لهم رسالة يدعوهم بها للإسلام ، كان يكتب في أولها هذه آية ( 64 من سورة آل عمران ) ، التي تبين لهم شركهم الواقعين فيه والذي يجهلون أنه شرك وعبادة لبعضهم البعض ، قال تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"
عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطب مشركي العرب ، مع أنهم هم أيضا كانوا يعبدون بعضهم البعض ، كان يكتفي بأن يقول لهم : " أعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا " أو يقول لهم " قولوا لا إله إلا الله ". وكانوا بهذا الخطاب يعرفون ويفهمون ما يريده رسول الله- صلى الله عليه وسلم – منهم . ولكن أهل الكتاب عربهم وعجمهم كان لا يفهم ذلك . بل كانوا يعتقدون أنفسهم من أهل " لا إله إلا الله " وأنهم موحدون . ليس لجهلهم في اللغة ( وأقصد عربهم ) بل لأن المعاني الشرعية عندهم طغت على المعاني اللغوية ، فأصبحوا عندما يخاطبوا بها لا يخطر على بالهم ، إلا المعنى الشرعي . وهذا ما نشاهده في زماننا اليوم ، ممن يعرف المعنى اللغوي للعبادة ويدعي أنه من أهل " لا إله إلا الله " وأنه موحد ، مع فعله كثيراً من أنواع الشرك الأكبر . لهذا مثل هؤلاء ، يجب أن يبين لهم شركهم الواقعين فيه ، عندما يدعون لدين التوحيد ، ولا يُكتفى منهم تلفظهم بكلمة الشهادة للحكم بإسلامهم . وهذا ما كان يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم – والدليل على ذلك الآية التي ذكرتها وهي آية ( 64 من سورة آل عمران ) .


قولك : طيب ، عندما قال الله تعالى : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } [آل عمران : 64]
فهل كان يتكلم مع أناس لا يعلمون معنى العبادة لغة ؟؟ .. فإن قلت نعم ، فأنت تنسب الله تعالى إلى السفه ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
فإما أنهم كانوا يعلمون أنهم مشركون بأفعالهم ، فيصح خطابهم بهذه الآية ، أو لم يكونوا يعلمون ، ويظنون أنهم موحدون .. فلا يصح خطابهم بهذه الآية .


أقول : هذه الآية كان يُخاطب بها عرب وعجم أهل الكتاب . فعرب أهل الكتاب كانوا يعرفون معناها ولا بد ، أما عجمهم فكان يترجم لهم الخطاب. والخطاب في الآية مفسر لكلمة التوحيد ، تفصيلاً يجعل العرب منهم بمعرفتهم في اللغة أن يفهموا ما هو المطلوب منهم ، وكذلك إذا ترجم هذا الخطاب لعجمهم سيعرفون أيضاً ما هو المطلوب منهم . أما لو خطبوا فقط ، بأن يقولوا : كلمة التوحيد ، فلا عربهم ولا عجمهم (عندما يترجم لهم ) ، سيفهم ما المطلوب منهم . وسيقولون : نحن من أهل هذه الكلمة قبلك .
لهذا لو قلت اليوم لأساتذة اللغة العربية وفطاحلها ممن يدعي الإسلام مع وقوعه في كثير من أنواع الشرك الأكبر: قل : لا إله إلا الله ، حتى تدخل الإسلام ، سيقول لك : أنا من أهلها وقد آمنت بها .
لهذا يجب عندما ندعوا الناس اليوم لكلمة التوحيد ، عربهم وعجمهم ، أن نبين لهم معناها الذي أراده الله منها ، ونبين لهم الشرك الذي هم واقعون
فيه حتى يتركوه . ولا نكتفي منهم التلفظ بكلمة الشهادة . لأنهم مع شركهم يعتقدون أنهم من أهلها وعلى ملة الإسلام كما كان يعتقد اليهود والنصارى .
لهذا ستجد اليوم من أساتذة اللغة العربية من يعبد الطواغيت ويدعون لعبادتهم ، ومع ذلك يشهد أن لا إله إلا الله محمداً رسول الله ، وقد يكون ممن يؤدي معظم الشعائر التعبدية بإخلاص . وقد نجد من الطواغيت من يفعل ذلك .


قولك : فإما أنهم كانوا يعلمون أنهم مشركون بأفعالهم ، فيصح خطابهم بهذه الآية ، أو لم يكونوا يعلمون ، ويظنون أنهم موحدون .. فلا يصح خطابهم بهذه الآية .


أقول : هذا افتراض خاطئ ونتيجة خاطئة .
هم كانوا لا يعلمون أنهم مشركون ، ولا يعلمون أنهم يعبدون بعضهم بعضا ، بل يعتقدون أنهم من أهل التوحيد والإسلام ، وأكبر دليل على ذلك قول وفد نجران لرسول الله صلى الله عليه وسلم " نحن أسلمنا قبلك "
والدليل كذلك قول النصارى : أب ابن روح القدس إله واحد . وكذلك لو سألت اليهود اليوم لقالوا لك نحن موحدون أكثر منك .
وما قول المطران عطا الله ( مطران القدس ) في المؤتمر الإسلامي ( زعموا ) منا ببعيد ، عندما بدأ خطابه : " بإسم الله الواحد الأحد "
وخطابهم بهذه الآية كان فيه بيان لشركهم ، لهذا فهموه . أما لو دعوا لكلمة التوحيد فقط دون بيان لشركهم لكان قولهم : نحن من أهل هذه الكلمة قبلك فلماذا تدعونا إليها ؟
وأنا لم أقل أنهم خوطبوا بما لم يفهموا ، بل بالعكس خوطبوا بما يفهموا ، لأنه فسر لهم في الخطاب معنى كلمة التوحيد الذي كانوا يدعون أنهم من أهلها ، وداعاهم لترك الشرك ثم بين لهم الشرك الواقعين فيه . ولو قيل لهم " تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ " فقط ، لما فهموا هذا الخطاب ولقالوا نحن من أهلها قبلك . حتى ولو كان عربهم يفهم كلمة العبادة بالمعنى اللغوي . لأنه سوف لا يتطرق لعقولهم إلا المعنى الشرعي الذي فهمه لهم أربابهم .
وقولنا : أنهم كانوا لا يفهمون معنى العبادة والإله والرب ، المقصود منه أنه لا يتطرق لأذهانهم معانيها في اللغة عندما يخاطبوا فيها ، كحال من يفهم اللغة العربية ممن يدعي الإسلام اليوم . فعندما تقول له أنت تشرك بالله وتعبد غيره : سيقول لك لا ، فأنا اشهد شهادة التوحيد ولا أصلي إلا لله ولا أصوم إلا لله ولا أحج إلا لله ولا ازكي إلا لله . وقد يكون مع ذلك وزيراً من وزراء الطاغوت أو قاضياً من قضاته يحكم بقوانينه .


قولك : على أية حال .. لم أشأ أن أدع سؤالاً واحداً من أسئلتك دون جواب ، حتى لا يتهمني البعض بالتهرب والتملص ، مع أنني أرى أننا انحرفنا كثيراً بهذه الأسئلة عن أصل الموضوع المطروح ، والذي كان يجب أن يكون نقاشاً مبنياً على أدلة القرآن والسنة ، وليس : أنت تسأل وأنا أجيب
فما شأن البرلمان والحكم والتحاكم والتصورات وما إلى ذلك في مسألتنا هذه التي نحاورها ؟؟ لماذا كل هذه التفريعات والتشعيبات ، والموضوع أساساً لا يتحمل كل ذلك .



أقول : أنا لا اعتقد أنني انحرفت بك عن الموضوع بأسئلتي وأجوبتي لك . ولقد قلت لك السبب من هذه الأسئلة . وسبب ذكري البرلمان والحكم والتحاكم ، لكونه مثالاً على الشرك الواقع فيه أكثر الناس اليوم . ولم أذكره لندخل في البحث المفصل فيه . فأنا كنت أظن أنك تعتبره شركاً أكبراً ، لهذا ضربته كمثال لك .

قولك : لذلك ، بصفتي موجهاً للحوار ، أرجو أن نرجئ هذه المسائل إلى ما بعد التأصيل الشرعي . فدعنا أولاً نتكلم بالعمومات المختصرات ، ونذكر الأدلة على ذلك من القرآن والسنة ، ثم التفريعات لها مقامها .


أقول : ومن هو الذي أراد أن ندخل بأي موضوع ليس له علاقة بما نتحدث عنه ؟
نعم ، دعنا نتحدث بالعموميات المختصرات ونذكر الأدلة على ذلك من القرآن والسنة . وهذا ما أريده أنا أيضاً . وما أسئلتي لك إلا لهذا السبب .


قولك : وكان داعيّ لجواب أسئلتك هو ادعاؤك أنك تسألني حتى تقف على حقيقة مذهبي ، فصبرت على ذلك ، وأظنني بيّنته بياناً وافياً ، والحمد لله .. وسأكتب بياناً مختصراً لمذهبي في ما تأخذه عليّ في هذه المسألة ، وأوضح رأيي فيها ، إن شاء الله .


أقول : نعم هذا هو السبب من أسئلتي . ولكن عندما بينت مذهبك ظهر أن فيه تناقضات صارخة عجيبة ، بينتها لك في ردي على كلامك ، لهذا يجب عليكم أن تجيبني على كل ما كتبته لك في المشاركات السابقة لتوضيح هذه التناقضات حتى نفهمك جيداً ،أو تقر بأنها تناقضات وتتخلى عنها.

رد مع اقتباس