عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-22-2015, 09:11 AM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
س - ما حكم من جهلَ اسما من أسماء الله الخاصة به كالرحمن لكنه لم يشرك بهذا الاسم أحدا ولم ينكره؟فهل يُعذر بالجهل أم لا؟
الجواب : الجهل بصفة لا يمكن تصور الله بدونها جهل بالله وكذلك الجهل باسم لا يمكن إلا تسمية الله به وبدون ذلك يؤدي إلى الطعن بالذات الإلهية ايضاَ جهل بالذات الإلهية . فمن وصف الله بأنه غير رحيم يكفر ، ولكن إن قال : الله رحيم ولكن لا أدري هل يوجد له اسم الرحمن أم لا ، لا يكفر حتى تقام عليه الحجة .
س - وهل يفرّق بين من كان يعيش بين المسلمين وبين من كان في بادية منقطعة عن الناس،فلا يُعذر الأول ويُعذر الثاني ؟
الجواب : المسائل التي لا تُعرف إلا بالشرع وليس لها علاقة بأصل الدين يُنظر لحال الشخص فيها ، فإن كان مثله لا يجهلها لا يعذر بالجهل فيها ، وإن كان مثله يجهلها يعذر بالجهل وتقام عليه الحجة قبل تكفيره .
س- وهل هذه الأسماء تدرك بالفطرة كصفات الربوببة ؟
الجواب - الأسماء والصفات التي تدرك بالفطرة هي ما كانت لها علاقة بذات الله التي لا يمكن تصور الله بدونها . كصفة الخالق أو اسم الخالق . ولا يشترط أن تُسمى اسماً أو صفة . فلا يكفر من قال أن الله قادر ونفى صفة القدرة عنه لشبهة أن تعدد الموصوف يقتضي تعدد الذات . كحال المعتزلة ، ولكن يضلل لبطلان هذه الشبهة من الناحية العلمية والشرعية .
س- وأخيرا،كيف أعرف هذه الأسماء وهل هي مذكورة في كتاب ما ؟
الجواب - إن عرفت الله حق المعرفة تعرف هذه الصفات وهذه الأسماء .فمثلا إن سُئلت هل الله عادل ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل . وإن سُئلت هل الله حي ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل . وإن سُئلت هل الله عالم ؟ لا بد لك أن تقول نعم إن عرفت ربك . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل . وإن سُئلت هل الله مريد ؟ لا بد لك أن تقول نعم إن عرفت ربك . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل. وإن سُئلت هل الله خالق ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل. وإن سُئلت هل الله قادر ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل . وإن سُئلت هل الله مستغني عن خلقه وكل خلقه محتاج له ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل. وإن سئلت هل الله سميع بصير ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل . وإن سُئلت هل الله له بداية ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول لا . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل. وإن سُئلت هل الله باقي ؟ إن عرفت ربك لا بد لك أن تقول نعم . ولا تعذر بالجواب الخاطئ بالجهل. وهكذا كل الصفات الواجبة في حق الله والمستحيلة في حقه . فلا يدخل المكلف في الإسلام حتى يعرف الواجب في حق الله والمستحيل والممكن ، لأنه من دون ذلك لا يوصف بأنه يعرف ربه .
كتبه : ضياء الدين القدسي
رد مع اقتباس