عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-13-2011, 05:24 AM
العباس العباس غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 157
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين :
الجواب :
من يجهل ما هو الطاغوت وكيف يكون طاغوتاً ولماذا سمّي طاغوتاً فما عرف التوحيد ولا حقق أصل الدين قال تعالى [قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) } [البقرة: 256] فمن لم يعرف الطاغوت لا يستطيع أن يجتنبه بالشكل الصحيح المطلوب لتحقيق أصل الدين .
ولكن نظن أن سؤالك هو عمّن كفر بالطاغوت عموماً وعرف صفات الطاغوت ولِـمَ سُمّي طاغوتاً إلا أنه جهل عيناً من الناس أنه يطغى على الله ويدعو الى عبادة نفسه من دون الله ، والمسألة هنا تكون واقعة تحت جهل الحال وضوابطه ومتى يُقبل إدعاؤه ومتى لا يُقبل ، فمن كان يدعي جهلَه بحال طاغوت من الطواغيت فيُنظر إلى إدعائه فإن كان حقّا لا يعرف أنه يمارس الطغيان على الله و لم يصله علمٌ بحقيقةِ ما يفعل ذلك الطاغوت وكان مثله يجهل ذلك فهو معذور إبتداءً لجهل الحال ويجب إقامة الحجة عليه بالبينات على طغيان ذلك الطاغوت فإن أقر بعد علم حاله بكونه طاغوتاً وكفر به فهو على باقٍ على إسلامه إن كان ثبت له عقد الإسلام من قبل .
وإن توقف أو امتنع عن الكفر به بعد بيان الحال بيانا شافياً وافياً فقد نقض أصل الدين وركنه قطعاً بلا ريب ويجب تكفيره وهجره والبراءة منه . وكذا يعتبر معانداً لدعوة الرسل مكذباً لها كلّ من كان يدعي جهل الحال و مثْلُه لا يجهل ذلك ، فادعاؤه مردود عليه غير معتبر إلا إن كان ثَـمَّ احتمالٌ أنه صادق في دعواه أنه يجهل حاله فيبين له الحال ويعرّف به قطعاً للشك .



كتبه ابو اسيد الانصاري .

رد مع اقتباس