عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-21-2015, 05:06 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
س. هل هذا يعني أني لو كنت أجهل وأشك أن سليمان عليه السلام كلّم النملة وكانت هذه المعلومة منتشرة في المكان الذي أعيش فيه ومعلومة من الدين بالضرورة ولم أكن حديث عهد بإسلام أكون كافرا عند الله ومن أهل النار حتى لو لم أقرأ هذه المعلومة من القرآن ؟
الجواب : لو كانت هذه المعلومة من المعلوم من الدين بالضرورة في المكان الذي تعيش فيه لما جهلتها ، وإنكار أو الشك فيما علمته من القرآن علم اليقين ، رد لأخبار القرآن وهذا كفر .
قولك : أم أني أكون كافرا لو جهلت حكما فقط من حلال وحرام ومكروه ومستحب كحرمة الخمر وكانت حرمة الخمر ظاهرة ولكني لم أعلم بأن الله سبحانه وتعالى حرمه ؟
الجواب : إنكار أو الشك في الأخبار والأحكام المعلومة من الدين بالضرورة كفر . لأن هذا يعني ردها وعدم الإيمان بها . وأنصحك أن تعيد قراءة معنى المعلوم من الدين بالضرورة وتفهمه جيداً لأني أراك من سؤالك أنك لم تفهمه بعد . فالمعلوم من الدين بالضرورة في مكان ما لا يجهله أحد في هذا المكان .
س. وهل يجب علي أن أعلم جميع ما أخبرنا الله سبحانه به من قصص وأخبار وأحكام خشية أن يكون أمر ما منها معلوما من الدين بالضرورة فأكفر بسبب جهلي له وشكي به؟
الجواب - وكلامك هذا ايضاً يدل على أنك لا تعرف ما هو المعلوم من الدين بالضرورة ، فلا يمكنك أن تجهل شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة في المكان الذي تعيش فيه . فلا يسع أن تقول : " فأكفر بسبب جهلي له "
س . أرجو أن يكون سؤالي واضحا يا شيخ، إذ مشكلتي في حكم من شك في أمر ظاهر وكان يعيش بين المسلمين ولم يطلع على حكم الله في المسألة التي شك فيها، هل يكفر مباشرة ويكون من أهل النار إن مات على ذلك ، أم يجب علي أن أريه الدليل من الوحي قبل تكفيره؟
الجواب - سؤالك واضح وأرجو أن تفهم جوابي ، فأنت تخلط بين المعلوم من الدين بالضرورة وبين الأمور الظاهرة التي يحتاج العلم بها بذل الجهد للإطلاع عليها . فالأمور التي العلم بها يحتاج لمعرفتها بذل الجهد مثل بذل جهد الإطلاع عليها فهذه لا تسمى المعلوم من الدين بالضرورة ويمكنك تسميتها بالأمور المنتشرة الشائعة الذي يعرفها أكثر الناس فمثل هذه الأمور قاعدتها هي التي ذكرتها لك وهي : " إن كان مثله لا يعلمه يُعذر بالجهل فيجب إقامة الحجة عليه قبل تكفيره ، أما إن كان مثله يعلمه فلا يعذر بالجهل ."
المسألة الظاهرة لا تعني دائماً أنها من المعلوم من الدين بالضرورة فإن كانت المسألة مع أنها ظاهرة بين أكثر المسلمين لكنها غير ظاهرة له لأنها لم تصل للمعلوم من الدين بالضرورة وكانت من الذي يُعلم بالشرع ولم تكن من أصل الدين ولم تكن ممن فرض عليه تعلمه فعند سماعه بها لم يؤمن بها ولم ينكرها تقام عليه الحجة ولا يكفر قبل قيام الحجة عليه .
كتبه : ضياء الدين القدسي
رد مع اقتباس