عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-27-2011, 07:26 PM
العباس العباس غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 157
افتراضي



ما حكم من يحمل دفتر خدمة العلم ؟؟
الجواب :
تولّي الكافرين والمشركين ومناصرة جيوشهم وإعانتها على كفرِها وطغيانها ردةٌ عن دين الله أدلتها في كتاب الله معلومة مقطوع بها ومنها قوله تعالى [ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)} [المائدة: 51] .
وحكومات اليوم وجيوشُها هي حاملة لواء الشرك المدافعة عنه والحراسة له , تخدم في سبيل الطاغوت والشيطان بامتناعها عن تحكيم شرع المنان وتوليها أهل الصلبان والأوثان ومحاربتها دين التوحيد والإسلام فمن دخل في حوزتهم وتحت لوائهم وجيشهم فحكمُه حكمهم في الشرك والكفران .
هذا على الإجمال .
أما عن تفصيل ما سألت عنه وهو :
حكم حمل دفتر خدمة العلم أو دفتر التجنيد .
فنقول للحكم على هذه المسألة ينبغي النظر إلى امرين
1_ الكيفية والآلية التي يتم بها أخذ دفتر الخدمة ث
2_ غايةُ حملِه وما سيجري ممن يحملُهُ في واقع الحال أو في المآل .

ـ فبالنسبة لكيفية الحصول على الدفتر , فإن كانت طريقة تحصيله تتضمّنُ توقيعا على كفر أو رضى به أو اقراراً له فهذا كفر , فحكمُ الشخص هو حكم الوسيلة التي تمّت بها تحصيل ذلك الدفتر , و لأن الرضى بالكفر كفر وإن لم يفعل والراضي بالشيء كفاعله ولا يعذره الإقدام على مثل هذا العملِ إلا إكراه ملجيءٌ بشروطه كتهديد بقتل او حبس طويل لا يُحتَمَل أو تعذيب أوإتلاف عضوٍ من أعضائه , قال تعالى [ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (109)} [النحل: 106 - 109] , وكذلك لا يجوز له تقديم طلب لدفتر الخدمة إن علمَ أو غلبَ على ظنّه أنه سيقع في الكفر بعد حينٍ من أخذه له , حسب ما يراه ويعلمه من واقع من يتحصلون على الدفتر أو من يدخلون التجنيد .


أما إن كان يتحصّل على الدفتر بطريقة تقديم معلومات شخصية فقط ويحصل بعدها على الدفتر فمجرّد حملِه وتحصيله ليس كفراً بذاتِه وإنما ننظر في هذه الحالة إلى غاية حمله وتحصيله لدفتر التجنيد .
ـ فان كان قدّم للحصول على الدفتر مختاراً لذلك رغبة من نفسه للإنتظام في سلك جيشهم والدخول تحت لوائه وحوزته خوفاً على دنيا يظن أنها ستفوته أو شدة ستلحقه إن لم يوافقهم على دينهم ويناصرهم على طغيانهم فهو ممن قال الله تعالى فيهم [ {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ } [المائدة: 52 - 54]
ـ وإن كان اختار الإنضمامَ لهم ومناصرتهم حبا فيهم أو حباً في مال أو دنيا أو حميةً لقوم أوعشيرة أو دفاعاً عن مساكن ودياركفرٍ وشرك فهو من الفاسقين الخارجين عن دين الله يتنـزّل عليه قول الله تعالى { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)} [التوبة: 24]

ـ وإن كان مسلم موحدٌ قد ثبت لنا توحيده من قبل ,؟ قد أراد الحصول على الدفترِ بهدف تيسير التحرك والسفر والانتقال , إذ بعض الدول تمنع من لم يحصل على هذا الدفتر من الحركة والتنقل والسفر , فذلك جائزٌ لكن بشرط أن لا يمارس كفراً أو شركاً كمناصرة ظاهرةٍ أو إعانةٍ على كفر أو أحترامٍ لطاغوتٍ أو شعارٍ كفريّ أو راية جاهلية , بل مجرد تدريب فقط دون ملابسات أخرى قد تدخل ضِمن الكفر الصريح أو الحرام والمنهي عنه , مع أننا لا نظن أن تحاشي مظاهر الكفر والشرك ممكن أو يمكن تحقيقه في الخدمة العسكرية الموجودة اليوم لما نراه من تقييد صارم بقوانين والتزامات يحددونها للمتدرب , ومنها لبس الشعارات الكفرية والمناداة بتحية ملك وطاغوت البلاد والولاء للوطن وغيرها من الكفريات التي يصعب جداً على المتدرب التفلت منها أو تحاشيها . فيجب التحرز كثيرا ودراسة كل هذه الأمور وإمكانية تلافيها قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة وإلا فالمرء حسيب نفسه ولا تزر وازرة وزر أخرى .


نسال الله تعالى ان يقينا وأخواننا ما يغضبه ويسخطه سبحانه وان يحفظ علينا ديننا الذي هو عصمةُ أمرنا , وأن لا يميتنا إلا مسلمين موحدين على ملة ابينا ابراهيم عليه السلام .

هذا وبالله التوفيق .

كتبه ابو اسيد الانصاري
__________________

من مواضيع العباس


رد مع اقتباس