منتدى دعوة الحق  

العودة   منتدى دعوة الحق > الأقسام الرئيسية > الـحوارات الـعلمية > الحوار مع رؤوس وأئمة المخالفين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #10  
قديم 01-23-2012, 11:39 PM
أنصار التوحيد أنصار التوحيد غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 159
افتراضي

مسلم1 :
قولك : ولديّ سؤالان آخران :
1- ما تعريف أصل الدين عندك ؟ أو بالأحرى : ما أدنى ما يدخل المرء به في الإسلام ؟ وهل لك أن تستدل بالأدلة الشرعية على المسائل التي ستدرجها في تعريفك مما زاد عن تعريفي أو خالفه ؟

أقول : اتفقنا أن مصطلح أصل الدين مصطلح غير موجود في القرآن والسنة . ثم اتفقنا على تعريفه والمقصود منه ، ولم نتحدث في مفهومه ، وهذا هو المهم . فإذا اتفقنا على فهمه انتهى الخلاف بيننا بإذن الله .
أصل الدين هو : الكفر بالطاغوت والإيمان بالله .
قال تعالى : " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة : 256)
وكذلك يدل عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه ، وحسابه على الله ) رواه مسلم
ولقد اتفقنا أن بدون تحقيق هذين الشرطين لا يتحقق أصل الدين ولا يدخل العبد الإسلام .
والكفر بالطاغوت والإيمان بالله هو معنى الشهادة .
لا إله = الكفر بالطاغوت
إلا الله = الإيمان بالله .
لهذا لو قلنا أن أصل الدين هو شهادة التوحيد لما أخطأنا .
فما بقي علينا هو : أن نفهم الآيات والأحاديث التي اتفقنا عليها والتي تبين أصل الدين وكيفية دخول العبد للإسلام ، لنعرف كيفية تحقق أصل الدين في الواقع .
والمشكلة تكمن في فهم الشرط الأول وهو : الكفر بالطاغوت . أو الكفر بما يعبد من دون الله .
فما معنى الكفر بالطاغوت ؟ وكيف يتحقق في أرض الواقع ؟
وما معنى الطاغوت الذي أمرنا الله أن نكفر به . ؟
فبدون معرفة معنى الطاغوت وبدون معرفة كيفية الكفر به ، لا يتحقق الشرط الأول لدخول الإسلام . أو قل لا يتحقق الشرط الأول لتحقق أصل الدين .
وهذا هو الذي يجب أن نركز عليه في حوارنا بعد الآن .
ولا يُعقل ولا يليق بعدل الله وحكمته وكماله أن يشترط لدخولنا الإسلام ، شرطاً في كتابه ولا يوضحه في كتابه أتم توضيح .
وكذلك ما دام القرآن حجة على الخلق فلا بد أن يكون بيان هذه الشروط فيه واضحاً بينا يفهمه كل عاقل بالغ يفهم لغة العرب التي نزل بها القرآن .
فقد قال تعالى : " وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ "
لهذا من أراد أن يعرف هذه الشروط ، فما عليه إلا أن يبحث في القرآن الكريم ويفهمه باللغة التي نزل بها .

قولك: 2-- لو قلنا إن تكفير المشركين من أصل الدين ، فهل أسلمة الموحدين من أصل الدين كذلك ؟ وإن كان كذلك ، فلماذا جاء الوعيد الشديد في أحاديث متنوعة تنهى عن تكفير المسلم بغير وجه حق ، مع أنه مسألة بدهية عقلية تُفهم من منطوق الشهادتين ، كما يُفهم منها تكفير المشركين (بحسب ادعاء مخالفنا) ، ولم يجئ وعيد واحد في من امتنع عن تكفير المشركين ؟ هذا ، وهي مسألة أصولية عظيمة (عند مخالفنا) حدث الاختلاف فيها في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وليس لدى أحدهم دليل من قرآن أو سنة يُفصل به في الخلاف !
أقول : أولاً : تعبير حكم " أسلمة الموحدين " خطأ ، كتعبير حكم " تكفير المشركين "
وإنما يقال : حكم " تكفير الموحدين " وحكم " أسلمة المشركين "
لأن الموحد مسلم ، والمشرك كافر أو قل : غير مسلم .
بعد هذا التوضيح أقول : من كفَّر الموحد لتوحيده أو لإسلامه لم يحقق أصل الدين . وكذلك من حكم بتوحيد أو إسلام من عبد غير الله لم يحقق أصل الدين . وهذا هو من مفهوم الشهادة . والأدلة على ذلك كثير في كتاب الله وسنة نبيه .
مثال الأول : من قال : هذا لأنه لا يعبد إلا الله كافر . أو قال : هذا لأنه يصلي ، كافر ( وهو يعرف أن الصلاة أمر الله ) فمن يقل هذا الكلام لا شك أنه لم يفهم أصل الدين ولا التوحيد .
أما من كفَّر الموحد لأمر فهم منه أنه ينقض الإسلام مستنداً إلى بعض النصوص التي لم يفهمها جيداً – كالخوارج مثلا – لا يقال أنه نقض أصل الدين . لأنه لم يكفره لتوحيده أو لإسلامه . بل كفَّره لما يعتقده من أمر الله . فهذا إما أن يكون مجتهداً مخطأً أو مسلماً عاصياً .
ومثال الثاني : حكم بإسلام وتوحيد من تحاكم لغير شرع الله مختاراً ، أو حكم بإسلام وتوحيد من أقسم على كتاب الله أن يحترم قوانين الطاغوت ، أو حكم بإسلام من أعطى حق التشريع من دون الله لغير الله .

قولك : فأنت الآن تفهم هذه المسألة بعقلك ، ونحن لا نفهمها بعقولنا القاصرة الضعيفة .. ونقول لك بكل إخلاص وصدق : لو أن لديك دليلاً واحداً صريحاً من القرآن والسنة نتبعه ولا نضلّ من بعده ، فهاته ؛ ونحن نسلّم أمرنا إلى الله في هذه المسألة ونتبع الحقّ الذي أنزل ، ولا نماري أو نجادل فيه .
أقول : ما نتكلم فيه موجود في كتاب الله ومبين أتم بيان ، يفهمه كل عاقل بالغ يفهم لغة العرب . وليست المسألة مسألة عقلية بحت . نعم العقل السليم الخالي من الشبهات يدركها جيداً ، ولكن ليس الدليل الوحيد عليها هو العقل السليم فقط . فالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مليئة بالأدلة عليها . ولا يحتاج من العبد لمعرفتها سوى معرفة اللغة العربية التي نزل فيها القرآن الكريم مع الإخلاص والتجرد والبعد عن الشبهات .

قولك : أليس هذا من نسبة الشريعة إلى النقص والخلل ؟ أن تترك مسألة أصولية لا يصح الإيمان إلا بها دون دليل شرعي واحد يبيّنها ويُتحاكم إليه عند النزاع ؟ وجزاكم الله خيراً
أقول : نعم . لو لم يبينها الله في كتابه والتي هو الحجة على خلقه ، أتم بيان ، لكان هذا نقص في الشريعة وخلل . وليس هذا وحسب ، بل أن يوضع شرط لدخول الإسلام ، ثم لا يبين أتم البيان ، فهذا ينافي الكمال والحكمة والعدل . وحاشا لله أن يوصف به .

وأخير وليس آخر أقول : هل تقبل يا أبا شعيب أن نستعمل كلمة كافر إذا قصدنا منها : غير المسلم ، أو غير الموحد ، أو ليس على ملة الإسلام .؟

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أبوشعيب, مسلم 1, التوحيد, التكفير, اصل الدين, ضياء الدين القدسى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:45 AM


جميع المشاركات تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر إدارة المنتدى