منتدى دعوة الحق  

العودة   منتدى دعوة الحق > الأقسام الرئيسية > الـفتاوى الـشرعية > قسم فتاوى الفقه

تنبيهات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-27-2013, 08:04 PM
مراقب مراقب غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 146
افتراضي حكم الهجرة من بلاد البدع والفجور

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب
المسلم عندما يكون في دار كفر وتكون هناك دار إسلام وهو قادر على الذهاب إليها وجب عليه أن يترك دار الكفر إلى دار الإسلام وحاليا لا توجد دار إسلام
ولكن هناك دول تظهر فيها السنة ودول أخرى كثيرة تظهر فيها البدع والفجور والتبرج وفى هذه الحالة يجب على المسلم القادر الرحيل من بلد البدعة والتبرج إلى بلد السنة
وأنا أقيم فى مصر وهى مليئة بالبدع والفجور والتبرج بدرجة كبيرة وفى نفس الوقت توجد دول كافرة ولكنها تعمل بالسنة ولا يوجد فيها تبرج فى الطرقات بدرجة كبيرة مثل السعودية وأنا أتمكن من الرحيل وقادر عليه بعون الله فهل يجب عليا فى هذه الحالة أن أترك مصر واذهب إلى السعودية مثلا ؟ وهل جلوسى فى مصر بلد التبرج يجعلنى أحمل وزرا وذنبا كبيرا؟
وجزاك الله كل خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-27-2013, 08:07 PM
مراقب مراقب غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 146
افتراضي

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
معنى الهجرة باللغة : الترك ، أما معناها في الشرع فهو : ترك ما لا يحبه الله ويرضاه إلى ما يحبه ويرضاه . ويدخل في هذا المعنى الشرعي الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام وهجر جميع أنواع الشرك والمعاصي والبدع .وهذه الهجرة باقية إلى طلوع الشمس من مغربها .
قال صلى الله عليه وسلم «لا تَنْقَطِعُ الهجرَةُ حتَّى تَنْقَطعَ التَّوبةُ ولا تنقطعُ التّوبةُ حتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا».
أما عن حكم الهجرة : فالهجرة إما واجبة وإما مستحبة :
تكون الهجرة واجبة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام إذا لم يستطع المسلم المقيم بدار الشرك أن يظهر دينه بحرية تامة . فإذا لم يستطع إظهار دينه ولم تكن هناك دولة للإسلام واستطاع أن يهاجر لدولة كافرة يستطيع فيها إظهار دينه وجب عليه الهجرة إلى هذه الدولة . وإذا كان يعيش في دولة كافرة تكثر فيها المعاصي والبدع والفجور والتبرج ولا يستطيع أن يظهر دينه أو أن يتصدى لهذه المعاصي والبدع وكان بإمكانه أن يهاجر لدولة كافرة تقل فيها المعاصي والبدع والفجور والتبرج فيجب عليه الهجرة لهذه الدولة . والدليل على ذلك قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ)[النساء:97] يعني لم نستطع إظهار الدين، الاستضعاف في الآية بمعنى عدم استطاعة إظهار الدين . ( قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء:97]، فدل هذا على أنها واجبة ، لأنه توعدهم بنار جهنم . وهذا يدل على أن من ترك الهجرة في حال عدم استطاعته إظهار دينه وهو يستطيع أن يهاجر إلى مكان يستطيع فيه أن يظهر دينه فقد ارتكب محرما .
وتكون الهجرة مستحبة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام في حال كان المؤمن في دار الشرك يستطيع أن يظهر دينه بحرية كاملة ، وذلك لأن السبب الأول من الهجرة أن يتمكن المؤمن من إظهار دينه ، وأن يستطيع أن يعبد الله وحده لا شريك له ويؤدي الفرائض بحرية وعزة ، فقد قال جل وعلا ( يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) [العنكبوت:56] هذه الآية نزلت في من ترك الهجرة ولقد ناداهم في هذه الآية باسم الإيمان فهذا دليل على أن ترك الهجرة مع القدرة ليس كفراً وإنما حرام إذا لم يستطع إظهار دينه . أما إذا استطاع أن يظهر دينه فالهجرة في هذه الحالة من دار الكفر إلى دار الإسلام تكون مستحبة .
أما حكم الهجرة من دار يكثر فيها المعاصي والبدع والفجور والتبرج إلى دار ليس فيها معاصي وبدع والفجور والتبرج أو تقل فيها المعاصي والبدع والفجور والتبرج في حال عدم قدرته على إنكار هذه المعاصي والبدع فهي واجبة أيضا . يعني إذا كنت تستطيع أن تترك مصر إلى السعودية يكون ذلك أفضل لك من هذه الناحية ولكن الدعوة إلى التوحيد في مصر أفضل من السعودية حسب علمي ، نعم قد تكون السعودية وخاصة في مكة والمدينة جيدة من الناحية الأخلاقية ولكن الدعوة للتوحيد في السعودية قد تكون أصعب من مصر . هذا أنت تقرره حسب حالك . المهم أنك إذا استطعت أن تنتقل من بلد إلى بلد وكان هذا أفضل لدينك وآخرتك فالواجب عليك الهجرة .
لقد جاء في كتب التاريخ أن جمع من أهل العلم هاجر من بغداد لما علا فيها صوت المعتزلة وصوت أهل البدع ، وكثرت فيها المعاصي والزنا وشرب الخمر ، تركوها إلى بلد أخرى ، وبعض أهل العلم بقي لكي يكون قائماً بحق الله ؛ بالدعوة وببيان العلم وبالإنكار وبنحو ذلك ، أيضاً كثير من العلماء تركوا مصر لما سيطرت عليها الدولة العبيدية ، وخرجوا إلى غيرها.
ومن لم يستطع الهجرة في هذا الزمن بسبب المعوّقات القائمة من أنواع التأشيرات وأشباهها حكمه حكم أهل الأعذار التي ذكروا في قوله تعالى : " إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا . فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ." ( النساء : 98-99)
كتبه : ضياء الدين القدسي
----------------------------------
في: 17 أيلول 2008
موقع الجامعة الإسلامية

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الهجرة, البدع, الفجور, دار الكفر, ضياء الدين القدسى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عمل الطبيب المسلم في بلاد الكفر ام عبدالرحمن قسم فتاوى الفقه 5 07-17-2015 01:08 AM
ماحكم هذا البيع ؟؟ أبوعمر قسم فتاوى الفقه 1 09-30-2011 09:28 PM


الساعة الآن 08:10 PM


جميع المشاركات تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر إدارة المنتدى