منتدى دعوة الحق  

العودة   منتدى دعوة الحق > الأقسام الرئيسية > الـحوارات الـعلمية > الحوار مع رؤوس وأئمة المخالفين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-23-2017, 10:54 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

مسلم1 :
بسم الله الرحمن الرحيم

تتمة الرد على المشاركة رقم 31


قولك : لقد تم الجواب عن أكثر هذه المسائل المطروحة .. ثم إنك لو أخطأت فهمي في موضع ، فقد بيّنت ذلك في موضع آخر .. وتحقق لديك العلم أنني لا أكفّر من يعذر المشركين المنتسبين للإسلام بالجهل ، إن هو حكم عليهم بالإسلام لما عندهم من توحيد وإيمان .. وخالفنا في إنزال حكم الشرك عليه لتأويل عرض له .
هذا هو معتقدي الذي بيّنته في أكثر من موضع .. ولا حاجة لي لتكراره في جميع المقامات .



أقول : الحقيقة يا أبا شعيب أنا لم أر أي جواب لأسئلتي السابقة في كلامك. ولم تبينه في أي موضع . وأنا لم أخطأ فهمك .
ثم تقول هنا : " وتحقق لديك العلم أنني لا أكفّر من يعذر المشركين المنتسبين للإسلام بالجهل ، إن هو حكم عليهم بالإسلام لما عندهم من توحيد وإيمان .. وخالفنا في إنزال حكم الشرك عليه لتأويل عرض له ."
أقول : نعم تحقق لدي العلم على أنك لا تكفر من يعذر المشركين المنتسبين لإسلام بالجهل . ولكن مسألتنا ليست هي هذه ، بل هي : ما وصفتهم بالمسلمين ومن عذرهم بالجهل ، كيف تحقق أسلامهم أولاً قبل أن نبحث في تكفيرهم .
ما أقوله أنا : أن هؤلاء لم يدخلوا الإسلام بعد ، لأنهم لم يحققوا الكفر بالطاغوت بعد . فأثبت لي أولاً ، كيف حققوا هؤلاء ، وأنت ، الكفر بالطاغوت ؟ ثم نبحث بعدها كيفية الحكم عليهم بالخروج من الإسلام .
فأنت مضطرب في كيفية الكفر بالطاغوت . فمرة ، تشترط للكفر بالطاغوت ، الحكم على المشرك بأنه ليس في دين الله ، ومرة لا تشترط ذلك ، بل تقول يكفي أن يعتقد أن المشرك فعله باطل وهو على باطل بعمله. ولم تشترط للكفر بالطاغوت إخراج الطاغوت ومن يعبده من الدين. مع أنك اشترطت لدخول الدين ترك جميع أنواع الشرك ، وقلت : "من ترك الشرك يعرف أن من لم يتركه ليس في دين الله . "
ولقد بينت لك بالأدلة الشرعية : أن الكفر بالطاغوت : يقتضي تكفير الطاغوت وتكفير من يعبده . وتكفير من لا يكفرهما مع علمه بحالهما .
ولا يكفي الحكم على الطاغوت ومن يعبده ، بأنهم على باطل وأن فعلهم باطل ، مع عدم فهم أنهم ليسوا في دين الله ، أو مع عدم فهم أنهم غير موحدين بأشخاصهم وذواتهم .لأن هذا يقتضي الحكم بإسلامهم وتوحيدهم كأشخاص .



قولك : أما كلامك وتفسيرك للشرك ومقتضياته وكيفية اجتنابه .. فأريد دليلاً واحداً صريحاً في ذلك .. يجعل هذه المسائل التي تذكرها من أصل الكفر بالطاغوت ، وأن من لا يحققه فهو كافر وغير معذور بالجهل .
رجاء .. لا نريد مقررات عقلية .. نريد دليلاً من القرآن والسنة .. فنحن لسنا بمستوى ذكائك ونباهتك حتى نستنبط هذه الأحكام الأصولية التي لا يتحقق للمرء إسلام إلا بها ، ولم يذكرها الله - تعالى - في كتابه ، ولا الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا الصحابة من بعده ، ولا الأئمة الأربعة وتلامذتهم ، وهي شرط عظيم من شروط التوحيد !
تفضل أرنا الدليل من القرآن والسنة أن الكفر بالطاغوت من أعظم شروطه : تكفير المشركين . وأن من لا يكفرهم فهو عابد للطاغوت ، شأنه شأن المشركين.



أقول : المسألة بسيطة جداً يا أبا شعيب . ولا تحتاج لكثير من النباهة والذكاء لفهمها . فكل عاقل بالغ يستطيع أن يدركها مهما كان مستواه ألذكائي . لأنها فرض على كل عاقل بالغ . والله سبحانه وتعالى يقول :" لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا "
الله سبحانه وتعالى يبعث الرسل عندما يعم الشرك . يبعثهم لدعوة الناس لترك الشرك وعبادة الله وحده لدخول دين الله والحصول على الجنة ، وإلا فمصيرهم النار خالدين فيها أبدا . وكان كل رسول يخاطب قومه باللغة التي يفهمونها .
قال تعالى : "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (إبراهيم : 4)
لهذا كانوا يفهمون ما يريده منهم أتم الفهم .
فمنهم من يستجيب له ويؤمن به ويدخل دينه وهم القليل ، والأكثر يكذبونه ويصرون على عدم ترك الشرك وترك دينهم . فينزل الله بهم عذابه .
قال تعالى :" لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " (الأعراف :59)
وقال تعالى : " قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ " (الأعراف : 70)
وقال تعالى : " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ " (النمل :45)
وقال تعالى : " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ " (النحل : 36)
وكان كل رسول يبين لهم حكم من يشرك بالله ومصير من لا يطيعه ويترك الشرك ويعبد الله وحده .
قال تعالى : " وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ" (المائدة : 72)
وقال تعالى : " وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ " (هود : 50)
وقال تعالى : " وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " (العنكبوت : 16)
وقال تعالى : " وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ " (العنكبوت : 36)
فهذه دعوة الرسل ، كل الرسل من أول يوم : الدعوة إلى اجتناب عبادة الطاغوت وإخلاص العبادة لله وحده . وإنذار من لا يترك الشرك ويعبد الله وحده بالعذاب في الدنيا والآخرة . وكان كل من يدخل في دين الرسل يعرف هذه الحقيقة أتم معرفة عند دخوله لهذا الدين . فقد كان يعرف من أول يوم يدخل فيه الدين ، ما عليه فعله نحو ربه ونحو رسوله ونحو الطواغيت ومن يعبدهم . وهذه المعرفة كانت يقينية وأكيدة لا لبس فيه ولا تميع ولا غموض ولا شك . يعرف أنه بتركه عبادة الطاغوت وعبادته لله وحده وتصديق رسوله وإتباعه ، قد دخل دين الله ، وأن من لم يترك عبادة الطاغوت ويصدق رسول الله ويتبعه لم يدخل دين الله ، ولو كان عنده من مظاهر التوحيد والإسلام ما عنده .
انظر لقوله تعالى : " فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ "
من أول يوم أصبحوا فريقين يختصمين . كافر ومسلم أو قل موحد ومشرك .
فأن نقول بعد هذا : يكفي لدخول الإسلام وتحقيق أصل الدين أن يعرف أنه كان على باطل وتركه ، وأن من يشرك بالله على باطل في فعله ، ثم لا يعرف بأي دين هو ولا بأي دين من يعبد غير الله ، فهذا تميع وتعتيم وتعقيد لدعوة الرسل ، واتهام رسل الله بعدم الوضوح في التبليغ والاكتفاء بالعموميات التي لا تصلح للتطبيق العملي .
بل أن نتركه هكذا لأصعب وأعقد وأحير عليه من أن يفهم أنه في دين الله بتركه عبادة غيره وعبادته لله وحده ، وإيمانه أن من لم يترك عبادة غير الله ، ليس في دين الله ، ولا يسمى موحداً مهما كان عنده من أعمال التوحيد والإسلام . لأن عبدة الطاغوت ، كانت لا تخلوا أعمالهم من أعمال يوحدون الله بها وأعمال توافق شرع الله .
دعوة الرسل كانت واضحة من أول يوم : الدعوة لترك عبادة الطاغوت وعبادة الله وحده . ومن يجيب هذه الدعوة يعرف معرفة يقينية أنه إذا ترك عبادة غير الله وعبد الله وحده فقد دخل في دين الرسول ، دين الله ، ومن لم يترك عبادة غير الله ، لم يدخل دين الرسول ، دين الله . ومعرفته هذه لا تحتاج لدليل آخر سوى الدليل الذي يبين الله فيه كيف يدخل العبد في دين الله .
ومن البديهي الذي تعرفه أبسط العقول ، أن الدعوة لترك عبادة الطاغوت لدخول الإسلام تقتضي معرفة أن الطاغوت وعابديه ليسوا في دين الله .
جرب واسأل أي عجوز عاقلة وقل لها : حتى تدخلي الإسلام يجب أن تتركي عبادة الطاغوت . فإذا أقرت بذلك . اسألها : ما هو حكم الطاغوت ومن يعبده ؟ فسوف لا تترد بتكفيره أو على الأقل بالقول : ليس في دين الله لا هو ولا عابديه . هذا هو الفهم البسيط للكفر بالطاغوت ، والذي يفهمه كل عاقل بالغ ، شُرط عليه لدخول الإسلام ترك عبادته .
ولو قلتَ له يكفيك لدخول الإسلام أن تعتقد أنه باطل وأنه على باطل . لقال لك فوراً : ما معنى هذا ؟ هل أعتبره في ديني أم لا ؟ هل أعتبر من يعبده في ديني أم لا ؟
يسأل هذه الأسئلة ولا بد ، لأنه يريد منك أن تفهمه كيف يتصرف في الناحية العلمية . ولا يريد أموراً نظرية غير محدده تحيره ولا يعرف في أي دين هو ولا مخالفه بأي دين .
وهذا هو معنى قوله تعالى : " " فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ "
هل بعد هذا الشرح والتوضيح : يستطيع أحد أن يقول لا يوجد دليل واحد على ما تقولونه سوى التقريرات العقلية . ؟
ألا يكفي في هذه المسألة معرفة كيفية دعوة الرسل لأقوامهم ؟
ألا يكفي قوله تعالى : "فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ؟
ألا يكفي قول رسوله صلى الله عليه وسلم : " " من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله " ( مسلم )
كيف وأن هناك أدلة كثيرة غيرها . ؟
ثم بعد هذا يقال : يكفي العبد لدخوله للإسلام أن يعتقد أنه على حق بتركه عبادة الطاغوت وأن الطاغوت وعابديه على باطل بعبادتهم غير الله . ولا يشترط به أن يعرف بأي دين هو ولا بأي دين الطاغوت وعابديه .
نسأل من يقول هذا الكلام : ما هو دليلكم على أن هذا هو الحد الأدنى لدخول الإسلام ؟ هل عندكم آية أو حديث يبين ذلك ؟
وأنا هنا أتحداك أن تأت بآية واحدة أو حديث واحد تنص على أن دخول الإسلام يكفي فيه أن يعتقد من دخله أنه على حق وأن الطاغوت وعابديه على باطل في فعلهم . ولا يشترط معرفته بأي دين هو ولا بأي دين الطاغوت وعابديه .
وهل دعوة الرسل كانت عبارة عن بيان من هو على حق ومن هو على باطل فقط ؟ دون بيان حكم ومصير من هو على الباطل ومن هو على الحق . ؟ ودون بيان حكم من يعبد غير الله ومصيره وبأي دين هو ؟


قولك : فرضت عليه هذه الأشياء لأنها جاء فيها الدليل الشرعي الصريح الواضح .. وليس لي أن أتكلم بغير دليل .

أقول : هذا الجواب لا يصلح جواباً لما سألتك عنه لهذا أعيد الكلام مرة أخرى لعلك تجد جواباً عليه مناسبا .
قلت لك :" تفرض على من يريد أن يدخل الإسلام أشياء ولا تفرض عليه أن يعتقد أو يعرف حكم من يخالفها ويأتي بعكسها .
فمن عرف أنه يجب عليه ترك الشرك حتى يصبح مسلما ، يعرف أن من لم يتركه لم يدخل الإسلام . فإذا ترك الشرك وحكم على من لم يتركه بالإسلام لم يعرف أن تركه للشرك شرط صحة لدخوله الإسلام .
ومن حكم على من ترك الشرك بعدم دخوله للإسلام فقد حكم عليه بالشرك والكفر ، وأن كنت تخاف من كلمة كافر . فقل مشرك أو قل غير مسلم أو ليس في دين الإسلام . فلا داعي إذن أن نقحم مسألة أن تكفير المشرك الشرك الأكبر حكم شرعي كباقي الأحكام الشرعية يعوز من تصدى له إلى أدلة قطعية من القرآن والسنة . ويحتاج لإقامة حجة . أما إن كنت تقصد من التكفير ، تكفير من ثبت إسلامه بيقين؟ فنعم. فهذا هو الذي يحتاج لإثبات خروج صاحبه من تحقق شروط وانتفاء موانع .
وكذلك إن كنت تقصد التكفير المعذب عليه ؟ فنعم . فهذا هو من يحتاج لإقامة حجة لأن الله سبحانه وتعالى يقول : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا "
فإذا عرفنا هذا نعرف المقصود من كلام العلماء بأنهم لا يكفرون من عبد غير الله حتى يقيموا عليه الحجة . فليس مقصودهم أننا لا نحكم على من عبد غير الله بالكفر ونحكم عليه بالإسلام حتى نقيم عليه الحجة . لأن من عبد غير الله ليس موحداً ولا مسلماً لأنه لم يكفر بالطاغوت ."
ثم تقول هنا : " فرضت عليه هذه الأشياء لأنها جاء فيها الدليل الشرعي الصريح الواضح ."
أين هو الدليل الشرعي الصريح الواضح الذي يبين : أن دخول الإسلام يكفي فيه فقط أن يعتقد من دخله أنه على حق وأن الطاغوت وعابديه على باطل في فعلهم . ولا يشترط معرفته بأي دين هو ولا بأي دين مخالفه .



تقول : وليس لي أن أتكلم بغير دليل .



أقول : وهل لك أي دليل على الحد الأدنى الذي حددته لدخول الدين ؟
وهل لك أي دليل على عذر من يحكم بإسلام وتوحيد من يعبد غير الله ؟


قولك : أما أنت تفرض عليه أشياء لم يأت بها دليل واحد يجعلها من شروط الشهادتين ، بل ولا دليل واحد يجعلها من الفرائض في دين الله ! وغاية ما ذكره العلماء من دليل في ذلك هو : التصديق بالنصوص الشرعية .. لا أكثر ولا أقل .



أقول : ما شرطّه على من أراد دخول الإسلام ، شرطه رب العزة عليه بشكل واضح لا لبس فيه . وكل دعوة الأنبياء توضح ذلك . ولقد بينت لك سابقاً بعض الأدلة عليه . فالأدلة عليه كثيرة جداً في كتاب الله ذكرت لك بعضها . أما ما تقوله أنت فأتحداك مرة أخرى هنا ، أن تأت بدليل واحد عليه .


قولك : ثم إنني تكلمت عن المسائل الجزئية والمسائل الكلية ، ومسألة اعتقاد أن من أشرك بالله فهو مشرك غير موحد (كحكم عام) وبين الخلاف في تنزيل هذا الحكم ، لاعتبارات شرعية ظنها صاحبها عذراً في من وقع في الشرك . فراجع كلامي في المسألة ، فإن في ذلك غنية عن التكرار .



أقول : يا رجل ما علاقة ما نتكلم به في المسائل الجزئية والكلية ؟
نحن نتكلم عن الشروط التي يجب أن تتوفر في العبد حتى يدخل الإسلام .
ما علاقة هذه المسألة بالمسائل الجزئية والكلية ؟ وما علاقتها في الحكم العام والخاص ومسألة تنزيلها على المعين .
وما هو دليلك من كتاب الله أن الحكم على من عبد غير الله بالشرك حكماً عاما وليس حكماً خاصاً ؟
وهل كان من يدخل الإسلام في زمن الرسل يَحكم على المشرك الذي عبد غير الله بالشرك ، كحكم عام ، ثم بعد ذلك يتعلم كيف ينزله على الخاص ، وقد لا يتعلم ويظل حكمه حكماً عاماً ؟
من أين أتيت بهذه الاصطلاحات من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ " حكم عام ، حكم خاص ، مسائل جزئية ، مسائل كلية ، تنزيل الحكم على المعين ، اعتبارات شرعية ظنها صاحبها عذراً شرعياً "
هذه كلها وضعها العلماء في المسلم الذي يرتكب كفراً .
يا رجل لا تنس أننا نتحدث عن الشرك الأكبر عمن عبد غير الله ، عمن عبد الطاغوت . هل في حكم هذا يوجد حكم عام ، وحكم خاص ؟ مسائل جزئية ومسائل كلية ؟ عذر بالجهل ؟
وهل حَكم الله في القرآن بالشرك على من عبد الطاغوت حكماً عاماً ، لا يمكن تطبيقه على الشخص المعين الذي تحققت فيه عبادة الطاغوت ، إلا حتى تتحقق شروط وتنتفي موانع ؟
وما هي هذه الموانع والشروط التي يجب تحققها للحكم بالشرك على عين من عبد الطاغوت ؟ وأين هي في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ ( لا تنس أننا نتكلم عن العاقل البالغ المخير )


قولك : يا أخي ، هدانا الله وإياك .. دليل واحد فقط صريح ، ويحل كل الإشكال ، وأسلّم لك في المسألة برمتها ، ولا تحتاج بعد ذلك إلى كل هذا الحوار .
أين هو ؟




أقول : راجع كلامي فلقد أتيتك بأكثر من دليل . والقرآن الكريم مليء بالأدلة على ما أقوله . ولا يتطلب منك إلا التجرد والابتعاد عن الشبهات .



قولك : ذكرت أنه يعتقد أنه لم يحقق التوحيد في المسائل التي خالف فيها فقط .. وتكلمت عن المسائل الكلية والجزئية ، وذكرت أنه يكفيه أن يعتقد أنه على ضلال وفساد وعلى غير دين الله تعالى في هذا الفعل .



أقول : أولا ً أسأل الله أن يكون اتضح لك التناقض في كلامك . لأنني هنا أراك لم تحسن الجواب على ما سألتك عنه . ولم تحسن إخراج نفسك من التناقض . لأنك لم تفسر لي بعد ، لماذا هذا التناقض والحكم بمقايس مزدوجة .
ثم انظر لكلامك هنا : " يعتقد أنه لم يحقق التوحيد في المسائل التي خالف فيها فقط .."
لاحظ كيف تحدد المخالفة للتوحيد . بالفعل فقط . وكأن التوحيد يتجزأ في الشخص الواحد . يعني نفس الشخص مشرك وموحد . عبدٌ لله وعبدٌ للطاغوت ، في دين الله وفي نفس الوقت في دين الطاغوت . إن هذا الكلام لا يرضاه الطاغوت نفسه فكيف يرضاه الله سبحانه وتعالى ؟
ثم هل في مسائل الشرك الأكبر وعبادة الطاغوت مسائل كلية وجزئية ؟
من أين لك هذا ؟ هل عندك أي دليل يثبت هذا الكلام ؟



قولك : وذكرت أنه يكفيه أن يعتقد أنه على ضلال وفساد وعلى غير دين الله تعالى في هذا الفعل .


أقول : أريد دليلاً واحداً يدل على أن المرء يكفيه لدخول الإسلام اعتقاد أن الطاغوت وعابديه على ضلال وعلى غير دين الله تعالى في هذا الفعل فقط وفي حدود الفعل فقط . وأن باقي حالهم ليس كذلك . بل في أفعالهم التي من الإسلام على التوحيد والإسلام .
ثم ائت لي بدليل كيف نحكم في هذه الحالة على أشخاصهم وذواتهم ؟
ومتى هذا الشخص يفرض عليه أن يحكم على ذواتهم وأعيانهم حتى يبق على الإسلام ؟



قولك : إذا هو فهم من كلامي هذا ، ودخل الإسلام وهو لم يكفر بالطاغوت .. فهو كافر ، ولا يعذره أن يفهم هذا من كلامي .
فما شأن هذا في مسألتنا وهي :
ولا أدري ما وجه استدلالك أصلاً ..




أقول : لا يُفهم من كلامك إلا ما فهم هو . لأنك قلت بالحرف الواحد " أن الكفر بالطاغوت : هو اعتقاد أن الطاغوت وعابديه لم يحققوا التوحيد في المسائل التي خالفوا فيها فقط . " وقلت : "يكفي الشخص ليحقق الكفر بالطاغوت أن يعتقد أن الطاغوت وعابديه على ضلال وفساد وعلى غير دين الله تعالى في هذا الفعل وبحدود هذا الفعل . "
أما عن قولك : " ما شأن هذا الكلام في مسألتنا وما وجه الإستدلال . "
فأقول : نحن نتكلم عن الحد الأدنى الذي يجب أن يتحقق في المرء ليحقق الكفر بالطاغوت . الشرط الأول لدخول الإسلام . أليست هذه مسألتنا .
فمرة تقول : " لا اعذره ولا أحكم له بدخول الإسلام إذا لم يترك عبادة الطاغوت ويفهم أن الكفر بالطاغوت يكفي فيه اعتقاد أن الطاغوت وعابديه في فعلهم وبحدود فعلهم على ضلال . "
ومرة تقول : " يكفيه ليحقق الكفر بالطاغوت : أن يعتقد أنه وعابديه على ضلال وفساد وعلى غير دين الله تعالى في هذا الفعل وبحدود هذا الفعل "
في الأول اشترطت أن يترك الشرك . ليحقق دخول دين الله .
وفي الثاني لم تشترط عليه أن يعرف أن الشخص لا يدخل الإسلام حتى يترك الشرك .
تشترط على نفس الشخص معرفة شي ولا تشترط عليه معرفة نقيضه .
أليس هذا تناقضاً صارخاً ؟ ومقايس مزدوجة ؟ أليست الأشياء بأضدادها تعرف . ؟



قولك : ما رأيك فيمن يقول : أنا لا أشترط عليك حتى تبقى مسلماً أن تصلي لله صلاة واحدة .. بل يكفيك اعتقاد وجوبها وإثم من يتركها ..
ما رأيك حينها لو ترك الصلاة وهو عالم بوجوبها ، ويظن أن تاركها يأثم ولا يكفر حتى يستحل ؟ هل هو كافر أم مسلم ؟ .. !!
قس هذا على ذاك ..




أقول : لا أدري ما علاقة هذا المثال بما قلته لك .
ومع ذلك سأجيبك : شخص لا يشترط للبقاء في الإسلام صلاة صلاة واحده .
فهذا الشخص إذا لم يشترط هذا بداية وكان يعتقد فرضية الصلاة ، فهو لا يعتقد أن المسلم حتى يبق مسلماً يجب عليه أن يصلي لله . يعني معنى كلامه هذا : أنك تستطيع أن تبق مسلماً حتى لو لم تصلّ لله صلاة واحدة ، ويكفيك أن تعتقد وجوبها وإثم من يتركها .
فمثل هذا الشخص لا يعتقد أن تارك الصلاة كافر . بل يعتقد أنه آثم .
فلو ترك الصلاة وهو معتقداً وجوبها لا يكفر بل يأثم .

نضرب مثالاً للحالة التي نتحدث عنها مشابهاً لهذا المثال الذي ضربته .
شخص قال : أنا لا أشترط عليك حتى تبق مسلماً أن تعتقد أن من لم يترك الشرك وعبادة الطاغوت ليس موحدا وليس في دين الله ، بل لك أن تعتقد أنه موحد وفي دين الله . ويكفيك اعتقاد وجوب ترك الشرك وإثم من لا يتركه.
ألا يعني أن الذي شرط مثل هذا الشرط لا يعتقد أن الشرك مبطل للتوحيد ، ولا يعتقد أن عبادة الطاغوت مبطلة للتوحيد ؟ لا شك أنه يعني ذلك .
ثم لو لم يترك الشرك وظل يعبد الطاغوت وهو عالم بوجوب ترك عبادته ، ويظن أن فاعل الشرك وعابد الطاغوت لا يكفر حتى يستحل . هل هو كافر أم مسلم ؟ .. !!
لا شك أنه كافر مشرك ومن يشك في كفره وشركه كافر مثله . لأن مثل هذا لم يكفر بالطاغوت بل عبده ، ولا ينفعه اعتقاد أن عبادته باطلة وإثم.
بل حتى لو ترك الشرك وعبادة الطاغوت وهو لا يعتقد أن عبادة الطاغوت مبطلة للتوحيد ، لا يعد ممن كفر بالطاغوت ، لأنه يجب عليه قبل دخول الإسلام أن يعتقد أن الإسلام لا يتحقق ولا يمكن الدخول فيه ، بدون الكفر بالطاغوت وترك جميع أنواع الشرك .
فهناك فرق بين من يعتقد أن الكفر بالطاغوت شرط صحة لدخول الإسلام ، وبين من يعتقد أن شرط الكفر بالطاغوت شرط كمال لا يبطل الإسلام بعدم تحققه .
فالأول ( الذي يعتقد أن الكفر بالطاغوت شرط صحة لدخول الإسلام) هو من حقق الكفر بالطاغوت الذي شرطه الله لدخول الإسلام .
وهناك فرق بين من يعتقد أن الكفر بالطاغوت شرط صحة لدخول الإسلام ، وبين من يعتقد أن الكفر بالطاغوت واجب من الواجبات التي من لم يفعلها غير مستحل ، لا يخرج من الإسلام كحال الصلاة أو أي واجب من الواجبات والفروض والتي يشترط فيه الاستحلال لتكفير فاعله . أو كحال أي حرام ممن حرمه الله والتي يشترط فيه الاستحلال لتكفير فاعله.



قولك : وأيضاً هنا يبدو لي أنك لم تفهم كلامي وتتهمني بالباطل .. أين تراني جوّزت الحكم بالإسلام على من لا يترك الشرك ؟ هات لي نص واحد من كلامي يُفهم منه هذا !!



أقول: أعوذ بالله أن اتهم أحداً بالباطل .
أما عن قولك أنني لم افهم كلامك فإليك كلامك فسره لنا :
ألم تقل :

" يعني تكفي أي كلمة تُظهر أنهم على باطل فيما يفعلونه من شرك ، وعلى ضلال ، ولا يرضاه الله .. حتى يدخل الإسلام.
ولاحظ هنا أنني أتكلم عن الحكم عليهم بمقتضى فعلهم ، لا بمقتضى ذواتهم أو أشخاصهم ."
" فقولي : فلان بفعله على غير دين الإسلام .. فهو إظهار لبطلان ما هو عليه من فعل .
وهذا الحكم محصور فيما فعله من باطل .. كقولنا : الزاني بزناه على غير الإسلام في هذا الفعل . وشارب الخمر بمعصيته على غير الإسلام في هذا الفعل .
فالجاهل إذا قال الشيء نفسه في الكفر ، فقال : فلان بفعله الباطل هذا على غير الإسلام في هذا الفعل .. فإن هذا يكفيه ليبقى مسلماً ."
" أما الحكم على العين ، فهو عند الترجيح في الأحكام ، وإضفاء الحكم الغالب على غيره . والجاهل الذي لا يعرف الترجيح في الأحكام لا يكفر "
" بلى ، من فعل الشرك الأكبر نقض توحيده ولا ريب .
أما من لا يكفّره فهو معذور بالتأويل أو الجهل .."


أقول: ألا يدل هذا الكلام على حكمك بإسلام من لم يخرج فاعل الشرك من ألإسلام ؟
حسب اعتقادك هذا فإن الحكم بالإسلام على المشرك العابد الطاغوت لا يتعارض مع عقيدة التوحيد . بل حسب عقيدتك لا يأثم ما دام جاهلاً أو متأولاً ، من حكم بالإسلام على المشرك عابد الطاغوت وهو يعلم أنه يعبد الطاغوت.
مع أنني عندما سألتك : " ألا يعني أيضاً الحكم على من لا يفعلها ( يعني من لا ينبذ عبادة ما سوى الله ) بأنه غير موحد ؟ "
فاجبت : بلى .. إن الحكم على الفعل هو حكم على الفاعل .. هذا لغة وعقلاً ففاعل الشرك مشرك ..هذا من الضرورات العقلية التي لا يماري فيها أحد"
أنت لم تحكم بالإسلام على من لم يترك الشرك ، ولكنك أجزت دخول الإسلام لمن حكم على فاعل الشرك بالإسلام .
فما حكمك وما هو وصفك ؟
حُكم الله الثابت ، والذي يُفهم من كلمة التوحيد ، أن من لم يترك الشرك لا يدخل الإسلام .
مثال :
سعيد : يعبد غير الله .
خالد ، حتى يدخل الإسلام حكم على سعيد بعدم دخوله الإسلام لأنه لم يترك الشرك . ولأنه عبد الطاغوت .
علي ، أراد دخول الإسلام ولكنه حكم على سعيد بالإسلام مع علمه أنه لم يترك الشرك.
خالد ، عندما دخل الإسلام حكم على سعيد بأنه لم يدخل الإسلام لعبادته الطاغوت ولكنه في نفس الوقت حكم بدخول الإسلام على علي مع أنه يعرف أنه حكم بالإسلام على سعيد وهو يعرف أنه لم يترك الشرك .
فما حكم خالد وما وصفه .
ألا يقال عنه أنه أجاز دخول الإسلام لمن حكم بإسلام المشرك ؟
ألا يقال عنه أنه أجاز دخول الإسلام لمن حكم بإسلام من يعبد الطاغوت ؟
ألا يقال عنه أنه أجاز دخول الإسلام لمن حكم بإسلام من في دين الطاغوت؟
ألا يقال عنه أنه أجاز دخول الإسلام لمن لم يفهم كلمة التوحيد أو لمن لم يطبقها في أرض الواقع وطبق ما يناقضها .
ألا يقال عنه أنه ربما فهمها ولكنه أعتقد في نفس الوقت إسلام من لم يفهمها ؟ أو فهمها وأعتقد إسلام من عمل بعكسها . ؟
أليس في تساهل خالد مع علي والحكم عليه بالإسلام مع أنه يحكم على عابد الطاغوت بالإسلام ، سينتج فكراً يعتبر أن شرط ترك الشرك لدخول الإسلام مسألة خلافية بين المسلمين وليس من أصل الدين ، وأنه يمكن أن يكون الشخص عابداً للطاغوت وموحداً في نفس الوقت؟



قولك : أما أني لم أشترط في صحة دخول الإسلام اعتقاد كفر الطاغوت .. فقلت إنه يكفي أن يعتقد أنه على ضلال .. أذكر ذلك هنا لتوثيق الكلام .



أقول : أنت هنا تكتفي لدخول الإسلام أن يعتقد أن الطاغوت على ضلال .
ولا تشترط عليه أن يعتقد كفر الطاغوت أو أن الطاغوت ليس في دين الله وأن عابديه ليسوا في دين الله .
هل لك أن تأتيني بدليل واحد على كلامك ؟
ألا يدل كلامك هذا أنه يمكن أن يصبح العبد مسلماً وهو يعتقد إسلام الطاغوت وعابديه . ؟



قولك : أما اعتقاد شرك من يعبد الطاغوت .. فإنني تكلمت عن المسائل الجزئية والكلية ، فراجعها .. وتكلمت في أن الحد الأدنى من الاعتقاد ليدخل الإسلام هو أن يعتقد أن من أشرك بالله على باطل وضلال وعلى غير الإسلام في هذا الأمر .



أقول : وأنت تأكد أيضاً هنا أن العبد يمكن له دخول الإسلام وهو يعتقد أن فاعل الشرك في دين الله ، ويكفيه أن يعتقد أنه على ضلال في عمله ، كأي فاعل للمعصية ؟
هل لك أن تأتين بدليل واحد على ذلك ، أو بقول عالم من علماء القرون الثلاثة المفضلة ؟
أما مسألة : المسائل الجزئية والكلية ، فمن أين جئت بها ؟ وما هو دليلك عليها من الكتاب والسنة ؟ وما علاقتها بموضوعنا ، الحد الأدنى لدخول الإسلام ؟ وهل مثل هذه التعبيرات كان يعرفها عوام المسلمين ؟
وهل سيظل العبد الذي دخل الإسلام يحكم على الطاغوت وعابديه بالإسلام حتى يتعلم المسائل الجزئية والكلية ؟



قولك : نعم ، لم تنصفني عندما قلت أنني متناقض ، لأنه لا وجه للتناقض البتة .



أقول : دقق بكلامك مرة أخرى بعد تبيني لوجه التناقض فيه ، وستجدني لم أظلمك عندما وصفت كلامك بالمتناقض . وليس هذا هو التناقض الوحيد في كلامك . فدقق هداك الله . ولا تعتبر المسألة تقليل من قيمتك كإنسان . وإنما أنا أتكلم عن كلامك .


قولك : ترك الشرك قلباً وقالباً لا يلزم قطعاً تكفير فاعله .. فإنه يتركه لأنه باطل وحرام وضلال .. ولا يسميه شركاً لجهله .. فقد دخل الإسلام بذلك . ويسمي أهله ضالين مبطلين ، ولا يكفرهم لجهله ..



أقول : إذا كان ترك الشرك قلباً وقالباً لا يلزم قطعاً معرفة أن فاعله ليس في دين التوحيد ، فلماذا شرطنا عليه تركه ليدخل الإسلام ؟
إذا كان الشرك كباقي أعمال الباطل ، فقط باطل وفاعله على باطل في فعله ، لماذا اشترطنا لمن أراد دخول الإسلام تركه ولم نشترط عليه لدخول الإسلام ترك باقي أعمال الباطل . ؟
هل لو كان زانياً أو سارقاً نشترط عليه لدخول الإسلام أن يترك هذه الأفعال وبدون تركها لا نعده مسلماً قد دخل الإسلام ؟
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو الناس لشهادة التوحيد ، وأول شهادة التوحيد هو النفي . نفي الآلة الباطلة التي تعبد مع الله .
فهل من فهم كلمة الشهادة لا يفهم أن الإله الباطل الذي يدعو الناس لعبادته أو يرضى بعبادة الناس له ، ليس في دين الله ؟ حتى يحتاج بعد ذلك لعلم زائد نفهمه به هذا الحكم ؟ وقد لا يفهمه لعدم فهمه المسائل الجزئية والكلية . أو لعدم فهمه كيفية تنزيل الأحكام على الأعيان . ويظل يحكم عليه أنه في دين الله .
ثم كيف لا يسمي الشرك شركاً وهو من لغته ؟
العرب كانت تعرف معنى كلمة شرك ومعنى كلمة كفر من لغتها ، ولا تحتاج لعلم زائد لفهمها . لهذا عندما يخاطب العربي بترك الشرك يعرف ما هو المخاطب بتركه ، ولا يخلطه بالأمور الباطلة والضلال عنده .
ولو طلبنا منه في البداية أن يترك الباطل والضلال ، لسألنا أي باطل وأي ضلال ؟ لأن أعمال الضلال والباطل كثيرة في لغته . بل هو يعرف أنه على شرك ولكنه لا يعرف أن هذا الشرك باطل وضلال ، بل يظنه حق وعدل يحبه الله ويرضى عنه ، ومما يقربه إلى الله .
ولو خاطبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول يوم بترك الضلال والباطل لقال نعم صدقت يجب أن يترك الباطل والضلال .


قولك : فهل هو ترك الشرك وأبغضه واعتقد بطلانه ؟ .. الجواب نعم .
هل كفّر أصحابه ؟ .. الجواب لا .
هل لزم من تركه للشرك تكفير أصحابه ؟ .. الجواب لا .



أقول : حسب كلامك هو لم يترك الشرك هو ترك الباطل والحرام والضلال. لأنك قلت " فإنه يتركه لأنه باطل وحرام وضلال .. ولا يسميه شركاً لجهله . فقد دخل الإسلام بذلك ."
يعني من البداية لم يخاطب بترك الشرك لأنه يجهله ( حسب ما قلتَ ) بل خوطب بترك الباطل والحرام والضلال . لهذا تركه لأنه باطل ولأنه حرام ولأنه ضلال .
فيا عجبي : رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي لأناس يعرفون معنى كلمة الشرك والكفر ، فلا يخاطبهم بترك ما يعرفونه ويخاطبهم بترك الباطل والضلال والحرام حتى يدخلوا دين التوحيد . وبدون أن يبين لهم ما هو الضلال والباطل والحرام وما درجته ، ولماذا طلب منهم تركه . وما حكم فاعله . ومع هذا يهددهم بالعذاب الشديد الأبدي إذا لم يتركوه .
ألا يفهموا من هذا الخطاب أن المسألة ليست مسألة دخول دين وخروج منه وإنما دعوة الرسول هي دعوة لترك الباطل والضلال والحرام بدون الحكم على من لم يتركها بأنه خارج الدين ، فقط يحكم عليه أنه على ضلال وباطل . ؟
ألا يدل هذا الكلام أن دعوة الرسل لم تكن من اليوم الأول تبين من هو في دين الله ومن هو خارجه .؟
هذا الشخص حسب كلامك ترك الشرك وهو لا يعرف أنه شرك فقط يعرف أنه باطل وضلال وحرام . يعني هذا الشخص لم يكن عربي ولا يعرف العربية .
ويعني هذا الكلام أنه طولب بترك شي لا يعرف حدوده وأوصافه واسمه ليدخل دين الله . أليس هذا قمة التعجيز الذي ينزه الله ورسله عنه ؟
هل هذا هو البيان المبين الذي أمِر الرسل به ؟
حسب كلامك ، يجب على هذا الشخص أن يحكم على كل من على باطل وضلال وحرام أنه لا يستطيع دخول دين الله .
لأننا شرطنا عليه ترك الباطل والضلال والحرام حتى يدخل دين التوحيد ، سيفهم منه ولا بد ، أن كل من لا يتركه لا يحق له دخول هذا الدين .



تقول : " هل لزم من تركه للشرك تكفير أصحابه ؟ .. الجواب لا ".



أقول : إذا كان الشرط عليه لدخول دين التوحيد ترك الشرك ، فيجب أن يعرف ولا بد أن من لم يتركه لا يستطع دخول هذا الدين . هذا أمر بديهي لا يختلف فيه عاقلان .
وأنت نفسك عندما سألتك : " ألا يعني أيضاً الحكم على من لا يفعلها (يعني من لا ينبذ عبادة ما سوى الله ) بأنه غير موحد ؟ "
فأجبت : بلى "..



قولك : وأعيد وأكرر ، اربط كلامي كله ببعض .. لا تغفل عن المسائل المطروحة في هذا الشأن ، كالمسائل الكلية والجزئية ، ومسألة الأعذار الشرعية ، وشروط التكفير وموانعه ، وما إلى ذلك .



أقول : أعود وأذكر أن مسألتنا الحد الأدنى لدخول الدين . نحن نتحدث عن الشرط الأول لدخول الدين . وبدون تحقق هذا الشرط لا يملك أحد أن يدخل الدين . وهذه الحقيقة يعرفها كل من يريد دخول الدين بلغته ، وإذا لم يكن يعرفها ، يجب علينا أن نبينها له قبل أن يدخل الدين . وبدون معرفتها لا يملك دخول هذا الدين .
فما علاقة هذه المسألة بالمسائل الكلية والجزئية ومسائل الأعذار الشرعية وشروط التكفير وموانعه .؟
هل جاءت هذه الأمور والمسائل في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
ما جاء في كتاب الله هو أن العبد لا يدخل دين الإسلام إلا بالكفر بالطاغوت والإيمان بالله . وما جاء في كتاب الله أن من يعبد غير الله ليس في دين الله ، وما جاء في كتاب الله أن الدين الخالص لله هو الدين الخالي من جميع أنواع الشرك . وما جاء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم : أن من لا يكفر بما يعبد من دون الله فهو حلال الدم والمال .



قولك : اللام هنا للتعليل وليست للمصاحبة .. هل توضحت الصورة الآن ؟
ولا أدري ما وجه اعتراضك عليّ في ذلك ، أهو مجرد الاعتراض لا أكثر ؟




أقول : لو قلت نكفره لفعله ، ونتبرأ منه لفعله ، وسكت لكنت سوف أفهمك أنك تتبرأ من ذاته لأجل فعله . ولكن لكونك أضفت بعدها :" أما ذاته وشخصه فلا " جعلني أفهم منك أنك تحكم على الشخص بحدود فعله وليس على شخصه ككل . لذلك سألتك هذه الأسئلة .
هل وضح لك سبب اعتراضي ؟
وليكن في علمك أنني لست غاوي اعتراضك ، بل بالعكس أتمنى أن يظهر الحق على لسانك . ولكن ما الحيلة وأنت تقع في كثير من التناقضات . وكلامك غير واضح في أكثر المرات .
ولذلك أسألك هنا :
هل من فعل الشرك عندك كافر بعينه ؟ بمعنى يظل مشركاً خارجاً من الملة حتى يتوب من هذا الشرك ؟
هل لا تعذره بالجهل . بمعنى أنك تحكم على عينه بالشرك دون قيام حجة ؟
لو تجبني على هذه الأسئلة بأسرع ما يمكن .



قولك : وحتى تتوضح الصورة أكثر .. هل تبغض فلاناً الكافر لأنه أمريكي أو أفريقي ، أو أبيض أو أسود ، أو طويل أو قصير ؟؟ أم تبغضه من أجل ما فعل من شرك وكفر ، فلزم البراءة منه ومن فعله بسبب ما فعله ؟



أقول : يا رجل ، عندما يقال فلان كافر أو مشرك . يفهم من هذا الكلام أننا نحكم على الشخص لأجل فعله ، ولا يفهم أننا نحكم عليه لأجل جنسيته أو لونه أو طول أو قصر قامته .
لهذا لا يقال بعدها" لفعله " ، " وفي فعله " ، " وفي حدود فعله ". لأن هذا الكلام يفهم منه أننا نحكم عليه بالشرك والكفر أثناء فعله ، وبعد أن ينتهي من فعله يصبح مسلماً موحداً يعني حسب فهمك يرجع لأصله الإسلام . وأظن هذا هو ما تقصده لأنك كنت تستشهد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يزني الزاني وهو مؤمن "
أنظر لكلامك السابق : " يعني تكفي أي كلمة تُظهر أنهم على باطل فيما يفعلونه من شرك ، وعلى ضلال ، ولا يرضاه الله .. حتى يدخل الإسلام.
ولاحظ هنا أنني أتكلم عن الحكم عليهم بمقتضى فعلهم ، لا بمقتضى ذواتهم أو أشخاصهم ."
" فقولي : فلان بفعله على غير دين الإسلام .. فهو إظهار لبطلان ما هو عليه من فعل .
وهذا الحكم محصور فيما فعله من باطل .. كقولنا : الزاني بزناه على غير الإسلام في هذا الفعل . وشارب الخمر بمعصيته على غير الإسلام في هذا الفعل .
فالجاهل إذا قال الشيء نفسه في الكفر ، فقال : فلان بفعله الباطل هذا على غير الإسلام في هذا الفعل .. فإن هذا يكفيه ليبقى مسلماً ."
" أما الحكم على العين ، فهو عند الترجيح في الأحكام ، وإضفاء الحكم الغالب على غيره . والجاهل الذي لا يعرف الترجيح في الأحكام لا يكفر "

لهذا أقول : لو توضح ما هي عقيدتك في هذا الخصوص حتى نفهمك جيداً.




قولك : أما ما يثبت هذا ، فهو قوله تعالى : { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } [التوبة : 114]
أي نوع من البراءة حصلت هنا ؟؟ هل هي براءة الدين أم براءة الذات ؟
فإن قلت براءة الدين ، فهل يعني هذا أنه لم يكن متبرئاً منه من قبل وهو على كفره ؟
وإن قلت براءة الذات ، فهذا يعني أنها ليست من أصل الدين ، بل ولا يأثم تاركها إن اجتهد وأخطأ .




أقول : لقد وضحت لك هذه المسألة سابقاً وبينت خطأك فيها ، فأرجع له .

يتبع

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-04-2018, 12:53 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

مسلم 1:

بسم الله الرحمن الرحيم

التتمة الأخيرة للرد على المشاركة رقم 31




قولك : حكمه أنه كافر .



أقول : لماذا لا تقول : هذا طاغوت . أو إله باطل ؟ ولا يحكم عليه بالإسلام.
أم أنك تقول كافر ، حتى بعد ذلك لا تحكم على من لا يكفره بعدم دخول الإسلام حتى تقام عليه الحجة ووو ؟
فما حكم من لا يعرف حكم من يطلب أو يَقبل أن يُصرف له حق من حقوق الله الخاصة بالله ؟
وبعبارة أوضح : ما حكم من لا يعرف حكم من طلب من الناس عبادته أو رضي بعبادة ؟
وبعبارة أكثر وضوحاً : ما حكم من حكم بإسلام من طلب من الناس عبادته أو رضي بعبادة الناس له ؟




قولك : من خالف اللغة والعقل لا يكفر .. هذا ما عنيته بتقريري أن هذه المسألة مقررة لغة وعقلاً .



أقول : يعني أنت كنت تقصد من قولك " بأن الحكم على الفعل هو حكم على الفاعل .. لغة وعقلاً". فقط ولكن ليس شرعاً ؟
وأن الحكم على من لم يترك الشرك أو فاعل الشرك ، بالشرك ليس حكم الشرع ، وأنه فقط حكم العقل واللغة ؟
سبحان الله ! مع العلم أنني سألتك عن الحكم الشرعي حيث قلت لك :
" ألا يعني أيضاً الحكم على من لا يفعلها ( يعني من لا ينبذ عبادة ما سوى الله ) بأنه غير موحد ؟ "
فاجبت : بلى .. إن الحكم على الفعل هو حكم على الفاعل .. هذا لغة وعقلاً ففاعل الشرك مشرك ..هذا من الضرورات العقلية التي لا يماري فيها أحد"



قولك : ثم نعم ، إن لم يتركها يُحكم عليه بأنه مشرك .



أقول : لو توضح . هل تقصد هنا بأنه مشرك . يعني الحكم على عينه ؟ يعني سيظل حكمه كشخص ، مشرك حتى يترك الشرك .؟
يعني هل لا يحكم عليه بأنه في دين الإسلام والتوحيد حتى يترك هذا الشرك .؟
أم أنك تقصد من كلمة "مشرك "، مشرك أثناء عمله ، ولكن عندما ينتهي من عمله حتى ولو لم يتب من شركه سيظل حكمه حسب الأصل ، موحد مسلم في دين الله معذور بالجهل لفعله الشرك ؟




قولك : وأنت تعلم ولا بد أن تنزيل الأحكام الشرعية ليس حاله كتنزيل الأحكام اللغوية أو العقلية .



أقول : أنا ما أعلمه من دين الله ، أن الذي يثبت عليه فعل الشرك الأكبر بدون أي إكراه يحكم بشركه كشخص ولا يعذر بجهله .
وكذلك ما أعلمه من دين الله أن من يعبد غير الله لا يملك أن يدخل في دين الله بعينه وشخصه .
وما أعلمه من دين الله ، أن العبد حتى يستطيع أن يدخل الإسلام لا بد له أن يعرف أولاً أنه بدون تركه لجميع أنواع الشرك لا يستطيع دخول دين التوحيد .



قولك :
فمن زنى جاهلاً بالحكم ، يُسمى لغة زانياً ، ولا يُسمى شرعاً كذلك
فمن اختلط عليه الأمران ، وقال لا أسميه زانياً ما دام جاهلاً .. فهذا خالف العقل واللغة .. ولكنه لم يخالف الشرع .




أقول : لا يوجد فعل في اللغة اسمه زنا ، الزنا هو وصف شرعي .
أما أساس الفعل فهو الوطء .
فالوطء إما أن يكون حلالا ً وإما أن يكون حراماً يعني زنا . وهذا يحدده الشرع فقط . وليست اللغة والعقل . لهذا من جهل هذا الحكم يمكن أن يعذر بذلك .
فكل من وطء واطئ ، أما حكمه الشرعي فهو حسب الشرع .
أما الشرك فيختلف عن الزنا .
فعل الشرك معروف باللغة . فكل من عبد غير الله معه فهو مشرك . وهذا الوصف يعرفه العرب من لغتهم . ولكن كانوا لا يعرفون حكمه ، أما النصارى واليهود فكانوا يعرفون حكمه ولكنهم كانوا لا يعرفون بعض أنواع الشرك التي وقعوا فيها . وجاء الإسلام ليوضح كل هذه الأمور ، ليوضح لمشركي العرب أنهم بشركهم لا يمكن أن يكونوا في دين الله ، ويوضح لأهل الكتاب شركهم الذي جهلوه ، حتى يتركوه ليدخلوا دين الله .



قولك : لو أننا أبغضنا الكافر لذاته المجردة ، لما أحببناه البتة حتى لو أسلم .. لأن ذاته هي هي ، لم تتغير ! وهذا الذي تقول به هو عين مبدأ القومية البغيضة .. فهل أنت من دعاة القومية بقولك هذا ؟؟



أقول : ومن قال لك أن تبغضه لذاته المجردة أو لجنسه أو للغته ؟
نحن نتحدث عن بغض الكافر وبغض المشرك . ولا نتحدث عن بغض الإنسان أو بغض الأسمر أو بغض الأبيض ، أو بغض القصير وبغض الطويل أو بغض من يتحدث بلغة ما .
نحن نتحدث عن بغض ذاته لفعله الشرك والكفر . فما دام لم يترك الشرك والكفر ويتوب منهما فيجب أن يبغض بعينه وشخصه ، وأن يتبرأ منه لشخصه التي فعل بها الشرك والكفر . ولولا الفاعل ما وجد الفعل . فكيف نبغض الفعل ولا نبغض الفاعل لذاته وهو أساس وجود الفعل ؟
وكيف فهمت قولي هذا أنه عين مبدأ القومية البغيضة .؟؟؟!!!!



قولك : لكننا نبغض الكافر لكفره .. فما دام كافراً فإننا نبغضه ونتبرأ منه لأنه يفعل الشرك والكفر .. ولكنه إن تاب وأسلم : أحببناه وواليناه ، لا فرق بين أبيض ولا أسود ، ولا عربي ولا أعجمي.



أقول : وهذا ما أقول به وأطالبك به . فأثبت على كلامك هذا . لأني سوف أذكرك فيه .
إذن ، فأنت تتبرأ من الكافر وتبغضه ما دام لم يتب من الشرك والكفر .؟
وكذلك تحكم على شخصه بالكفر والشرك وعدم دخول الإسلام ما دام لم يتب من كفره وشركه . ؟
وهل تعتبر هذا التبرؤ والبغض وعدم الحكم بدخول الإسلام من أصل الدين؟
يعني ما حكم من يحكم بإسلام المشرك ولم يتبرأ منه ولم يبغضه وهو يعلم أنه لا يزال على شركه ؟



قولك : هذه الآية حجة عليك لا لك .. اقرأ قوله تعالى جيداً ( من حاد الله ورسوله ) .. أي أن العبرة في بغض الكافر هي بكفره ومحاداته لله ورسوله ..
مفهوم الآية مفهوم علة لا مفهوم لقب .. فتنبه لذلك .




أقول : كيف صارت هذه الآية حجة علي ؟
وهل الذي عبد غير الله لم يحاد الله ورسوله ؟


قولك : أولاً : الطاغوت في هذه الآية هو الشيطان .. وهذا بدليل الآية نفسها لو أنك أكملتها ، فإن الله تعالى يقول بعدها : { فقاتلوا أولياء الشيطان } .. وهذا بإجماع المفسرين .



أقول : يعني هل تقصد إذا كان الطاغوت هو الشيطان فيجب تكفيره . أما إن لم يكن الشيطان فلا يجب تكفيره ؟
ثم أليس الطواغيت كلهم شياطين ؟
روى البخاري عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن الطاغوت هو الشيطان ، ونقل ابن كثير هذه الرواية في تفسيره ثم قال : " وهو قول قوي جداً فإنه يشمل كل ما كان عليه أهل الجاهلية من عبادة الأصنام والتحاكم إليها والاستنصار بها ، قال مجاهد : " الشيطان في صورة إنسان فهم يتحاكمون إليه وهو صاحب أمرهم " .



قولك : ثانياً : طيب ، الطاغوت كافر .. ثم ماذا ؟؟ كيف تستنبط من هذه الآية أن تكفير الطاغوت من أصل الدين ولا يُعذر فيه أحد بتأويل أو جهل ؟؟



أقول : يعني أنت تقر بأن كل طاغوت كافر ؟ أليس كذلك ؟
وتقر أن هذه الآية دليل واضح محكم على أن الطاغوت كافر وأن عابديه كفار.
يا أبا شعيب ، القرآن يفسر بعضه بعضا.
عندما يشترط الله سبحانه الكفر بالطاغوت لدخول الإسلام . لا بد أن يدخل في معنى الكفر بالطاغوت تكفيره أو إخراجه من الدين هو وعابديه .
ما دليلي على هذا ؟
أقول لك : وصف الطاغوت ومعناه اللغوي . وفهم الصحابة لكلمة الطاغوت . ثم قول المفسرين وعلماء الدين في معنى الطاغوت وحكمه وحكم عابديه . ثم تأكيداً لذلك ودليل عليه هذا النص الصريح .
وأنت تقول مع هذا :" ليس من أصل الدين معرفة أن الطاغوت وعابديه ليسوا في دين الله . "
ولقد طالبتك بالدليل على كلامك هذا أكثر من مرة ، ولم تأت لحد الآن بأي دليل ، ولن تأت ، وأنا أتحداك في هذا .



قولك : وهل أصل الدين يُستنبط ولا دليل صريح عليه ؟؟
غاية ما يُمكن أن يُستدل بهذه الآية عليه أن هذه مسألة شرعية حالها كحال باقي المسائل التي تُستنبط من الكتاب والسنة .




أقول : كل الأدلة التي ذكرتها لك صريحة على أن الطاغوت وعابديه ليسوا في دين الله . وكذلك صريحة بأن من لم يعرف ذلك ويطبقه في أرض الواقع لا يملك دخول الدين . وكذلك صريحة بأن الكفر بالطاغوت يقتضي اعتقاد أنه وعابديه ليسوا في دين الله .
أما وأنك مع كل هذه الأدلة التي ذكرتها لك ، وما زلت تقول : "لا دليل صريح على ذلك ." فماذا أملك لك غير الدعاء . ؟!
وحتى لو فرضنا أنها مسألة شرعية . أليست مسألة شرعية واضحة محكمة ؟ لا يسع المسلم أن يخالفها بجهل أو تأويل ، والقرآن وكلام الرسول صلى الله عليهم وسلم ، وكلام الصحابة والمفسرين بين أيدينا ؟



قولك : كحكم عام ، يجب أن يعتقد أن عابد الطاغوت كافر ومشرك ، فيقول : من عبد غير الله فهو مشرك .. فيعلق الحكم بالفعل ، فيكون حكماً بمقتضى الفعل المجرد عن أي اعتبار .. ولكن عند تنزيل الحكم يحصل الاختلاف .
وقد تكلمنا عن الأحكام العامة والأحكام الخاصة وما يعتريها من اعتبارات بما يغنيني عن الإعادة .




أقول : ما هو دليلك من كتاب الله على أنه يجب أن يعتقد أن عابد الطاغوت كافر ومشرك كحكم عام ، فيقول : من عبد غير الله فهو مشرك . فيعلق الحكم بالفعل ، فيكون حكماً بمقتضى الفعل المجرد عن أي اعتبار؟
وما معنى هذه التعابير ، " حكم عام " " يعلق الحكم بالفعل " " فيكون حكماً بمقتضى الفعل المجرد عن أي اعتبار " ؟
وأين أدلتها من الكتاب والسنة ؟
ولا تنس أننا نتحدث عن الشرك الأكبر . نتحدث عن حكم الطاغوت وحكم عابديه .
فهل حكم الصحابة رضوان الله عليهم على الطاغوت وفاعل الشرك الأكبر حكماً عام فقط ، أم أنهم حكموا على ذاته وشخصه ؟
ومن منهم علق الحكم بالفعل المجرد عن أي اعتبار ؟
ومن مِن الصحابة أو من علماء القرون الثلاثة الأولى لم يحكم على عين الطاغوت وعابديه بالشرك والخروج من الدين ؟
ثم من مِن الصحابة أو التابعين أو علماء القرون الثلاثة عندما تحدث عن الطاغوت وعابديه استعمل هذه العبارات التي تستعملها أنت هنا ؟



قولك : هل مخالف الضرورات العقلية واللغوية كافر ؟



أقول : يعني هل فاعل الشرك مشرك فقط من الضرورات اللغوية والعقلية التي لا يماري فيها أحد ، ولكن من الناحية الشرعية فاعل الشرك مسلم موحد ، وهذه لا يماري فيها مسلم ؟!!


قولك : لو جاءني رجل وقال : فلان يشرب الماء ، ولكن لا أسميه شارباً للماء .. هل أقول عنه كافر أم أحمق ؟



أقول :ماذا سيسميه ؟ شارباً للعسل ؟ أم آكلاً للماء ؟ أم سيقول : لا أدري لم يأتني العلم بعد ؟ أم سيقول : هو بفعله وبحدود فعله شارباً للماء أما بذاته وبشخصه فلا . وحتى أحكم على ذاته وشخصه يجب أن أقيم عليه الحجة وأحقق شروط وموانع الشرب .؟
يا أبا شعيب نحن لا نتكلم عن حمقى أو غير مكلفين . نحن نتكلم عمّن وصفتهم علماء أتقياء مجاهدين . فإذا كان فاعل الشرك مشرك لغة وعقلاً وشرعاً ، فبأي دليل شرعي جعلوه موحداً مسلماً ؟



قولك : نحن لا نتكلم عن حكم المشرك عابد غير الله ، بل نتكلم عن حكم تكفيره وعلاقته بأصل الدين .. فلا تلزمني بالجواب عن أسئلتك هنا وأنت تعلم يقيناً أجوبتي فيها .



أقول : وعن ماذا أتكلم أنا يا أبا شعيب ؟
أليس هذه الآيات والأحاديث تدل على أن من معنى شهادة التوحيد الحكم على المشرك بعدم دخول الإسلام ؟
أليس هذه الآيات تبين كيفية الإيمان بالطاغوت الذي أمرنا الله بالكفر به عند دخولنا الإسلام ؟
فإذا كان حكم الشرك والمشرك ثابت من أول خطاب للناس فكيف نعذر بالجهل من حكم عليه بالإسلام والتوحيد ؟ ثم بعد ذلك نقول لا يوجد دليل صريح يدل على أن إخراج المشرك من الدين من أصل الدين ؟



قولك : أما تفسيرك لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : هي براءة من الشرك .. وجعلك ذلك دليلاً على أن تكفير المشركين هو من أصل البراءة من الشرك ، فهذا لا يسلم لك .. خاصة وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يصرّح بذلك .
الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذكر أن هذه الآية براءة من الشرك لتضمنها البراءة منه في قوله تعالى : { لا أعبد ما تعبدون .. الآيات } .. فهو بيان لما تضمنته من أكثر الأحكام .




أقول : الرسول صلى الله عليه وسلم صرح وبشكل واضح أن هذه الصورة براءة من الشرك . فحسب هذا التصريح يجب أن نفهم ما معنى البراءة من الشرك . فمن يريد أن يتعلم كيفية البراءة من الشرك ينظر لهذه الآية . ولا يأت بمقاييس من عقله وهواه ليبين كيفية البراءة من الشرك .
فالآية دليل واضح على أن من البراءة من الشرك تكفير المشرك وإخراجه من الدين . وهكذا فهمها الصحابة وهكذا فسرها المفسرون .
فكيف بعد هذا تقول : ليست دليلاً على أن تكفير المشركين وإخراجهم من الدين هو من أصل البراءة من الشرك . ؟
فهي دليل على ماذا إذن والرسول صلى الله عليه وسلم يصفها بأنها براءة من الشرك ؟ وقد تكرر فيها وصف المشرك بالكافر وأنه ليس في دين الله.
ولقد أثبت لك أن مشركي العرب كانوا لا يحبون أن يوصفوا بأنهم كفار ، مع قبولهم وصف مشركين .
اذكر لي ما هي الأحكام التي تفهم من هذه الآية ؟



قولك : ثم هنا نكتة بديعة ، وهي أن هذه الآية تشمل كل كافر ، كما قال ابن كثير : ( قوله : { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } شمل كل كافر على وجه الأرض ، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفارُ قريش (



أقول : وهل لو شملت كل الكفار - وهذا هو الصحيح - فماذا سيغير من الحكم ؟


قولك : فهذا يلزمك قطعاً أن تكفر من أخطأ في تكفير أي كافر ترى كفره .. لأنه لم يتبرأ من كفره وشركه ، كما تقول .



أقول : سبحان الله ! وكيف سيلزمني أن أكَفِّر كل من أخطأ في التكفير ؟
أنا إذا ثبت عندي أن تارك الصلاة كافر ، فسوف أحكم عليه بالكفر وأخرجه من الدين ، وأعامله معاملة الكفار ، ولو كنت حاكماً لحكمت بقتله ردة . ولا يعني ذلك أن أكفر وأبرأ ممن لا يكفره ما دام يستند على دليل شرعي معتبر في ذلك .
أما لو قال : أن تارك الصلاة ثبت عندي كفره وخروجه من الدين ومع هذا سأحكم عليه بالإسلام فهذا يكفر ويخرج من الدين .
ثم نحن لا نتكلم عن مواضيع الخلاف بين العلماء ، نحن نتكلم عن الكفر بالطاغوت ، نحن نتكلم عن حكم من عبد غير الله . فهل يشك مسلم موحد في كفر من عبد الطاغوت وعبد غير الله ؟
اسأل كل من يدعي الإسلام اليوم ، ما حكم من يعبد غير الله ؟ ستجد الجواب منهم بدون تردد . مشرك غير مسلم .
اسألهم ما حكم من يشرك بالله ؟ ستجد الجواب منهم بدون تردد : مشرك غير مسلم . حتى يأت لهم علماء الطواغيت ويقولون لهم : حذاري من هذه الأحكام . من كفر مسلماً فقد كفر . أتركوا مسألة التكفير لنا ، فهناك أحكام عامة وأحكام خاصة ، هناك تحقيق شروط وانتفاء موانع ، وهذه لا تفهمونها . وما عليكم فهمه هو : أن كل من يتوجه للقبلة فهو مسلم مهما فعل من الشرك الأكبر ، فليس كل من وقع في الشرك وقع الشرك عليه ، لأنه ممكن أن يكون جاهلاً ، أتركوه لنا وانجوا بدينكم ، لأن وبال تكفير المسلم كبير ، سيؤدي لكفركم أنتم . وما عليكم هو أن تعتقدوا أن فعله باطل وأنه على باطل بفعله ، أما شخصه وعينه فلا . لأنه يبقى مسلماً موحداً وأخوكم في الدين له حق الولاء والنصرة والحب .



قولك : ليتك تأملت كلامي جيداً قبل أن تحكم بهذا .. فأنا قلت : :" أما قول إبراهيم - عليه السلام - في البراءة .. فهي براءة منهم في فعلهم ، يعني : هو بريء منهم في شركهم وكفرهم .



أقول : قولك " براءة منهم في فعلهم " ثم بعد ذلك في كلامك السابق تقول " أما أشخاصهم وذواتهم فلا " يعطي انطباع بأنك لا تتبرأ من ذواتهم . لماذا لا تقول نتبرأ منه فقط ؟ أو تقول : نتبرأ منهم حتى يتركوا الشرك والكفر كما قال إبراهيم عليه السلام ومن معه : " حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ "
لماذا تستعمل العبارات غير الواضحة . " فهي براءة منهم في فعلهم ، يعني : هو بريء منهم في شركهم وكفرهم ."
الكل يعرف أن تكفير الشخص أو الحكم عليه بالشرك والبراءة منه ناتجة عن فعله ، وليس للونه وجنسه وطوله ووزنه .


قولك : ألا ترى أنني لم أنف البراءة منهم ؟ .. لكنني عللت البراءة منهم بشركهم وكفرهم .
فنحن نبرأ من الكافرين في كفرهم وشركهم .. فنتمايز عنهم ، ونبغضهم ، ونقاتلهم .. لماذا ؟؟ لأنهم يشركون بالله ويكفرون به .. وهذا هو ما تدل عليه الآية في سورة الممتحنة إذ يقول الله تعالى : { حتى تؤمنوا بالله وحده } .. أي إن سبب براءتنا منهم هو : كفرهم بالله .




أقول : كل عاقل بالغ يعرف أن سبب التكفير والحكم بالشرك والبراءة من المشرك والكافر هو عمله وليس جنسه أو لونه أو طوله أو وزنه وو ، فلا داعي لذكر العلة مع الحكم . لأن هذا يُشعر أن وراء ذلك شيئا .

قولك : اعذرني من كلمتي التي سأقولها ، لكنني لا أعني بها انتقاصاً من شأنك ، إنما أقول ذلك رحمة بي وبك .
الظاهر أنه يصعب عليك فهم بعض الكلام العربي الذي أقوله ، ربما لكونك غير عربي (لا أعلم حقيقة) .. وأعيد وأكرر أنني لا أتقصد بذلك انتقاصاً من شأنك ، ولا حطاً من قدرك ، إنما لبيان علة الخلل في فهمك لكلامي .
لقد قلتُ أنا : نتبرأ من الكافرين لشركهم وكفرهم لا لذواتهم وأشخاصهم .. فاستعملت لام التعليل .
وأحياناً أقول : نبرأ منهم في كفرهم وشركهم ، لا في ذواتهم .. والمعنيان سيان .
وأنت تأتي وتقول أنني قلت نتبرأ من فعلهم وليس من ذواتهم .. والفرق بين العبارتين واضح وضوح الشمس لمن يفهم كلام العرب ، والله المستعان .




أقول : هل شعرت من كلامي معك أنني غير عربي ، سبحان الله !
دعك من هذه الأساليب يا أبا شعيب .
هل تريد أن نحول الحوار لدرس عربي حتى تعرف أنني عربي أم غير عربي ؟ وحتى نرى من هو الذي يصعب عليه فهم التعبير العربي ؟
أريد منك أن تفسر لي لماذا زدت في كلامك " أما ذواتهم وأشخاصهم فلا " هل أحد يفهم من كلامك أو من كلام العلماء " نتبرأ منهم " يعني نتبرأ منهم لأنهم سود أو بيض أو لأنهم طوال أو قصار ، أو لأنهم عجم ؟
ما معنى حرف ( في ) لغة " نبرأ منهم في كفرهم وشركهم " ؟ هل معنى حرف ( في ) هنا لأجل ؟ ما معنى حرف ( في ) هنا يا أبا شعيب . ؟ هل حرف (في ) للتعليل ؟
نعم يفهم من كلامك عندما تقول " نتبرأ من الكافرين لشركهم وكفرهم " أن المقصود لأجل كفرهم وشركهم . اللام هنا للتعليل ، وهذا يفهمه كل من له أدنى فهم باللغة . ولكن المشكلة هو ما تضيفه بعد ذلك من كلام " لا لذواتهم وأشخاصهم " " أما ذواتهم وأشخاصهم فلا " " في كفرهم وشركهم ، لا في ذواتهم "
ألا يوجد فرق يا أبا شعيب بين قول : " نبرأ منهم في كفرهم وشركهم "
وبين " نتبرأ من الكافرين لشركهم وكفرهم " ؟
ثم أنت بعد ذلك ألم تضرب مثالاً : فاعل الزنا ؟ " لا يزني الزاني وهو مؤمن " أليس معنى ذلك "أنه أثناء فعله للزنا ليس مؤمنا " أم أنه حتى يتوب من الزنا يظل غير مؤمن ؟
وأقرأ كلامك السابق :
" يعني تكفي أي كلمة تُظهر أنهم على باطل فيما يفعلونه من شرك ، وعلى ضلال ، ولا يرضاه الله .. حتى يدخل الإسلام.
ولاحظ هنا أنني أتكلم عن الحكم عليهم بمقتضى فعلهم ، لا بمقتضى ذواتهم أو أشخاصهم ."
" فقولي : فلان بفعله على غير دين الإسلام .. فهو إظهار لبطلان ما هو عليه من فعل .
وهذا الحكم محصور فيما فعله من باطل .. كقولنا : الزاني بزناه على غير الإسلام في هذا الفعل . وشارب الخمر بمعصيته على غير الإسلام في هذا الفعل .
فالجاهل إذا قال الشيء نفسه في الكفر ، فقال : فلان بفعله الباطل هذا على غير الإسلام في هذا الفعل .. فإن هذا يكفيه ليبقى مسلماً ."
" أما الحكم على العين ، فهو عند الترجيح في الأحكام ، وإضفاء الحكم الغالب على غيره . والجاهل الذي لا يعرف الترجيح في الأحكام لا يكفر "




قولك : وحتى يسهل عليك تحرير مذهبي ، أقول :
نحن نتبرأ من الكافرين من ذواتهم ، وليس في ذواتهم ..
نتبرأ منهم في كفرهم ، ونتبرأ من كفرهم .
هل وضح كلامي الآن ؟




أقول : انظر بالله عليك كيف قلت : " نحن نتبرأ من الكافرين من ذواتهم ، وليس في ذواتهم " لم تستعمل حرف " في " واستعملت حرف " من "
لماذا ؟ ما معنى " في ذواتهم " وما معنى " في كفرهم " ؟
لماذا استعملت " في " عندما قلت " في كفرهم " ولم تستعمل " في " عندما قلت " وليس في ذواتهم " ؟
هل في اللغة معنى " لكفرهم " نفس معنى " في كفرهم "
ممكن أن تشرح لي الفرق حسب اللغة ؟
وهل تقصد من " في كفرهم " يعني ما داموا على كفرهم ولم يتوبوا منه نتبرأ من ذواتهم وأشخاصهم ؟ فإذا كنت تقصد هذا المعنى فلماذا قلت بعدها " أما ذواتهم وأشخاصهم فلا "
ثم هنا تقول : "نحن نتبرأ من الكافرين من ذواتهم " وقبل ذلك قلت : " أما ذواتهم وأشخاصهم فلا "


قولك : هذه البراءة التي عنيتها هي البراءة الكليّة التي تقتضي قطع جميع الأواصر بين المسلم والكافر .. فهذه لا تتحقق حتى يظهر الكافر عداوته لدين الله تعالى .
وإلا ، فإن الكافر المسالم الذي لا يُعادي المسلمين ، أمر الله تعالى ببره والإحسان إليه ووصله لمن كان قريباً له .
كما أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أسماء بنت أبي بكر بأن تصل أمها ، فهي لم تقطع جميع الأواصر معها .




أقول : ومن قال لك أن البراءة الكاملة هي قطع جميع الأواصر بين المسلم والكافر ؟
لا يجب قطع جميع الأواصر بين المسلم والكافر حتى ولو كان محارباً للإسلام .
فالبراءة الكاملة لا تعني قطع جميع الأواصر بين المسلم والكافر . فحتى لو كان أبوك محارباً للإسلام لا يمنع ذلك دعاءك له وهو حي . ولا يمنع ذلك بره وإطاعته بغير معصية . فهل الدعاء له ليس من الأواصل ؟
وقد قال تعالى : " فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ "
هل كان قبل أن يموت على الكفر ليس عدواً لله ؟ نعم كان عدواً لله . ومع ذلك كان يدعوا له قبل أن يموت . أليس هذا نوعاً من الوصل . فلما مات على الكفر منع من الدعاء له . وهذا هو معنى قوله تعالى " تبرأ منه " أي لم يدع له .
ولقد بينت لك خطأ استشهادك بهذه الآية سابقاً .



قولك : وأنت نفسك تقول إنه يوجد موالاة جائزة للكفار .. والولاء قطعاً نقيض البراء .



أقول : ليس كل مولاة نقيض البراءة المطلوبة نحو المشرك لتحقيق التوحيد . فالبراءة لها عدة معاني . وليس الموالاة الجائزة بين المسلمين والكفار تناقض البراءة منهم أو نقيض البراءة منهم .
وأكبر مثال على ذلك الدعاء للكافر . الدعاء للكافر في حياته جائزة حتى لو كان محارباً ، أما الدعاء له بعد موته على الكفر فهي غير جائزة وسماها الله سبحانه وتعالى براءة منه . إذن ليس هي البراءة المطلوبة لتحقيق التوحيد . ونحن نتحدث عن البراءة المطلوبة لتحقيق التوحيد . وهي المقصودة من قوله تعالى : ( إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ، إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِي )
وكذلك قوله تعالى : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (


قولك : ويدل على أنني عنيت هذا المعنى ، أنه أتى بعد ذكري للبراءة منهم في كفرهم وشركهم..
فقلت : أما قول إبراهيم - عليه السلام - في البراءة .. فهي براءة منهم في فعلهم ، يعني : هو بريء منهم في شركهم وكفرهم .
قال تعالى : { وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [يونس : 41]
وقال أيضاً : { إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }[هود : 54]
وأيضاً : { فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [الشعراء : 216]
وتعني أيضاً : براءة من ذواتهم وأشخاصهم بعد إقامة الحجة عليهم وإظهارهم العداوة لدين الله .. من جنس قوله تعالى : { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } [التوبة : 114
وجعلتُ هذه البراءة من جنس قوله تعالى في إبراهيم ، ومن جنس قوله في نوح ، عليهما السلام .
وعندما أجعل هذه البراءة من ذلك الجنس ، فهي تعني براءة كليّة تنقطع بها جميع الأواصر .




أقول : لقد أثبت لك أنه لا يوجد براءة كلية تقطع جميع الأواصل بين المسلم والكافر . واستشهادك بآية ( التوبة : 114 ) استشهاد خاطئ ولقد أثبت لك ذلك .
ثم لماذا هذا اللف والدوران .؟ لماذا لا تقول : نتبرأ من ذواتهم لأفعالهم . وتترك القول : " نتبرأ منهم في أفعالهم . " والقول " .. فهي براءة منهم في فعلهم ، يعني : هو بريء منهم في شركهم وكفرهم "
لماذا لا تقول : " بريء منهم لشركهم وكفرهم ، وتبقى هذه البراءة من ذواتهم وأشخاصهم حتى يتوبوا من شركهم وكفرهم .
لماذا تركز على "الفعل " والكل يعرف أنه ما حكم عليهم بالكفر والشرك إلا لفعلهم الشرك والكفر . ؟ وما تبرأ من ذواتهم إلا لفعلهم الشرك والكفر.
لماذا تترك الكلام الواضح الذي لا يخالفك فيه أحد وتلجأ لاستعمال كلمات محتملة ؟ وتستعمل مصطلحات لم يستعملها العلماء ؟
ثم لماذا تأت بآيات يذكر فيها البراءة من العمل ، وبعدها تقول : " وتعني أيضاً : براءة من ذواتهم وأشخاصهم بعد إقامة الحجة عليهم وإظهارهم العداوة لدين الله .." وتأتي بعدها بآية ( التوبة :114 ) والتي ليست لها علاقة بإقامة الحجة من قريب ولا من بعيد . ؟



قولك : الحجة التي يكون بعدها إظهار العداوة والبغضاء والقتال ، وليست حجة إلحاق اسم الكفر والشرك بهم .



أقول : وهل هناك حجتين نقيمهما ، حجة لإلحاق اسم الشرك وحجة لإظهار العداوة والبغضاء والقتال ؟
ثم ما هي هذه الحجة التي يكون بعدها إظهار العداوة والبغضاء والقتال ؟
وما هي الحجة التي نقيمها لإلحاق اسم الشرك على عين المشرك ؟


قولك : المقصود أنه لم يتبرأ منه البراءة التامة التي تنقطع بها جميع الأواصر حتى وقت المفاصلة . فعندما بان واتضح أنه كافر ومات على الكفر ، فهنا تمت البراءة التامة ، فلم يجعله الله تعالى من أهله .



أقول : ومن قال لك أن المقصود من البراءة ، قطع جميع الأواصل ؟
أليس زيارة قبر الكافر بعد مماته من الأواصل ؟ وقد أذن الله لرسوله صلى الله عليه زيارة قبر أمه ولم يأذن له بالدعاء لها . ألا يعد ذلك من الأواصل؟ فكيف تقول : " فإذا مات تمت البراءة التامة ."
والدعاء له بعد موته ، لا تعني أنه لم يتبرأ منه البراءة المطلوبة كمشرك .
ثم حرمة الدعاء له بعد موته ليست لها علاقة بإقامة الحجة كما فهمتها أنت . فالحجة لم تقم على أبَوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يُؤذن له بالدعاء والاستغفار لهما . وقامت على والد إبراهيم عليه السلام قبل موته وليس بموته قامت .
فعدم الاستغفار لمن مات على الشرك حكم شرعي يعرف بالدليل الشرعي ولا يكفر من لم يعرفه واستغفر للمشرك الميت حتى تقام عليه الحجة ويستحل .
ولا يقال أن من استغفر للمشرك فقد والاه . لأن الاستغفار للمشرك جائز في حياته . والتحريم فقط بعد أن يموت على الشرك .


قولك : كما قلت : البراءة منهم هي في شركهم وكفرهم .. فما داموا كفاراً نحن نتبرأ منهم .



أقول : أنت هنا تقول : " فما داموا كفاراً نحن نتبرأ منهم " . ألا يدل هذا الكلام على أنهم ما داموا لم يتبرؤوا من الكفر والشرك فأنت تتبرأ من أعيانهم . يعني بعبارة أخرى ما داموا لم يتوبوا من الكفر أو الشرك فأنت تتبرأ من أعيانهم . أليس كذلك ؟


قولك : والبراءة المقصودة هنا هي : بغضهم لفعلهم .. وتركهم ومفاصلتهم .. والمجاهرة بذلك .



أقول : أنت هنا تقر أيضاً بأنهم ما داموا لم يتوبوا من الكفر والشرك يجب تركهم ومفاصلتهم .. والمجاهرة بذلك . أليس كذلك ؟
والظاهر من كلامك أنك تقصد بقولك " تركهم ومفاصلتهم " يعني ترك أعيانهم ومفاصلة أعيانهم ما داموا لم يتوبوا من الكفر والشرك . أليس كذلك ؟


قولك : ولا يوجد دليل واحد يبيّن أن التكفير أصل في البراءة من الكفر .. هل تجد ذلك في أيّ دليل شرعي واحد ؟؟ بحيث يكون من لا يكفر المشرك موالياً لشركه ؟؟



أقول : إذا كنت تقصد التسمية بالكافر ، فقد قلت لك سابقاً أنها ليست ضرورية ( كتسمية ) لدخول الدين بداية .
ولم أقل أن من لا يكفر المشرك فقد والاه لشركه .
وإنما مَن حكم على المشرك بالإسلام لا بد له أن يواليه كمسلم موحد ولا يجوز أن يتبرأ من شخصه وعينه .



قولك : ونحن نرى أن العلماء اختلفوا في تكفير بعض الكافرين ، ولم يعن هذا أن من امتنع عن التكفير غير متبرئ من كفر الكافر ..



أقول : المسلمون لم يختلفوا في تكفير بعض الكافرين . وإنما اختلفوا في تكفير المسلم الذي فعل الكفر . وهناك فرق كبير من الجملتين .
فالذي لم يكفر المسلم الذي فعل الكفر لم يكفره لأنه لم يثبت عنده أن الكفر وقع عليه . أو لم يكفره لأنه لم ير عمله كفراً .
ولا يقال أيضاً أن المسلمين اختلفوا في تكفير المشرك الذي عبد غير الله .
وإنما اختلفوا في فهم فعله هل هو شرك أكبر أم لا ، فمن فهم من فعله أنه شرك أكبر لم يتردد في إخراجه من الدين .
ويجب التنبيه هنا أن خلافهم لم يكن في الشرك الأكبر ، وإنما كان في الشرك الأصغر . فمن العلماء ما حكم على بعضه بأنه شرك أكبر فأخرج من الدين فاعله ، ومنهم من حكم عليه بأنه شرك أصغر ومعصية من المعاصي فلم يخرج فاعله من الدين . ومثال ذلك : طلب الدعاء من الميت.
فطلب الدعاء من الميت ليس شركاً أكبراً ، ولكن بعض علماء نجد عدوه من الشرك الأكبر وأخرجوا فاعله من الإسلام .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-16-2018, 01:58 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

أبو شعيب :
بسم الله الرحمن الرحيم ،

هذه على عجالة ..


تقول :

[-- ما معنى حرف ( في ) لغة " نبرأ منهم في كفرهم وشركهم " ؟ هل معنى حرف ( في ) هنا لأجل ؟ ما معنى حرف ( في ) هنا يا أبا شعيب . ؟ هل حرف (في ) للتعليل ؟ --]

جاء في [جواهر الأدب في معرفة كلام العرب – 228] عند معاني الحرف "في" :
(الثالثة : للسببية ، كقوله تعالى : { فذلكن الذي لمتنني فيه } .. وكقوله - صلى الله عليه وسلم - : "إن امرأة من بني إسرائيل دخلت النار في هرة" .. أي بسببها .) اهـ

والحمد لله رب العالمين .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-16-2018, 02:00 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

مسلم 1:
بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على مشاركة رقم 68


قولك : هذه على عجالة ..تقول :

(ما معنى حرف ( في ) لغة " نبرأ منهم في كفرهم وشركهم " ؟ هل معنى حرف ( في ) هنا لأجل ؟ ما معنى حرف ( في ) هنا يا أبا شعيب . ؟ هل حرف (في ) للتعليل ؟ )

جاء في [جواهر الأدب في معرفة كلام العرب – 228] عند معاني الحرف "في" :
(الثالثة : للسببية ، كقوله تعالى : { فذلكن الذي لمتنني فيه } .. وكقوله - صلى الله عليه وسلم - : "إن امرأة من بني إسرائيل دخلت النار في هرة" .. أي بسببها .) اهـ




أقول : هل أنت يا أبا شعيب عندما قلت " نتبرأ منهم في كفرهم " كنت تقصد ما داموا لم يتوبوا من كفرهم فالبراءة من أشخاصهم وذواتهم دائمة. ؟
وهل قولك " نكفرهم في شركهم وفي كفرهم " كنت تقصد نحكم عليهم بالكفر والشرك بسبب كفرهم وشركهم ونظل نحكم على أشخاصهم وذواتهم وأعيانهم هذا الحكم حتى يتوبوا من كفرهم وشركهم ؟

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-16-2018, 02:03 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

أبو شعيب
بسم الله الرحمن الرحيم ،

الرد على مشاركة رقم #70


[-- أقول : هل أنت يا أبا شعيب عندما قلت " نتبرأ منهم في كفرهم " كنت تقصد ما داموا لم يتوبوا من كفرهم فالبراءة من أشخاصهم وذواتهم دائمة. ؟
وهل قولك " نكفرهم في شركهم وفي كفرهم " كنت تقصد نحكم عليهم بالكفر والشرك بسبب كفرهم وشركهم ونظل نحكم على أشخاصهم وذواتهم وأعيانهم هذا الحكم حتى يتوبوا من كفرهم وشركهم ؟ --]


انظر أخي الكريم ، هداني الله وإياك ،

يبدو لي أن الخلفية العلمية والتأصيل الشرعي الذي عندي ، يختلف عن الذي عندك .. لذلك عندما أتكلم في مسألة كالولاء والبراء ، أتكلم معك باعتبار أن أصولنا فيها واحدة ، فأبني على ذلك أنك ستفهم كلامي بمجرد تذكيري لك به ، وإذ بي أرى بعدها أننا نختلف كذلك في أصول المسائل ، وهذا ما يدفعك إلى السؤال عنها .

لذلك أرى أن علينا التكلم في جذور هذه المسألة وتصحيحها ، ثم نتكلم عمّا ينبني عليها .

أما جواب سؤالك في الأعلى فهو : نعم .. فهمك لظاهر كلامي صحيح .. ولكن المشكلة ليست في ذلك .. إذ أن المفاهيم التي أطرحها مخالفة لما يقوم في فهمك عند قراءة كلامي ؛ وهذا ما سأوليه اهتماماً في هذه المشاركة ، حتى نأتي على مواضع الخلاف ، بإذن الله .

وستتوضح لك هذه المسألة جلياً بعد ضبط مسألة ترك الصلاة ، فاسمح لي من فضلك .

أنت تقول في مشاركة رقم #67 :


[-- أقول : سبحان الله ! وكيف سيلزمني أن أكَفِّر كل من أخطأ في التكفير ؟
أنا إذا ثبت عندي أن تارك الصلاة كافر ، فسوف أحكم عليه بالكفر وأخرجه من الدين ، وأعامله معاملة الكفار ، ولو كنت حاكماً لحكمت بقتله ردة . ولا يعني ذلك أن أكفر وأبرأ ممن لا يكفره ما دام يستند على دليل شرعي معتبر في ذلك .
أما لو قال : أن تارك الصلاة ثبت عندي كفره وخروجه من الدين ومع هذا سأحكم عليه بالإسلام فهذا يكفر ويخرج من الدين . --]


أقول لك :

يلزمك تكفيره لأنه بحسب كلامك : لا يتبرأ من دينه الذي هو كفر .. فهو على غير دين الإسلام في معتقدك .. ومن يواليه يجب أن يكون مثله في الحكم .. أي : على غير دين الإسلام .

ثانياً :

ترك الصلاة شرك أكبر بنص كتاب الله - سبحانه وتعالى - إذ قال : { الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ } [الأنعام : 1]

وقال : { أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } [الفرقان : 43]

فكل من كفر بالله تعالى وخرج من الدين هو : مشرك ، ويعبد غير الله تعالى .

قال ابن تيمية - رحمه الله - : ( ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده ، فلا بد أن يكون عابدا لغيره . يعبد غيره فيكون مشركا . وليس في بني آدم قسم ثالث . بل إما موحد ، أو مشرك ، أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل : النصارى ومن أشبههم من الضلال ، المنتسبين إلى الإسلام ) .

وبطبيعة الحال .. لا يُسمى تارك الصلاة عند من يكفره موحداً ولا مؤمناً .. فإذن هو كافر ومشرك .


وبنص حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - .

قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق تارك الصلاة : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )) .. وقوله في حديث آخر : (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة )) .. وقوله في حديث آخر : (( ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك )) .. وأيضاً : (( بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة فإذا تركها فقد أشرك )) .

وهذه الأحاديث محمولة على الشرك الأكبر عند من يرى كفر تارك الصلاة .

فعليه :

أنا عندي تارك الصلاة كسلاً العالم بوجوبها : كافر مشرك ، يعبد هواه من دون الله ، وهو على غير دين الإسلام .
وعندي أن من يواليه ويحبه : كافر ومشرك ، مثله في الحكم .

ولا يمكن لأحد التفريق بينه وبين المتولي له .. فهما في الحكم سيان .

ولكن ما معنى هذا الحكم ؟

معناه : أن من يحبه لأنه يترك الصلاة .. ويعينه على ترك الصلاة .. ويجعله مسلماً لأنه تارك الصلاة .. فهذا متول له وكافر مثله .

أما من يقول : إن ترك الصلاة ليس من دين الله ، وفلان على ضلال في نطاق هذا الأمر ، وباقي أفعاله من إيمان وتوحيد هي من دين الإسلام ، وهو على الحق فيها .. فهذا لا يكفر ما دام مجتهداً .

هل فهمت معنى كلامي الآن في الولاء والبراء ؟

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-16-2018, 02:13 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

مسلم 1 :

بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على مشاركة رقم 71:


قولك : ( أقول : هل أنت يا أبا شعيب عندما قلت " نتبرأ منهم في كفرهم " كنت تقصد ما داموا لم يتوبوا من كفرهم فالبراءة من أشخاصهم وذواتهم دائمة. ؟
وهل قولك " نكفرهم في شركهم وفي كفرهم " كنت تقصد نحكم عليهم بالكفر والشرك بسبب كفرهم وشركهم ونظل نحكم على أشخاصهم وذواتهم وأعيانهم هذا الحكم حتى يتوبوا من كفرهم وشركهم ؟)
انظر أخي الكريم ، هداني الله وإياك ، يبدو لي أن الخلفية العلمية والتأصيل الشرعي الذي عندي ، يختلف عن الذي عندك .. لذلك عندما أتكلم في مسألة كالولاء والبراء ، أتكلم معك باعتبار أن أصولنا فيها واحدة ، فأبني على ذلك أنك ستفهم كلامي بمجرد تذكيري لك به ، وإذ بي أرى بعدها أننا نختلف كذلك في أصول المسائل ، وهذا ما يدفعك إلى السؤال عنها .
لذلك أرى أن علينا التكلم في جذور هذه المسألة وتصحيحها ، ثم نتكلم عمّا ينبني عليها .



أقول : لا شك أن الخلفية العلمية والتأصيل الشرعي الذي عندك يختلف عن الذي عندي .
فنحن حتى ولو اتفقنا في تعريف أصل الدين اختلفنا في معناه .
فأنت تقول أن معنى الكفر بالطاغوت : هو اعتقاد أنه على باطل في فعله ، وأن من يعبده على باطل في فعله ، وليس معناها اعتقاد أنه كشخص معين ليس في دين الله هو ومن يعبده .
وأنا أفهم من الكفر بالطاغوت : هو الاعتقاد أنه ليس في دين الله هو ومن اتبعه وكذلك من لم يعتقد ذلك ليس في دين الله هو الآخر .
هذا خلافنا الأول .
ولحل هذا الخلاف وغيره يجب الرجوع لكتاب الله وسنة رسوله . لهذا أطالبك بان تثبت ما قلته في معنى الكفر بالطاغوت من القرآن والسنة . لأنك لم تأت بدليل واحد لحد الآن يثبت ما ذهبت إليه ، ولقد جئتك بأكثر من دليل يثبت ما فهمته أنا من الكفر بالطاغوت .

أما الخلاف الثاني فهو في مسألة الولاء والبراء ومعناهما وأحكامهما .
لهذا هنا حتى نفهم بعضنا البعض أريد أن أسالك بعض الأسئلة :
1-ما هو الولاء والبراء الذي من أصل الدين ؟
2-ما معنى الولاء والبراء في قول إبراهيم عليه السلام والذين معه " إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ."
وهل هو المطلوب في أصل الدين ؟
3-وما معنى قوله تعالى : " بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "( التوبة :1)
4-وما معنى قوله تعالى : " فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ "


قولك : أما جواب سؤالك في الأعلى فهو : نعم .. فهمك لظاهر كلامي صحيح .. ولكن المشكلة ليست في ذلك .. إذ أن المفاهيم التي أطرحها مخالفة لما يقوم في فهمك عند قراءة كلامي ؛ وهذا ما سأوليه اهتماماً في هذه المشاركة ، حتى نأتي على مواضع الخلاف ، بإذن الله .
وستتوضح لك هذه المسألة جلياً بعد ضبط مسألة ترك الصلاة ، فاسمح لي من فضلك .




أقول : إذا أستطيع أن أقول أن عقيدتك هي :
من فعل الشرك فهو مشرك غير مسلم ولا موحد حتى يترك الشرك ويتوب منه . ( طبعاً الحكم على عين الشخص .)
ومن فعل الشرك تتبرأ من ذواتهم وأشخاصهم ما داموا لم يتركوا الشرك ويتوبوا منه .
أريد منك يا أبا شعيب أن تأكد هذا الفهم .
وهل فهمت هذا من فهمك لأصل الدين .؟


قولك : أنت تقول في مشاركة رقم #67 :
) أقول : سبحان الله ! وكيف سيلزمني أن أكَفِّر كل من أخطأ في التكفير ؟
أنا إذا ثبت عندي أن تارك الصلاة كافر ، فسوف أحكم عليه بالكفر وأخرجه من الدين ، وأعامله معاملة الكفار ، ولو كنت حاكماً لحكمت بقتله ردة . ولا يعني ذلك أن أكفر وأبرأ ممن لا يكفره ما دام يستند على دليل شرعي معتبر في ذلك .
أما لو قال : أن تارك الصلاة ثبت عندي كفره وخروجه من الدين ومع هذا سأحكم عليه بالإسلام فهذا يكفر ويخرج من الدين(
أقول لك : يلزمك تكفيره لأنه بحسب كلامك : لا يتبرأ من دينه الذي هو كفر .. فهو على غير دين الإسلام في معتقدك .. ومن يواليه يجب أن يكون مثله في الحكم .. أي : على غير دين الإسلام .




أقول : سبحان الله ! كيف يَلزمني تكفير من لا يكفره ؟ !!
كيف لا يتبرأ من دينه الذي هو كفر ؟
هو لا يعتقد أنه كفر ، فكيف ألزمه أن يتبرأ ممن يعتقد أنه مسلم موحد وأن عمله ليس بكفر . وهو يستند بذلك لدليل شرعي معتبر . ؟
ثم من قال لك يا أبا شعيب أن كل من يواليه يجب أن يكون مثله في الحكم؟
من أين جئت بهذا الفهم ؟
ثم تارك الصلاة ليس دينه ترك الصلاة . بل هو يعتقد فرضيتها . ومن كَفَّره لم يُكفره لأن دينه ترك الصلاة بل لأنه ترك الصلاة . فهناك فرق كبير.
نعم هو على غير الإسلام في معتقدي الذي استند فيه لأدلة شرعية فهمت منها أن تارك الصلاة كسلاً ليس مسلماً . وكذلك في معتقدي أيضاً أن من لا يكفره لا يكفر ما دام يستند لأدلة شرعية معتبره . فهذا خلاف فقهي اجتهادي يحصل بين المسلمين ، كأي خلاف في المسائل الفقهية . وليس له علاقة بأصل الدين . فمثلاً : أنا ممكن أن اعتقد أن نزول الدم لا ينقض الوضوء وغيري من المسلمين يعتقد أنه ينقض الوضوء ، فإذا لم أجدد وضوئي وصليت بعد أن نزل مني دم فصلاتي جائزة ، أما من يعتقد أن نزول الدم ينقض الوضوء ، فإذا صلى بعد أن نزل منه الدم بدون أن يتوضأً فصلاته باطلة . ولا يجب عليه أن يعتقد أن صلاتي باطله . وهكذا في باقي الأحكام الفقهية .
حكم المرتد حكم فقهي ، لهذا فهو موجود في كتب الفقه ، وهناك خلاف كثير في أحكامه بين العلماء . وكل عالم ملزم بأن يعمل حسب ما يعتقده هو . ولا يحق له أن يلزم غيره بما يعتقد ما دام غيره عنده دليل ، ويسع المسلمين الخلاف فيه .



قولك : ثانياً : ترك الصلاة شرك أكبر بنص كتاب الله - سبحانه وتعالى - إذ قال : { الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ } [الأنعام : 1(
وقال : { أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } [الفرقان : 43]
فكل من كفر بالله تعالى وخرج من الدين هو : مشرك ، ويعبد غير الله تعالى




أقول : كيف فهمت أن ترك الصلاة شرك أكبر بنص كتاب الله ؟
كيف فهمت من هذه الأدلة أن ترك الصلاة شرك أكبر ؟
لا يوجد حتى ذكر الصلاة في هذه الآيات .
وأتحداك أن تأتي بنص واحد صريح لا يخالفه نص آخر أن ترك الصلاة كسلاً شرك أكبر .




تقول : " فكل من كفر بالله تعالى وخرج من الدين هو : مشرك ، ويعبد غير الله تعالى "



أقول : ليس من ترك الصلاة كسلاً كفر بالله . لأن ليس كل كافر قد كفر بالله . فقد يكون كفر بالرسالة . أو بأي شيء آخر غير الله .
ثم تارك الصلاة كسلاً ما هو الشرك الأكبر الذي فعله ؟ هل عبد غير الله ؟


قولك : " قال ابن تيمية - رحمه الله - : ( ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده ، فلا بد أن يكون عابدا لغيره . يعبد غيره فيكون مشركا . وليس في بني آدم قسم ثالث . بل إما موحد ، أو مشرك ، أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل : النصارى ومن أشبههم من الضلال ، المنتسبين إلى الإسلام ( .
وبطبيعة الحال .. لا يُسمى تارك الصلاة عند من يكفره موحداً ولا مؤمناً .. فإذن هو كافر ومشرك




أقول : دعك الآن من كلام العلماء حتى لا يتشعب الموضوع . لأن شرح كلام العلماء سيتطلب مني وقتاً كبيراً ، وسوف يشعب الموضوع .
ومع هذا فأقول مختصراً . كلام ابن تيمية هذا ليس دليلاً لك على أن تارك الصلاة كسلاً قد عبد غير الله وأشرك الشرك الأكبر . هذه واحدة .
والثانية : انتبه لقوله " ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده " هو يقول : من لم يعبد الله وحده ، يعني أنه يعبد معه غيره . ولا يقال لكل كافر ، أنه لم يعبد الله وحده . فهناك من الكفرة من لا يعبد إلا الله . وانتبه لتأكيده بقوله " يعبد غيره فيكون مشركا "
أما قوله : " ليس في بني آدم قسم ثالث . بل إما موحد ، أو مشرك " فإن كان يقصد من كلمة مشرك ، كافر، يعني استعمل الخاص بمعنى العام فهذا صحيح ، وأرجح أنه قصد هذا ، أما إن كان يقصد المشرك الذي يعبد غير الله ، فكلامه غير صحيح . لأن الله سبحانه يقول : " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) ( التغابن : 2)
قال الحافظ بن حجر العسقلاني في تفسير قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (النساء : 48). " والشرك الأكبر المعاصي والمراد به في هذه الآية الكفر، لأن من جحد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم مثلا كان كافرا ولو لم يجعل مع الله إلها آخر، والمغفرة منتفية عنه بلا خوف " (فتح الباري، ج 1 ص 71.).
انظر كيف فسر ابن حجر كلمة الشرك بأنها الكفر .
فليس كل كافر مشرك ولكن كل مشرك كافر ، فبينهما عموم وخصوص مثل الإسلام والإيمان .
فبين الكفر والشرك عموما وخصوصا مطلقا، فكل مشرك شركا أكبر كافر، وليس كل كافر مشركاً. لأن الكفر خصال كثيرة ( كفر تكذيب ، كفر استكبار وإباء مع التصديق ،وكفر إعراض ، وكفر شك ، وكفر نفاق ) بينما الشرك خصلة واحدة، وهي الإشراك مع الله غيره سبحانه وتعالى، أو المساواة بين الله عز وجل وبين بعض مخلوقاته، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وهنا أطرح سؤالاً على من لا يفرق بين الكفر والشرك : موحد نصراني لم يفعل الشرك ولكن لم يؤمن بسيدنا محمد بسبب التلبيسات والمعلومات الخاطئة التي وصلته هل هو مشرك ؟ أم كافر بمحمد ؟

ثم أنظر كيف يعرف ابن تيمية الكفر : " والكفر (تارة) يكون بالنظر إلى عدم تصديق الرسول والإيمان به ، وهو من هذا الباب يشترك فيه كل ما أخبر به. (تارة) بالنظر إلى عدم الإقرار بما أخبر به ، والأصل في ذلك هو الإخبار بالله وبأسمائه ، ولهذا كان جحد ما يتعلق بهذا الباب أعظم من جحد غيره. وإن كان الرسول أخبر بكليهما ثم مجرد تصديقه في الخبر والعلم بثبوت ما أخبر به، إذا لم يكن معه طاعة لأمره، لا باطنا ولا ظاهرا ولا محبة لله ولا تعظيما له لم يكن ذلك إيماناً " (ابن تيمية، الفتاوى، ج 7 ص 534.).

وأطلب منك مرة أخرى يا أبا شعيب أن لا تستشهد بكلام العلماء إلا لتفسير أدلة القرآن أو السنة التي تطرحها حتى لا نغوص بشرح كلام العلماء .


قولك : وبنص حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق تارك الصلاة : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )) .. وقوله في حديث آخر : (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة )) .. وقوله في حديث آخر : (( ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك )) .. وأيضاً : (( بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة فإذا تركها فقد أشرك ))
وهذه الأحاديث محمولة على الشرك الأكبر عند من يرى كفر تارك الصلاة
فعليه :
أنا عندي تارك الصلاة كسلاً العالم بوجوبها : كافر مشرك ، يعبد هواه من دون الله ، وهو على غير دين الإسلام .
وعندي أن من يواليه ويحبه : كافر ومشرك ، مثله في الحكم .
ولا يمكن لأحد التفريق بينه وبين المتولي له .. فهما في الحكم سيان .
ولكن ما معنى هذا الحكم ؟
معناه : أن من يحبه لأنه يترك الصلاة .. ويعينه على ترك الصلاة .. ويجعله مسلماً لأنه تارك الصلاة .. فهذا متول له وكافر مثله .
أما من يقول : إن ترك الصلاة ليس من دين الله ، وفلان على ضلال في نطاق هذا الأمر ، وباقي أفعاله من إيمان وتوحيد هي من دين الإسلام ، وهو على الحق فيها .. فهذا لا يكفر ما دام مجتهداً .
هل فهمت معنى كلامي الآن في الولاء والبراء ؟




أقول : لو فرضنا أن تارك الصلاة كسلاً مشرك ، لا يعني ذلك أن من يحكم عليه بالإسلام استناداً لأدلة شرعية أنه لم يكفر المشرك ووالاه مع شركه. فالقول : " أن من يوالي ويحب تارك الصلاة : كافر ومشرك ، مثله في الحكم "
كلام غير صحيح . لأن حكم تارك الصلاة مختلف فيه .
ثم حتى يوافق مثالك ما نتكلم عنهم يجب أن تقول : من أعتقد أن ترك الصلاة كسلاً كفر وشرك ، ولكنه لم يكفر تارك الصلاة كسلا ، واعتقد أنه على باطل في حدود فعله ، ولم يحكم عليه بالكفر كشخص معين لأجل أن عنده بعض أفعال التوحيد والإسلام . فما حكمه ؟
أفهم من كلامك أن معنى الولاء والبراء عندك هو : أن من يحب المشرك لأنه أشرك بالله ، أو يعينه على شركه ، ويجعله مسلماً لأنه يشرك بالله فهو الذي تولاه وهو الكافر مثله .
أما أن يحكم على من عبد غير الله ، بالإسلام والتوحيد مع إعتقاده أن عمله ضلال وهو على ضلال في نطاق شركه . فلا يكفر ولا يعد قد والى المشرك والكافر الولاء المكفر . لأنه مجتهد .
هل فهمت الآن كلامك . ؟
إذا كانت هذه عقيدتك في الولاء والبراء والحكم على عابد غير الله ،ومن لا يكفره ، فأطلب منك أن تأتي بدليل واحد عليها .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-03-2018, 03:55 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي


أبو شعيب :

بسم الله الرحمن الرحيم ،

أنا أحضّر ردّاً على مشاركتك الأخيرة ، لكنني أود أن أستوضح إشكالاً وقعت فيه من كلامك .


تقول في مشاركة رقم #67 :

[-- أقول : الرسول صلى الله عليه وسلم صرح وبشكل واضح أن هذه الصورة براءة من الشرك . فحسب هذا التصريح يجب أن نفهم ما معنى البراءة من الشرك . فمن يريد أن يتعلم كيفية البراءة من الشرك ينظر لهذه الآية . ولا يأت بمقاييس من عقله وهواه ليبين كيفية البراءة من الشرك .
فالآية دليل واضح على أن من البراءة من الشرك تكفير المشرك وإخراجه من الدين . وهكذا فهمها الصحابة وهكذا فسرها المفسرون .
فكيف بعد هذا تقول : ليست دليلاً على أن تكفير المشركين وإخراجهم من الدين هو من أصل البراءة من الشرك . ؟
فهي دليل على ماذا إذن والرسول صلى الله عليه وسلم يصفها بأنها براءة من الشرك ؟ وقد تكرر فيها وصف المشرك بالكافر وأنه ليس في دين الله.
ولقد أثبت لك أن مشركي العرب كانوا لا يحبون أن يوصفوا بأنهم كفار ، مع قبولهم وصف مشركين .
اذكر لي ما هي الأحكام التي تفهم من هذه الآية ؟ --]


أنت استدللت بسورة الكافرون على أن البراءة من الشرك لا تتم إلا بتكفير المشرك ، ومن لا يكفره فهو مثله .

ثم تقول في مشاركتك الأخيرة رقم #72:

[-- أقول : لو فرضنا أن تارك الصلاة كسلاً مشرك ، لا يعني ذلك أن من يحكم عليه بالإسلام استناداً لأدلة شرعية أنه لم يكفر المشرك ووالاه مع شركه. --]

طيب .. دعني أفهم كلامك .

- حتى تتحقق البراءة من الشرك ، يجب على المرء تكفير المشرك .. وإلا فهو لم يتبرأ من الشرك .
- ترك الصلاة شرك أكبر (في افتراضنا الآن) .. ومع هذا من اجتهد ولم يكفّر تارك الصلاة (المشرك) ، فهذا يصحّ أن يُقال فيه إنه تبرأ من الشرك (الذي هو ترك الصلاة) .. حتى لو لم يكفّر فاعله .

سؤالي الآن :

نحن كفّرنا تارك الصلاة (المشرك) .. وتحقق لدينا البراءة من الشرك بنص سورة الكافرون .

وهؤلاء لم يكفروا تارك الصلاة (المشرك) .. ومع هذا تحقق لديهم البراءة من الشرك .. وسورة الكافرون - بحسب استدلالك - توجب تكفير المشرك حتى تتحقق البراءة من الشرك ، ومن لا يفعل ذلك فهو لم يتبرأ من الشرك .

فهل هؤلاء لم يتبرأوا من شرك تارك الصلاة إذ لم يكفروه اجتهاداً منهم ؟ .. يعني نقول في حقهم : هم لم يتبرأوا من الشرك اجتهاداً ، وعلى ذلك فهم معذورون ؟

أم نقول : إنهم متبرئون من شرك تارك الصلاة ، حتى وإن لم يكفروه ؟

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أبوشعيب, مسلم 1, التوحيد, التكفير, اصل الدين, ضياء الدين القدسى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:35 PM


جميع المشاركات تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر إدارة المنتدى