#2
|
|||
|
|||
الجواب بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين لا شك أنه في بعض الحالات يجوز سب وشتم أعداء الدين واحتقارهم ، ولكن ليس كل جائز في الشرع علينا فعله في كل الأحوال . فدعوة الناس تحتاج لحكمة ولين وعدم تنفير . وعلى الداعية أن يكون مثال الأخلاق الحسنة وأن لا يتصرف بما يعتبر عيباً في المجتمع الذي يعيش فيه حتى ولو كان هذا التصرف جائز شرعاً حتى لا ينفر أفراد المجتمع منه. قال تعالى : " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " (النحل : 125) وقال تعالى : " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " ( الأعراف:199 ) وقال تعالى : ) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ( القلم : 4) وقال تعالى : ( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ) ( البقرة : 83 ) وقد أمر الله سبحانه وتعالى أنبياءه موسى وهارون عليهما السلام أن يقولا لفرعون - وهو من هو - قولا لينا : قال تعالى : " اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى " ( طه : 43-44) وهناك أمر مهم وهو أن الذي تشتمه من أعداء الدين قد يكون ممن يستحق هذا وأكثر ولكن من يسمع هذه الشتيمة غيره قد لا يدرك ذلك فينفر منك ويرفض الاستماع لك . قال صلى الله عليه وسلم : " يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا " (البخاري) لهذا علينا كدعاة للتوحيد ولدين الله أن نراعي عادات المجتمع وأخلاق الناس الذين ندعوهم ، وأن نبتعد عن كل ما ينفرهم ويزعجهم حتى ولو كان جائزاً في دين الله ، فليس كل جائز مطلوب فعله . كتبه : ضياء الدين القدسي
__________________
|
|
|