منتدى دعوة الحق  

العودة   منتدى دعوة الحق > الأقسام الرئيسية > الـفتاوى الـشرعية > قسم فتاوى العقيدة

تنبيهات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-09-2016, 11:14 AM
مراقب مراقب غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 146
افتراضي ما حكم طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته

السؤال:
ماحكم من يطلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته عليه الصلاة والسلام كالذي يقول عند زيارة قبره أو في غير ذلك : ( شفاعتك يا رسول الله ! ) .

وما صحة ما ينقل عن شيخ الإسلام أنها بدعة غير مكفرة وأنها ليست من الشرك الأكبر؟

وجزاكم الله خيرا"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-09-2016, 11:18 AM
مراقب مراقب غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 146
افتراضي

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وكذلك طلب الشفاعة من الصالحين بعد وفاتهم من دقائق المسائل في باب الشرك ، لهذا لا يُستغرب وقوع بعض الأخطاء في هذه المسألة عند بعض العلماء الأفاضل وخاصة بعض علماء نجد .
وما أدين الله به في هذه المسألة : أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وكذلك طلب الشفاعة من الصالحين بعد وفاتهم بدعة من البدع المنكرة في الدين ووسيلة إلى الشرك ولكنها ليست شركاً مخرجاً من الملة .
فمعنى الشفاعة في اللغة : الدعاء والطلب.
جاء في لسان العرب : "شفع لي يشفع، شفاعة، وتشفع: طلب.
وروي عن المبرد وثعلب أنهما قالا في قوله تعالى {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} قالا: الشفاعة الدعاء ههنا.
والشفاعة كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره. وشفع إليه: في معنى طلب إليه.
والشافع: الطالب لغيره يتشفع به إلى المطلوب. يقال: تشفعت بفلان إلى فلان فشفعني فيه. واسم الطالب: شفيع. واستشفعته إلى فلان: أي سألته أن يشفع لي إليه. وتشفعت إليه في فلان: فشفعني فيه تشفيعًا".
"الشفاعة : كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها للغير"
وأما التعريف الاصطلاحي فلم يخرج عن الدلالة اللغوية كثيراً ، إذ الشفاعة هي : «السؤال في التجاوز عن الذنوب» أو هي : «عبارة عن طلبه من المشفوع إليه أمراً للمشفوع له ، فشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو غيره ، عبارة عن دعائه الله تعالى لأجل الغير وطلبه منه غفران الذنب وقضاء الحوائج ، فالشفاعة نوع من الدعاء والرجاء . فطلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته هو طلب منه الدعاء إلى الله . ولا ريب أن دعاء الأحياء بعضهم لبعض مشروع ونافع بإذن الله . ولقد كان الصحابة يستشفعون بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ويطلبون منه الدعاء ، ولكن بعد مماته لم يفعلوا ذلك وكانوا يستطيعون الذهاب إلى قبره عليه الصلاة والسلام وطلب الشفاعة ( الدعاء ) منه ولكنهم لم يفعلوا مع استطاعتهم ذلك بل استسقى عمر رضي الله عنه والمسلمون بعمه العباس رضي الله عنه . فهذا يدل على أن طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد مماته غير مشروع وأنه بدعة منكرة .
ولا بد أن نفرق بين الطلب من الميت دعاء الله لقضاء حاجته وبين الطلب من الميت قضاء الحاجة .
فمثلاً : هناك فرق كبير بين أن تقول يا رسول الله أو يا فلان ( أحد الصالحين الميتين ) اشفع لي عند الله أي أدعو الله لي أن يغفر لي ، وبين أن تقول يا رسول الله أو يا فلان : اكشف ما بي من ضر ، أرزقني وأعطني كذا وكذا .
فالقول الأول بدعة منكرة لم يفعلها الصحابة ، لأن الميت إذا مات انقطع عمله والدعاء من عمله ، والقول الثاني شرك أكبر لا شك فيه .
وطلب الشفاعة هي طلب الدعاء إلى الله .
جاء في حديث عثمان بن حنيف عند الترمذي وابن ماجة وذكره ابن أبي عاصم وابن تيمية في التوسل وغيرهم : أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :ادع الله أن يعافيني .قال : إن شئت دعوت لك ، وإن شئت أخرت ذاك ، فهو خير .
فقال : ادعه . فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ، فيصلي ركعتين ، ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم فشفعه في قال ففعل الرجل ، فبرئ . "
فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يستشفعون ويتوسلون برسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته . وهذا الاستشفاع هو طلب للدعاء منه، فإنه كان يدعو للمستشفع والمسلمون يدعون معه ، كما جاء في الحديث الثابت في الاستسقاء أن المسلمين لما أجدبوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه أعرابي فقال: يا رسول الله هلكت الأموال ، وانقطعت السبل ، فادع الله يغيثنا. فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: "اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا ".
فمعنى الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم هو استشفاع بدعائه . وهذا ما فهمه الصحابة رضي الله عنهم وعملوا به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى بالعباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه - وقال "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ". وكذلك فعل معاوية بن أبي سفيان - لما أجدب الناس بالشام - استسقى بيزيد بن الأسود الجرشي فقال: " اللهم إنا نستشفع ونتوسل بخيارنا ، يا يزيد ارفع يديك " فرفع يديه ودعا، ودعا الناس حتى سقوا"
فهم رضي الله عنهم لم يستسقوا ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا في هذه الحال بالنبي صلى الله عليه وسلم لا عند قبره ولا غير قبره ، بل عدلوا إلى البدل كالعباس وكيزيد . فهذا يدل على أن طلب الشفاعة من الميت أو الغائب غير مشروع في ديننا بل هو بدعة منكرة لم يأت دليل صحيح على جوازه ولم يفعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان . وكل ما يحتج به أهل البدع في جواز هذا العمل :
- إما آيات وأحاديث صحيحة يتأولونها ويتعسفون في تفسيرها .
- وإما أحاديث واهية أو موضوعة لا يحتج بها ولا يعتمد عليها بل هي مخالفة لأهم قواعد هذا الدين المبنية على الآيات والأحاديث الثابتة الصحيحة.
- وإما حكايات مكذوبة منسوبة لبعض أئمة هذا الدين الذين لهم في نفوس الناس منزلة ومكانة. وتلك الحكايات مروية بأسانيد مظلمة عن رجال مجهولين وهي مردودة بما اشتهر عن أولئك الأئمة من أقوال ذكرت في كتبهم أو رويت عن طريق تلاميذهم بأسانيد صحيحة تؤكد زيف تلك، الحكايات المنسوبة إليهم وتبرهن على بطلانها.
- وإما منامات لا تخلو من أحد أمرين إما كذب صاحبها أو تلبيس الشياطين عليه، ويشهد لهذا ويؤكده مخالفتها لقواعد هذا الدين وأصوله.
أما عن رأي ابن تيمية في هذه المسألة : فقد ثبت في مواضع من كتبه أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وكذلك طلب الشفاعة من الصالحين بعد وفاتهم بدعة من البدع المنكرة وليست شركاً مخرجاً من الملة .
قال : " " وقد ذكر علماء الإسلام وأئمة الدين الأدعية الشرعية، وأعرضوا عن الأدعية البدعية ، فينبغي إتباع ذلك‏.‏ والمراتب في هذا الباب ثلاث ‏:‏
إحداها‏:‏ أن يدعو غير الله وهو ميت أو غائب، سواء كان من الأنبياء والصالحين أو غيرهم فيقول‏:‏ يا سيدي فلان، أغثني ، أو أنا أستجير بك، أو أستغيث بك، أو انصرني على عدوى، ونحو ذلك فهذا هو الشرك بالله‏.‏ والمستغيث بالمخلوقات قد يقضى الشيطان حاجته أو بعضها، وقد يتمثل له في صورة الذي استغاث به، فيظن أن ذلك كرامة لمن استغاث به، وإنما هو شيطان دخله وأغواه لما أشرك بالله، كما يتكلم الشيطان في الأصنام وفي المصروع وغير ذلك، ومثل هذا واقع كثيرًا في زماننا وغيره، وأعرف من ذلك ما يطول وصفه في قوم استغاثوا بي أو بغيري ، وذكروا أنه أتى شخص على صورتي أو صورة غيري وقضى حوائجهم فظنوا أن ذلك من بركة الاستغاثة بي أو بغيري ‏!‏ وإنما هو شيطان أضلهم وأغواهم وهذا هو أصل عبادة الأصنام واتخاذ الشركاء مع الله تعالى في الصدر الأول من القرون الماضية كما ثبت ذلك، فهذا أشرك بالله نعوذ بالله من ذلك‏.‏
وأعظم من ذلك يقول‏:‏ اغفر لي وتب عليّ، كما يفعله طائفة من الجهال المشركين‏.‏
وأعظم من ذلك أن يسجد لقبره ويصلي إليه ويرى الصلاة أفضل من استقبال القبلة، حتى يقول بعضهم‏:‏ هذه قبلة الخواص والكعبة قبلة العوام‏.‏
وأعظم من ذلك أن يرى السفر إليه من جنس الحج، حتى يقول‏:‏ إن السفر إليه مرات يعدل حجة، وغلاتهم يقولون‏:‏ الزيارة إليه مرة أفضل من حج البيت مرات متعددة‏.‏ ونحو ذلك، فهذا شرك بهم، وإن كان يقع كثير من الناس في بعضه‏.‏
الثانية‏: ‏ أن يقال للميت أو الغائب من الأنبياء والصالحين‏:‏ ادع الله لي، أو ادع لنا ربك، أو اسأل الله لنا، كما تقول النصارى لمريم وغيرها ـ فهذا أيضًا لايستريب عالم أنه غير جائز ،وأنه من البدع التي لم يفعلها أحد من سلف الأمة؛ وإن كان السلام على أهل القبور جائز ومخاطبتهم جائزة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول قائلهم‏:‏ ‏(‏السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يغفر الله لنا ولكم، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ،ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم‏)‏‏.‏ وروى أبو عمر بن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام‏.‏" ( الفتاوى 1/351)
وقال : ابن تيمية في كتاب " الرَّدِّ على الأخنائي " :
" وقد حدث من بعض المتأخرين في ذلك بدع لم يستحبَّها أحد من الأئمة الأربعة ، كسؤاله الاستغفار .
وزاد بعض جهَّال العامة ما هو محرَّم أو كفر بإجماع المسلمين كالسُّجود للحجرة والطَّواف بها وأمثال ذلك مما ليس هذا موضعه .
ومبدأ ذلك من الذين ظنوا أن هذا زيارة لقبره وظن هؤلاء أن الأنبياء والصالحين تزار قبورهم لدعائهم والطلب منهم واتخاذ قبورهم أوثاناً حتى قد يفضلون تلك البقعة على المساجد وإن بنى عليها مسجد فضلوه على المساجد التي بنيت لله وحتى قد يفضلون الحج إلى قبر من يعظمونه على الحج إلى البيت العتيق إلى غير ذلك مما هو كفر ورده عن الإسلام باتفاق المسلمين . ا.هـ
كتبه : ضياء الدين القدسي
----------------------------------
في: 27 حزيران 2009
موقع الجامعة الإسلامية

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الشفاعة, فتاوى الجامعة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكم من كفر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبعية ؟ زائر4 قسم فتاوى العقيدة 0 07-01-2015 12:05 PM
حكم طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه و سلم عند قبره؟ عبد الله المغربي قسم فتاوى العقيدة 0 02-09-2015 03:12 AM


الساعة الآن 11:34 AM


جميع المشاركات تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر إدارة المنتدى