عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 07-27-2012, 12:22 AM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

[align=justify]
تكملة رقم 3 للرد على الرد الثاني للأستاذ المسعري :
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : ثم أماط الأستاذ ضياء القدسي اللثام ، وأظهر مقصده الحقيقي من كل هذا الجدل الطويل العريض ، فقال بعد أن ساق كلامنا عن توحيد الذات ، الذي هو رأس التوحيد: [حسب هذا الكلام : الاعتقاد بأن الله لم يتولد منه شيء داخل في توحيد الذات الذي هو رأس التوحيد. والذي هو ثابت بالضرورة وبالبراهين العقلية والفطرية القاطعة، قبل ورود الشرع. ومع ذلك يعذر الأستاذ المسعري من نقض هذا التوحيد بقوله في كتابه : "وحتى من قال بـ «البنوة» الحقيقية ، وهي مقول شرك وكفر بذاتها، كثير منهم قد يكون معذوراً بجهل أو تأويل ، أوبعض موانع التكفير المعروفة ". فمثل هذا عند الأستاذ المسعري معذور بالجهل والتأويل ويعتبره من الموحدين حتى تقام عليه الحجة من كتاب الله. فإن أقيمت عليه الحجة من القرآن الكريم وأنكر ذلك فعندها فقط يصبح كافراً مشركاً. يعني أن من نقض توحيد الذات وأخل في رأس التوحيد يمكن أن يكون موحداً عند الأستاذ المسعري .
4-عند الأستاذ المسعري من يقول بـ «البنوة» الحقيقية أي ينسب لله ولداً «حقيقياً»، أي من طبيعة أو عنصر إلهي ، مساوياً لأبيه في الجوهر ، كما فعل المثلثون ، يعذر بالجهل أو التأويل ، ويبقى موحداً ، ولكن قوله قول شرك وكفر ، ولكنه لا يكفر ولا يحكم عليه بالشرك وإن اعتقد ذلك حتى تبزغ شمس الرسالة المحمدية وتقام عليه الحجة من القرآن الكريم ويرد ذلك .
أقول (ضياء الدين) : هل يختلف رأس التوحيد (توحيد الذات) الذي جاء به عيسى عليه السلام عن رأس التوحيد (توحيد الذات) الذي جاءبه رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام حتى نظل نعذر معتقد «البنوة» الحقيقية بالجهل والتأويل حتى تبزغ شمس الرسالة المحمدية وتقام عليه الحجة من القرآن الكريم ؟
فما دمتَ تعذر بالجهل والتأويل من اعتقد "البنوة» الحقيقية لله ، أي نسب لله ولداً «حقيقياً» فلا بد لك أن تعذر بالجهل والتأويل من لم يجزم بأن الله سبحانه وتعالى هو الحي القيوم ، وهو الأول والآخر والظاهر والباطن ، وهو بكل شيء عليم ، وهو وحده واجب الوجود ، الغنى بذاته ، الأزلي القديم ، الأول الموجود بغير ابتداء قبل جميع الأزمنة والدهور ، الدائم الباقي بغير انتهاء بعد انقضاء الأزمنة والأيام والعصور ، لأن كل هذه داخلة أيضاً في توحيد الذات مثلها مثل مسألة أن الذات الإلهية لا يتولد منه شيء.
فهل من لا يعتقد اعتقاداً جازماً أن الله حي قيوم معذور بالجهل والتأويل ولا يكفر حتى تقام عليه الحجة الرسالية المحمدية.؟!!
وهل من لا يعتقد اعتقاداً جازماً أن الله بكل شيء عليم معذور بالجهل والتأويل ولا يكفر حتى تقام عليه الحجة الرسالية المحمدية.؟!!
وهل من لا يعتقد اعتقاداً جازماً أن الله الغنى بذاته، الأزلي القديم ، الأول الموجود بغير ابتداء قبل جميع الأزمنة والدهور، الدائم الباقي بغير انتهاء بعد انقضاء الأزمنة والأيام والعصور، معذور بالجهل والتأويل ولا يكفر حتى تقام عليه الحجة الرسالية المحمدية.؟!
إن قلت غير معذور فلمَ فرقت بين هذا ومسألة اعتقاد «البنوة» الحقيقية بعيسى عليه السلام ؟!
وإن قلتَ : معذور بالجهل والتأويل ويبقى موحداً معذوراً بجهله وتأويله ولا يحكم عليه بالشرك والكفر حتى تقام عليه الحجة الرسالية المحمدية ، فقد حكمت بإسلام من لم يحقق رأس التوحيد ، وبهذا خالفت محكم آيات كتاب الله ]، انتهى كلام الأستاذ ضياء القدسي ، وإن كان بعض التسطير والتسويد من عندنا .
قلتُ ( المسعري ) : حسبنا هذه الجملة القصيرة لبيان الخلل الجوهري في تفكير الأستاذ ضياء القدسي : ( يعني أن من نقض توحيد الذات وأخل في رأس التوحيد يمكن أن يكون موحداً عند الأستاذ المسعري ) ؛ وبرهان على أنه صاحب هوى ، أعماه الهوى عن رؤية ما لا يقل وضوحاً عن الشمس في رابعة النهار : فو الله ، الذي لا إله إلا هو ، ما قلنا قط أن ( من نقض توحيد الذات وأخل في رأس التوحيد يمكن أن يكون موحداً ) ، ومن المحال الممتنع أن يكون مثل هذا مسلماً موحداً ؛ وإنما قلنا فقط أن من قال بمقولة كفر ، أو عمل عملاً من أعمال الكفر ، وإن جرت عليه أحكام الكفار في الدنيا في الأنكحة والذبائح والدفن والمواريث والعقوبات ، كما هو مفصل في كتب الفقه ، ليس هو بالضرورة (الكافر) المستحق للعقوبة الأخروية ، كما هو في قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ}، (البقرة؛ 2: 161 - 162)؛ وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ }، (آل عمران؛ 3: 91)؛ وغيرها كثير .

أقول ( ضياء الدين ) : أنا لم أقل أنك قلت بالحرف الواحد : " ( من نقض توحيد الذات وأخل في رأس التوحيد يمكن أن يكون موحداً ) ولم أنسب لك مثل هذا القول حرفياً ، ولكن ما قلته بحق من يقول بالبنوة الحقيقية لعيسى عليه السلام يفهم منه ذلك وإليك بيان ذلك من كلامك يا من طلب العلم كما ينبغي .
1- كلامك بحرفه كان كما يلي تابعه معي جيداً بدون نقص منه لنرى ماذا يفهم منه قلت : " غير أن طوائف من النصارى ، من أتباع آريوس وكذلك أغلب اليهود المتنصرين الأوائل ، قد قالوا بذلك قديماً. وهم بذلك مخطؤون ، إلا أنهم ليسوا مشركين ، إن شاء الله تعالى ، لأن الكتب الأولى لم تذكر من هذا شيئاً ، بل قد جاءت ألفاظ في الكتب القديمة يفهم منها «التبني» بمعتى «الاصطفاء» ، فهم إذاً مؤمنون موحدون ، لم يكذبوا لله خبراً، ولم يجعلوا لله شريكاً، ولم ينسبوا له ولداً «حقيقياً»، أي من طبيعة أو عنصر إلاهي، مساوياً لأبيه في الجوهر ، كما فعل المثلثون ، وغيرهم من فرق الشرك والكفر ، كما سيأتي تفصيله .
وحتى من قال بـ «البنوة» الحقيقية ، وهي مقول شرك وكفر بذاتها، كثير منهم قد يكون معذوراً بجهل أو تأويل ، أو بعض موانع التكفير المعروفة ، وذلك قبل بزوغ شمس الرسالة المحمدية ، وانبلاج نور الحجة الرسالية .. "

أقول ( ضياء الدين ) : أنت قلت أن من أتباع آريوس وكذلك أغلب اليهود المتنصرين الأوائل ، كانوا يقولون بأن عيسى عليه السلام ابن الله ولكن بمعنى التبني والاصطفاء ووصفتهم بأنهم ليسوا مشركين بل فقط مخطئين ولكنهم مؤمنين موحدين يكفروا إن أصروا على قول ذلك بعد الرسالة المحمدية ، ثم بعد ذلك قلت : وحتى من قال بـ « البنوة » الحقيقية ، وهي مقول شرك وكفر بذاتها، كثير منهم قد يكون معذوراً بجهل أو تأويل ، أو بعض موانع التكفير المعروفة ، وذلك قبل بزوغ شمس الرسالة المحمدية ، وانبلاج نور الحجة الرسالية .. "
كلمة وحتى ، تعني أنه وحتى لو كان منهم من يقول بـ «البنوة» الحقيقية فكثير منهم قد يكون معذوراً بجهل أو تأويل ، أو بعض موانع التكفير المعروفة . ..
ثم قولك بعدها : " وذلك قبل بزوغ شمس الرسالة المحمدية ، وانبلاج نور الحجة الرسالية .. "
يعني أنه قد يكون كثير منهم معذورين بالجهل أو التأويل أو بعض موانع التكفير المعروفة قبل بزوغ شمس الرسالة المحمدية أما بعدها فهم غير معذورين بذلك .
ألا يعني هذا أن كثيراً منهم معذورين ويحكم بإسلامهم وإيمانهم وتوحيدهم في الدنيا حتى بزوغ شمس الرسالة المحمدية .؟ وإلا لما كان لتكفيرهم في الدنيا بعد بزوغ الرسالة المحمدية سبب .
فواضح من كلامك أنك تتكلم عن أحكام الدنيا وليس عن أحكام الآخرة .
لأنك لو كنت تتكلم عن أحكام الآخرة فلا فرق بين حالهم قبل الرسالة المحمدية وبعدها . فأنت حكمت بكفرهم بعد الرسالة المحمدية ولم تعذرهم بالجهل والتأويل .
فهل حكمك بكفرهم بعد الرسالة المحمدية في أحكام الدنيا أم الآخرة ؟
فإن كان في أحكام الدنيا فهذا يعني أنهم قبلها كانوا غير كفار ، وإن كان في أحكام الآخرة فيكف سيكونون غير كفار في أحكام الآخرة قبل الرسالة المحمدية ومعذورين بالجهل أو التأويل وقد جاءهم رسول بلغهم التوحيد ولا يكونون بعد الرسالة المحمدية معذورين في أحكام الآخرة بالجهل والتأويل ؟!!!
أليس عملية التأويل موجودة قبل وبعد الرسالة المحمدية ؟
فقولك : وذلك قبل بزوغ شمس الرسالة المحمدية ، وانبلاج نور الحجة الرسالية .. "
دليل واضح أنك تتكلم عن أحكام الدنيا وليس عن أحكام الآخرة فقط .
أرجو أن تكون وضحت هذه النقطة .
2- قلت : " كثير منهم قد يكون معذوراً بجهل أو تأويل ، أو بعض موانع التكفير المعروفة "
أقول ( ضياء الدين ) : يعني هذا الكلام أن منهم غير معذور بجهل أو تأويل أو بعض موانع التكفير المعروفة . فمن هم هؤلاء غير المعذورين وما هو حالهم قبل الرسالة المحمدية ؟
ما هو الفارق بين من يعذر منهم ومن لا يعذر في أحكام الآخرة كما تقول وكلهم قد أرسل له رسول ؟

3- جاء في كلامك ما يلي : " .... لم يتولد من شيء ، ولا يتولد منه شيء.
كل ذلك ثابت بالضرورة ، وبالبراهين العقلية والفطرية القاطعة ، قبل ورود الشرع." اهـ

أقول ( ضياء الدين ) : حسب هذا الكلام اعتقاد البنوة الحقيقية لله مخالف لما ثبت بالضرورة ومخالف للبراهين العقلية والفطرة القاطعة قبل ورود الشرع . فكيف مع هذا تعذر من أخل به بالجهل والتأويل وموانع التكفير ؟!
العذر بالجهل والتأويل يا استاذ مسعري مجاله نصوص الوحي التي لا تعرف إلا عن طريق الرسول . أما الأمور البديهية التي تعرف بالضرورة وتعرف بالعقل السليم فكيف يقال أن فيها عذر بالجهل والتأويل .؟ هذه واحدة .
فكيف سَتُفَهِّمَ الجاهل والمتأول لأمور بديهية يفهمها كل عاقل ؟
كيف سَتُفَهِّم الجاهل والمتأول لأمور يفهمها كل عاقل بالضرورة ؟
وهل الأمور التي تُعرف بالضرورة وببداهة العقول تُجهل أو يقبل تأويلها ؟
4- أنت قلت : " وحتى من قال بـ «البنوة» الحقيقية ، وهي مقول شرك وكفر بذاتها، كثير منهم قد يكون معذوراً بجهل أو تأويل ، أوبعض موانع التكفير المعروفة "

أقول ( ضياء الدين ) : أنت هنا عذرت من يقول بالبنوة الحقيقية استناداً إلى بعض موانع التكفير المعروفة . فهذا الكلام يدل على أنك تتكلم عن أحكام الدنيا وأنَّ قولك أنك تكفر في الدنيا كل من يقول بالبنوة الحقيقية ولا تَعذره بالجهل والتأويل في الدنيا يتعارض مع هذا الكلام .
أسألك هنا يا من طلب العلم كما ينبغي ، موانع التكفير ، هل هي لأحكام الدنيا أم للآخرة ؟؟
يعلم أبسط طالب علم أن موانع التكفير وضعها العلماء لضبط حكم تكفير المعين المسلم الذي ارتكب كفرا ً . وهي لأحكام الدنيا فقط وللمسلم الذي ثبت إسلامه بيقين ثم بعد ذلك وقع في كفر أو صدر عنه كفر . فليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه ، فلا بد من تحقيق شروط وانتفاع موانع في حق المسلم المعين للحكم عليه بالكفر . ولا علاقة لها بأحكام الآخرة البتة وكذلك لا علاقة لها بالكافر الأصلي .
ثم اعلم يا رجل أنه لا يوجد في حق الله موانع تكفير لهذا فهي لا تتعلق بأحكام الآخرة البتة فاتق الله واعترف بخطئك وجهلك وتب إلى الله .
أسأل الله بعد هذا البيان لك والتوضيح أن تكون قد عرفت أنني لم أفترِ عليك عندما قلت لك استناداً لقولك أنك تعذر ولا تُكفِّر في الدنيا كثيراً ممن يقول بالبنوة الحقيقة لله .
فأنت ظلمتني عندما حكمت بأن عندي خلل جوهري في التفكير وأني صاحب هوى ، أعماني عن رؤية ما لا يقل وضوحاً عن الشمس في رابعة النهار . ومن حقي أن أعيدها عليك ، ولكن حسبي الله ونعم الوكيل .

4- أنت قلت بالحرف الواحد : " وحتى من قال بـ «البنوة» الحقيقية ، وهي مقول شرك وكفر بذاتها ، كثير منهم قد يكون معذوراً بجهل أو تأويل ، أوبعض موانع التكفير المعروفة "

فأنت هنا أطلقت ولم تبين أنه معذور في الآخرة وليس في الدنيا . فأحكام الآخرة ليست لنا ، فهي لله . وما كُلِّفنا به هو أحكام الدنيا .
ثم أنت قلت : أن المقولة شرك وكفر ، يعني حكمت على الفعل هنا ، وعندما انتقلت لحكم فاعلها قلتَ : كثير منهم قد يكون معذوراً بجهل أو تأويل أو بعض موانع التكفير المعروفة .
فيفهم من كلامك - ولا بد – أنه في أحكام الدنيا قد يعذر بالجهل والتأويل وموانع التكفير المعروفة كثير ممن قال ذلك ، فلا يحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة .
هذا ما يفهم من كلامك وخاصة عند استعمالك جملة " وموانع التكفير المعروفه " .
ولا يفهم البتة عند استعمالك جملة " وموانع التكفير المعروفه " أنك كنت تقصد أحكام الآخرة وليس أحكام الدنيا . إلا إن كنت تجهل على مَن وأين تطبق موانع التكفير .

قولك : ومن المحال الممتنع أن يكون مثل هذا مسلماً موحداً ؛ وإنما قلنا فقط أن من قال بمقولة كفر ، أو عمل عملاً من أعمال الكفر ، وإن جرت عليه أحكام الكفار في الدنيا في الأنكحة والذبائح والدفن والمواريث والعقوبات ، كما هو مفصل في كتب الفقه ، ليس هو بالضرورة (الكافر) المستحق للعقوبة الأخروية .. .."

أقول ( ضياء الدين ) : أين قلتَ هذا في حق كل من يقول ببنوة عيسى الحقيقية لله ؟ إن كنتَ قلتَ ذلك فأنت متناقض في كلامك وقد بينت ذلك لك في الأعلى .


قولك : ولم يترك الله ،جل جلاله وسما مقامه ، هذا الأمر من غير بيان ، حتى نحتاج إلى مزاعم المسعري ، أو وساوس الأستاذ ضياء القدسي ، فأبان ذلك لنا ، فقال : إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68)}، (الأحزاب؛ 33: 64 - 68)، فهؤلاء جاءهم رسول فعصوه ..

أقول ( ضياء الدين ) : ما هي وساوسي يا رجل ؟
أم أنك تجد متعة في صرف مثل هذه الكلمات لي ؟ حسناً ، تمتع بها . فقد مر علي لطبيعة مهنتي مثل هذه الحالات كثيراً . لا يهم خلينا في الحوار .
أين ومتى خالفتك بأنه قد يُحكم على الشخص في الدنيا بالكفر ويكون عند الله معذوراً ؟
لماذا هذا التطويل والحشو ثم الاتهامات التي لا أساس لها ؟
ألا يدل ذلك أن ما اتهمتني به من وسوسة هو موجود فيك ؟
وأريد هنا أن أسالك سؤالاً قد سألتك إياه من قبل ولم تجب عليه وسأسأله بصيغة أخرى ، أرجو أن لا تمتنع عن الإجابة عليه بحجج واهية :
_ هل العاقل البالغ الذي لم يعتقد بأن الله سبحانه وتعالى هو الحي القيوم ، وهو الأول والآخروالظاهر والباطن ، وهو بكل شيء عليم ، وهو وحده واجب الوجود ، الغنى بذاته ، الأزليالقديم ، الأول الموجود بغير ابتداء قبل جميع الأزمنة والدهور ، الدائم الباقي بغيرانتهاء بعد انقضاء الأزمنة والأيام والعصور ، قد يكون معذوراً بالجهل والتأويل في الآخرة ؟

قولك :فهؤلاء جاءهم رسول فعصوه ..

أقول ( ضياء الدين ) : وهؤلاء الذين قالوا بالبنوة الحقيقية لله والذي عذرت أكثرهم في أحكام الآخرة كما تقول بالجهل والتأويل أو بعض موانع التكفير المعروفة ، وذلك قبل بزوغ شمس الرسالة المحمدية ، وانبلاج نور الحجة الرسالية ، ألم يأتهم رسول يبلغهم التوحيد ؟؟!
فأنت نسبتهم لعيسى عليه السلام ، فهل عيسى عليه السلام لم يبلغهم ما يليق وما لا يليق في حق الله ؟

قولك : والجاهل ليس مذنباُ ، والمكره ليس مذنباً ، والمتأول ليس مذنباً .

أقول ( ضياء الدين ) : هذا الكلام في حق الجاهل والمتأول لا يصح على إطلاقه ولولا خشية الانحراف عن موضوع الحوار لبينت لك ذلك بالتفصيل .
وهل هناك أمكانية الجهل والتأويل الخاطئ في ما يعرف بالضرورة وبديهية العقول ؟
اعلم يا من طلب العلم كما ينبغي، أن العلم الضروري هو ما يُعرف بدون بذل جهد ، فهو ما يستوي فيه الجاهل والعالم ، فلا يقال هذا جاهل في حكم ما هو معلوم له بالضرورة ، لأنه لا أحد يجهل ما هو معلوم له بالضرورة .
وبديهية العقول هي ما لا خلاف فيها بين عاقلين .

يتبع إن شاء الله
[/align]

رد مع اقتباس