عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 07-26-2012, 02:02 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

[align=justify]
تكملة 2 الرد على المداخلة الثانية للأستاذ المسعري :
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : ونصيحتي للأستاذ ضياء القدسي أن يتقي الله في المسلمين خاصة ، وفي بني آدم عامة ، وأن ينخلع من لوثة الغلو والتكفير ؛

أقول ( ضياء الدين ) : يعلم الله أني حريص على المسلمين خاصة وعامة وكذلك حريص على هداية المشركين عامة وخاصة . ولم أكفر أي مسلم ثبت إسلامه حسب شرع الله إلا بدليل قطعي . وأنصحك قبل أن تتهمني بأني صاحب لوثة في الغلو والتكفير أن تُثبت عني ذلك أولاً . وأطالبك بل أتحداك أن تثبت بمثال واحد أنني كفَّرت مسلماً واحداً ثبت إسلامه حسب شرع الله .
فعقيدتي واضحة مُبَيَّنة في كتبي مع أدلتها قطعية الثبوت قطعية الدلالة . وسوف أثبت بعون الله بالأدلة القطعية من كتابك أنك ومن يعتقد اعتقادك لم تدخلوا الإسلام بعد وأسأل الله بل حريص ويسعدني هدايتكم .
اعلم - يا من طلبت العلم كما ينبغي - أن مسألة التكفير والتفسيق والأسلمة مسائل وأحكام شرعية بينها الإسلام أتم بيان ، بل لقد نزل القرآن لبيانها فقد قال تعالى في محكم كتابه : " وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ " (الأنعام : 55)
فالتكفير وكذلك الأسلمة لا تكون حسب الأهواء والنزوات والعادات والتقاليد والأعراف ، فهي أحكام شرعية منضبطة بأدلة قطعية الثبوت قطعية الدلالة يبنى عليها كثير من الأحكام والمعاملات .

قولك : وأن يعلم علم يقين أن الله ، جل وعز ، قادر بمفرده على الحكم بإدخال الناس النار ، أو إجارتهم منها ، ويعلم تماماً كيف يملؤها ، ولن يحتاج إلى رأي المسعري أو رأي الأستاذ ضياء القدسي !!!

أقول ( ضياء الدين ) : لا أحد يُدخل النار والجنة إلا الله . فهذا حق خالص له لا ينازعه فيه أحد . فالله سبحانه : " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ "
وما كُلفنا به من قِبل الله عز وجل هو أن نحكم على الناس بما ظهر منهم حسب شرع ربنا والله يتولى سرائرهم وسوف يجازيهم يوم القيامة بحسبها . هذا ما ندين الله به ولا نتعداه ولا نتألَّى على الله .

قولك : وقبيل ذلك بقليل قال الأستاذ ضياء القدسي : [3 – قولك : " غير أن طوائف من النصارى ، من أتباع آريوس وكذلك أغلب اليهود المتنصرين الأوائل ، قد قالوا بذلك قديماً. وهم بذلك مخطؤون ، إلا أنهم ليسوا مشركين ".
أقول ( ضياء الدين ) : كيف عرفت يا أستاذ أن أتباع آريوس وأغلب اليهود المتنصرين الأوائل الموحدين قد قالوا بأن عيسى عليه السلام ابن الله بمعنى " التبني " ؟! فهذه أمور غيبية فهل جاء في ذلك خبر صحيح عن الله أو عن رسوله ، صلى الله عليه وسلم ؟!! وأنت القائل في كتابك: " ومن قبل بدعوى ، حتى ولو كانت صحيحة في ذاتها ، بغير برهان ، فهو متقول بغير دليل ، وهو من ثم كاذب ، حتى ولو كانت المقولة في ذاتها صادقة ، لأن من لم يأت بالبرهان كاذب : (هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين!): أي إن كنتصادقاً فأرني برهانك ، وإلا فأنت كاذب، لأنه ليس ثمة إلا: صادق أو كاذب، لا ثالثل هما ! " اهـ]، انتهى كلام الأستاذ ضياء القدسي.
أقول : أحوال المتنصرين الأوائل ، وفرقهم ، وأقوالهم المكتوبة ، وردود خصومهم عليهم كتابة ، وفرق اليهود والوثنيين المعاصرين لهم ، وما دار بينهم من صراع ، معلوم ، في الجملة ، من التاريخ بالتواتر . فلم يكن القوم ملائكة يطيرون في السماء، ولا من قبيل إبليس الذين يروننا ولا نراهم ، بل بشر عاشوا على الأرض ، وتركوا كتباً وآثاراً ، ونحن لا نحتاج إلى خبر صحيح عن الله أو عن رسوله ، صلى الله عليه وسلم ، يخبرنا عنهم ، وحسبنا قوله ، جل جلاله ، وسما مقامه : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}، (يوسف ؛ 12: 109)؛ وقال أيضاً: {أَفَلَم ْيَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }؛ (غافر ؛ 40: 82) ؛ وقد فعل الناس ، وفعلنا ذلك ، ولخصناه في فقرة قصيرة ، وليس كتابنا كتاب تأريخ لأقوال فرق النصارى حتى يلزمنا التأصيل والبرهنة المفصلة.
فليست أحوالهم (أمور غيبية ) ، كما أفحش الأستاذ ضياء القدسي : فبدلاً من أن يعترف بجهله ، ويسأل عن المستندات والمراجع ، جعل القضية ( غيبية ) ، ولا نستبعد أن يجعلها بعد مدة من أمور ( العقيدة ) ، ثم ينطلق مسلسل التبديع والتكفير بعد ذلك.

أقول ( ضياء الدين ) : يا رجل أنت تنسب أمراً تدعي أنه من شريعة عيسى عليه السلام لأتباع عيسى عليه السلام الموحدين وتقول أنه في ديننا كفر ، ألا يحتاج هذا لدليل صحيح مروي عن ثقات مسلمين بسند صحيح معتبر ؟؟
أليس هذا من الأمور التي تمس العقيدة والدين ؟؟
يا من طلبت العلم كما ينبغي هل أخبار الموحدين وشريعتهم التي أرسلها الله لهم تؤخذ من تاريخ رَواه وكتبه كفار مشركين ؟!
والله سبحانه في محكم كتابه يقول : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ "
يا رجل ، تَنسب لأتباع عيسى ( عليه السلام ) الموحدين أنهم يقولون أن عيسى ابن الله بمعنى التبني والاصطفاء مستنداً على أخبار نقلها كفار ، وتبني على ذلك عدم تكفير من قال من النصارى أن عيسى ابن الله لأنه يقولها بزعمك بمعنى الاصطفاء وليس بمعنى النبوة الحقيقية ولا تكفره حتى تقيم عليه الحجة المحمدية ، ثم تقول لي أن الأمر لا يمس العقيدة ؟!
هل الحكم على الناس ومعرفة الكافر من المسلم لا يمس العقيدة عندك ؟
يا رجل ليس خلافنا في وجود طائفة من الطوائف النصرانية اسمها الأريوسية ، بل الخلاف بيننا - الذي لا زلتَ غير مدرك له - هو قبول أمر يخص شريعة عيسى عليه السلام وأتباعه من حكايات التاريخ غير الموثقة ثم بناء على ذلك أحكام شرعية .
ولو فهمت كلامي وما سألتك عنه لما قلت : " فليست أحوالهم ( أمور غيبية ) ، كما أفحش الأستاذ ضياء القدسي : فبدلاً من أن يعترف بجهله ، ويسأل عن المستندات والمراجع ، جعل القضية ( غيبية ) ،ولا نستبعد أن يجعلها بعد مدة من أمور ( العقيدة ) ، ثم ينطلق مسلسل التبديع والتكفير بعد ذلك. "

أقول ( ضياء الدين ) : يا من طلبت العلم كما ينبغي ، أنا لا أتحدث عن مجرد وجود قوم من الأقوام يعتقدون عقيدة ما ، تحدث عنهم وعن عقيدتهم رواة التاريخ . أنا أتحدث عن مدى صحة تلك الروايات المتعلقة بنبي الله عيسى عليه السلام وبشريعته وأتباعه . فالمسألة التي نتحدث عنها ليست مجرد حوادث تاريخية ذكرت بل نتحدث عن دين وشريعة ننسبها لنبي من أنبياء الله ونعتقد أنها جاءت من عند الله . فهل - يا من طلبت العلم كما ينبغي - في مثل هذه تكفي الروايات التاريخية التي رواها كفار عن كفار عن كفار عن كفار ؟؟!!
لا أعتقد أن يقول أبسط طالب علم ، نعم ، تكفي .
فاتق الله في نفسك وفي أتباعك وركز في المسألة وتب إلى الله واعترف بخطئك فهو واضح بين لأبسط طالب علم ، ولا تجادل بالباطل وتشتت المسألة بكثرة الحشو الذي لا علاقة له بما نتحدث فيه .

قولك : أحوال المتنصرين الأوائل ، وفرقهم ، وأقوالهم المكتوبة ، وردودخصومهم عليهم كتابة ، وفرق اليهود والوثنيين المعاصرين لهم ، وما دار بينهم من صراع ،معلوم ، في الجملة ، من التاريخ بالتواتر . فلم يكن القوم ملائكة يطيرون في السماء،ولا من قبيل إبليس الذين يروننا ولا نراهم ، بل بشر عاشوا على الأرض ، وتركوا كتباًوآثاراً ، ونحن لا نحتاج إلى خبر صحيح عن الله أو عن رسوله ، صلى الله عليه وسلم ،يخبرنا عنهم .

أقول ( ضياء الدين ) : كيف هو معلوم في الجملة من التاريخ بالتواتر ؟!
هل كل ما كُتب وسُطِّر ودُوِّن صحيح ؟!
التوراة والإنجيل المحرفان قد كُتبا ودُوِّنا ويدعي أصحابها أنها وصلتهم بالتواتر لهذا يدينون إلى الله بها مستيقنين بصحتها . فهل يعني ذلك صحتها عند الله وعند المسلمين ؟؟!
يا أستاذ المسعري يا من طلبت العلم كما ينبغي ، حسب كلامك هذا فأنت تعتبر ما كتبه الكفار عن شريعة عيسى عليه السلام وعن أحوال عيسى عليه السلام وأتباعه والمتنصرين الأوائل ، وفرقهم ، وأقوالهم ، وعقائدهم حقائق علمية وأدلة متواترة وبديهيات تصلح للاستدلال بها والاعتماد عليها في بيان أحوال عيسى عليه السلام وأتباعه وشريعة . مع أن العلماء المسلمين قاطبة متفقون على أن ما رواه وكتبه المسلمون عن تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والمسلمين بعدهم لا يعتبر دليلاً حتى يثبت صحة سنده وعدالة رواته مع أنهم مسلمون ، فكيف تقبل أنت مع هذا رواية كفَّار في حق شرع نبي من الأنبياء وفي حق أتباعه وتحكم بتواترها وصحتها وتبني عليها عقيدة وفكر ؟
أليس شريعة عيسى عليه السلام من عند الله وهي من أمور الغيب التي تنسب لله ؟
هل يُقبل قول الكفار بغض النظر عن عددهم في حق شرع الله ؟
ألا تعلم أن تاريخ النصارى قد روى بالتواتر أن عيسى عليه السلام قد صلب وقتل لهذا يعتبر النصارى هذا الخبر خبر متواتر لا شك فيه عندهم ؟

قولك : ونحن لا نحتاج إلى خبر صحيح عن الله أو عن رسوله ، صلى الله عليه وسلم ،يخبرنا عنهم .

أقول ( ضياء الدين ) :نحن لا نتحدث عن مجرد وجودهم ولا عن الأخبار التي تخبر عن وجودهم ولا عن الأخبار التي تحدثت عن عقائدهم ، نحن نتحدث عن مدى صحة ما رواه الكفار من أخبار الشريعة المنسوبة إلى الله وعن أخبار عيسى عليه السلام وأتباعه الكرام . فهذه تحتاج لخبر صحيح رواته مسلمين عدول ضابطين ، وما يرويه الكفار من أخبار عن شرع الله وعن الأنبياء وأتباعهم ، غير معتبر في عقيدتنا نحن المسلمين .
فأنت قلتَ استناداً على روايات رواها كفار عن كفار عن كفار ، أن فرقة الأريوسية فرقة موحدة التوحيد الصحيح وكانت تدين بشرع عيسى عليه السلام ونسبت إليها أنها تقول بأن عيسى عليه السلام ابن الله بمعنى التبني والاصطفاء ، وقلت أن ذلك كان غير منهي عنه في شريعة عيسى عليه السلام ، وبنيت على ذلك عقيدة وأحكام ، ولم تأت بدليل واحد صحيح معتبر يثبت هذا . وعندما طالبتك بالدليل كان جوابك : " أحوال المتنصرين الأوائل ، وفرقهم ، وأقوالهم المكتوبة ، وردودخصومهم عليهم كتابة ، وفرق اليهود والوثنيين المعاصرين لهم ، وما دار بينهم من صراع ،معلوم ، في الجملة ، من التاريخ بالتواتر فلم يكن القوم ملائكة يطيرون في السماء ،ولا من قبيل إبليس الذين يروننا ولا نراهم ، بل بشر عاشوا على الأرض ، وتركوا كتباًوآثاراً ، ونحن لا نحتاج إلى خبر صحيح عن الله أو عن رسوله ، صلى الله عليه وسلم ،يخبرنا عنهم . "

أقول ( ضياء الدين ) : فهذا الجواب يدل دلالة واضحة أنك لم تدرك ما هي النقطة التي نتحدث عنها وما هو الذي طالبتك بإثباته .أو أنك لا تدري كيف يُستدل على أنبياء الله وشريعتهم وأتباعهم الموحدين . ومع هذا تماديت في جهلك وسوء فهمك واتهامك لمحاورك بالجهل زورا وبهتانا بأن قلت : " فليست أحوالهم ( أمور غيبية ) ، كما أفحش الأستاذ ضياء القدسي : فبدلاً من أن يعترف بجهله ، ويسأل عن المستندات والمراجع ، جعل القضية ( غيبية ) ، ولا نستبعد أن يجعلها بعد مدة من أمور ( العقيدة ) ، ثم ينطلق مسلسل التبديع والتكفير بعد ذلك. "

أقول ( ضياء الدين ) : إما أنك تعتقد أن المستندات والمراجع التي كتبها الكفار بروايات كافر عن كافر عن كافر ، أدلة معتبرة يُستند عليها لمعرفة شريعة عيسى عليه السلام وأخبار أتباعه الموحدين ، وإما أنك تحسبني جاهل لهذه الدرجة حتى أسألك أين الأدلة من المستندات والمراجع التي كتبها الكفار برواية كافر عن كافر عن كافر ، عما نسبته لشريعة عيسى عليه السلام وأتباعه الموحدين . وأنا أرجح الأولى لأنها واضحة من كلامك .
اعلم يا رجل ، يا من طلبت العلم كما ينبغي ، أن ما جاءت به شريعة عيسى عليه السلام وأخبار عيسى عليه السلام وأتباعه الموحدين أخبار غيبية بالنسبة لنا لم نشهدها لهذا لا نأخذها إلا برواية مسلم عدل ضابط عن مسلم عدل ضابط عن مسلم عدل ضابط حتى تصلنا موثقة هكذا . فمثل هذه الأخبار والحقائق لا تؤخذ وتعلم من روايات التاريخ ومستنداته ومراجعه التي كتبها الكفار برواية كُفار عن كُفار عن كفار عن كفار عن كفار عن كفار منذ مئات السنين .


قولك : وحسب الأستاذ ضياء القدسي أن يبحث في جوجل تحت لفظة (آريوس، أريوس ، الأريوسية)؛
وكذلك بالإنجليزية تحت مفاتيح البحث: (Arius; Arians; Arianism; Semi - Arianism)؛ ولو فعل ، لوجد الكثير، ولنطلق منه إلى الأكثر ، إذا كان مهتماً بهذه القضايا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

أقول ( ضياء الدين ) : ما هذا الكلام يا رجل وهذه البساطة في الطرح ؟!
ألم أقل لك أنك لا زلت لم تدرك ما نتحدث عنه وما طالبتك بإثباته بالدليل ، إلَّا إن كنت تقول لي أنني إن بحثت في الجوجل تحت لفظة ( أريوس ، أريوس ، الأريوسية )ستأتيني الأدلة المعتبرة على أنه كان في شريعة عيسى عليه السلام جواز تسمية عيسى عليه السلام ابن الله بمعنى التبني والاصطفاء . أو سيأتيني الإثبات أن فرقة الأريوسية فرقة موحده التوحيد الصحيح وكانت تدين بدين عيسى عليه السلام وكانت تقول أن عيسى ابن الله ولكن بمعنى التبني والاصطفاء ولم تنه عن ذلك في شريعة عيسى عليه السلام . إن كان البحث في الجوجل سيوصلني لمثل هذه المعلومات بالدليل الصحيح كما تقول فقد قدم الجوجل للمسلمين أكبر خدمة في التاريخ . ولكن مع الأسف واقع الجوجل يُكذِّب ويسخر مما قلته .


قولك : ولعلنا نضع الأستاذ ضياء القدسي على أول الطريق ، طريق البحث والتنقيب ، وطلب العلم كما ينبغي ، بتقديم بعض النصوص في الملحق مرتبة حسب تاريخ وفاة قائليها، وكلهم من أهل الإسلام ، بل من أئمة أهل الإسلام ، ابتداءً بأبي محمد علي بن حزم ، رضي الله عنه (المتوفى: 452 هـ) ، حاشا غريغوريوس ( واسمه في الولادة يوحنا ) ابن أهرون ( أو هارون ) بن توما الملطي ، أبو الفرج المعروف بابن العبري ( المتوفى : 685 هـ)؛ واختتمنا بنقل مقال جيد للدكتور سفربن عبد الرحمن ، وإن كنا نعيب عليه خلط أحكام الصور والتماثيل ، بقضايا التوحيد والشرك ، ولا عجب فهو لا يستطيع فكاكاً من هوس الدعوة الوهابية !
فعجز الأستاذ ضياء القدسي في التعامل مع هذه البديهيات دليل سابع على أن الأستاذ ضياء القدسي لم يطلب العلم كما ينبغي !

أقول ( ضياء الدين ) : إن كان طلب العلم كما ينبغي عندك الخطوة الأولى فيه هذه فكيف سيكون باقي خطواته ؟! عجباً والله . فنحن في آخر الزمان .
مِن متى أصبحت الأخبار التاريخية التي ينقلها كفار مشركين عن كفار مشركين عن كفار مشركين بديهيات وحقائق وأدلة تصلح لأن نعتمد عليها في معرفة شرائع الأنبياء وأخبار الموحدين أتباع الأنبياء ؟؟
إن كانت هذه أول خطوة عندك لتعلم العلم كما ينبغي فلا أدري كيف ستكون آخر خطوة . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ولقد دُهشت كثيراً عندما قرأت الملف الطويل الذي سميته الأريوسية ، واعتبرته أنت أول طريق البحث والتنقيب ، وطلب العلم كما ينبغي .
فأقول لك : إما أنك لم تفهم ما طلبته منك ووجه اعتراضي عليك ، وإما أنك لا تفهم دلالة ما نقلته ولا تدرك درجته في الاستدلال .
يا رجل ، لا يوجد دليل واحد مما نقلته في الملحق ( الأريوسيه ) يصلح دليلاً على ما طلبته منك . فلا يوجد دليل واحد معتبر يدل على أنه كان في شريعة عيسى عليه السلام جواز تسمية عيسى عليه السلام ابن الله بمعنى التبني والاصطفاء . ولا يوجد دليل واحد معتبر يدل على أن فرقة الأريوسية فرقة موحده التوحيد الصحيح وكانت تدين بدين عيسى عليه السلام وأنها كانت تقول أن عيسى ابن الله ولكن بمعنى التبني والاصطفاء ولم تُنه عن ذلك في شريعة عيسى عليه السلام . فهذا ما طلبت منك الدليل عليه . ولكنك مع الأسف إما أنك لم تفهم ما طلبته منك وإما أنك لا تفهم دلالة ما نقلتَ ولا تدرك درجته في الاستدلال أو أنك تستخف بعقول المتابعين بكثرة طرح النقولات التي لا علاقة لها بما طلبته منك ، وكأن كثرة ذكر الأدلة التي ليست لها علاقة بالمسألة المختلف فيها دليل على علم صاحبها ، بل العكس هو الصحيح .
والعجيب أنك نقلتَ في الملحق كلاماً عن عالم مسلم من علماء القرن الرابع الهجري يدل على عكس ما قلتَهُ ونسَبته لفرقة الأريوسية . ألا يدل ذلك على قوة فهمك ودرجة علمك في كيفية الاستدلال يا من أردت أن تعلمني العلم كما ينبغي ؟!
وإليك هذا النقل الذي جاء في ملحقك ( الأريوسية ) والذي هو دليل واضح على خطأ ما ذهبت إليه :
" عن المهتدي الحسن بن أيوب من علماء القرن الرابع الهجري : " ولما نظرت في مقالات النصارى وجدت صنفاً منهم يعرفون بالأريوسية يجردون توحيد الله ويعترفون بعبودية المسيح عليه السلام ولا يقولون فيه شيئا مما يقوله النصارى من ربوبية ولا بُنوة خاصة ولا غيرها ، وهم متمسكون بإنجيل المسيح ، مقرون بما جاء به تلامذته والحاملون عنه . فكانت هذه الطبقة قريبة من الحق ، مخالفة لبعضه في جحود نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، ودفع ما جاء من الكتاب والسنة ." أهـ ( الموحدون من النصارى : أصولهم وواقعهم ومعاناتهم لسفر الحوالي . )

يتبع إن شاء الله
[/align]

رد مع اقتباس