عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 07-21-2012, 03:48 AM
طارق الطارق طارق الطارق غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 12
افتراضي

ــ وترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق لابن عساكر (73/120/9951): [شبيب بن شيبة بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم ابن سميّ بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس ابن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، أبو معمر التميمي المنقري الأهتمي البصري الخطيب؛ حدث عن: الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، ومعاوية بن قرّة، وعلي بن زيد، وعطاء بن أبي رباح، وهشام بن عروة، وعمر بن عبد الله بن أبي حسين، ومحمد بن المنكدر، وخالد بن صفوان بن الأهتم. سمع منه: وكيع، والأصمعي وعيسى بن يونس، وهاشم بن القاسم أبو النّضر، وهشام بن عبيد الله الرازي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، ومسلم بن إبراهيم، وأبو بدر شجاع بن الوليد، ومنصور بن سلمة الخزاعي، وجبارة بن المغلّس، ومعلى بن منصور، وعبد الله بن صالح العجلي. وقدم دمشق مع المنصور، وسيأتي ذكر قدومه في ترجمة يزيد بن حاتم المهلبي، وكان من فصحاء أهل البصرة، وخطبائهم، وولّاه المهدي الري. أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو سعد الجنزروذي، أخبرنا أبو أحمد الحسين ابن علي بن محمد بن يحيى التميمي إملاء، أنبأ أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم، حدثنا شبيب بن شيبة. (ح) وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (ح) وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: أخبرنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا سريج، حدثنا أبو معاوية، عن شبيب بن شيبة، عن الحسن، عن عمران بن حصين أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأبيه حصين: «كم تعبد اليوم إلها؟» قال: سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء، قال: «أيهم تعدّ لرغبتك ورهبتك» قال: الذي في السماء، قال: «يا حصين، إن أسلمت علّمتك كلمتين» فأسلم حصين، فجاء إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وفي حديث الفرائضي: فأتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: علّمني الكلمتين، قال: «قل اللهم ألهمني رشدي وأعذني من، وفي حديث أبي يعلى: وقني شر نفسي». رواه الروياني، عن الصنعاني، عن خلف بن الوليد، عن أبي معاوية]
وله ترجمة طويلة حسنة في تاريخ بغداد (ج9/ص274/ت4836) فيها شعر وطرائف، فارجع إليها.

* وجاء في مسند أحمد [ط الرسالة (33/197/19992)] بإسناد صحيح على شرط الشيخين: [حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ حُصَيْنًا، أَوْ حَصِينًا أَتَى رَسُولَ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ كَانَ خَيْرًا لِقَوْمِهِ مِنْكَ؛ كَانَ يُطْعِمُهُمُ الْكَبِدَ وَالسَّنَامَ، وَأَنْتَ تَنْحَرُهُمْ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم: مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ؛ فَقَالَ لَهُ: مَا تَأْمُرُنِي أَنْ أَقُولَ؟ قَالَ: (قُلِ اللهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لِي عَلَى أَرْشَدِ أَمْرِي). قَالَ: فَانْطَلَقَ فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُكَ فَقُلْتَ لِي: (قُلِ اللهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لِي عَلَى أَرْشَدِ أَمْرِي). فَمَا أَقُولُ الْآنَ؟ قَالَ: (قُلِ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَخْطَأْتُ وَمَا عَمَدْتُ، وَمَا عَلِمْتُ وَمَا جَهِلْتُ)]؛ قلت: حسين: هو ابن محمد بن بهرام المرّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر؛ وإبهام الذي حدَّث ربعياً لا يضر، فقد علمنا يقيناً أنه عمران.
ــ وهو في الدعاء للطبراني (ص:412/1394) بحذف واختصار: [حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَ شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَوْ عَنْ رَجُلٍ أَنَّ حُصَيْنًا، أَتَى النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عَبْدُ الْمُطَّلِبِ كَانَ خَيْرًا لِقَوْمِكَ مِنْكَ، كَانَ يُطْعِمُهُمُ الْكَبِدَ وَالسَّنَامَ، وَأَنْتَ تَنْحَرُهُمْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، قَالَ: فَمَا تَأْمُرُنِي أَنْ أَقُولَ؟ قَالَ: " قُلِ: اللَّهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي، وَاعْزِمْ لِي عَلَى أَرْشَدِ أَمْرِي]
ــ وأخرجه الطبراني في "الكبير" 4/(3551) و18/(599) من طريقْ عبد الله ابن رجاء، عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، بهذا الإسناد. وقال فيه: عن عمران أو عن رجل. ولم يسق لفظه في الموضع الأول. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/267 - 268، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (994)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2525)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1480) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن منصور بن المعتمر، به.
وأخرجه الطبراني 4/(3551) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن ربعي، قال: حدثت أن الحصين أبا عمران... ولم يسق لفظه.
ــ وأخرجه عبد بن حميد (476)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2354)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (993)، وابن حبان (899)، والحاكم 1/510 من طريق إسرائيل بن يونس، والنسائي (993 م) من طريق عمرو بن أبي قيس، والطحاوي في "شرح المشكل" (2526) من طريق يحيى ابن يعلى التيمي، ثلاثتهم عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن عمران، عن أبيه، به. فجعلوه من مسند حصين والد عمران. وهذا إسناد صحيح أيضاً.
قلت: متن حديث الترمذي، على ما في إسناده من مقال، أكثر استقامة، وأقرب إلى تسلسل الأحداث المعقول على الرغم من كون إسناد حديث ربعي بن حراش غاية في الصحة، من أصح أحاديث الدنيا. فمن المحال الممتنع أن يسأل حصين النبي، صلى الله عليه وسلم، عن شيء أصلا قبل إسلامه. أما الدعاء الثاني: (قُلِ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَخْطَأْتُ وَمَا عَمَدْتُ، وَمَا عَلِمْتُ وَمَا جَهِلْتُ)، فلعله جاء بعد إسلامه وتعلمه الدعاء الأول مستزيداً، فزاده النبي، صلى الله عليه وسلم، هذا الدعاء الأخير؛ وتفرد ربعي بهذا الدعاء الثاني.
ولعلنا نلاحظ أن ربعي، أو غيره من رجال الإسناد، لم يعيروا كبير اهتمام لما دار بين حصين والنبي، صلى الله عليه وسلم، من حوار، ربما كان طويلاً، واكتفوا بجملتين: (يَا مُحَمَّدُ لَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ كَانَ خَيْرًا لِقَوْمِهِ مِنْكَ؛ كَانَ يُطْعِمُهُمُ الْكَبِدَ وَالسَّنَامَ، وَأَنْتَ تَنْحَرُهُمْ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم: مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ).
فهذه القصة أنموذج حي، وبرهان قاطع جلي، على أن صحة الإسناد لا تقتضي، بالضرورة، سلامة المتن وصحته؛ وهي كذلك درس قاسي لمن اعتاد ترك تتبع الطرق والألفاظ.

* وجاء الدعاء فقط من طرق أخرى، فقد أخرج الطبراني في معجمه الكبير (ج18/ص186/ح439): [حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، حدثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أخبرنا خَالِدٌ، عَنِ الْفَضْلِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي صَدَقَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم: (يَا عِمْرَانُ قُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لِأَرْشَدِ أَمْرِي، وَأَسْتَجِيرُكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي)]؛ وهو بعينه في معجمه الأوسط (ج8/ص33/ح7875)؛
ــ وهو في تاريخ بغداد وذيوله [ط العلمية (ج14/ص293/ت7592)] خلال ترجمة (يعقوب بْن مُحَمَّد بْن الحارث، اللخمي: من أهل الأنبار. حَدَّث عَن وهب بْن بقيَّة الواسطي. رَوَى عَنْهُ الطبراني) من طريق ثانية مع زيادة في غاية الأهمية: [أَخْبَرَنَا ابْنُ شهريار، أخبرنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدثنا يعقوب بن محمّد ابن الحارث اللّخميّ الأنباريّ، حدثنا وهب بن بقية الواسطيّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْفَضْلِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي صَدَقَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: «يَا عِمْرَانُ» قُلْتُ لَبَّيْكَ قَالَ: «قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لأَرْشَدِ أُمُورِي، وأستجير بك مِنْ شَرِّ نَفْسِي». قَالَ سُلَيْمَانُ: (لَمْ يَرْوِهِ عَنْ سَعِيدٍ إِلا الْفَضْلُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ، تَفَرَّدَ بِهِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ)]؛ وبعينه في تاريخ بغداد [ت بشار (16/426/7544)]؛ فالإسناد صحيح إذاً.
ــ وأخرج الطبراني في معجمه الكبير (ج18/ص115/ح223): [حدثنا عبدان بن أحمد حدثنا خليفة بن خياط حدثنا يحيى بن أيوب الخاقاني عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف عن عمران قال: قال رجل يا رسول الله إني أسلمت فما تأمرني قال قل اللهم إني أستهديك أمري وأعوذ بك من شر نفسي]
*ولكن أخرج الإمام بن خزيمة [وهو: أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري (المتوفى: 311هـ)] في كتاب التوحيد لابن خزيمة (1/277): [حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُذْرِيُّ، قَالَ: حدثنا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدِ بْنِ طَلِيقِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ قُرَيْشًا جَاءَتْ إِلَى الْحُصَيْنِ، وَكَانَتْ تُعَظِّمُهُ، فَقَالُوا لَهُ: كَلِّمْ لَنَا هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنَّهُ يَذْكُرُ آلِهَتَنَا وَيَسِبُّهُمْ، فَجَاءُوا مَعَهُ حَتَّى جَلَسُوا قَرِيبًا مِنْ بَابِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وَدَخَلَ الْحُصَيْنُ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «أَوْسِعُوا لِلشَّيْخِ»، وَعِمْرَانُ وَأَصْحَابُهُ مُتَوَافِدُونَ، فَقَالَ حُصَيْنٌ: مَا هَذَا الَّذِي يَبْلُغْنَا عَنْكَ، إِنَّكَ تَشْتُمُ آلِهَتَنَا وَتَذْكُرُهُمْ، وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ جَفْنَةً وَخُبْزًا فَقَالَ: «يَا حُصَيْنُ، إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ، يَا حُصَيْنُ، كَمْ إِلَهًا تَعْبُدُ الْيَوْمَ؟» قَالَ: سَبْعَةً فِي الْأَرْضِ، وَإِلَهًا فِي السَّمَاءِ، قَالَ: «فَإِذَا أَصَابَكَ الضُّرُّ مَنْ تَدْعُو؟» قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ، قَالَ: فَإِذَا هَلَكَ الْمَالُ مَنْ تَدْعُو؟ " قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ، قَالَ: «فَيَسْتَجِيبُ لَكَ وَحْدَهُ، وَتُشْرِكُهُمْ مَعَهُ؟» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَدْ أَمْلَيْتُهُ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ]
ــ وهو في إثبات صفة العلو - ابن قدامة (ص:75/5): [أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ) أَنْبَأَ (أَبُو الْفَضْلِ) أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونَ، أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، أَنْبَأَ أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحْمُدِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ أَنْبَأَ أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ (بْنِ زِيَادٍ) الديرعاقولي حدثَنَا رَجَاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، حدثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدِ بْنِ طَلِيقٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: اخْتَلَفَتْ قُرَيْشٌ إِلَى الْحُصَيْنِ أبي عِمْرَانَ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ يَذْكُرُ آلِهَتَنَا، فَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تُكَلِّمَهُ وَتَعِظَهُ، فَمَشَوْا مَعَهُ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ بَابِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجَلَسُوا وَدَخَلَ حُصَيْنٌ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَوْسِعُوا لِلشَّيْخِ، فَأَوْسَعُوا لَهُ، وَعِمْرَانُ وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، مُتَوَافِرُونَ، فَقَالَ حُصَيْنٌ: مَا هَذَا الَّذِي يَبْلُغُنَا عَنْكَ أَنَّكَ تَشْتِمُ آلِهَتَنَا وَتَذْكُرُهُمْ، وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ جَفْنَةً وَخُبْزًا. فَقَالَ: (إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ)، يَا حُصَيْنُ كَمْ إِلَهًا تَعْبُدُ الْيَوْمَ؟ قَالَ: سَبْعَةً فِي الأَرْضِ وَإِلَهًا فِي السَّمَاءِ. قَالَ: فَإِذَا أَصَابَكَ الضِّيقُ فَمَنْ تَدْعُو؟ قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ، قَالَ: فَإِذَا هَلَكَ الْمَالُ فَمَنْ تَدْعُو؟ قَالَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ. قَالَ: فَيَسْتَجِيبُ لَكَ وَحْدَهُ وَتُشْرِكُهُمْ مَعَهُ؟! قَالَ: أَمَا (رَضِيتَهُ) أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، أَوَ تَخَافُ أَنْ يُغْلَبَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: لَا وَاحِدَةً مِنْ هَاتَيْنِ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لَمْ أُكَلِّمْ مِثْلَهُ. فَقَالَ: يَا حُصَيْنُ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، قَالَ: إِنَّ لِي قَوْمًا (وَعَشِيرَةً) فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟ قَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لأَرْشَدِ أَمْرِي، وَأَسْتَجِيرُكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، عَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَانْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا يَنْفَعُنِي، فَقَالَهَا، فَلَمْ يَقُمْ حَتَّى أَسْلَمَ، فَوَثَبَ عِمْرَانُ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: مِمَّا صَنَعَ عِمْرَانُ، دَخَلَ حُصَيْنٌ وَهُوَ مُشْرِكٌ فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى نَاحِيَتِهِ، فَلَمَّا أَسْلَمَ قَضَى حَقَّهُ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ رِقَّةٌ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ حُصَيْنٌ قَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم: قُومُوا فَشَيِّعُوهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ سُدَّةِ الْبَابِ نَظَرَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ فَقَالَتْ: صَبَأَ وَتَفَرَّقُوا عَنْهُ]؛ قلت: آخر القصة منكر عجيب، ويشبه أن يكون مكذوباً، فلا عجب أن دلَّسه جمهور الأئمة، كابن خزيمة، وقد مضى، والذهبي وسيأتي، مكتفين بقولهم: (وَذَكَرَ الْحَدِيثَ)، أو كلاماً نحو هذا.
ــ وأخرجه الإمام الذهبي في العلو للعلي الغفار (ص:24/43): [أَخْبَرَنَا الْقَاضِي تَاج الدّين بن عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ ببعلبك أخبرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ سنة إِحْدَى عشر وسِتمِائَة أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْحَاجِبُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ الْقَطَّانُ حَدثنَا عبد الْكَرِيم الديرعاقولي حَدثنَا رَجَاء بن مرجا الْبَصْرِيّ حَدثنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدِ بْنِ طُلَيْقٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ اخْتَلَفَتْ قُرَيْشٌ إِلَى حُصَيْنٍ وَالِدِ عِمْرَانَ فَقَالُوا إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ يَذْكُرُ آلِهَتَنَا فَنُحِبُّ أَنْ تُكَلِّمَهُ وَتَعِظَهُ فَمَشَوْا مَعَهُ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ بَابِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسُوا وَدَخَلَ حُصَيْنٌ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ أَوْسِعُوا لِلشَّيْخِ؛ فَقَالَ مَا هَذَا الَّذِي يبلغنَا عَنْكَ إِنَّكَ تَشْتُمُ آلِهَتَنَا وَتَذْكُرُهُمْ وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ جَفْنَةً وَخُبْزًا؛ فَقَالَ إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ يَا حُصَيْنُ كَمْ تَعْبُدُ إِلَهًا الْيَوْمَ قَالَ سَبْعَةً فِي الأَرْضِ وَإِلَهًا فِي السَّمَاءِ؛ قَالَ فَإِذَا أَصَابَكَ الضِّيقُ فَمَنْ تَدْعُو قَالَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ؛ قَالَ فَإِذَا هَلَكَ الْمَالُ فَمَنْ تَدْعُو قَالَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ؛ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ]
ــ وأيضا في العلو للعلي الغفار (ص:25/44): [فَقَرَأْتُ عَلَى أسْحَاق الْأَسدي أَنبأَنَا ابْن خَلِيل أَنبأَنَا عبد الْخَالِق ابْن عبد الْوَهَّاب أخبرنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ أَخْبَرَنَا أَحْمد بن مَنْصُور المغربي أخبرنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة أخبرنَا جدي أَبُو بكر حَدثنَا رَجَاء بن مُحَمَّد حَدثنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدِ بْنِ طُلَيْقٍ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوًا مِمَّا تَقَدَّمَ بِطُولِه]ِ
ــ وفي العلو للعلي الغفار (ص:25/45): [أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ البعلي أخبرنَا الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن حضورا أخبرنَا نَصْرُ بْنُ فَتْيَانَ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْمُهْتَدي بِاللَّه حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف العلاف حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف حَدثنَا مُحَمَّد بن علاف الْبَغَوِيّ حَدثنَا جدي حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ به]
ــ وفي العرش للذهبي (2/76): [ورواه خالد بن طليق، عن أبيه، أتم من هذا فيما: أخبرنا عبد الخالق بن عبد السلام ببعلبك، أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة إحدى عشر وستمائة، أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا أبو سهل القطان أخبرنا عبد الكريم الديرعاقولي، حدثنا رجاء بن محمد البصري، حدثنا عمران بن خالد بن طليق، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده قال: "اختلفت قريش إلى حصين، والد عمران فقالوا: إن هذا الرجل يذكر آلهتنا، فنحب أن تكلمه، وتعظه، فمشوا معه إلى قريب من باب النبي، صلى الله عليه وسلم، فجلسوا، ودخل حصين، فلما رآه النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (أوسعوا للشيخ)، فقال: "ما هذا الذي يبلغنا عنك أنك تشتم آلهتنا، وتذكرهم؟ وقد كان أبوك جفنة وخبزاً" فقال: (إن أبي وأباك في النار: يا حصين، كم تعبد إلهاً اليوم؟)، قال: "ستة في الأرض، وإله في السماء" قال: (فإذا أصابك الضيق بمن تدعو؟)، قال: "الذي في السماء"؛ وذكر باقي الحديث، وإسلامه. أخرجه إمام الأئمة ابن خزيمة في التوحيد له بهذا الإسناد، وطليق هو ابن محمد بن عمران بن حصين]
قلت: عِمْرَانُ بْنُ خَالِدِ بْنِ طَلِيقِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الخزاعي، مجمع على ضعفه كما هو في لسان الميزان (ج4/ص345/ت997 - 998): [قال أبو حاتم ضعيف وقال بن حبان لا يجوز الاحتجاج به. قلت روى عنه معلى بن هلال وبشر بن معاذ العقدي وجماعة وقد روى عنه غير واحد عن ثابت عن أنس عن سلمان رضي الله عنه مرفوعا من دخل على أخيه المسلم فألقى له وسادة اكراما له لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما وهذا خبر ساقط انتهى وقال أحمد متروك الحديث؛ وعن أبائه حديث النظر إلى علي عبادة رواه يعقوب الفسوي وهذا باطل في نقدي انتهى وقال العلائي الحكم عليه بالبطلان فيه بعيد ولكنه كما قال الخطيب غريب قلت وخالد ضعفه الدارقطني كما تقدم]؛ وأبوه خَالِدِ بْنِ طَلِيقِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الخزاعي، ابتلي بالعجب بالنفس عجباً فاحشاً يخشى أن يوجب تفسيقه وإسقاط عدالته، فقد جاء في لسان الميزان (ج2/ص379/ت1568): [خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين الخزاعي عن أبيه قال الدارقطني ليس بالقوي انتهى وقال بن أبي حاتم كان قاضي البصرة روى عن الحسن وأبيه طليق وعنه ابنه عمران وسهل بن هاشم ولم يذكر فيه جرحا وقال الساجي صدوق يهم والذي أتى منه روايته غير الثقات وذكره بن حبان في الثقات وقال بن النديم في الفهرست كان إخباريا وانه من النسابين. وكان معجبا تياها ولاه المهدي قضاء البصرة وبلغ من تيهه انه كان إذا أقيمت الصلاة صلى في موضعه فربما قام وحده فقال له مرة انسان استوف الصف فقال بل يستوفى الصف بي؛ قلت: اف على هذا التيه. وقال بن الجوزي في المنظم ولاه المهدي قضاء البصرة بعد عزل العنبري فلم يحمد ولايته واستعفى أهل البصرة منه]، فنسأل الله العافية، ونعوذ به من الخذلان: فكيف يؤتمن مثل هذا أن لا يزيد في الحديث مناقب لآبائه وأجداده؟! وأسارع فأقول أن ابن حبان ما ذكره في الثقات قط، وإنما ذكر خالد بن طليق الشامي الذي يروى عن يزيد بن خمير اليزني عن عبد الرحمن بن شبل روى عنه الزبيدي كما هو في الثقات (ج2/ص379/ت1568).
قلت: والروايات أعلاه تثبت أن حصين، والد عمران، كان قد أسلم، وتثبت بطلان الرواية التي تزعم أنه مات مشركاً. فقد أخرج ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2356)، واللفظ له، والبزار في "مسنده" (3580)، والطحاوي في "شرح المشكل" (2527)، والطبراني في "الكبير" 4/(3552) و(3553) و18/(548) و(549) من طريق داود بن أبي هند، عن العباس بن عبد الرحمن بن ربيعة مولى الهاشميين، عن عمران: [أن أباه حصيناً أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت رجلاً يَقرِي الضيف، ويصل الرَّحِم، مات قبلك، وهو أبوك؟ قال: إن أبي وأباك وأنت في النار، فمات حصين مشركاَ]. ثم قال ابن أبي عاصم: (المتقدم. (يعني حديث أنه أسلم) أحسن من هذا)؛ وقال الطبراني: (الصحيح أنه أسلم). والعباس بن عبد الرحمن مولى الهاشميين هذا مجهول لا يعرف، تفرد بالرواية عنه داود بن أبي هند، فالظاهر أن البلاء منه.

رد مع اقتباس