عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-15-2012, 10:31 AM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

[align=justify]
الرد على مداخلة الأستاذ المسعري رقم 4
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : يبدوا أن الأستاذ ضياء الدين القدسي لم يسبق له طلب العلم كما ينبغي ، ولم يتعلم أصول المناظرة السليمة التي يرادبها الوصول إلى الحق ، وإلا لعلم أن المناظرة تعني أن أحد الطرفين يخالف الطرف الآخر في مقولة معينة ، فيقوم ببيان بطلانها ، أو على الأقل بإبراز مسوغات تشكك في صحتها ،وربما زاد : فتقدم بمقولة بديلة محررة ، مع تقديم الأدلة على صحتها: هكذا تكون)المناظرة)، كما هو مفصل في موضع آخر.

أقول ( ضياء الدين ) : قولك بأني لم أطلب العلم كما ينبغي ، هذا رأيك وعليك إثباته ، والاتهام بدون إثبات ليس صعباً على أحد . وأدعوك أن تثبت ما قلته عني بالأدلة من خلال الحوار بيننا ، ولن أقول لك ما قلته عني قبل أن أثبت لك بالأدلة الواضحة الصريحة تدني فهمك لنصوص الشرع وكلام العلماء المعتبرين ، وأدعوك أن تلتزم بآداب الحوار العلمي وأن لا تتهم محاورك بدون إثبات ودليل واضح . ولا تنس أن رأيك المجرد من الدليل وقناعتك بي ليس هو دليل علمي على صحة هذه القناعة . بل القول بحق الغير العاري عن الدليل المعتبر هو افتراء في حكم الشرع .
أما ما تسميه " أصول المناظرة السليمة " والتي وصفتني بأني لم أتعلمها ، فلا أدري من أين أنت جئت بها ومن أين تعلمتها ؟
من قال لك أن توجيه أسئلة للمناظر تخالف أصول المناظرة السليمة ؟؟!!
ومن أين تعلمت هذا ؟
ثبت العرش ثم انقش .
لو كنتََ مطلعاً على المناظرات التي كانت تحدث بين علماء الأمة ومخالفيهم لما قلت هذا الكلام .
ولولا خشية الإطالة لجئتك بأمثلة عديدة منها تبين خطأ قولك وعدم معرفتك أنت لأصول المناظرة السليمة . وأكتفي بمثالين واحدهما يكفي بالمطلوب :
المثال الأول : مناظرة الرسول عليه الصلاة والسلام مع أحد كبار المشركين وهو حصين بن المنذر الخزاعي .
روى البيهقي وغيره بسند حسن : انه لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته بين الناس .. حاول كفار قريش أن ينفروا الناس عنده ..
فقالوا : ساحر .. كاهن .. مجنون ..
لكنهم وجدوا أن أتباعه يزيدون ولا ينقصون ..
فأجتمع رأيهم على أن يغروهبمال ودنيا ..
فأرسلوا إليه حصين بن المنذر الخزاعي .. وكان من كبارهم ..
فلما دخل عليه حصين .. قال : يا محمد .. فرقت جماعتنا .. وشتت شملنا .. وفعلت .. وفعلت .. فان كنت تريد مالأ جمعنا لك حتى تكون أكثرنا مالآ .. وان أردت نساءزوجناك أجمل النساء .. وان كنت تريد ملكا ملكناك علينا .. ومضى في كلامه وإغرائه .. والنبي صلى الله عليه وسلم ينصت اليه ..
فلما انتهى من كلامه .. قال له صلىالله عليه وسلم : أفرغت يا أبا عمران ..
قال : نعم ..
قال : فأجبني عما أسألك ..
قال : سل عما بدا لك ..
قال : يا أبا عمران .. كم إلها تعبد ؟
قال : أعبدسبعة .. ستة في الأرض .. وواحداً في السماء !!
قال : فإذا هلك المال .. من تدعوا؟!!
قال : أدعو الذي في السماء ..
قال : فإذا انقطع القطر من تدعوا ؟
قال : أدعوا الذي في السماء ..
قال : فإذا جاع العيال .. من تدعوا ؟
قال : أدعواالذي في السماء ..
قال : فيستجيب لك وحده .. أم يستجيبون لك كلهم ..
قال : بليستجيب وحده ..
فقال صلى الله عليه وسلم : يستجيب لك واحد .. وينعم عليك وحده .. وتشركهم في الشكر .. أم أنك تخاف أن يغلبوه عليك ..
قال حصين : لا .. ما يقدرواعليه ..
فقال صلى الله عليه وسلم : يا حصين .. أسلم أعلمك كلمات ينفعك الله بهن .. "

المثال الثاني : مناظرة بين زعيم المعتزلة ابن أبي دواد وأحد علماء المسلمين :

" ويـُروى أن الخليفة الواثق أُتـِيَ إليه بشيخ مقيـّد يقول بقدم القرآن ليمتحنه. فلما أُدخل قال:‏ ‏ السلام عليك يا أمير المؤمنين.‏ ‏ فقال الواثق :‏ ‏ لا سلـَّم الله عليك.‏ ‏ قال الشيخ :‏ ‏ يا أمير المؤمنين ، بئس ما أدّبك به مؤدبك. قال الله تعالى : ( وإذا حـُيـِّيتم بتحيـَّة فحيُّوا بأحسنَ منها أو رُدُّوها ). والله ما حيـَّيتني بها ولا بأحسن منها .‏ ‏ فقال ابن أبي دواد :‏ ‏ يا أمير المؤمنين ، هذا رجل متكلم .‏ ‏ قال الواثق : كـَلـِّمـْه.‏ ‏ فقال:‏ ‏ يا شيخ ، ما تقول في القرآن : مخلوق هو أو غير مخلوق ؟‏ ‏ قال الشيخ :‏ ‏ أنا أسألك قبل :‏ ‏ فقال له : سـَلْ .‏ ‏ قال الشيخ :‏ ‏ ما تقول في القرآن ؟‏ ‏ فقال : مخلوق .‏ ‏ قال الشيخ :‏ ‏ هذا شيء عـَلـِمـَه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعليّ ، أم شيء لم يعلموه ؟‏ ‏قال ابن أبي دواد :‏ ‏ شيء لم يعلموه .‏ ‏ فقال :‏ ‏ سبحان الله ! شيء لم يعلمه النبي ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا عليّ ، عـَلـِمـْتـَه أنت ؟!‏ ‏ فخجل ابن أبي دواد ، وقال: أَقـِلـْني.‏ ‏ قال : والمسألة بحالها ؟‏ ‏ قال : نعم .‏ ‏ قال : ما تقول في القرآن .‏ ‏ قال : مخلوق .‏ ‏ قال : هذا شيء عـَلـِمه النبي والخلفاء الراشدون أم لم يعلموه ؟‏ ‏ قال : علـِمـُوه .‏ ‏ قال : هل دعوا الناس إليه كما دعوتهم أنت أو سكتوا ؟‏‏ قال : بل سكتوا .‏ ‏ قال الشيخ : فهلاّ وَسـِعـَكَ ما وَسـِعـَهم من السكوت ؟!‏ ‏فقام الواثق ودخل مجلس الخـَلوة واستلقى على قفاه ، ووضع إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول : هذا شيء لم يعلمه النبي ولا الخلفاء الراشدون ، علمته أنت ؟ سبحان الله ، هذا شيء علمه النبي والخلفاء الراشدون ولم يدعوا الناس إليه ، أفلا وسعك ما وسعهم ؟!‏ ‏ثم دعا الحاجب ، وأمره أن يرفع عن الشيخ قيوده ، ويـُعطيـَه أربعمائة دينار . وسقط من عينه ابن أبي دواد ، ولم يمتحن بعد ذلك أحداً. ‏" " تاريخ بغداد " للخطـيب البغدادي .


قولك : أما مجرد توجيه الأسئلة المجردة ،والسؤال عن كيفية الوصول إلى نتيجة معينة ، من جنس: (1) - (فماذا فهم العرب من هذه الكلمة حسب لغتهم عندما دعاهم الرسول عليه السلام أن يكونوا من أهلها ؟ وهل هناك بيان محكم لمعنى هذه الكلمة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة ؟ وكيف توصلت أنت لهذا المعنى التي قلت عنه أنه معنى كلمة " لا إله إلا الله " ؟)؛
(2) - ( ماذا تقصد بكلمة باطل ؟ هل باطل هنا بمعنى شرك وفاعله مشرك سواء أقيمت عليه الحجة أم لا ؟ أم تقصد أنه غير صحيح وغير مقبول وكفى ، ولا يترتب عليه حكماً على الشخص بأنه مشرك إن فعله ؟ ) ؛
(3) - (هل أفهم من كلامك هذا أن من اعتقد أنه لا شيء يتمتع بصفات «الألوهية»، أي صفات « استحقاق العبادة » ، من « القيومية » أي « وجوب الوجود » ، أي القيام بالنفس والغنى عن الغير ، واتصافها بالقدرة الذاتية المستقلة المطلقة ، المنزهة عن كل قيد أو شرط : في الخلق من عدم ، وفي التصوير ، والتكوين ، والقهر والتدبير، والأمر والنهي ،...، لا شيء يتصف بذلك إلا الله ، يكون قد حقق كلمة التوحيد وأتى بما طلبته منه الرسل ليدخل دين الله.؟ ) ؛... إلخ.
أقول مجرد توجيه الأسئلة المجردة ، والسؤال عن كيفية الوصول إلى نتيجة معينة ، ليس هو شأن المناظر ، وإنما هو شأن الدارس وطالب العلم ؛ وهذا لا بأس به ، بل هو مطلب حيوي .

أقول ( ضياء الدين ) : لقد أثبت لك بعون الله بمثالين ، الواحد منهما يكفي لبيان عدم صحة كلامك هذا . ولولا خشية الإطالة والدخول في مسائل فرعية بعيدة عن موضوع الرد على الكتاب لزدتك من هذه الأمثلة . ولكن مثال واحد يكفي لمن أراد الحق ، ولقد أتيت بمثالين .
وعندما تجبني على أسئلتي سأبين لك الغاية والهدف من سؤالها . وآمل أن تجيب عليها ولا تتحجج للهروب من الإجابة بحجج واهية وشروط ما أنزل الله بها من سلطان .

قولك : والدارس الجاد يعلم أنه لن يستوعب علماُ ما ، أو مادة ما ، أو كتاباً حتى يستكمل قراءته. وحتى في هذه لم يتعب الأستاذ المقدسي نفسه بقراءة كتاب التوحيد كاملاً ، ولا حتى بمجرد تصفحه،

أقول ( ضياء الدين ) : هذا مجرد رجم بالغيب وظن ليس عليه دليل .
والأسئلة التي سألتك إياها لا يوجد جواب لها في كتابك . وإن كان كلامي هذا خطأ فأدعوك أن تبين لي أين أجبت على مثل هذه الأسئلة في كتابك ؟ ولك الشكر .

قولك : وإلا:
(1) – لعلم ، مثلاً ، علم يقين أننا نقول : (أن الأصل في الأشياء ، والأفعال ، والأقوال الإباحة)، وقد أصلنا ذلك – بحمد الله – على نحو لم نسبق إليه ، إلا من الإمام الفقيه الحافظ الحجة أبي محمد علي بن حزم في أجزاء جوهرية منه.

أقول ( ضياء الدين ) : سبحان الله وبحمده !!
أين ومتى سألتك هل تقول أو لا تقول بقاعدة : " الأصل في الأشياء ، والأفعال ، والأقوال الإباحة " ؟
أنا أعلم أنك تقول بهذه القاعدة ، وليس أنت ولا ابن حزم فقط يقولان بهذه القاعدة يا أستاذ كما تظن متفاخراً .
فهذه قاعدة قال بها قبل ابن حزم أكثر علماء الحنفية وأكثر علماء الحنابلة وبعض الشافعية وأبو الفرج المالكي من المالكية . فكيف تقول أنه لم يسبقك إليها إلا ابن حزم ؟
أما عن قولك بأنك أصلت لهذه القاعدة على نحو لم يسبقك أحد إليه فسيأتي إن شاء الله الرد على هذا الكلام في مكانه .

قولك : فلا معنى إذاً لتساؤله أصلا : (ما حكم من لم يبحث عن دليل في المباحات وبحث عن دليل التحريم فقط . وقال الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يأت دليل على حرمتها ؟ هل مثل هذا الشخص لم يحقق شهادة أن محمداً رسول الله في الإتباع ؟ )؛

أقول ( ضياء الدين ) : أنت قلتَ : " وحتى الاتباع في « المباحات » يحتاج إلى دليل ، لأن الإباحة حكم شرعى تكليفي ، والاتباع في المباح ، أي في « الأحكام التخييرية » ، كالاتباع في غيره من « الأحكام التكليفية »: من واجب ، أو مندوب ، أو مكروه ، أو حرام .. ؟"

أقول : فهذا الكلام يفيد أن المباحات عندك تحتاج لدليل لإباحتها كباقي الأحكام الشرعية التكليفية . لهذا سألتك : ما حكم من لم يبحث عن دليل في المباحات وبحث عن دليل التحريم فقط . وقال الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يأت دليل على حرمتها ؟
فأنا سألتك هنا عن حكم من لا يبحث عن دليل المباحات ؟ ولم أسألك هل تقول أو لا تقول بقاعدة : ( أن الأصل في الأشياء ، والأفعال ، والأقوالالإباحة )
فهل سؤالي هذا لا معنى له وأنه يدل على أنني لا أعرف أنك تقول : ( أن الأصل في الأشياء ، والأفعال ، والأقوال الإباحة ) ؟؟

قولك : لا سيما أن الجملة : (ما حكم من لم يبحث عندليل في المباحات وبحث عن دليل التحريم فقط ) كلام فارغ ، وهراء محض .

أقول ( ضياء الدين ) : كيف أصبح السؤال عن حكم من لم يبحث عن دليل للمباحات وبحث عن دليل التحريم فقط ، كلام فارغ وهراء محض ؟؟
ألم تقل أنت أنه : " حتى الإتباع في « المباحات » يحتاج إلى دليل ، لأن الإباحة حكم شرعى تكليفي ..؟
فأنا سألتك عن حكم من يقول : لا يحتاج الإتباع في « المباحات » إلى دليل . فهل مثل هذا السؤال كلام فارغ وهراء محض ؟؟

قولك :) ولعلمأيضاً – علم يقين ، أننا لا نبالي بالفرق بين « الألوهية » ، « الربوبية » ، لأنهما - فيالتحليل النهائي - شيء واحد ، ولا بالقسمة التقليدية الساقطة للتوحيد: « ألوهية» ، «ربوبية»، و« أسماء وصفات » ولعلم أن عامة كتابنا (كتاب التوحيد : أصل الإسلام ، وحقيقةالتوحيد)، إنما هو تفنيد وهدم لهذه القسمة السطحية الركيكة ، التي هي في الحقيقة: {قِسْمَةٌ ضِيزَى}، (النجم؛ 53: 22).

أقول ( ضياء الدين ) : أنت هنا تقول : أنك لا نبالي بالفرق بين « الألوهية » و « الربوبية » . إذاً هل تعتبر كلامك الذي استعملت به كلمة ( ألوهية ) صحيحاً إن وضعنا مكانها كلمة " ربوبية " ؟
كما يلي :
"لا شيء يتمتع بصفات « الربوبية »، أي صفات « استحقاق العبادة »، من « القيومية » أي و« جوب الوجود»، أي القيام بالنفس والغنى عن الغير ، واتصافها بالقدرة الذاتية المستقلة المطلقة ، المنزهة عن كل قيد أو شرط : في الخلق من عدم ، وفي التصوير ، والتكوين ، والقهر والتدبير ، والأمر والنهي ، ...، لا شيء يتصف بذلك إلا الله ، وإن نسب بعض ذلك إلى غيره ، فكذب وإفك ، وخيال باطل ووهم ، خلاف الواقع والحقيقة."

قولك : لذلك فإن نصيحتي الأخوية للأستاذ ضياء الدين القدسي :
أولاً: أن يدرس الكتاب بتدقيق وعناية أكبر ، وإني على أتم الاستعداد للتواصل معه للتدارس المدقق والمناقشة المستفيضة مشافهة بواسطة (Skype) ؛ ثم لتكن المناظرة بعد ذلك ، إن شاء ، وإن كنت أحتسب على الله أن لا تكون حينئذ ثمة حاجة إليها أصلاً .

أقول ( ضياء الدين ) : ستعلم من خلال حواري معك وردي على الأخطاء الشنيعة التي جاءت في كتابك أنني قرأت كتابك ودرسته بتدقيق وعناية كبيرة . وآمل منك أن لا تتهرب من الإجابة على أسئلتي بحجج واهية عرفناها جيداً .


قولك : ثانياً: أن يتحرر من وسوسة الحكم بالشرك أو الكفر على المعين ، وأن يتباعد عن الدخول في متاهة العذر بالجهل ، وغيره ؛ حتى يتم استيعاب الأصول استيعاباً تاماً ، وتحرير أمهات المسائل تحريراً متقناً.

أقول ( ضياء الدين ) : هل تسمي السؤال والبحث عن حكم المعين معلوم الحال ومكانته في الشريعة ، والسؤال عن حكم العذر بالجهل في أصل الدين ، وسوسة ومتاهات يجب الابتعاد عنها حتى يتم استيعاب الأصول استيعاباً تاماً وتحرير أمهات المسائل تحريراً متقنا ؟؟!!
أي أصول هذه وأي أمهات مسائل تقصد والتي تريد أن نستوعبها قبل أن نستوعب كيفية معرفة أصل دين الله الذي تدعيه ؟
هل معرفة أصل دين الإسلام ومعرفة من هو المشرك ومن هو الموحد بشكل معين يحتاج لمعرفة واستيعاب الأصول وأمهات المسائل ؟؟
وما هي هذه الأصول وأمهات المسائل التي يجب استيعابها قبل التكلم بأصل الدين وما يقتضيه على أرض الواقع ؟
أليس معرفة حكم المعين معلوم الحال من أصل الدين ؟
أليس معرفة حكم العذر بالجهل في أصل الدين من أصل الدين ؟
هل تستطيع أن تعرف أصل دين التوحيد بدون أن تعرف حكم المعين معلوم الحال الذي يخالفه ؟
وهل تستطيع أن تعرف أصل دين التوحيد بدون أن تعرف حكم من يجهله وهل يعذر بجهله به أم لا في أحكام الدنيا ؟

قولك : هذه الحالة النفسية تتضح بجلاء من أمثال الجمل التالية : (أم تقصد أنه غير صحيح وغير مقبول وكفى ، ولا يترتب عليه حكماً على الشخص بأنه مشرك إن فعله ؟ ) ؛ (هل أفهم من كلامك هذا أن من اعتقد أنه لا شيء يتمتع بصفات «الألوهية»،.....إلخ، إلخ، يكون قد حقق كلمة التوحيد وأتى بما طلبته منه الرسل ليدخل دين الله.؟ فما هي هذه الصفات ؟ وما أدلتها ؟ وهل يعذر الجهل فيها ؟ )؛ (وما حكم من اعتقد أنه لا شيء يتمتع بصفات «الألوهية»،....، وهل من نطق بكلمة التوحيد وهو لا يعرف هذه المعاني (معاني كلمة التوحيد) يدخل الإسلام ظاهراً ؟ )؛ (ما حكم من اعتقد هذه الأمور ولكنه خالف أحدها بالعمل ؟ وهل يعذر بجهله ؟ وهل يكفي لدخول الإسلام أن يعتقد الشخص أنه لا شيء يستحق أن يطاع لذاته ، فيتلقى أمره بالقبول، والرضا، والتسليم، والمحبة، والاحترام، والتعظيم، والطاعة إلا الله،وغيره فإنما يطاع بأمر الله ، بدون أن يعرف حكم من لا يعتقد ذلك؟)؛ (وما حكم من يفهم قولك ، بأنه ما دام معنى كلمة الشهادة هذه الآية فيكفي حتى يدخل المرء الإسلام أن يقول أو يعتقد أن الله هو الحق وما عداه باطل ؟ )؛ (وما حكم من تلفظ بكلمة التوحيد دون معرفة معناها ؟ ) ؛ (هلا بينت لي كيفية نفي الألوهية كلها عن غير الله نفياً باتاً قاطعاً مطلقاً. وكيف تُطَبَّق من الناحية العملية ؟ هلّا بينت لي ما معنى الكفر بكل «معبود»، أي كل «إله»، أو كل «رب»، إلا الله ؟ وهلّا بينت لي كيفية هذا الكفر من الناحية العملية ؟ وما هو معنى "البراءة منه" ومعنى "رفضه" من الناحية الاعتقادية والعملية ؟ )؛ (هل يكفي لأن يدخل المرء الإسلام ويحقق الركن الأول لكلمة التوحيد قوله : كفرت بكل معبود من دون الله وتبرأت منه ورفضته وهو لا يعرف كيفية الكفر به ، ولا يعرف من هو المعبود وكيفية عبادته ، ولا يعرف معنى وكيفية البراءة منه ، ولا يعرف كيف يكون رفضه من الناحية العملية ؟ ) ؛ (ما حكم من تلفظ بكلمة التوحيد وهو لا يعرف ركني شهادة التوحيد كما بينته أنت هنا ؟ وما هي الأعمال والأقوال التي تدل على أن الشخص لم يكفر بالطاغوت ؟ وهل يدخل الإسلام من لا يعرف ما هو الطاغوت وكيفية الكفربه ؟) ؛ (وهل يكفي البراءة مما يعبد بدون البراءة من العابد ؟ وإن قلت لا يكفي فما معنى البراءة من العابد ؟ وما حكم الذي يتبرأ من المعبود ولا يتبرأ من العابد ؟ هل من يحكم على العابد بالإسلام قد تبرأ منه ؟ وهل ينعقد الإسلام بدون الكفر بمن لا يكفر بالطاغوت ؟) ؛ (وما حكم من شهد أن محمداً رسول الله بدون أن يفهم هذا المعنى الذي بينتَه لشهادة محمد رسول الله ؟ وما حكم من شهد أن محمداً رسول الله واتبع غير رسولالله ، صلى الله عليه وسلم ؟ وما حكم من لم يطع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،وأطاع غيره عن علم ؟)؛... إلخ. هذا كله جاء في نص قصير لا يتجاوز عدة صفحات ، مما يشعر بحالة نفسية ، أقرب إلى الوسوسة والهوس .

أقول ( ضياء الدين ) : سبحانك ربي !
تحول الحوار إلى حالة مريض جاء لعند طبيب فكان تشخيص الطبيب له كما يلي :
كل هذه الأسئلة لأنها جاءت في نص قصير لا يتجاوز عدة صفحات يعني أن من سألها يشعر بحالة نفسية ، أقرب إلى الوسوسة والهوس.
العلاج :
1- التحرر من وسوسة الحكم بالشرك أو الكفر على المعين .
2- التباعد عن الدخول في متاهة العذر بالجهل ، وغيره ؛ حتى يتم استيعابالأصول استيعاباً تاماً ، وتحرير أمهات المسائل تحريراً متقناً.
3- إتباع كل ما جاء في كتاب ( التوحيد ) للمسعري بدون التحري عن مدى صحته وخطئه .
ما شاء الله ! أحسن طريقة للتهرب من الجواب . ضرب المحاور الضربة القاضية قبل سماع الناس لكلامه . وكأننا في حلبة مصارعة .
يا أستاذ المسعري : كان الأولى بك أن تجيب على هذه الأسئلة بدل أن تهرب من الإجابة عنها بحجج واهية واتهامات لا تليق بمن يريد الحق .
ولقد رأينا أحوال من كنا نسأله مثل هذه الأسئلة التي يجب أن يعرفها أبسط موحد كيف يتحول حاله ليتهرب من الإجابة عنها وخاصة عندما يعلم أن بعد الجواب سيكون هناك سؤال عن الدليل .

[/align]

رد مع اقتباس