عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-14-2012, 10:17 PM
مراقب مراقب غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 146
افتراضي مداخلة المسعري رقم 1

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الرد الاول من قبل المسعري على مشاركات الشيخ ضياء حفظه الله تعالى نقلناها لكم من منتدى المسعري نصاً .


كتب المسعري ما يلي :
____________________________________________

بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّه وخَلِيلُه، وخِيرَتُه مِنْ خَلْقِهِ وحَبِيبُه.
أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ قَالَ اللَّه، جَلَّ جَلَالُهُ، وسما مَقَامَهُ: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، (النَّحْلِ؛16: 125)؛ وَقَالٍ تَبَارَكْتَ أَسْمَاؤُهُ: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، (فَصَلَّتْ؛ 41: 33).

يبدوا أن الأستاذ ضياء الدين القدسي لم يسبق له طلب العلم كما ينبغي، ولم يتعلم أصول المناظرة السليمة التي يراد بها الوصول إلى الحق، وإلا لعلم أن المناظرة تعني أن أحد الطرفين يخالف الطرف الآخر في مقولة معينة، فيقوم ببيان بطلانها، أو على الأقل بإبراز مسوغات تشكك في صحتها، وربما زاد: فتقدم بمقولة بديلة محررة، مع تقديم الأدلة على صحتها: هكذا تكون (المناظرة)، كما هو مفصل في موضع آخر.

أما مجرد توجيه الأسئلة المجردة، والسؤال عن كيفية الوصول إلى نتيجة معينة، من جنس:
(1) - (فماذا فهم العرب من هذه الكلمة حسب لغتهم عندما دعاهم الرسول عليه السلام أن يكونوا من أهلها؟ وهل هناك بيان محكم لمعنى هذه الكلمة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة؟ وكيف توصلت أنت لهذا المعنى التي قلت عنه أنه معنى كلمة " لا إله إلا الله "؟
(2) - (ماذا تقصد بكلمة باطل؟ هل باطل هنا بمعنى شرك وفاعله مشرك سواء أقيمت عليه الحجة أم لا؟ أم تقصد أنه غير صحيح وغير مقبول وكفى، ولا يترتب عليه حكماً على الشخص بأنه مشرك إن فعله؟
(3) - (هل أفهم من كلامك هذا أن من اعتقد أنه لا شيء يتمتع بصفات «الألوهية»، أي صفات «استحقاق العبادة»، من «القيومية» أي «وجوب الوجود»، أي القيام بالنفس والغنى عن الغير، واتصافها بالقدرة الذاتية المستقلة المطلقة، المنزهة عن كل قيد أو شرط: في الخلق من عدم، وفي التصوير، والتكوين، والقهر والتدبير، والأمر والنهي،...، لا شيء يتصف بذلك إلا الله، يكون قد حقق كلمة التوحيد وأتى بما طلبته منه الرسل ليدخل دين الله.؟)؛... إلخ.
أقول مجرد توجيه الأسئلة المجردة، والسؤال عن كيفية الوصول إلى نتيجة معينة، ليس هو شأن المناظر، وإنما هو شأن الدارس وطالب العلم؛ وهذا لا بأس به، بل هو مطلب حيوي. والدارس الجاد يعلم أنه لن يستوعب علماُ ما، أو مادة ما، أو كتاباً حتى يستكمل قراءته. وحتى في هذه لم يتعب الأستاذ المقدسي نفسه بقراءة كتاب التوحيد كاملاً، ولا حتى بمجرد تصفحه، وإلا:
(1) - لعلم، مثلاً، علم يقين أننا نقول: (أن الأصل في الأشياء، والأفعال، والأقوال الإباحة)، وقد أصلنا ذلك – بحمد الله – على نحو لم نسبق إليه، إلا من الإمام الفقيه الحافظ الحجة أبي محمد علي بن حزم في أجزاء جوهرية منه. فلا معنى إذاً لتساؤله أصلاً: (ما حكم من لم يبحث عن دليل في المباحات وبحث عن دليل التحريم فقط. وقال الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يأت دليل على حرمتها؟ هل مثل هذا الشخص لم يحقق شهادة أن محمداً رسول الله في الإتباع؟)؛ لا سيما أن الجملة: (ما حكم من لم يبحث عن دليل في المباحات وبحث عن دليل التحريم فقط) كلام فارغ، وهراء محض.
(2) - ولعلم – أيضاً – علم يقين، أننا لا نبالي بالفرق بين «الألوهية»، «الربوبية»، لأنهما - في التحليل النهائي - شيء واحد، ولا بالقسمة التقليدية الساقطة للتوحيد: «ألوهية»، «ربوبية»، و«أسماء وصفات» ولعلم أن عامة كتابنا (كتاب التوحيد: أصل الإسلام، وحقيقة التوحيد)، إنما هو تفنيد وهدم لهذه القسمة السطحية الركيكة، التي هي في الحقيقة: {قِسْمَةٌ ضِيزَى}، (النجم؛ 53: 22).

لذلك فإن نصيحتي الأخوية للأستاذ ضياء الدين القدسي:

أولاً: أن يدرس الكتاب بتدقيق وعناية أكبر، وإني على أتم الاستعداد للتواصل معه للتدارس المدقق والمناقشة المستفيضة مشافهة بواسطة (Skype)؛ ثم لتكن المناظرة بعد ذلك، إن شاء، وإن كنت أحتسب على الله أن لا تكون حينئذ ثمة حاجة إليها أصلاً.

ثانياً: أن يتحرر من وسوسة الحكم بالشرك أو الكفر على المعين، وأن يتباعد عن الدخول في متاهة العذر بالجهل، وغيره؛ حتى يتم استيعاب الأصول استيعاباً تاماً، وتحرير أمهات المسائل تحريراً متقناً. هذه الحالة النفسية تتضح بجلاء من أمثال الجمل التالية: (أم تقصد أنه غير صحيح وغير مقبول وكفى، ولا يترتب عليه حكماً على الشخص بأنه مشرك إن فعله؟)؛ (هل أفهم من كلامك هذا أن من اعتقد أنه لا شيء يتمتع بصفات «الألوهية»،.....إلخ، إلخ، يكون قد حقق كلمة التوحيد وأتى بما طلبته منه الرسل ليدخل دين الله.؟ فما هي هذه الصفات؟ وما أدلتها؟ وهل يعذر الجهل فيها؟)؛ (وما حكم من اعتقد أنه لا شيء يتمتع بصفات «الألوهية»،....، وهل من نطق بكلمة التوحيد وهو لا يعرف هذه المعاني (معاني كلمة التوحيد) يدخل الإسلام ظاهراً؟)؛ ( ما حكم من اعتقد هذه الأمور ولكنه خالف أحدها بالعمل؟ وهل يعذر بجهله؟ وهل يكفي لدخول الإسلام أن يعتقد الشخص أنه لا شيء يستحق أن يطاع لذاته، فيتلقى أمره بالقبول، والرضا، والتسليم، والمحبة، والاحترام، والتعظيم، والطاعة إلا الله، وغيره فإنما يطاع بأمر الله، بدون أن يعرف حكم من لا يعتقد ذلك؟)؛ (وما حكم من يفهم قولك، بأنه ما دام معنى كلمة الشهادة هذه الآية فيكفي حتى يدخل المرء الإسلام أن يقول أو يعتقد أن الله هو الحق وما عداه باطل؟)؛ (وما حكم من تلفظ بكلمة التوحيد دون معرفة معناها؟)؛ ( هلا بينت لي كيفية نفي الألوهية كلها عن غير الله نفياً باتاً قاطعاً مطلقاً. وكيف تُطَبَّق من الناحية العملية؟ هلّا بينت لي ما معنى الكفر بكل «معبود»، أي كل «إله»، أو كل «رب»، إلا الله؟ وهلّا بينت لي كيفية هذا الكفر من الناحية العملية؟ وما هو معنى "البراءة منه" ومعنى "رفضه" من الناحية الاعتقادية والعملية؟)؛ (هل يكفي لأن يدخل المرء الإسلام ويحقق الركن الأول لكلمة التوحيد قوله: كفرت بكل معبود من دون الله وتبرأت منه ورفضته وهو لا يعرف كيفية الكفر به، ولا يعرف من هو المعبود وكيفية عبادته، ولا يعرف معنى وكيفية البراءة منه، ولا يعرف كيف يكون رفضه من الناحية العملية؟)؛ (ما حكم من تلفظ بكلمة التوحيد وهو لا يعرف ركني شهادة التوحيد كما بينته أنت هنا؟ وما هي الأعمال والأقوال التي تدل على أن الشخص لم يكفر بالطاغوت؟ وهل يدخل الإسلام من لا يعرف ما هو الطاغوت وكيفية الكفر به؟)؛ (وهل يكفي البراءة مما يعبد بدون البراءة من العابد؟ وإن قلت لا يكفي فما معنى البراءة من العابد؟ وما حكم الذي يتبرأ من المعبود ولا يتبرأ من العابد؟ هل من يحكم على العابد بالإسلام قد تبرأ منه؟ وهل ينعقد الإسلام بدون الكفر بمن لا يكفر بالطاغوت؟)؛ (وما حكم من شهد أن محمداً رسول الله بدون أن يفهم هذا المعنى الذي بينتَه لشهادة محمد رسول الله؟ وما حكم من شهد أن محمداً رسول الله واتبع غير رسول الله، صلى الله عليه وسلم،؟ وما حكم من لم يطع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأطاع غيره عن علم؟)؛... إلخ. هذا كله جاء في نص قصير لا يتجاوز عدة صفحات، مما يشعر بحالة نفسية، أقرب إلى الوسوسة والهوس. ]
اهـ كلامه .

رد مع اقتباس