عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 01-23-2012, 11:35 PM
أنصار التوحيد أنصار التوحيد غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 159
افتراضي

أبوشعيب :
بسم الله الرحمن الرحيم ،

اقتباس:
أقول : ليس السلف الصالح وحدهم هم الذين بينوا لنا التوحيد أتم بيان بل القرآن الكريم والسنة الصحيحة أيضا بينت لنا التوحيد أتم بيان وأحسن تفصيل . والقرآن كله في التوحيد ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمضى في مكة ثلاثة عشرة سنه يدعو للتوحيد فقط ثم في المدينة عندما نزلت الشرائع أيضا كان يبين التوحيد مع الشرائع عشرة سنين حتى توفاه الله .
وبيان التوحيد يقتضي بيان الشرك لأن النقيض يعرف بنقيضه أو الضد يعرفه بضده . فبقدر ما يبين التوحيد بقدر ما يبين الشرك . فلا يقال أنه لا يوجد في القرآن أو السنة بيان للشرك والمشرك .
ولا يقال لا نجد في كتاب الله وسنة رسوله وكلام السلف الصالح دليلاً واحداً على تكفير المشركين وأنها من أصل الدين بل الأدلة كثيرة جداً في القرآن والسنة وفي كلام السلف الصالح . فكل أية أو حديث يبين التوحيد وحكمه هو دليل بحد ذاته على بيان الشرك وحكمه . لأنه كما قلنا تعرف الأمور بأضدادها .
فمن عرف التوحيد عرف الشرك ومن عرف الموحد عرف المشرك . ومن لم يعرف الشرك لم يعرف التوحيد ، ومن لم يعرف حكم الشرك لا يعرف حكم التوحيد . ومن لم يعرف كيف يدخل العبد الإسلام لا يستطيع أن يدخل الإسلام ، ومن عرف كيف يدخل العبد الإسلام يعرف من لم يدخل الإسلام بعد ..
فلا يقال موحد ومشرك ، لأنهما لا يجتمعان ، لا يجتمع في قلب رجل واحد شرك أكبر وتوحيد . هذا يعرفه كل من يعرف التوحيد ويعرف الشرك . ويكفي من أصل الدين أن يعرف من وحد الله ، أنه من فعل الشرك الأكبر ليس بموحد بل مشرك ، ولا يضره بعد ذلك أن لا يسميه كافر . المهم أن لا يسميه مسلم ويسميه مشرك غير موحد ولا يدخله بدين الإسلام والتوحيد ، هذا هو الحد الأدنى المطلوب في هذه النقطة . ولا يقال حكم تكفير المشركين . لأن كلمة " مشرك " وصف وحكم للشخص المعين وليس للفعل . الفعل هو الشرك ، لهذا ممكن أن يقال : " ما حكم من فعل الشرك " ويقال :" ما حكم أسلمة المشرك " ولا يقال : ما حكم تكفير المشرك ؟ إلا إذا قصد من التكفير شيء آخر غير حكم المشرك . كان يقصد الكفر المعذب عليه . لأن كلمة " المشرك " وصف وحكم على الشخص المعين .
هذا والأدلة على حكم من أشرك بالله الشرك الأكبر كثيرة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة . منها :
قال تعالى : " وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " (الزمر : 65)
وقال تعالى: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا " (النساء : 48)
وقال تعالى : " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ " (المائدة : 72)


يعني ما أفهمه من كل كلامك هو التالي :

أن الحكم بشرك المشرك هو من أصول الدين العظيمة التي لا يوجد دليل شرعي واحد يحضّ عليها صراحة ، ولا دليل شرعي واحد صريح يبيّن كفر من يخطئ فيه أو يجهله ، حتى لو اعتقد أن فعلهم باطل وضلال .

فخلاصة الكلام هنا هو : أن هذه مسألة استنباطية ، تُفهم من مجموع الأدلة ، ولا فيها نص صريح واضح يُكفّر من يجهل هذا الحكم .

وسنتكلم عن هذه المسألة ببعض إسهاب عند الحديث عن معنى تكفير المشرك - إن شاء الله - ، وأدنى ما يلزم المرء أن يعرفه من هذه المسألة حتى يدخل الإسلام .

-----------------

اقتباس:
أقول : لم يتركنا الله سبحانه وتعالى بدون بيان واف لهذه المسائل العظام ، بل بينها بأوضح وأصرح بيان كما بين التوحيد . ونحن نتحدث عن حكم من أشرك بالله الشرك الأكبر . ولا نتحدث عن حكم المشرك لأن كلمة مشرك حكم على الشخص ، والفعل هو الشرك . وكل من يفهم اللغة العربية يعرف أن من فعل الشرك مشرك ، فالشرك فعل ، والمشرك اسم الفاعل . ولا يوجد فعل بدون فاعل .والمشرك ليس موحد . ومن ليس موحد ليس مسلم .
ولا يشترط لمن أراد دخول الدين أن يَعرف أن المشرك كافر أو غير كافر .بالمعنى اللغوي للكفر أو الكفر المعذب عليه .يكفيه أن يعرف أنه مشرك وغير موحد ، وأنه ليس على دين الله . وهذا سيعرفه ولا بد إن عرف التوحيد وعرف دين الله . أما معرفته ماذا يترتب عليه أن يفعل حيال هذا المشرك . فأقول : الأفعال التي يجب فعلها تجاه المشرك منها ما هو من أصل الدين يجب أن يعرفها قبل أو مع دخوله للدين ومنها ما سيعرفها بعد دخوله الدين ، فمثلا : يجب أن يعرف أن المشرك ليس موحداً ولا مسلماً ، وأنه ليس في دين محمد صلى الله وسلم . ولا يقال يجب فقط أن يعرف أنه على باطل وضلال بفعله ، فهذا لا يقوله من يعرف لغة العرب .
ومن الأمور التي سيعرفها بحق المشرك بعد دخوله الإسلام مثل : عدم تزويجه أو الزواج منه ، عدم أكل ذبيحته .


يعني بيّنه الله - تعالى - لنا ، ولم يذكر حكم من يخالف فيه ؟؟

لقد ذكر الله حكم من يحبه .. وحكم من يبغضه
وذكر حكم الصادق في إيمانه .. والكاذب في إيمانه
وذكر حكم المناقد له .. والشارد عن طاعته
وذكر حكم الولاء والبراء
وذكر حكم التحاكم إلى الطاغوت
وذكر حكم نطق كلمة الكفر

لماذا لم يذكر حكم من لا يكفر المشركين ؟؟ كأن يقول : من لا يكفر المشرك فهو كافر . (المقصود بالتكفير هنا إخراجه من الدين) ؟

في حين ذكر رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن من يكفر المسلم فهو كافر ..

لماذا ؟؟

لو كانت هذه المسألة من أصل الدين ، ومن خالف فيها كفر ، لورد على الأقل نص صريح واحد يفيد تكفير من خالف فيه .

ألا ترى كيف اختلفت أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - في مسألة تكفير المشركين ، وكلهم لا يجدون دليلاً صريحاً يفصل في الحكم ؟ فكيف تركنا الله - تعالى - دون بيان صريح في هذه المسألة (لو كانت مما لا يصح الإيمان إلا به) ؟؟

--------------------------

اقتباس:
أقول : من أين فهمت من كلامي أنني أقول : أن الله أوكلنا إلى عقولنا لنستنبط هذه الحكم الأصولي ؟
يا رجل لا تقولني ما لم أقله ولا تفهم من كلامي ما يحلو لك ؟ فأنا أسألك حتى عن الواضح من كلامك حتى لا أقولك ما لم تقل وحتى لا ألزمك بلازم قولك حتى تلتزمه .
ثم من قال لك أن الحكم على المشرك بأنه ليس على دين الله وأنه غير مسلم أو غير موحد كشرط لدخول الإسلام ، لم يظهر إلا في القرن الثاني عشر الهجري وأنه كان خافياً على الجميع قبل هذا .؟
أقول لك : إنَّ هذا كان ظاهراً وموجوداً من أول يوم دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم للتوحيد . والقرآن والسنة مليئان بالأدلة على ذلك . وسيأتي بيانها أكثر لاحقاً بعون الله .


سنرى كيف اشترط الرسول - صلى الله عليه وسلم - على كل من يريد دخول الإسلام أن يكفّر قومه .

ولعلك تأتي أيضاً بأقوال العلماء ، قبل أئمة الدعوة النجدية ، يفيد في هذه المسألة ، وهي أنه من لا يكفر المشركين فلا يصح إسلامه حتى لو كان جاهلاً .

سننتظر ذلك في موضعه بعد انتهائنا من ضبط هذه المسألة ، إن شاء الله .

--------------------------

اقتباس:
فإذا حكم عليه بالإسلام أو التوحيد مع تيقنه أنه فعل الشرك الأكبر مختاراً فهذا لم يعرف الإسلام ولم يعرف التوحيد

سنتكلم عن ذلك فيما بعد ، إن شاء الله تعالى .

وأرجو أن تجيب عن أسئلتي في مشاركة رقم 4

رد مع اقتباس