عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 10-29-2017, 07:19 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

مسلم 1 :
الرد على مشاركة رقم 43

بسم الله الرحمن الرحيم


قولك : كلامك في سجود التحية وسجود العبادة أتفق معك فيه في مجمله ، إلا في بعض مواضع سنتحاور فيها في مسألتنا الثانية عن الشرك والعبادة ، إن شاء الله

أقول : الحمد لله ، اتفقنا على بعض الأمور ، وهذه بادرة طيبة .

قولك : أما الزيادة التي تدعي أنني زدتها وتقولتها على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فهي مذكورة في فتاوى ابن تيمية - رحمه الله - .. وقد ذكرها ابن حجر العسقلاني أيضاً في كتابه الكافي الشافي ، صفحة 48 عن الحسن البصري أن رجلا قال : يا رسول الله ، نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض ، أفلا نسجد لك ؟ قال : لا ينبغي السجود لأحد من دون الله ، ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله .
وجاء في مصنف ابن عبد الرزاق رواية تشهد لهذه الرواية :
أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن عوف بن القاسم أو القاسم بن عوف - أن معاذ بن جبل ، لما قدم الشام رأى النصارى تسجد لبطارقتها ، وأساقفتها ، فلما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إني رأيت النصارى تسجد لبطارقتها ، وأساقفتها ، وأنت كنت أحق أن نسجد لك ، فقال : " لو كنت آمرا شيئا أن يسجد لشيء دون الله ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، ولن تؤدي امرأة حق زوجها ، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه نفسها "
وفي دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني :
حدثنا مطلب بن زياد قال : ثنا عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة ، عن حكيمة ، عن يعلى بن مرة قال : خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً فجاء بعير يرغو حتى سجد له فقال المسلمون : نحن أحق أن نسجد للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها تدرون ما يقول هذا ؟ زعم أنه خدم مواليه أربعين سنة حتى إذا كبر نقصوا من علفه وزادوا في عمله حتى إذا كان لهم عرس أخذوا الشفار لينحروه فأرسل إلى مواليه فقص عليهم قالوا : صدق والله يا رسول الله قال : إني أحب أن تدعوه لي فتركوه *
ومن مجموع هذه الأحاديث يُفهم أن السجود بذاته لا يصح إلا لله تعالى في شريعتنا.


أقول : يا أبا شعيب أنت في كلامك السابق نسبت القول لحديث معاذ بن جبل
ولا يوجد في حديث معاذ رضي الله عنه هذه الجملة لهذا اعترضت عليك .
فأنت قلتَ : " قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل عندما سجد له سجود تشريف : ( إنه لا ينبغي السجود لغير الله "
ولم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ - رضي الله عنه - ذلك . فقلتُ لك : هذا تقويل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله لمعاذ رضي الله عنه.
ونحن لم نختلف على وجود هذه الجملة في كلام بعض العلماء وبعض الرويات التي ليست لها علاقة بحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه .
وحتى لو كانت هذه العبارة موجودة في كلام بعض العلماء وفي بعض الرويات ، لا تعني كما فهمتها أنتَ : " أن السجود بكلا نوعيه عبادة. وأن من سجد لغير الله بأي نية كانت فقد عبد غير الله وأشرك به ، لأن السجود بكلا نوعيه قد أصبح من حقوق الله الخاصة به وحده ، والشرك هو صرف ما يختص به الله وحده إلى غيره ."
أقول : قوله : " إنه لا ينبغي السجود لغير الله " لا يعني أن السجود أصبح من حقوق الله الخاصة به وحده . بل يعني أنه : لا يجوز السجود لغير الله . فكلمة " لا ينبغي " يعني " لا يجوز " ، ولا ينبغي أن يفعلها المسلم لغير الله .وكونها غير جائزة لغير الله ، لا يعني أنها أصبحت من حقوق الله الخاصة به وحده .
لأن ، غير الجائز شرعا ً ، يدخل فيه الشرك والحرام . وليس فقط الشرك .


قولك : على أيّة حال .. ليس حوارنا في هذا الآن ، وقد اتفقت معك على التفريق بين سجود التحية وسجود العبادة ، وجزاك الله خيراً على التوضيح .



أقول : الحمد لله رب العالمين .

قولك : تبقى بضعة مسائل متفرقة ذكرتها أنت في هذا الصدد سآتي عليها في حورانا في المسألة الثانية ، إن شاء الله تعالى .
وهناك بعض المسائل مما يتعلق بمسألتنا هنا سأذكرها في هذا الموضوع بإذن الله .


أقول : يا أبا شعيب ، كان الأحرى بك أن لا تذكر اعتراضاتك على كلامي في هذا الموضوع في أماكن لستُ موجوداً أنا فيها وليست لي أي مشاركات فيها . وكان ينبغي بك أن تذكرها هنا في هذه الصفحة أو أي صفحة أتحاور معك فيها حتى يتسنى لي أن أرد عليك .
على كل ما دامت وصلتني سأرد عليها هنا بعون الله .


قولك : أنا لم أشأ أن أشعّب الموضوع وأشتته في غير محلّه ، وإلا فإن ردّه فيه من التناقض ما الله به عليم .
كقوله:
)أقول : الظاهر والراجح في السجود للأموات والجمادات سجود العبادة .
ولكن ممكن أن نقول : إذا ادعى أنه سجد سجود تحية وليس سجود عبادة وكان في مجتمع يؤدي سجود التحية للجمادات والأموات كما يؤديها الأحياء لبعضهم البعض كعادة أو تحية مثلا ً ، فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة ويفهم الحكم . --]
فهو هنا يقول إن السجود للأموات هو سجود عبادة ، ولكنه لجهله بذلك ، لا يكفر حتى تقام عليه الحجة ..
ثم يقول :
[-- أقول : من عذر من سجد للقبر ، قبل أن نحكم عليه لا بد من سماع قوله وحجته . لأن الأمر يحتمل. فهناك سجود عبادة وسجود تحية كما قلنا سابقاً . ولا يقال : أنه لا يعرف معنى لا إله إلا الله ، قبل سماع قوله وتأويله --]
مع أنه قد قال سابقاً إن الراجح فيه إنه سجود عبادة .
ثم يقول :
) أقول : من أعتقد أن سجود معاذ رضي الله عنه لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان عبادة لغير الله فيجب عليه أن يحكم على معاذ بالشرك ويخرجه من الإسلام حتى يتوب من فعله وإن لم يحكم عليه بالشرك وعذره بالجهل وحكم عليه بالإسلام والتوحيد ولم يخرجه بعمله هذا من الإسلام ، فإنه لا يعرف ما هو التوحيد وما هو الشرك . وكيف يدخل العبد الإسلام .
هذا ، ولم يقل أحد من العلماء المعتبرين أن سجود معاذ رضي الله عنه كان سجود عبادة . --]
فهو يُلزم من يقول إن سجود التحية سجود عبادة ، أن يكفّر معاذاً رضي الله عنه .. وهو نفسه يقول إن السجود للأموات عبادة ، ولا يكفر فاعلها إن كان جاهلاً وقصده التشريف !!


أقول : أولاً : أنا لم أقل أن السجود للأموات هو سجود عبادة . فهذا تقويلي ما لم أقله.
أنا قلت حرفياً : " الظاهر والراجح في السجود للأموات والجمادات سجود العبادة . "
فما معنى الظاهر والراجح ؟ هل معناه : كله ؟ أم بعضه والراجح منه ؟
لو كنتُ اعتقد أن كل سجودٍ للأموات عبادة ، بغض النظر عن نية الفاعل والقرينة المحيطة بالفعل ، لما قلتُ : الراجح . ثم بعدها جئت باستثناء حيث قلت : " ولكن ممكن أن نقول : إذا ادعى أنه سجد سجود تحية وليس سجود عبادة وكان في مجتمع يؤدي سجود التحية للجمادات والأموات كما يؤديها الأحياء لبعضهم البعض كعادة أو تحية مثلا ً ، فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة ويفهم الحكم . --]

أليس تعبيري بـ " الراحج " ثم بعد ذلك إتياني بهذا المثال والاستثناء لدليل واضح أنني أفصل في هذه المسألة ، ولا أحكم بأن كل سجود للقبر عبادة ؟
ثم إنني قبل هذا الكلام بينت أن الأفعال التي تحتمل أكثر من معنى ، للحكم على فاعلها لا بد من معرفة نيته أوالقرائن التي تحف بالفعل . وقلت أن السجود يحتمل أكثر من معنى . فهناك سجود عبادة وهو شرك وهناك سجود تحية وهو حرام في شريعتنا .
بعد هذا التوضيح هل بقي تناقض يا أبا شعيب ؟


قولك : ثم يقول :
[-- أقول : من عذر من سجد للقبر ، قبل أن نحكم عليه لا بد من سماع قوله وحجته . لأن الأمر يحتمل. فهناك سجود عبادة وسجود تحية كما قلنا سابقاً . ولا يقال : أنه لا يعرف معنى لا إله إلا الله ، قبل سماع قوله وتأويله --]
مع أنه قد قال سابقاً إن الراجح فيه إنه سجود عبادة .


أقول : وأين التناقض في هذا الكلام ؟ أين التناقض في قولي :
" السجود للقبر الراجح فيه سجود العبادة "
وبين ، كون أنني لم أحكم على من عذر من سجد للقبر حتى أسمع منه ؟
هل يوجد تناقض أم توافق . ؟
التناقض في عقل من فهم من قولي :" الراجح " يعني :كل سجود للقبر عبادة .
كلمة " راجح " تستعمل للاحتمال الأكثر ، يعني عند وجود راجح ومرجوح عند وجود أكثر من احتمال .
.

قولك : ثم يقول :
) أقول : من أعتقد أن سجود معاذ رضي الله عنه لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان عبادة لغير الله فيجب عليه أن يحكم على معاذ بالشرك ويخرجه من الإسلام حتى يتوب من فعله وإن لم يحكم عليه بالشرك وعذره بالجهل وحكم عليه بالإسلام والتوحيد ولم يخرجه بعمله هذا من الإسلام ، فإنه لا يعرف ما هو التوحيد وما هو الشرك . وكيف يدخل العبد الإسلام .
هذا ، ولم يقل أحد من العلماء المعتبرين أن سجود معاذ رضي الله عنه كان سجود عبادة . --]
فهو يُلزم من يقول إن سجود التحية سجود عبادة ، أن يكفّر معاذاً رضي الله عنه .. وهو نفسه يقول إن السجود للأموات عبادة ، ولا يكفر فاعلها إن كان جاهلاً وقصده التشريف !!


أقول : أولا : أنا لم أقل أن سجود التحية سجود عبادة .
ولم أقل : أن كل سجود للقبر عبادة .
فلو قلت مع هذا : أن من اعتقد أن سجود معاذ ، عبادة لغير الله وشرك ، يجب أن يكفر معاذ - رضي الله عنه - . هل سيحصل تناقض ؟ وأين التناقض ؟
أنا ألزم من يقول أن سجود التحية عبادة بأن يكفر معاذ - رضي الله عنه - . لأن معاذ حسب اعتقاده عبد غير الله .
وهذا كمن يعتقد أن تارك الصلاة كافر . فيجب عليه أن يكفر تارك الصلاة ، ولا يجوز له أن يأخذ بآراء العلماء الآخرين الذين لم يكفروا تارك الصلاة ، ما دام يعتقد أن تارك الصلاة كافر .

رد مع اقتباس