عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 11-02-2017, 08:48 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

مسلم 1:
الرد على مشاركة رقم 44
بسم الله الرحمن الرحيم

قولك : هذه مسألة هامة جداً من مشاركة رقم #42 تتعلق بموضوعنا هنا ، وهو تكفير المشركين .. وأرى فيها ملخص لكل الحوار .
ولا يعني هذا أنني لن أرد عليك في مشاركاتك السابقة ، لكنني أطلب منك فقط أن تصبر عليّ حتى ننتهي من هذه المسألة التي سيتوضح بها الكثير من الأمور وتتكشف من جرائها الكثير من الإشكالات ، إن شاء الله .


أقول : أنتظر ردوداتك على المشاركات السابقة . فهي أيضاً ستوضح كثيراً من الأمور وتتكشف من جرائها الكثير من الإشكالات .

قولك : الإجازة نوعان :
إجازة شرعية ، وهو ما يرضاه الله تعالى .. وفي هذه الحال من قال : يجوز شرعاً اجتماع معصية وطاعة في قلب إنسان ، فهو كافر .. لأن الله تعالى لا يرضى المعاصي .

أقول : لماذا كفرته يا أبا شعيب ؟
فقد أجاز الله أن تجتمع الطاعة والمعصية في قلب الإنسان ولا يكون كافراً .
وليس معنى هذا أنه أجاز المعصية .
ويجوز أيضاً من الناحية العقلية أن تجتمع المعصية والطاعة في قلب رجل واحد . فالطاعة في أمر والمعصية في أمر آخر ليسا نقيضين.
وممكن أن نقول من الناحية الشرعية ومن الناحية العقلية : يجوز أن يجتمع الشرك الأصغر مع التوحيد في قلب رجل واحد .
ولكن لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية العقلية ، يجوز أن يجتمع الشرك الأكبر مع التوحيد في قلب رجل واحد ، لأنهما ضدان ، والضد مع ضده لا يجتمع ، كما أن النهار مع الليل لا يجتمع . فإذا حضر أحدهما ذهب الآخر .


قولك : وإجازة عقلية ، ولا يُشترط أن يرضاه الله .. كأن يقول : يجوز للمرأة عقلاً أن تصلي وهي حائض ، لكن فعلها حرام



أقول : يا أبا شعيب . نحن نتحدث عن الإجازة الشرعية والعقلية لإمكانية تواجد الشرك والتوحيد في قلب رجل واحد .
فالتوحيد والشرك في قلب رجل واحد لا يجتمعان ، هذا من الناحية الشرعية والعقلية . فالتوحيد نقيض الشرك لغة وشرعاً ، والضد لا يجتمع مع ضده عقلا وشرعاً .
وعندما نتحدث عن عدم جواز صلاة المرأة الحائض ، لا أحد يفهم من عدم الجواز ، عدم الجواز العقلي . لأننا نتحدث عن الحكم شرعي .
ويمكن أن يجاز للحائض الصلاة من الناحية الشرعية أيضاً ، إذا أراد الله .
فمسألتنا غير شبيهة بهذه المسألة .
ولكن لا يمكن من الناحية الشرعية أن يجيز الله تواجد الشرك الأكبر مع التوحيد في قلب رجل واحد .
وكذلك من الناحية العقلية لا يجوز أن يتواجد التوحيد والشرك في قلب رجل واحد إذا كانا نقيضين . إلا إذا فُهم أن التوحيد ليس نقيضاً للشرك . ففي هذه الحالة يمكن أن يجتمعا في قلب رجل واحد . ومن فهم أن الشرك ليس نقيضا للتوحيد ، فلم يفهم التوحيد ولم يفهم الشرك في دين الله .


قولك : فمن قال يجوز اجتماع الشرك والتوحيد في قلب امرئ .. إجازة عقلية لا شرعية .. فما وجه تكفيره ؟

أقول : نحن كنا نتكلم عن الإجازة الشرعية وليس العقلية .هذه واحدة.
والثانية : إذا فهم من الناحية اللغوية أن الشرك الأكبر نقيض التوحيد ، فلا بد له أيضاً أن يعتقد من الناحية العقلية أن الشرك والتوحيد لا يجتمعان في قلب رجل واحد . لأنه من الناحية العقلية أيضا : لا يجتمع النقيض مع نقيضه .
أما وجه تكفيره وعدم الحكم عليه بأنه دخل التوحيد فهي : عدم فهمه للتوحيد الذي أمره الله أن يعتقده ، وعدم فهمه للشرك الذي أمره الله أن يتركه . وعدم فهمه للتوحيد يجعله غير قادر على اعتقاده والإيمان به .
فالتوحيد الذي يعتقده هذا الشخص هو : توحيد لا يناقض الشرك ، والشرك الذي تركه هذا الشخص ، شرك لا يناقض التوحيد . والتوحيد الذي لا يناقض الشرك ليس هو توحيد الله ، والشرك الذي لا يناقض التوحيد ليس هو الشرك الذي شرط الله تركه لدخول دين التوحيد وتحقيق كلمة التوحيد .

قولك : تسألني : [-- فلو سألناه : هل يجوز في ديننا أن يجتمع التوحيد والشرك الأكبر في قلب رجل واحد ؟
لا بد أن يجيب : نعم . --]
إجازة عقلية ؟ .. نعم .. كقوله تعالى : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ } [يوسف : 106]
فهنا أثبت الله لهم إيماناً .. وأثبت لهم شركاً .. هذا في وصف معتقدهم .. لا كحكم شرعي عليهم .
وقوله تعالى : { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } [العنكبوت : 65]
فهنا اجتمع الإخلاص والشرك .. هذا عقلاً .. أما شرعاً فهم كفار مشركون في كلتا الحالتين .


أقول : أنا لم أسأل عن الجواز العقلي: عندما سألت : هل يجوز في ديننا أن يجتمع التوحيد والشرك الأكبر في قلب رجل واحد ؟.
والدليل واضح في كلامي : فقد قلت " في ديننا " ولم أقل " في عقولنا " .
هذه واحدة .
أما الثانية : فكيف حكم بجوازه من الناحية العقلية ؟ لو فهم معنى التوحيد والشرك في اللغة ، لما حكم من الناحية العقلية بإمكان اجتماعهما في قلب رجل واحد . لأن في العقل السليم ، لا يمكن اجتماع الضد مع ضده . ولا يمكن اجتماع النقيض مع نقيضه .
أما قولك :" كقوله تعالى : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ } [يوسف : 106] "
فأقول : وكيف فهم من هذه الآية أن التوحيد يمكن أن يجتمع مع الشرك من الناحية العقلية . هذه واحدة .
والثانية : اللفظ في الآية هو " يؤمن " والإيمان هو التصديق والتصديق لا ينافي الشرك . وليس نقيضه . فقد يؤمن أن الله خالق الكون ويعبد معه غيره ليتقرب إليه . كحال المشركين الذين وصفتهم هذه الآية .
ثم في الآية لم يصفهم بأنهم موحدون ومشركون . لنقول بإمكانية اجتماع التوحيد والشرك في قلب رجل واحد عقلا .
ممكن أن نفهم من هذه الآية أنه قد يجتمع إيمان ببعض الأمور وشرك بالله .

قولك : فهنا أثبت الله لهم إيماناً .. وأثبت لهم شركاً .. هذا في وصف معتقدهم .. لا كحكم شرعي عليهم .

أقول : نعم اثبت لهم إيماناً ببعض الأمور .. وأثبت لهم شركاً ..
ولكنه لم يثبت لهم توحيداً وشركاً في نفس الوقت . بأن وصفهم بأنهم موحدون ومشركون في نفس الوقت .


قولك : وقوله تعالى : { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } [العنكبوت : 65]
فهنا اجتمع الإخلاص والشرك .. هذا عقلاً ..


أقول : وكيف فهم من هذه الآية أن التوحيد يمكن أن يجتمع مع الشرك من الناحية العقلية . هذه واحدة .
والثانية : أن الآية تصفهم أنهم إذا ركبوا في الفلك دعوا الله وحده وأخلصوا له الدين في الدعاء ، وإذا صعدوا للبر ، يشركون به في الدعاء وفي غيره . ولم يصفهم بأنهم في البر موحدون ومشركون . مع أنهم في الفلك كانوا يوحدون الله في الدعاء ، وكانوا في البر يفعلون بعض مظاهر التوحيد والإسلام ولكنهم عندما أشركوا في الدعاء أو في غيره وصفهم بأنهم مشركون. ولم يصفهم بأنهم في فعلهم مشركون ولأن عندهم بعض مظاهر التوحيد والإسلام ، ويوحدون الله في الدعاء في الفلك ، لم يحكم على ذواتهم بالتوحيد والإسلام .


قولك : فهنا اجتمع الإخلاص والشرك .. هذا عقلاً ..

أقول : إخلاص الدين بشكل عام لا يجتمع مع الشرك . لأن المقصود من إخلاص الدين ترك عبادة غير الله . وهذا معنى قوله تعالى : " قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ . وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ " ومعنى قوله تعالى : " قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي . فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ . " ومعنى قوله تعالى : " فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ . أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ "
فلا يوصف من عبد غير الله أنه أخلص دينه لله . لا عقلا ولا شرعا ً . لأن عبادة غير الله تنافي إخلاص الدين له . بمعنى أن يكون خالصاً له . ولو سألت عرب مكة هل أنتم مخلصون الدين لله - بشكل عام - ؟ لقالوا لك : لا ، نحن نعبد معه غيره لنتقرب إليه .
أما الإخلاص بمعنى أن تكون النية خالصة لله في العمل . فهذا لا ينافي وجوده وجود الشرك . لأن المشركون كانوا يعبدون الأصنام بنية التقرب لله .


قولك : " أما شرعاً فهم كفار مشركون في كلتا الحالتين ."



أقول : أنت هنا حكمت على ذواتهم وأعيانهم بالكفر والشرك ولم تقل " بفعلهم الشرك مشركين " ولكن لأن عندهم بعض مظاهر التوحيد والإسلام ، ويوحدون الله في الدعاء في الفلك ، يحكم على ذواتهم بالتوحيد والإسلام .
لماذا حكمت هنا على الفاعل ، وقبل ذلك لم تحكم على الفاعل ، بل حكمت على الفعل . ؟ هل المسألة كيفية يا أبا شعيب ؟
وهل هؤلاء أقيمت عليهم الحجة . ؟


قولك : وأسألك في هذا الصدد ..
الذي يقول بهذا القول ، هل تحكم عليه بالكفر (الذي بمعنى الجحود) أو الشرك (الذي بمعنى عبادة غير الله) ؟


أقول : أنا لم أحكم عليه بأنه أشرك بالله ، ما دام ترك الشرك ، أنا حكمت عليه بأنه لم يفهم التوحيد ولا الشرك ، لأنه اعتقد اجتماعهما في قلب رجل واحد .
ومن لم يفهم التوحيد لا يملك اعتقاده .


قولك : وهل ترى الجهل بالتوحيد يستلزم عبادة غير الله ؟؟ كقوله تعالى : { قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ } [الزمر : 64]
وكقوله : { وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } [الأعراف : 138]
أم أنه لا يستلزم ؟




أقول : أنا لا أعتقد أن الجهل بالتوحيد يستلزم عبادة غير الله .
وما اعتقده : أن من جهل التوحيد لا يملك اعتقاده . ومن جهل أن التوحيد والشرك لا يجتمعان ، فقد جهل توحيد الله شرعاً وعقلاً .


قولك : الآن ، نأتي إلى الحكم الشرعي على فاعل الشرك ، وهو أكثر ما تكلمنا فيه في هذا الموضوع .
نحن الآن عندنا رجل عنده توحيد وعنده شرك ، عنده إيمان وعنده كفر .
جاء رجل آخر ليحكم عليه فقال :
فلان بفعله الشركي هو مشرك بالله في حدود هذا الفعل .. كما قال تعالى : { من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري ، تركته وشركه } .
وهو بفعل التوحيد ، موحد لله في حدود فعله التوحيدي .. كما قال تعالى : { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } [العنكبوت : 65]
يعني : سماه مشركاً لشركه .. وموحداً لتوحيده .
وهذا جائز عقلاً حتى الآن بعد تجزئة المسائل .
أنت تقول إذا علم معنى لا إله إلا الله ، يجب أن يعلم الشرك والتوحيد ومقتضيات كل منهما وما إلى ذلك .. وخلافي معك في ذلك بان واتضح .
ولكنني سأتنازل جدلاً عن خلافي الآن ، وأقرّك على فهمك لكلمة التوحيد .
الآن : هذا الذي فهم الشرك .. هل حكم على هذا الشخص بالشرك ؟ .. الجواب نعم
وهل عند هذا الشخص توحيد ؟ .. الجواب : نعم .
هل يُعلم هذا التوحيد من كلمة الإخلاص ؟ .. الجواب : نعم .
هل هذا الشخص موحد لله تعالى فيما وحّد الله فيه ؟ .. الجواب نعم .
هل ينفعه توحيده بعد أن أشرك بالله ؟ .. الجواب : لا
والسؤال الأخير وجوابه هو مما تحقق عندي من علم ، ولا ألزمه كل امرئ أن يعلمه حتى يدخل الإسلام .
ستقول لي كيف ؟
أقول لك إن عائشة - رضي الله عنها - سألت عن ابن جدعان وعباداته التي كان يقوم بها في الجاهلية ، كوصل الرحم والصدقة ، فسألت إن كان هذا ينفعه ، فأجابها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه لا ينفعه ما دام كافراً .
والآن أسألك :
هذا الرجل الذي يقول عن المشرك إن عنده شرك وتوحيد .. ويقول : هو مشرك بشركه في شركه ، موحد بتوحيده في توحيده .
عرف الشرك وسمى صاحبه مشركاً .. وعرف التوحيد وسمى صاحبه موحداً
والآن : ماذا تطب منه بعد ذلك ؟ .. أن يُخرجه من الإسلام ؟




أقول : أنت هنا تسأل وتجيب ثم تحكم ، وجوابك لا يلزمني لأنه خطأ عندي ، وما بني على خطأ فهو خطأ .
وإليك أجوبتي على أسئلتك :


قولك : " فلان بفعله الشركي هو مشرك بالله في حدود هذا الفعل .. كما قال تعالى : { من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري ، تركته وشركه "

أقول : لا يقال "فلان بفعله الشركي هو مشرك بالله في حدود هذا الفعل ولكنه موحد لأن عنده بعض مظاهر التوحيد والإسلام .ولم يقل الله سبحانه وتعالى ذلك البتة . بل يقال : بفعله الشركي أشرك بالله وعبد غيره وخرج من التوحيد كشخص معين .
أما عن تقويلك الله سبحانه وتعالى ما لم يقله ، فأقول : لم يقل الله سبحانه وتعالى ما قلته أنت البتة ، ولا يُفهم ذلك من كلامه الذي استشهدت به . بل فيه عكس كلامك .
قوله " تركته وشركه " الترك للفاعل وليس للفعل . فهو حكم على الفاعل وليس على الفعل فقط . وإذا كان الفعل شركاً أكبراً فالترك المقصود فيه : هو أنه لم يعترف به كمسلم موحد . وتركه مع من عبده .
ولا يقال : تركته مع فعله الشرك ، أي حكمت عليه بحدود فعله الشركي بالشرك ، أما خارج حدود فعله فهو موحد .


قولك : " وهو بفعل التوحيد ، موحد لله في حدود فعله التوحيدي .. كما قال تعالى : { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } [العنكبوت : 65]



أقول : لا يقال هو : "بفعل التوحيد ، موحد لله في حدود فعله التوحيدي "
بل يقال : وحد الله في هذا الفعل ، أي لم يصرفه لغيره . ولا يعني هذا ، الحكم عليه كشخص معين بأنه موحد إذا ثبت أنه لم يترك الشرك .
والله سبحانه وتعالى يطالبنا أن نوحده في كل أفعالنا حتى نصبح مسلمين .
قال تعالى : " قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ . "
أقول : هذا هو المسلم الموحد كما وصفته هذه الآية الكريمة ، وليس من وحد الله في فعل وأشرك معه في فعل آخر كما وصفه من لم تكفرهم وتصفهم بأنهم علماء أتقياء مجاهدين .
أما شرح معنى أية ( العنكبوت 65 ) فقد مر سابقا .


قولك : يعني : سماه مشركاً لشركه .. وموحداً لتوحيده .
وهذا جائز عقلاً حتى الآن بعد تجزئة المسائل .




أقول : لا يجوز أن نسميه مشركاً لشركه .. وموحداً لتوحيده .لا عقلا ولا شرعاً . فهذه التسمية ما أنزل الله بها من سلطان . ولقد تحديتك سابقاً أن تأت بدليل واحد عليها ، فلم تأت ولن تأت ، ومع هذا لا زلت تكررها .
من أشرك بالله وعبد غيره فهو مشرك غير موحد ، ولو فعل معظم أفعال التوحيد . هذا حكمه في الشرع واللغة . لأنه يكفي أن يوصف بأنه مشرك كشخص معين ، بفعله أي أنواع الشرك الأكبر .
ولا يقال موحدا لتوحيده ، بل يقال موحداً لأنه ترك جميع أنواع الشرك .
أما إذا لم يصرف فعلاً من أفعال العبادة لغير الله نقول : وحد الله بهذا الفعل ، ولا نقول هو بفعله هذا موحداَ . والآية التي استشهدت بها ليست دليلاً لك ، بل هي عليك . فالله سبحانه وتعالى وصفهم بأنهم : " دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ " أي أخلصوا له الدعاء " ولا يعني إخلاصهم الدعاء لله في البحر ، أنهم أصبحوا موحدين مع شركهم ، ولا يعني أنهم عندما خرجوا للبر أشركوا بالله بالدعاء فقط وباقي أعمالهم توحيد .

قولك : أنت تقول إذا علم معنى لا إله إلا الله ، يجب أن يعلم الشرك والتوحيد ومقتضيات كل منهما وما إلى ذلك .. وخلافي معك في ذلك بان واتضح .

أقول : من علم معنى - لا إله إلا الله - من لغة العرب ، يعرف معنى العبادة والشرك والتوحيد ويعرف المشرك من الموحد ، ويعرف كيفية ترك الشرك ، لأنه شُرط عليه ذلك ليحقق كلمة التوحيد. ومن يعرف ذلك يعرف أن التوحيد والشرك لا يجتمعان في قلب رجل واحد . ولا يمكن أن يقال عن شخص واحد بعينه : هذا موحد ومشرك .

قولك : الآن : هذا الذي فهم الشرك .. هل حكم على هذا الشخص بالشرك ؟ .. الجواب نعم "

أقول : الذي يفهم التوحيد والشرك ، سيحكم ولا بد على من عبد غير الله بأنه مشرك ، ولو كان عنده من التوحيد والعمل الصالح بمقدار ما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
طبعاً سيحكم على شخصه وعينه ، وليس على فعله فقط . بأن يقول : هذا بفعله مشركاً أما بذاته وشخصه فلا ، كما تقوله أنت .


قولك : وهل عند هذا الشخص توحيد ؟ .. الجواب : نعم .

أقول : من فعل الشرك لا يبق عنده أي توحيد . وكل ما عنده هو بعض الأفعال التي يوحد بها الله بمعنى أنه لا يصرفها لغير الله ، ويفعل بعض الأفعال التي أمر بها الله . وهذه لا تسمى توحيداً ( كحكم على الشخص ) وهو يفعل الشرك. لأن من أشرك بالله ، فكل عباداته أصبحت للشيطان . صلاته وصيامه وقيامه وحجه وكل عباداته للشيطان ، وليس لله ، حتى ولو ادعى أنها لله . لهذا بطلت وأصبحت هباءً منثوراً .

قولك : هل يُعلم هذا التوحيد من كلمة الإخلاص ؟ .. الجواب : نعم .


أقول : ما يُعلم من كلمة الإخلاص ، أن هذا ليس توحيداً ما دام خالطه شرك بالله . وما يعلم من كلمة الإخلاص ، أن من لم يترك الشرك لا يسمى موحداً ولا يحقق هذه الكلمة .
وكل ما في الأمر أنه لم يصرف بعض أفعال العبادة إلا لله . فلا يسمى هذا توحيداً - بمعنى الحكم على فاعله بالتوحيد - وهو يشرك مع الله .


قولك : هل هذا الشخص موحد لله تعالى فيما وحّد الله فيه ؟ .. الجواب نعم

أقول : لا يقال هذا الشخص : موحدا لله فيما وحد الله فيه . بل يقال ما دام أشرك بالله ، فهو ليس موحداً ولا في دين الله ، ولو فعل المئات من أفعال التوحيد والإسلام .

قولك : هل ينفعه توحيده بعد أن أشرك بالله ؟ .. الجواب : لا

أقول : من أشرك بالله بطل توحيده ولا يسمى موحداً ، فقد بطلت كل أفعاله . ولا يقال لا ينفعه توحيده ، لأن ما سميته توحيداً قد بطل بفعله الشرك ، وإنما يقال : لا ينفعه ما فعله من أفعال التوحيد والإسلام . لأنه بفعله الشرك لم يبق له توحيد .

قولك : " والسؤال الأخير وجوابه هو مما تحقق عندي من علم ، ولا ألزمه كل امرئ أن يعلمه حتى يدخل الإسلام .

أقول : ما تحقق عندي من علم لكلمة التوحيد ، أن من أشرك بالله الشرك الأكبر فقد نقض توحيده وأصبح مشركا . وما تحقق لي من علم لكلمة التوحيد ، أن من لم يترك الشرك لم يحققها ، وأنت قبلت هذا ، ويقبله من عرف معنى كلمة التوحيد حتى ولو لم يقبلها ويلتزم بها . لهذا ألزم به من أراد أن يدخل دين التوحيد ، وليس أنا الذي ألزم به ، بل الله سبحانه وتعالى ألزم من يريد دخول الإسلام به فقال عز من قائل : " فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ "

قولك : ستقول لي كيف ؟
أقول لك إن عائشة - رضي الله عنها - سألت عن ابن جدعان وعباداته التي كان يقوم بها في الجاهلية ، كوصل الرحم والصدقة ، فسألت إن كان هذا ينفعه ، فأجابها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه لا ينفعه ما دام كافراً .




أقول : وما علاقة موضوعنا بحديث عائشة هذا ؟
هل عائشة - رضي الله عنها - سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إسلام وكفر ابن جدعان لفعله كثير من أفعال الإسلام ؟ مع أن الحجة لم تقم عليه .
هي سألته عن مدى استفادته من هذه الأفعال في الآخرة . فأجابها بأن هذه الأفعال سوف لا تفيده في الآخرة بشيء لأنه كان يشرك بالله ولم يفعلها لأجل الله .
فما علاقة هذا الحديث في الحكم على فاعل الشرك ؟

قولك : " والآن أسألك :
هذا الرجل الذي يقول عن المشرك إن عنده شرك وتوحيد .. ويقول : هو مشرك بشركه في شركه ، موحد بتوحيده في توحيده .
عرف الشرك وسمى صاحبه مشركاً .. وعرف التوحيد وسمى صاحبه موحداً
والآن : ماذا تطب منه بعد ذلك ؟ .. أن يُخرجه من الإسلام ؟




أقول : هو لم يعرف الشرك ولا التوحيد ، ولو عرف الشرك لعرف أنه لا يجتمع مع التوحيد بل يبطله ، ولعرف أن فاعله ليس في دين الله بعينه وليس بفعله فقط ، ولعرف أن من يحكم على من لم يتركه بالتوحيد وتحقيق كلمة التوحيد ، لم يفهم التوحيد ولا كلمة التوحيد .
ولو عرف التوحيد لعرف أنه لا يجتمع مع الشرك ، وعرف أنه لا يوصف به كشخص معين ، من لم يترك الشرك .
التوحيد الذي يعرفه هذا الشخص : هو التوحيد الذي لا يبطله الشرك ، والشرك الذي يعرفه : هو الشرك الذي لا يبطل التوحيد من أساسه . وكونه حكم على بعض أفعال التوحيد بالتوحيد وحكم على بعض أفعال الشرك بالشرك لا يقال أنه عرف التوحيد والشرك حق المعرفة كما يعرفه من حقق الإسلام .

قولك :عرف الشرك وسمى صاحبه مشركاً .. وعرف التوحيد وسمى صاحبه موحداً .


أقول : هو لم يسم صاحب الشرك مشركاً بعينه ، بل ابتدع بدعة بأن قال : "مشرك بشركه في شركه ، موحد بتوحيده في توحيده" كلام عجيب غريب لم يأت دليل واحد عليه ، بل كل الأدلة تخالفه . ولم يقل به أي عالم معتبر . وعندما سألناه عن معنى هذا الكلام قال : يعني ليس بعينه وذاته . ومحصلة كل هذه التعبيرات ، الغاية منها : أن يحكم على عين الشخص الذي يفعل الشرك الأكبر ، بالإسلام . وهو يعرف معرفة اليقين أنه فعل الشرك الأكبر وحسنه ودعا إليه .
فهل مثل هذا فهم كيف يدخل المرء بعينه الإسلام ؟
أو هل بعد أن فهمه طبقه على أرض الواقع . ؟ أم أنه طبق ما يخالفه وينقضه ؟
من يقل : من شروط دخول الإسلام ترك الشرك وعدم الحكم بالإسلام على من لا يتركه ، وأن هذا هو أمر الله . ثم بعد ذلك يحكم على من لم يترك الشرك بالإسلام والتوحيد . لا يعد ممن دخل الإسلام وحقق شروط دخوله .
نعم مثل هذا قد يكون فهم كيفية دخول الإسلام ولكنه لم يحققه على أرض الواقع بل عمل بعكسه وضده .


قولك : والآن : ماذا تطب منه بعد ذلك ؟ .. أن يُخرجه من الإسلام ؟


أقول : أطلب منه ما دام يدعي أنه فهم كلمة التوحيد وشروطها أن يطبقها على أرض الواقع . لأنه إذا لم يطبقها على أرض الواقع بأن حكم على من لم يترك الشرك بالتوحيد والإسلام ، لم يحققها عملياً ، بل نقضها ولم يحقق الشرط الأول لها وهو الكفر بالطاغوت ، حتى ولو أنه ترك الشرك .

قولك : أسألك : ما معنى إخراجه من الإسلام ؟

أقول : إخراجه من الإسلام يعني : عدم الحكم على ذاته وشخصه بأنه موحد مسلم في دين الله . وليس لها علاقة بحبوط عمله أو عدمه ، لأن هذا يعرف بعد دخول الإسلام .

قولك : هل يعني : حبوط عمله وإيجاب الخلود في النار عليه ؟

أقول : لا يعني حبوط عمله . ولا يعني الحكم عليه بأنه سيعذب في الآخرة .

قولك : وما معنى معرفة أن الشرك ينقض التوحيد ؟



أقول : يعني معرفته : أن من أشرك بالله الشرك الأكبر ليس موحداً وليس في دين الله . طبعاً بعينه وشخصه .

قولك : هل يعني : معرفة أن الشرك ينقض ثواب التوحيد ؟ أم غير ذلك ؟

أقول : لا يعني معرفة : أن الشرك ينقض ثواب التوحيد .

قولك : إن قلت غير ذلك ، وجعلت نقض الشرك للتوحيد هو في غير الثواب ولكن في أصل العمل ، فهل الشرك في مسألة ، ينقض التوحيد في مسألة أخرى ؟ .. هذا لا يمكن عقلاً ولا لغة ، بل ولا شرعاً .

أقول : ومن قال لك أن الشرك ينقض التوحيد في مسألة ولا ينقضها في مسألة أخرى ؟ الشرك الأكبر مهما كان بسيطاً ، ينقض كل التوحيد ويجعل الشخص بعينه مشركاً غير موحد ، وليس في دين الله ، ولو كان عنده من التوحيد والعمل الصالح بقدر ما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أبا شعيب : أنت تفترض كما تريد وتحكم كما تريد وتقول محاورك ما لم يقله.


قولك : فلا يمكن أن نقول إن الذي لا يدعو إلا الله تعالى ، ولكنه مشرك في التحاكم .. لا يمكن أن نقول هو مشرك بالدعاء بسبب شركه في التحاكم .
نعم ، نسميه مشركاً وكافراً لحبوط عمله وانتقاض ثوابه ، لكن الحقيقة باقية أنه عنده بعض توحيد وبعض إيمان لا ينفعه بسبب شركه .


أقول : يا رجل : نحن نحكم على عين الشخص ككل متكامل ، ولا نحكم على أفعاله فعلاً فعلاً . من فعل الشرك الأكبر مشرك غير موحد ، وليس في دين الله بعينه وشخصه . وهذا الحكم لا يمنع أن يكون عنده بعض أعمال الإسلام والتوحيد . ولا يعني حكمنا عليه بالشرك وعدم دخوله دين الإسلام أننا أنكرنا أن عنده بعض أعمال التوحيد والإسلام . فهذه لم ينكرها أحد .
وحكمنا عليها بالبطلان لأن ربنا حكم عليها بالبطلان ، فإذا لم يأت دليل يبين ذلك لم نحكم عليها بشي من عندنا ، وسنوكل أمرها لله .
فقط نقول : من فعل الشرك الأكبر مشرك وغير موحد ، وليس في دين الله مع فعله بعض أفعال الإسلام والتوحيد . وإذا سُئلنا كما سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن عمله الصالح هل سيفيده بالآخرة ؟ سنقول : الله أعلم لم يأتنا بهذا خبر .


قولك : نعم ، نسميه مشركاً وكافراً لحبوط عمله وانتقاض ثوابه ، لكن الحقيقة باقية أنه عنده بعض توحيد وبعض إيمان لا ينفعه بسبب شركه .

أقول : لا نسميه مشركاً وكافراً لحبوط عمله وانتقاض ثوابه . بل نسميه مشركا ، غير موحد ، ليس في دين الله . لأنه فعل الشرك الأكبر ، وليس لأن عمله قد أحبط وانتقض ثوابه . لأن مسألة انتقاض العمل والثواب والعقاب مسألة أخرى ليس لها علاقة في الحكم على شخصه وعينه . وهذه تحتاج لإقامة حجة وإرسال رسل .
قال تعالى : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا "


قولك : لكن الحقيقة باقية أنه عنده بعض توحيد وبعض إيمان

أقول : لا يقال عنده بعض التوحيد وبعض الإيمان ، لأن التوحيد والإيمان لا يتبعض في الشخص المعين . بل يقال عنده بعض أعمال التوحيد والإسلام ويؤمن ببعض الأشياء .
والحكم على الشخص المعين يكون : إما موحد وإما مشرك ، وإما مؤمن وإما كافر. ولا يقال بعضه مشرك وبعضه موحد . أو بعضه مؤمن وبعضه كافر .


قولك : لذلك يدلل الله تعالى على كفر وشرك الأفعال بحبوط العمل في أكثر من موضع ، كقوله : { وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [الأعراف : 147]
وقوله : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } [محمد : 9]
وقوله :{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } [محمد : 28]
وقوله : { ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [الأنعام : 88]
والآيات في ذلك كثيرة .
فهل لك أن توضح لنا هذه المسائل مشكوراً ؟




أقول : هذه الآيات تبين أن أعمال المشرك محبطه يوم القيامة بسبب كفره وشركه ، ولا يعني ذلك أنه سمي بمشرك أو حكم عليه بالشرك وعدم التوحيد ، لأن أعماله محبطة . فإحباط الأعمال نتيجة وليست سببا . والسبب هو فعل الشرك والكفر .

رد مع اقتباس