عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 10-20-2017, 01:13 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

مسلم :
رد على مشاركة رقم 39
بسم الله الرحمن الرحيم

قولك :
لا تثريب عليك في إكمالك لردودك عليّ في المشاركات السابقة ، وسآتي عليها جميعها بإذن الله ، ريثما أنتهي من فهم منهجك في التعاطي مع النصوص الشرعية ، لذلك لا تظنن أنني أتهرب من الجواب ، إنما هو فقط تأجيل له حتى أفهم طبيعة منهجك .


أقول : أسأل الله أن لا يكون أسلوبك هذا للتهرب من الجواب على ما كتبته لك في المشركات السابقة. ولكنني سأحسن الظن بك وأجيبك على أسئلتك وفي نفس الوقت سأكمل الإجابة على باقي كلامك . ولكن يتطلب منك الرد على ما كتبته لك سابقاً وخصوصا أنه كان في كلامك أخطاء وتناقضات كثيرة تحتاج منك للتوضيح أو الإقرار .


قولك : قبل أن أعقّب على مشاركتك رقم #37 ، أود منك أن تتفضل وتشرح لنا باختصار معنى العبادة التي من صرفها لغير الله فهو مشرك كافر

أقول : العبادة لغة : تعني التذلل والخضوع والطاعة والدينونة ، ومنه الطريق المعبد إذا كان مذلل بكثرة الوطء.
أما المعني الشرعي للعبادة فهو كما بينها ابن تيمية : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ، ويتضمن ذلك كمال الخضوع والطاعة والانقياد مع كمال الحب لله تعالى .



قولك : في مشاركتك رقم #37 تقول إن العبادة لا يحددها العقل المجرد ، وما يحددها هو الدليل الشرعي .
أي دليل شرعي تقصد ؟ أدلة القرآن والسنة ؟ أم دلالة لا إله إلا الله ؟؟


أقول : أدلة القرآن والسنة والدلالة اللغوية لكلمة الشهادة .


قولك : وهل يمكن للعربي الذي يفهم لا إله إلا الله أن يفهم جميع أنواع العبادة بدون الحاجة إلى قرآن أو سنة ؟

أقول : العربي يفهم المعنى اللغوي للعبادة ، لأن كلمة العبادة من لغته . لذلك عندما خوطب بكلمة التوحيد كان يعرف معناها والمطلوب منه بها . وكان يعرف المعنى اللغوي لكلمة الإله والمعبود ويعرف المعنى اللغوي للعبادة . وكان يقر أنه يعبد مع الله آلهة أخرى .
أما الأمور التي فرضها الله كعبادة ، زيادة عن المعنى اللغوي للعبادة فكان لا يعرفها لأنها تحتاج لدليل شرعي من الله . وهذه لا يطالب بها من يدخل الإسلام بداية . ولكنه كان يعرف أن مطلق الطاعة عبادة . وكان يفرق بين طاعة العبادة وغيرها .



قولك : مثاله : رجل يعيش في بادية بعيدة ، قال لا إله إلا الله واعتقد بها ، هل تلزمه أن يعلم جميع أنواع العبادة من هذه الكلمة ؟



أقول : إذا كان عربياً يفهم اللغة العربية ، فإنه سيفهم ما المقصود من قوله " لا إله إلا الله " وإذا اعتقد بها فسوف يعتقد بها عن علم بمعناها . ولهذا سيعبد الله وحده ويترك عبادة غيره ، وسيعرف أن عليه ترك جميع أنواع وأشكال الشرك الأكبر ، وسيعرف أيضاً أن من لم يترك أي نوع من أنواع الشرك الأكبر ويعبد غير الله لم يحقق هذه الكلمة ولم يدخل دين الله الذي دخله هو.
لا شك أنه عندما يفهم معنى هذه الكلمة ، يفهم كيفية عبادة غير الله وكيفية تركها . لأنه من غير المعقول أن يطالب باعتقاد شي لا يعرف كيف يحققه على أرض الواقع .
فإذا عرف أنه يجب عليه أن يعبد الله وحده ، سيترك عبادة غيره ويتوجه بهذه العبادة - التي كان يفعلها لغيره - لله تعالى وحده ، وينتظر أوامر رسول الله ليعلمه واجباته نحو ربه وإله الأوحد .


قولك :
فإن كنت لا تلزمه بذلك ، فكيف يعلم أنواع العبادة ؟؟ هل هو بالعقل المجرد وبمجرد دلالة لا إله إلا الله ؟؟ أم ماذا بالضبط ؟

أقول : ما دام عربياً يعرف اللغة العربية ، سيعرف معنى العبادة وأشكالها من لغته . لهذا سيتركها ويوجهها لله وحده .
وإن لم يكن عربيا ، فيجب أن يُفَّهم معنى الشهادة قبل أو عند مطالبته بقبولها ، وهذا ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة مع غير العرب عندما يطالبون بدخول الإسلام .
وإلا ، قوله بها دون معرفته لمعناها واعتقاده بهذا المعنى ، لا يفيده شيئاً ولا يدخله الإسلام .


قولك : ثم سؤال أخير هنا
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل عندما سجد له سجود تشريف : ( إنه لا ينبغي السجود لغير الله ) .
فهنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ إن سجوده هذا الذي صرفه للنبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينبغي أن يكون إلا لله .
فهذا معناه أنه في شريعة الإسلام السجود بكلا نوعيه لا يجوز صرفه إلا لله .
وأنت تعلم أن الشرك هو صرف ما يختص به الله وحده إلى غيره .
فهل السجود في شريعة الإسلام مما يختص به الله وحده لا يشركه فيه أحد ؟
إن قلت نعم ، فلا بد أن تقول إن صرف السجود لغير الله ، بغض النظر عن نية صاحبه ، هو شرك .
أم أنك تشترط النية في أفعال العبادة حتى تقول إنها عبادة ؟؟
يعني من فعل السجود وهو ينوي غير العبادة ، لا نقول إنه أشرك ؟
ومن فعل نفس السجود وهو ينوي عبادة غير الله ، نقول إنه أشرك ؟
أجبنا من فضلك .




أقول : كلامك هذا غير صحيح يا أبا شعيب ، وفيه تقويل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله ، ويؤدي لتغير المعنى .
لننظر لحادثة معاذ رضي الله عنه كما رواها الثقات .
عن عبد الله بن أبي أوفى قال : لما قدم معاذ بن جبل من الشام سجد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله ïپ² " ما هذا يا معاذ ؟ " . فقال : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتيت الشام فوافيتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم فوددت في نفسي أن أفعل ذلك بك ،فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه "(رواه ابن ماجة وابن حبان وأحمد والبستي في صحيحه وقال في الزوائد رجاله رجال الصحيح )
أولا : لننظر للزيادة التي زدتها يا أبا شعيب على الحديث لتصل لهدفك .
قلتَ : " قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل عندما سجد له سجود تشريف : ( إنه لا ينبغي السجود لغير الله "
أسأل : أين في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ " إنه لا ينبغي السجود لغير الله " ؟
أليس هذه زيادة منك وتقويل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله ؟
والصحيح الوارد في الرواية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عندما سجد له معاذ رضي الله عنه قال له : " ما هذا يا معاذ ؟ "
وهذا سؤال عن ماهية وسبب الفعل وعن نية الفاعل من فعله ، ولو كان كل سجود عبادة لغير الله ، كما فهمتها أنتَ لما سأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبب السجود ونيته وقصده منه ، ولقال له كما نسبته أنت لرسول الله بدون دليل " إنه لا ينبغي السجود لغير الله " أو لقال له " ألم أنهك عن عبادة غير الله "
نتابع حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفهمه جيداً :
ثم بعد أن سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذ رضي الله عنه عن سبب ونيته من هذا السجود قال له معاذ :" يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتيت الشام فوافيتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم فوددت في نفسي أن أفعل ذلك بك "
هذا هو السبب من سجود معاذ رضي الله عنه لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - فهو سجود تحية وإكرام وليس سجود عبادة .
ماذا قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذا الكلام ؟
هل قال له كما أدعيت أنت : " هذا السجود الذي صرفته لي لا ينبغي أن يكون إلا لله " .؟
لا ، لم يقل له هذا ، بل قال له : " :" لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه "
أي : لو كان هذا حلال في شريعتي لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها .
هل في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على قولك ، أم أن فيه دليل واضح على أن سجود معاذ رضي الله عنه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كان سجود تحية وإكرام ولم يكن سجود عبادة . ؟
بل جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه ، لدليل واضح على أنه كان سجود تحية وإكرام وليس سجود عبادة ، وإلا تعارض مع قوله تعالى : " وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ "
ومن يفهم أن سجود معاذ رضي الله عنه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كان سجود عبادة فإنه أولا : لا يفهم اللغة العربية . وثانيا : لم يفهم دعوة الرسل وما هو أول شي يدعون إليه . وثالثاً : أتهم الصحابي الذي اختاره رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لدعوة أهل الكتاب للتوحيد وترك عبادة غير الله ، بأنه لم يفهم التوحيد . وهذا اتهام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – أولا ً ، أنه لم يبلغ التوحيد من أرسله لدعوة الناس للتوحيد وعبادة الله وحده . وثانياً : ظلم وافتراء عظيم على هذا الصحابي الجليل رسول رسول الله لدعوة الناس للتوحيد ، بأنه لم يفهم التوحيد وعبد غير الله .
ثم بحديث معاذ هذا ، استدل علماء الإسلام على حرمة سجود التحية الذي كان مباحاً في شريعة من قبلنا .
ولم يقل أحد من العلماء المعتبرين أن هذا السجود من معاذ رضي الله عنه كان سجود عبادة .
فقد استشهد القرطبي في تفسيره بهذا الحديث على أن سجود التحية كان جائزاً إلى عصر الرسول ، صلى الله عليه وسلم .
حيث قال عن سجود الملائكة لآدم عليه السلام : " واختلف الناس في كيفية سجود الملائكة لآدم بعد اتفاقهم على أنه لم يكن سجود عبادة.. " ثم قال : " واختلف أيضا هل كان ذلك السجود خاصا بآدم عليه السلام فلا يجوز السجود لغيره من جميع العالم إلا لله تعالى ، أم كان جائزا بعده إلى زمان يعقوب عليه السلام ، لقوله تعالى: "ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا" [يوسف: 100] فكان آخر ما أبيح من السجود للمخلوقين ؟ والذي عليه الأكثر أنه كان مباحاً إلى عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم . .. ثم ذكر حديث معاذ رضي الله عنه . " اهـ
وقال ابن كثير عند تفسيره قوله تعالى " وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً.. : " وقد كان هذا سائغاً في شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له ، ولم يزل هذا جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام ،فحرم هذا في هذه الملة وجعل السجود مختصاً بجناب الرب سبحانه وتعالى ،هذا مضمون قول قتادة وغيره ( ثم ذكر حديث معاذ ) ." ا هـ
وقال الشوكاني عن سجود التحية : " فلا يستلزم تحريمه لغير الله في شريعة نبينا ، صلى الله عليه وسلم ، أن يكون كذلك في سائر الشرائع ." ا هـ
أقول : لماذا قال الشوكاني هنا : لا يستلزم تحريمه .... أن يكون كذلك في سائر الشرائع ." ؟
هل هذا الكلام يقال في عمل لا يفهم منه غير العبادة لغير الله ؟ وهل أحل الله شيئاً من العابدة لغيره في الشرائع السابقة ؟
قال ابن تيمية : " ولا يجوز أن يتنفل على طريق العبادة إلا لله وحده لا لشمس ولا لقمر ولا لملك ولا لنبي ولا لصالح ولا لقبر نبي ولا صالح . هذا في جميع الملل ( ملل الأنبياء ) وقد ذكر ذلك في شريعتنا حتى نهى : أن يتنفل على وجه التحية والإكرام للمخلوقات ، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً أن يسجد له وقال : ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ) . ونهى عن الإنحناء في التحية ونهاهم أن يقوموا خلفه في الصلاة وهو قاعد . " ا هـ (مجموع الفتاوى ج1ص74)
فالآيات وأقوال العلماء تدل على أن السجود سجودان ، سجود عبادة وسجود تحية . والأول كان محرماً في كل الشرائع لأنه عبادة لغير الله ، والثاني ليس شركاً أكبراً ، بل هو حرام في شريعتنا لسد طريق الشرك الأكبر . ولو كان عبادة لغير الله لما أباحه الله في الشرائع السابقة . لهذا لو أن شخصاً سجد لشخص على سبيل التحية والإكرام وكان غير عالم بالحكم لا يكفر ولا يفسق ، أما إذا أقيمت عليه الحجة وسجد لغير الله سجود تحية فهو مرتكبا حراماً ، ولا يكفر حتى يستحله .
ولا يقال : أن السجود عندما حرم في شريعتنا أصبح كله عبادة لغير الله ، لهذا من سجد لغير الله سجود تحية يكفر ويعد من المشركين . فهذا لم يقل به أحد من العلماء .
جاء في تفسير الطبري عند تفسيره لقوله تعالى " وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً.."
" عن ابن جريج: وَخَرّوا لَهُ سُجّدا أبواه وإخوته, كانت تلك تـحيتهم كما تصنع ناس الـيوم. .... ثم قال قال ابن زيد فـي قوله: وَخَرّوا لَهُ سُجّدا قال: قال ذلك السجود تشرفه , كما سجدت الـملائكة لاَدم تشرفة لـيس بسجود عبـادة.
وإنـما عنى من ذكر بقوله: إن السجود كان تـحية بـينهم, أن ذلك كان منهم علـى الـخُـلُق لا علـى وجه العبـادة من بعضهم لبعض. ومـما يدلّ علـى أن ذلك لـم يزل من أخلاق الناس قديـما علـى غير وجه العبـادة من بعضهم لبعض, قول أعشى بنـي ثعلبة:
فَلَـمّا أتانا بُعَيْدَ الكَرَى سَجَدْنا لَهُ وَرَفَعْنا العَمَارَا " اهـ


قولك : فهذا معناه أنه في شريعة الإسلام السجود بكلا نوعيه لا يجوز صرفه إلا لله .



أقول : ما يصرف لله هو سجود العبادة ، وهذا الذي اختص الله به ، فلا يجوز صرفه لغيره في كل الشرائع ، فكل من سجد لله ، سجد سجود عبادة ، ولا يقال سجد لله سجود تحية كما يسجد البشر بعضهم لبعض تحية كعادة عندهم . فكل سجود لله عبادة . وهذا هو المختص به الله سبحانه والذي صرفه لغيره عبادة لهذا الغير .
أما سجود التحية فيختلف عن سجود العبادة ، فقد كان جائزاً في شرائع من قبلنا . ومن يفعله لشخص من الأشخاص بعد أن عرف بحرمته ، يعامل كما يعامل فاعل المعصية . ولا يعامل كما يعامل من يشرك بالله ويعبد غيره . ولا يأثم إذا فعله وهو لا يعرف حكمه . فإذا شاهدنا شخصاً يسجد لشخص ، لا نحكم عليه بالشرك حتى نعرف من نيته أو من القرائن المحيطة به أن سجوده هذا سجود عبادة ، وليس سجود تحية كعادة من العادات المتبعة في بلاده .
مثلاً : إذا شاهدنا شخصاً يسجد لشخص عادي ، فالترجيح أن يكون هذا السجود سجود تحية وليست عبادة .
وإذا شاهدنا شخصاً يسجد لصنم فالترجيح أن هذا السجود سجود عبادة . والقرائن مهمة في مثل هذه الحالات أكثر من النية والقصد . ما لم تكن القرائن محتملة ، ففي هذه الحالة يؤخذ بالقصد والنية .



قولك : وأنت تعلم أن الشرك هو صرف ما يختص به الله وحده إلى غيره .



أقول : نعم ، الشرك هو صرف ما يختص به الله وحده إلى غيره . وسجود التحية ليس مما يختص الله به وحده ، ولو كان كذلك ما أباحه في الشرائع السابقة .

قولك : فهل السجود في شريعة الإسلام مما يختص به الله وحده لا يشركه فيه أحد ؟



أقول : في شريعتنا حُرم سجود التحية لأجل سد طرق الشرك الأكبر ، وليس هو شرك أكبر كسجود العبادة . ولا يقال أن سجود التحية بتحريمه أصبح شركاً أكبراً ومن خصائص الله التي من صرفها لغيره يشرك بالله ويكفر . لأن من خصائص الله هو سجود العبادة .



قولك : إن قلت نعم ، فلا بد أن تقول إن صرف السجود لغير الله ، بغض النظر عن نية صاحبه ، هو شرك .



أقول : أنا لم أقل نعم ، فلا تلزمني بأقوالك . ولقد بينت لك المسألة .



قولك : " أم أنك تشترط النية في أفعال العبادة حتى تقول إنها عبادة ؟؟ "


أقول : أنا لم اشترط النية في الأفعال التي ليس لها إلا معنى واحداً ، وإنما أشترط النية والقصد في الأفعال التي لها أكثر من معنى . وقد بينت لك هذا سابقا .
ففعل السجود له أكثر من معنى ، لهذا يجب مراعاة النية والقصد والقرائن كما بينته سابقاً .


قولك : يعني من فعل السجود وهو ينوي غير العبادة ، لا نقول إنه أشرك ؟
ومن فعل نفس السجود وهو ينوي عبادة غير الله ، نقول إنه أشرك ؟
أجبنا من فضلك .




أقول : لقد أجبت على هذا بالتفصيل ، وهنا أقول لك بشكل مختصر : فعل السجود له أكثر من معنى ، لهذا يجب مراعاة النية والقصد والقرائن كما بينته سابقاً .
يتبع

رد مع اقتباس