عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 10-20-2017, 01:02 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

أبو شعيب :
بسم الله الرحمن الرحيم

لا تثريب عليك في إكمالك لردودك عليّ في المشاركات السابقة ، وسآتي عليها جميعها بإذن الله ، ريثما أنتهي من فهم منهجك في التعاطي مع النصوص الشرعية ، لذلك لا تظنن أنني أتهرب من الجواب ، إنما هو فقط تأجيل له حتى أفهم طبيعة منهجك .

-----------------


قبل أن أعقّب على مشاركتك رقم #37 ، أود منك أن تتفضل وتشرح لنا باختصار معنى العبادة التي من صرفها لغير الله فهو مشرك كافر .

=============

في مشاركتك رقم #37 تقول :

فالعبادة لا يحددها العقل المجرد ، بل يحددها الدليل الشرعي الذي يفهم حسب اللغة العربية إذا اتفق المعنى اللغوي مع الشرعي ، وإلا فالمعنى الشرعي هو المعتبر ..
فالسجود لغير الله ، لا يحكم عليه بأنه عبادة وشرك أكبر إلا بدليل شرعي وبالمعنى الشرعي
فليس كل سجود لغير الله عبادة . هناك سجود عبادة وسجود تحية . والأول شرك والثاني معصية في شريعتنا . وقد كان مباحاً في شريعة من قبلنا من الأنبياء .




تقول إن العبادة لا يحددها العقل المجرد ، وما يحددها هو الدليل الشرعي .

أي دليل شرعي تقصد ؟ أدلة القرآن والسنة ؟ أم دلالة لا إله إلا الله ؟؟

وهل يمكن للعربي الذي يفهم لا إله إلا الله أن يفهم جميع أنواع العبادة بدون الحاجة إلى قرآن أو سنة ؟

مثاله : رجل يعيش في بادية بعيدة ، قال لا إله إلا الله واعتقد بها ، هل تلزمه أن يعلم جميع أنواع العبادة من هذه الكلمة ؟

فإن كنت لا تلزمه بذلك ، فكيف يعلم أنواع العبادة ؟؟ هل هو بالعقل المجرد وبمجرد دلالة لا إله إلا الله ؟؟ أم ماذا بالضبط ؟

وإذا كانت العبادة لا يحددها إلا الدليل الشرعي .. فمن جهل هذا الدليل الشرعي فإنه قطعاً سيجهل هذا النوع من العبادة ، وقطعاً لن يكفّر من وقع فيه ، بل قد يقع فيه هو بنفسه وهو لا يعلم أنه عبادة .

فوضّح لنا من فضلك .. أي دليل شرعي تقصد ؟؟ دليل لا إله إلا الله ؟؟ أم نصوص القرآن والسنة ؟

------------

وعندي سؤال أيضاً في هذا الصدد :

قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل عندما سجد له سجود تشريف : ( إنه لا ينبغي السجود لغير الله ) .

فهنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ إن سجوده هذا الذي صرفه للنبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينبغي أن يكون إلا لله .

فهذا معناه أنه في شريعة الإسلام السجود بكلا نوعيه لا يجوز صرفه إلا لله .

وأنت تعلم أن الشرك هو صرف ما يختص به الله وحده إلى غيره .

فهل السجود في شريعة الإسلام مما يختص به الله وحده لا يشركه فيه أحد ؟

إن قلت نعم ، فلا بد أن تقول إن صرف السجود لغير الله ، بغض النظر عن نية صاحبه ، هو شرك .

أم أنك تشترط النية في أفعال العبادة حتى تقول إنها عبادة ؟؟

يعني من فعل السجود وهو ينوي غير العبادة ، لا نقول إنه أشرك ؟

ومن فعل نفس السجود وهو ينوي عبادة غير الله ، نقول إنه أشرك ؟

أجبنا من فضلك .


يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - في رسالته : كشف الشبهات :
ويقال أيضاً : إذا قال الله : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } [سورة الكوثر آية : 2] ، وأطعت الله ، ونحرت له ، هل هذا عبادة ؟ فلابد أن يقول : نعم ؛ فيقال له : فإذا ذبحت لمخلوق ، نبي أو ملك أو غيرهما ، هل أشركت في هذه العبادة ؟ فلا بد أن يقول : نعم ، إلا أن يكابر ويعاند . وكذلك السجود عبادة ، فلو سجد لغير الله لكان شركاً .

ومعلوم : أن الله - سبحانه وتعالى - ذكر في كتابه النهي عن دعاء غيره ، وتكاثرت نصوص القرآن على النهي عن ذلك ، أعظم مما ورد في النهي عن السجود لغير الله ، والذبح لغير الله .
فإذا كان من سجد لقبر نبي ، أو ملك ، أو عبد صالح ، لا يشك أحد في كفره ؛ وكذلك لو ذبح له القربان ، لم يشك أحد في كفره ؛ لأنه أشرك في عبادة الله غيره ؛ فيقال : السجود عبادة ، وذبح القربان عبادة ، والدعاء عبادة ؛ فما الفارق بين السجود والذبح ، وبين الدعاء ، إذ الكل عبادة ، والدعاء عبادة ؟ وما الدليل على أن السجود لغير الله ، والذبح لغير الله شرك أكبر ، والدعاء بما لا يقدر عليه إلا الله شرك أصغر ؟



ملاحظة : أنا أتكلم عن السجود كأحد أنواع العبادة ، وليس المقصود بذلك حصر المسألة في السجود .

فما يُقال في السجود وتحديد معنى العبادة فيه ، سيقال في جميع أنواع العبادة ، كما ذكر ذلك الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - .


=============================


إلا إذا كان السجود سجود عبادة ، ففي هذه الحالة لا يسع الثاني أن يقول عنه شرك أصغر لا ينقض التوحيد . وإذا قال عنه أنه شرك أصغر وهو ثابت شرعاً ولغة أنه شرك أكبر وعبادة لغير الله لم يعرف معنى العبادة . والشرك الأصغر لا يصل لدرجة العبادة لغير الله .

كيف يُعلم أن فلان سجد سجود عبادة ، وفلان سجد سجود تشريف ؟ ما الفرق بينهما والفعل واحد ؟ خاصة وأنه في شريعة الإسلام تمّ نسخ سجود التشريف ، وجُعل السجود بكلا نوعيه لله وحده ، لا يشركه فيه أحد .

=============================
هذا ، وكل فعل مهما كان ، فُُعل بنية العبادة لغير الله ففاعله مشرك غير موحد ، ومن لم يكفره وهو يعلم قصده ، وحكم عليه بالتوحيد ، لم يفهم معنى الشهادة .


هل أفهم من كلامك أنك تشترط في أفعال العبادة أن تُعلم نية الفاعل حتى نحكم عليه بالشرك ؟

يعني من ذبح لغير الله ، وقال : باسم فلان .. وهو يقصد بذلك التشريف والتكريم ، لا العبادة .. هل تقول عنه لا أكفره حتى أعلم نيته ؟

ومن نذر لغير الله بنية التشريف ، هل تقول إنه يجب أن تعلم نيته أولاً حتى تحكم عليه بالشرك ؟


==========================


بعض الأفعال لها دلالة واحدة وبعضها له أكثر من دلالة . فالأفعال ذات الدلالة الواحد لا يسع الخلاف فيها ، أما الأفعال التي لها أكثر من دلالة فيسع الاختلاف فيها . وهي حسب القصد والنية . أو حسب القرائن التي تحيط بها . فإذا ثبت لغة أن فعلاً من الأفعال لا يفعل إلا بنية العبادة ، فلا يجوز الحكم عليه بأنه شرك أصغر ، ولا يجوز الحكم على فاعله بأنه مسلم موحد لم يعبد غير الله . ومن حكم هكذا فهو لا يفهم العبادة ولا التوحيد ولا الشرك .



هل يمكنك أن تبيّن لي بعض الأفعال التي لا تفهم لغة إلا أنها عبادة ؟؟

هذه أمامك كلمة لا إله إلا الله .. أرني كيف تفهم منها لغة أن هناك بعض الأفعال لا تكون إلا عبادة محضة ؟


==============================

وأما إذا كان الفعل معناه اللغوي يدل على أكثر من معنى ، ومن هذه المعاني ما ليس عبادة ، لا يحكم على فاعله قبل معرفة قصده ونيته من الفعل ، أو معرفة القرائن التي ترجح معنىً من المعاني .

مثاله السجود لغير الله . فهذا الفعل يحتمل أن يكون بنية التحية ويحتمل أن يكون بنية العبادة . فلا يحكم على فاعله بدون معرفة نيته من فعل السجود ، أو معرفة القرائن التي ترجح أنه سجود عبادة أو سجود تحية . ومن حكم على فاعله دون معرفة نيته أو بدون مرجح يدل على الغاية والقصد من فعله ، فقد أخطأ في الحكم .



لقد عبّر الله - تعالى - عن العبادة في أكثر من موضع بأنها السجود ..

فقال : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } [الحج : 18]


جاء في [الدرر السنية : 3/307]:
وفي الحديث: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " لأن حال السجود غاية في العبودية والخضوع
وقال ابن القيم - رحمه الله - في مدارج السالكين :
فنهى عن السجود لغير الله تعالى ، فقال : " لا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد " ، وأنكر على معاذ لما سجد له ، وقال : " مه ! " ؛ فتحريم هذا معلوم من دينه بالضرورة ، وتجويز من جوزه لغير الله ، مراغمة لله ولرسوله ، وهو من أبلغ أنواع العبودية ، فإذا جوز هذا المشرك هذا النوع للبشر ، فقد جوز عبودية غير الله

فالسجود تتفق الفطر كلها أنه أعظم أنواع العبودية والخضوع ، لذلك فإن الله - عز وجل - عندما يصف عبودية الخلق له ، لا يصفهم إلا بالسجود .. وهذا يدل على أن السجود هو أعظم الخضوع والذل والعبودية لله .

وهذه آيات أخرى :

- وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ [الرعد : 15]

- وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ [النحل : 49]

- وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً [الفرقان : 60]

- وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت : 37]

انظر كيف يعبّر الله - تعالى - عن العبودية بـ السجود .

وابن القيم - رحمه الله - يقول إنه من المعلوم بالضرورة من دين المسلمين تحريم السجود لغير الله ، وأن من جوّزه فقد جوز عبودية غير الله .

هذه المعاني كلها معلومة لغة وعقلاً ، ونحن لا نتكلم الآن عن المعنى الشرعي الآن .

المعنى اللغوي والعقلي للسجود هو : غاية الذل والخضوع والاستكانة للمسجود له .. لذلك وصف الله - تعالى - قهره لعباده بأنهم : يسجدون له .

فالسؤال الذي أطرحه عليك مجدداً بعد كل هذا هو :

كيف تفهم من مجرد كلمة " لا إله إلا الله " لغة وعقلاً أن هناك فعل هو بمجرده عبادة ، وأن من فعله يكفر بغض النظر عن نيّة فاعله ؟؟

أنت تقول إن مشركي قريش علموا حقيقة معنى لا إله إلا الله ، وعلموا حقيقة العبادة ، دون الحاجة إلى أدلة شرعية ..

فهل لك أن تبيّن لنا ما الذي فهموه من معنى العبادة ؟؟ وكيف فهموا ذلك من منطوق لا إله إلا الله ؟؟

وهل فهموا جميع أنواع العبادة وعلموا أن صرفها لغير الله هو شرك أكبر ؟؟

ثم إذا كان حال السجود عندك هو بالنظر إلى نية فاعله ، وهو غاية العبودية والذل للمسجود .. فأي فعل من أفعال العبادة غير السجود يُفهم لغة وعقلاً أنه عبادة محضة ؟؟

هل لك أن توضح لنا وتشرح لنا ؟


============================

أما من رأيناه يسجد للشمس أو للقمر أو لصنم ، ثبت عندنا أن هذا الفعل يفعله للشمس أو للقمر أو للصنم ، فلا نتردد بالحكم عليه بأنه سجود عبادة . لأن السجود للشمس أو للقمر أو للصنم لا يكون إلا سجود عبادة .

كيف لا يكون إلا سجود عبادة ؟

ما رأيك فيمن يقول : أنا أسجد للشمس تشريفاً لمخلوقات الله .. والشمس من أعظم مخلوقات الله ، فعند تشريفها فهو بذلك يشرّف الله تعالى ويشكره .

فقال : الله - عز وجل - يقول : { والشمس وضحاها } .. قال : فها هو الله تعالى يشرّف الشمس بقسمه بها ، وتشريفه لمخلوقاته إنما هو تشريف لنفسه ، لأنه هو خالقها .

فمن سجد للشمس بهذه النية ، هل تقول عنه مشرك وهو يقصد التشريف الذي يؤدي إلى تشريف الله ؟

ومن لم يكفّره بسبب هذه النية ، هل تقول عنه إنه لا يكفر المشركين ، ولا يعلم معنى لا إله إلا الله ؟

وهل ترى فرقاً بين السجود لقبر النبي - صلى الله عليه وسلم - تشريفاً له ، وبين السجود لمنبره أو لبيته أو لأي من آثاره تشريفاً له ؟؟

وما وجه التفريق ؟

وما وجه التفريق بين السجود لصنم معمول على هيئة رجل صالح ، تشريفاً لهذا الرجل الصالح ، وبين السجود لقبره تشريفاً له ؟؟

ثم في النهاية ، من يعذر الساجد للقبر أو الصنم بالتأويل ، بأنه سجد تشريفاً لا عبادة ، هل هو معذور عندك بالاجتهاد ؟ أم أنه لا يعرف معنى لا إله إلا الله ؟؟


==========================

أما إعطاء حق التحليل والتحريم لغير الله فلا يوصف هذا العمل إلا بأنه عبادة للطاغوت .

هل لك أن تبيّن لي كيف يعطي حق التحليل والتحريم لغير الله بحيث يكون هذا عبادة ، وفعله شرك أكبر ، ولا يعذر صاحبه بجهل أو تأويل ؟ ولو أنك تضرب مثالاً في ذلك أكن لك شاكراً .

فإن ضربت لنا مثلاً في ذلك ، أسألك : هل يوجد رجل واحد ممن ينتسب إلى الإسلام يعتقد بمثل هذا ؟


====================
أقول : من أعتقد أن فعلاً من الأفعال عبادة لغير الله فلا يجوز له أن يفعله ولا يجوز أن يحكم على فاعله بالتوحيد ويعذره بالجهل أو التأويل .

أما هذا الذي أعتقد أن كل سجود لغير الله عبادة ، فيجب عليه أن لا يسجد لغير الله ، أي نوع من أنواع السجود ، ولا يحكم على من سجد لغير الله بالتوحيد ، ولا يعذره بالجهل ولا بالتأويل . وإذا حكم على من سجد لغير الله -أي نوع من أنواع السجود - بالإسلام والتوحيد فإنه قد خالف معتقده وأجاز عبادة غير الله . أو أنه اعتقد باجتماع التوحيد والشرك الأكبر في قلب رجل واحد ، ويظل موحداً ، فبهذا لم يفهم التوحيد ولا الشرك .



ما أفهمه من كلامك هو التالي :

1- الأئمة والعلماء الذين اعتقدوا أن السجود لغير الله بكلا نوعيه عبادة ، كالشيخ محمد بن عبدالوهاب وابن القيم - رحمهما الله - ، يجب عليهم تكفير معاذ بن جبل - رضي الله عنه - وإخراجه من الإسلام لحظة سجوده للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإن لم يفعلوا ذلك فهم كفار ؟

2- إن اعتقد فلان أن السجود بكلا نوعيه عبادة لله في شريعة الإسلام (وهو كذلك بنص حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -) ، ولكنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعذر معاذاً بالتأويل أو الجهل ، وهو قد فعل الشيء نفسه مع كل من يسجد لغير الله سجود تشريف ، مع اعتقاده أنه عبادة .. فهو كافر ، وغير معذور بنيته اتباع أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - .. فهل هذا هو حقيقة كلامك ؟

ثم أنت تقول :


( وإذا حكم على من سجد لغير الله -أي نوع من أنواع السجود - بالإسلام والتوحيد فإنه قد خالف معتقده وأجاز عبادة غير الله )

هل من يقول : إن السجود لغير الله شرك أكبر ، ولكن أعذر صاحبه بالجهل .. هل هو أجاز عبادة غير الله ؟!! سبحان الله .

من أجاز عبادة غير الله يقول : إن السجود لغير الله جائز ، ويراه جائزاً لا شركاً وكفراً .


===========================

ثم كيف يفهم بأن معاذ رضي الله عنه سجد سجود عبادة وهو يحكم عليه بداية بأنه موحد مسلم يعرف أن أي عمل فعل بنية العبادة لغير الله شرك .

هل السجود الذي فعله معاذ هو مما يختص الله تعالى به في شريعتنا أم لا ؟؟

إن قلت نعم ، فما تسمي من صرف شيئاً مما يختص الله تعالى به إلى غير الله ؟؟ هل تسميه موحداً ؟؟

أما تأويلهم لقصة معاذ ، فهم يقولون إنه كان جاهلاً في مسألة جزئية ، وهو معذور بالجهل أو التأويل .

ويقولون إن العبادة لا تثبت إلا بالديل الشرعي ، وقد جهل معاذ هذا الدليل .


================================
مثل هذا الشخص سيفهم أن أمر الله للملائكة بالسجود لآدم عليه السلام هو أمر بعبادة غيره . وحاشا لله أن يأمر بعبادة غيره ، وهو يصفه بأنه ظلم عظيم ، وقال عز من قائل : " وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ "

لا ، لم يفهموا كما فهمت أنت .

قالوا : إن الله - عز وجل - في الشرائع السابقة جعل نوعاً من السجود جائزاً لغيره ، ونوعاً لا يجوز إلا له .

ولكن بعدما جاء الإسلام ، جعل كلا النوعين له وحده ، لا يشاركه فيهما أحد .

فلذلك قالوا إنه بذلك يكون عبادة لله ، ومن صرفها لغير الله فهو مشرك .

وممن صرّح بذلك الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ، وقال إنه لا يخالف فيه أحد .


===========================

ولو قرأ هذا ، باقي الحديث الذي استشهد به لعرف أنه ليس سجود عبادة ، بل سجود تحية لأن تكملة الحديث هي : فقال صلى الله عليه وسلم ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها ) .


هم يأولون الحديث ويقولون إن تأويله هو : لو كان السجود جائزاً في شريعتنا ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ..

ولكن بما أن السجود صار حقاً خالصاً لله تعالى في شريعتنا ، فهو عبادة في كل أحواله .

رد مع اقتباس