عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 06-11-2012, 11:51 PM
أنصار التوحيد أنصار التوحيد غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 159
افتراضي

مسلم1 :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا جواب سريع ومختصر على استفسار أبي شامة
كلمة العبادة : كلمة عربية يعرفها أصحابها حق المعرفة . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبهم بلغتهم ونزل القرآن بلغتهم .
قال تعالى :" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "
وقال تعالى : " وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا "
وقال تعالى : " وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا "
وقال تعالى :" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ "
وقال تعالى : " وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ
وعندما كان يخاطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد كانوا يدركون ما يريده منهم أتم إدراك .وكان عندما يقرأ عليهم القرآن يفهمونه حق الفهم وهو الذي كان حجة عليهم .
قال تعالى :" إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ . وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ."
وقال تعالى : أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ . وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ . مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ "
مشركوا العرب كانوا يعرفون معنى العبادة وكانوا مدركين أنهم يعبدون آلهة مع الله لهذا لم ينكروا وصفهم بالمشركين بل ما كان يغيظهم وصفهم بالكفار . ودعوتهم لعبادة الله وحده .
قال تعالى عنهم : " وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى "
فهذه الآية الكريمة تدل دلالة واضحة أنهم كانوا يعرفون معنى العبادة ويقرون بعبادتهم آلهة مع الله .
فالثابت من كتاب الله أن القرآن نزل بلغتهم الذي يفهمونها ولو كان فيه كلمة واحدة غير عربية لاعترضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى : " وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ "
وقال تعالى :" لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ "

قولك : عدي بن حاتم رضي الله عنه الذي كان عربي قح من قبيلة طيء التي تُعتبر من القبائل التي يُستدل بلهجتها على قواعد اللغة فما تكلمت به طيء خرج عن الشذوذ ومع كونه طائياً إلاَّ أنَّه لم يعرف أن طاعة الأحبار والرهبان " وهم علماء أهل الكتاب " في معصية الله تعتبر من العبادة لغير الله
أقول : نعم كان العرب يعرفون معنى كلمة العبادة وكلمة الإله ومعنى كلمة التوحيد من الناحية اللغوية بدون أن يشرحها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها من لغتهم وهم أسياد هذه اللغة . ولم يثبت أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد شرح لأحد منهم معنى العبادة إلا في حادثة واحدة وهي حادثة عدي بن حاتم رضي الله عنه . نعم ظاهر الحديث أن عدي بن حاتم رضي الله عنه كان لا يعرف أن طاعة الأحبار والرهبان في تحليل الحرام وتحريم الحلال عبادة لهم .ومع ذلك لم يعذر بجهله . ولا يعني هذا أن باقي العرب كانوا لا يعرفون ذلك . هذه واحدة .
والثانية : كون بعض أفرادهم قد لا يعرف بعض معاني بعض الألفاظ هذا لا يخرم الحقيقة الثابتة وهي أن القرآن نزل بلغتهم وأنهم كانوا يفهمون ما يخاطبون به ويطلب منهم . وأول ما كان يطلب منهم عبادة الله وحده لا شريك له .
وثالثاً : عدي بن حاتم رضي الله عنه لم يكن يجهل كل معاني العبادة . فما جهله هو هذه الصورة التي ذكرت في الحديث ، وقد يكون لها أسباباً جعلته يجهل أو يغفل عن هذه الصورة من معاني العبادة ، وهي كونه كان على دين النصارى .
فالنصارى لا يعتبرون هذه الصورة عبادة ، بعكس مشركي العرب فإنهم كانوا يقرون بعبادتهم لآلهة مع الله . فكون النصارى لا يعتبرون هذه الصورة من صور العبادة قد جعلت عدي بن حاتم يغفل عن هذا المعنى من أول وهلة ، فلما بينها له رسول الله أقر بها ولم يعترض بأن هذا المعنى غير موجود في لغة العرب .
وهذا يحدث في الناحية العملية كثير . فبعض الألفاظ لها معان لغوية ومعان شرعية تؤخذ من الدين . فقد يطغى المعنى الشرعي على المعنى اللغوي بحيث لا يخطر على البال عند لفظه إلا المعنى الشرعي . فمثلاً عندما يذكر لفظ صيام أول ما يفهم الناس من هذا اللفظ المعنى الشرعي له ولا يخطر على بالهم المعنى اللغوي إلا عند التذكير ، ولا يعني ذلك أن من يعرف اللغة العربية لا يعرف هذا المعني . وكذلك لفظ الحج والصلاة والزكاة . فالعربي عندما كان يسمع كلمة الصلاة أو الزكاة أو الصوم كان لا يخطر على باله إلا المعنى اللغوي لها . لهذا ربما أثر دين النصراني على عدي بن حاتم فأنساه بعض الأمور التي تدخل في معنى العبادة . وطغى المعنى الشرعي عند النصارى على المعنى اللغوي عنده . ففي شرع النصارى ذاك اليوم لا تعد هذه الصورة التي جهلها عدي بن حاتم من صور العبادة لغير الله .

رد مع اقتباس