عرض مشاركة واحدة
  #64  
قديم 12-04-2017, 02:43 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

مسلم 1:
بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على المشاركة رقم 62


قولك أما كلامك السابق .. فأترك المتابع ليحكم فيه . تكلمت بما فيه الكفاية .



أقول : نعم نترك المتابع ليحكم فيه . والهداية بيد الله سبحانه ، فالله سبحانه وتعالى يقول : "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "

قولك : وما بقي لي سوى تعقيب على قولك :
(أقول : إذا حكم على المشرك الجاهل الذي يعبد غير الله بالشرك وعدم دخوله دين التوحيد في الدنيا ، وعامله معاملة غير المسلم في الدنيا ، ثم بعد ذلك قال هذا الكلام ، لا نحكم عليه بالكفر وإنما نسأله ما هو دليلك على هذا الكلام .
فإذا قال لنا : قوله تعالى : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا "
فلا نكفره بل هذا هو القول الأرجح في الدين . وحتى لو لم يصل ولم يصم ولم يعبد الله في حياته ، حكمه هكذا. إذا لم تقم عليه الحجة . وهذا حكم أهل الفترة .
وتبقى مسألة قوله يدخله الجنة . فنسأله لماذا حكمت عليه بأنه سوف يدخله الجنة ؟ فإذا أتى لنا بحديث امتحان أهل الفترات . فنقول له كلامك سليم وعليه أكثر علماء المسلمين .
ولكن إذا قال مع فعله للشرك وعبادته غير الله نحكم عليه بالإسلام والتوحيد لجهله ولأنه يصلي ويصوم ويزكي ويفعل كثير من أفعال التوحيد والإسلام . فمن حكم بهذا الحكم لم يفهم أصل الدين وكيفية دخول الدين ، ولم يفهم التوحيد وما يناقضه ، وإذا كان يفهم هذه الأمور نظرياً وطبق عكسها في أرض الواقع فهو أكفر من الجاهل . لأنه بذلك وضع شروطاً لدخول الإسلام تخالف شروط الله الثابتة البينة في كتابه عن علم بشروط الله سبحانه وتعالى . --]
هذا التعقيب ورد على كلام لي قد سألتك فيه ما يلي :
) ولقد سألتك من قبل أسئلة أعيد صياغتها هنا :
- ما حكم من يقول : إن المشرك الجاهل الذي لم تُقم عليه الحجة يقبل الله منه أعماله التي أخلصها لوجهه ، ويثيبه عليها في الآخرة ، ولا يدخل النار ما دام أن الحجة لم تقم عليه .. بل سيدخل الجنة .
فيقول :
إن الله يقبل له صلاته ، وصيامه ، وحجه ، ودعاءه ، وزكاته ، وسائر العبادات التي أداها خالصاً لله تعالى .. ولا يُحبط عمله لأنه جاهل ، وإن حبوط العمل مقرون بإقامة الحجة ، أي بعد بلوغ الرسالة .
فهل هذا كافر ؟ أم ماذا ؟ --]
وأنت تقول :
(ثم بعد ذلك قال هذا الكلام .. (إلى أن قلت) .. فلا نكفره بل هذا هو القول الأرجح في الدين --]
يعني ما أفهمه من كلامك هو :
أن من يقول إن الله يُثيبه على أعماله التي أخلص فيها لله وحده ، من صلاة وصيام وزكاة وما إلى ذلك .. ولا ينتقض هذا الثواب بالشرك لأنه جاهل ولم تقم عليه الحجة .. فهذا عندك هو القول الراجح ؟




أقول : الظاهر أنك لم تقرأ كلامي جيداً . أنا قلت بالحرف الواحد :" وحتى لو لم يصل ولم يصم ولم يعبد الله في حياته ، حكمه هكذا. إذا لم تقم عليه الحجة . وهذا حكم أهل الفترة "
ليست الأعمال هي المهمة : المهم هو أن الله سبحانه وتعالى حسب ما بين لنا في كتابه الكريم أنه لا يعذب أحداً في الدنيا والآخرة لارتكابه الشرك الأكبر حتى تقام عليه الحجة بإرسال الرسل حيث قال : " " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا "
أما أعمال الظلم فلا شك أنه سوف يحاسبه عليها في الدنيا أو الآخرة ، وكذلك أعمال الخير فسوف يكافئه عليها إما في الدنيا وإما في الآخرة . فالله سبحانه وتعالى يقول " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
حتى المشرك الذي أقيمت عليه الحجة سيستفيد من أعماله الخيرية في الدنيا أو في الآخرة وذلك بتخفيف عذابه ، كما هو الحال مع عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكما أن الجنة درجات كذلك النار درجات . فعذاب الكافر المشرك الذي يظلم الناس ويؤذي المسلمين ليس كعذاب المشرك المسالم الذي يساعد الناس ويفعل الخير .
فمسألة إحباط الأعمال هي أنه لا يستفيد منها في دخول الجنة مع الشرك .
فالذي لم تقم عليه الحجة يعمل له امتحان حسب الحديث الصحيح فإذا نجح في هذا الإمتحان يدخل الجنة ويستفيد من أعماله الصالحة برفع درجته في الجنة . وإذا كان قد ظلم أحداً في الدنيا فإنه لا شك سيحاسب على ذلك . أما إذا لم ينجح بالامتحان فسوف يدخل النار وسوف يستفيد من أعماله بأن يخف عنه العذاب . فقد قال تعالى :" وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ "
وهذا كله لا يغير حكمه في الدنيا . فمن عبد غير الله وأشرك معه غيره فهو مشرك بعينه غير موحد بعينه قبل الحجة وبعدها . ولا يعذر بالجهل ولا بالتأويل .
والذي يترك الشرك ويوحد الله ويتوب التوبة النصوح ويعمل العمل الصالح فإن الله سبحانه سيبدل سيئاته التي كان يفعلها في شركه حسنات . فكيف الحال بحسناته .
قال تعالى : " إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا "



قول : على الأقل .. ما يثبت من كلامك هو أنك تقول هو غير كافر .. وهذا ما يهمني الآن .



أقول : نعم لا يكفر ولم يكفره أحد .


قولك : الآن أود أن أسألك :
العمل الصالح الذي أخلص المرء فيه لله تعالى ، وقبله الله منه ( والله لا يقبل إلا من المتقين ، كما قال : { إنما يتقبل الله من المتقين } ) ، ورضي عنه ( أي عن العمل ) فأثاب صاحبه عليه .. هل تسمي هذا العمل إيماناً ؟ .. كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أدناها إماطة الأذى عن الطريق ) ؟
فإن كان هذا إيماناً مقبولاً عند الله ، هل تسميه توحيداً ؟


أقول : هذا ليس إيماناً ولا توحيداً ، هذا عمل صالح من أعمال الإيمان والإسلام .. ولا يسمى توحيداً وأيماناً بمعنى أن فاعلها مؤمن موحد وهو يشرك بالله . فلا يقال لمن أشرك بالله وعبد الطاغوت ، هذا بصلاته مؤمن موحد وبصيامه مؤمن موحد وبشركه مشرك . ثم بعد ذلك للحكم عليه ننظر بالترجيح . لأن من فعل الشرك الأكبر وعبد غير الله لا ينظر لباقي أعماله هل هي على التوحيد أم لا . فهذا لا يهم ولا يؤثر بالحكم عليه شيئا . فإذا وقت نجاسة في إناء ، للحكم على الماء بالطهارة أو النجاسة لا ينظر هل الماء الذي كان في الإناء ماء زمزم أم مياه مجاري . فمن عبد غير الله لا يسمى موحداً بعينه ولو عمل كل أعمال التوحيد والإيمان . وهذه الحقيقة يعرفها كل موحد مكلف . وإلا لحكمنا على كل من يعمل عملاً من أعمال الإيمان والإسلام بالتوحيد والإسلام . فمن يُمط الأذى عن الطريق سيصبح موحداُ مؤمناً مع شركه بالله .
ولا يعني إعطاء مكافئة لفاعل العمل الصالح أنه إيمان وتوحيد . فقد يعمل العمل الصالح لأنه صالح ويكافئ على ذلك .
فقد قال تعالى : " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
وكما قلت سابقاً أن الله بفضله وإحسانه يبدل السيئآت حسنات ، فهل سنقول أنها كانت إيماناً وتوحيداً ؟
وقد سمى الله كل عمل يوافق شريعته أعمال صالحات .
قال تعالى : " وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا "
وكذلك قال تعالى : " وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ "
والله سبحانه يرضى عن كل عمل خير . ويكافئ عليه . وليس معنى هذا ، الحكم على فاعله بأنه موحد مؤمن .
أما الآية التي استشهدت بها وهي : "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ "
فإنك لم تستشهد بها في محلها . فوصف " المتقين " فيها لا يعني الموحدين أو المؤمنين . وإنما يعني : أن الله سبحانه وتعالى يقبل القرابين ممن اتق الله في فعله ذلك . أنظر لسباق الآية .
قال تعالى : "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " أي القربان ممن اتق الله في فعله ذلك ،وليس معنى " المتقين " الموحدين والمؤمنين.
ولا تعني هذه الآية أن من لم يتقبل منه القربان غير مؤمن ولا موحد ؟

رد مع اقتباس