[ضياء الدين القدسي]

الجواب على سؤال العضو الأندلسي :
هل السجن يعد اكراها فنقبل التحاكم-اي اذا كان المعني داخل السجن ودعي للمحاكمة فماذا يفعل...
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
حسب القوانين اليوم لا إكراه على التحاكم للطاغوت ، بمعنى أنه لا أحد يكرهك على التحاكم .
قد تكره على الحضور للمحكمة والمثول أمام القاضي ، ولكن لا أحد يكرهك أن تتحاكم لهذا القاضي .
الذي في السجن إما موقوف ينتظر المثول أمام القاضي أو محكوم عليه . فالموقوف عندما يأتي وقت محكمته يُحضر لها بالقوة ولكن لا يُجبر على التحاكم لها ، فهو مكره للمثول أمام القاضي ولكن غير مكره للتحاكم له . لهذا عليه أن يرفض التحاكم له ، فإن استطاع أن يصرح له بذلك علنا صرح به ، وإن لم يستطع ذلك فسكوته وعدم إجابته للقاضي تدل ظاهراً على عدم قبوله للتحاكم .
أما إن كان قد حُكم عليه بالسجن وكان السجن قد وصل به لحالة الإكراه وكان موقناً إن تحاكم لمحكمة التميز سوف يُفرج عنه يقيناً أو سوف يخفف عنه حبسه يقيناً لِيَقِل عن درجة الإكراه ، فله في هذه الحالة أن يتحاكم لأنه في درجة الإكراه عند بعض العلماء ، ولكن تغير حاله من الناحية العملية قد يكون غير متوفر له يقيناً ، فلا أحد يستطيع أن يجزم بقرار المحكمة ومتى ستحكم وبماذا تحكم . لهذا عليه في هذه الحالة أن يصبر ولا يتحاكم ويتوكل على الله فهو حسبه وسوف يجعل له مخرجا . قال تعالى : " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا " " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا "

كتبه : ضياء الدين القدسي