عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 09-17-2011, 10:04 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الجواب على أسئلة العضو أبو عمر الفرقان في المداخلة رقم 3
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك :قولك : حد الإكراه اختلف فيه العلماء . فهناك أمور اتفقوا عليها وهناك أمور لم يتفقوا عليها .
أقول : وهل يعني اختلافهم في الحد أنه لا يُكَفر الذي يقول أنا مكره بغض النظر الى ما وقع عليه ( أي كان إكراهً ملجئاً أو غير ملجئ ) ؟


الجواب ( ضياء الدين ) : اختلافهم في حد الإكراه يدل على أنه لا يوجد نص صريح يحدد هذا الحد بشكل واضح صريح . ولا يعني ذلك أن كل من يقول : أنا كنت مكرهاً ، أن يصدق بغض النظر عن واقعه وما وقع عليه .
فمن استقراء ما ذكر من آيات وأحاديث وأسباب نزول ووقائع وكلام للصحابة والعلماء في مسألة الإكراه يتضح أن حكم الإكراه يعتمد على الشخص المكرَه نفسه وما مدى تأتير ما وقع عليه أو سيقع عليه من فعل للإكراه ويعتمد على فضاعة ودرجة الفعل الذي سيفعله تحت الإكراه . فقد يكون الشخص ضعيف البنية أو مريضاً أم مصاباً بعاهة وأي اكراه مهما كان سيهلكه أو سيلحق به عاهة دائمة أو تلف في عضو من أعضائه أي سيلحق به ضررا كبيراً وهذا حاله يختلف عمن كانت بنيته سليمة وقوية تتحمل التعذيب والحبس .
وفي النهاية الذي يحاسب الجميع هو الله ونحن لنا الظاهر المنضبط والقرائن المحيطة بالشخص وما لحق به . فمثلاً إن علمنا أن شخصاً لأجل بضع دراهم من نقود يتحمل الضرب والجلد والحبس ثم نجده يتلفظ الكفر أو يفعله بحجة أنه سيحبس الحبس اليسير أو سيتعرض للضرب القليل بحجة أنه مكره فهذا لا شك أنه غير مكره .
وكذلك يختلف الإكراه باختلاف المكرَه عليه فليس الإكراه المعتبر في كلمة الكفر أو فعل الكفر مثل الإكراه المعتبر في ما دون الكفر مثل الهبة والبيع والشراء ونحوهما .

قولك :قولك :فهو أمامنا بحالة طبيعية غير مكره ، فنحن نحكم عليه في هذه الحالة ، والله أعلم بحاله عند الإكراه . هل كان مكرها حقيقة أم لا .
أقول : ارجوا توضيح ما المقصود بهذه الجملة


الجواب ( ضياء الدين ) : يعني نحن قد لا نعرف حال المسلم كيف كان تحت الإكراه فهو أمامنا قد تخلص من الإكراه يقر بالإسلام ولا يفعل الكفر .وهذا يكفينا لنحكم عليه في هذه الحالة بالإسلام .

قولك : ثم توضيح ما الذي يقصد ابن قدامه في نقله عن الحنابلة قوله : مَنْ كَانَ مَحْبُوسًا عِنْدَ الْكُفَّارِ وَمُقَيَّدًا عِنْدَهُمْ فِي حَالَةِ خَوْفٍ ، وَقَامَتْ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ أَنَّهُ نَطَقَ بِكَلِمَةِ الْكُفْرِ لَمْ يُحْكَمْ بِرِدَّتِهِ، لأَِنَّ ذَلِكَ ظَاهِرٌ فِي الإِْكْرَاهِ وَإِنْ شَهِدَتِ الْبَيِّنَةُ أَنَّهُ كَانَ آمِنًا حَال نُطْقِهِ حُكِمَ بِرِدَّتِهِ.


الجواب : ( ضياء الدين ) : المسلم في عصر ابن قدامة إن كان مقيداً ومحبوساً عند الكفار في حالة خوف فالغالب أنه في حال إكراه لهذا لو ثبت أنه نطق بكلمة الكفر لا يحكم بردته فكونه عند الكفار محبوساً مقيداً في حالة خوف فظاهره أنه مكره . ووصف ابن قادمة عائد للعصر الذي يعيش فيه أو ما يشابهه ولا يجوز تعميم هذا الكلام في كل مكان وزمان . إلا أن غلب على الظن أنه في حالة إكراه حسب الشروط المعتبرة في الإكراه . وهذا كما قلنا في الأعلى يعتمد على حال المكرَه ودرجة تحمله ونوع الإكراه الذي سيقع أو وقع عليه ومدى تأثيره عليه أو احتمال تأثيره عليه . والله أعلم بمن خلق وهو الذي سيحاسبه ونحن لنا الظاهر .

قولك :قولك : شخص في السجن فعل كفراً ،وبعد أن خرج من السجن قال لنا : أنه تعرض للإكراه ، فنحن نأخذ بكلامه والله أعلم بحاله .
أقول : وهل مجرد أن يقول الشخص أنا كنت مكرهاً ( في تلك الحالة أي أنه سيسجن مدة ثلاثة أشهر إن لم يتحاكم ) يجب عليَّ أن أعذره في إرتكابه للشرك الأكبر ؟


أقول ( ضياء الدين ) : ليس هذا عام لكل الأشحاص . فقد يكون السجن يوما واحد لبعض الأشخاص إكراه بسبب حالته الصحية ودرجة تحمله كما قد يكون الكف الواحد لبعض الأشخاص إكراه وقد لا يكون سجن سنة أو سنين إكراه لبعض الأشخاص فكلٌ حسب درجة تحمله والقرائن هي التي تحدد ذلك . فمثلا : هذا الذي اعتبر السجن ثلاثة أشهر إكراها ، ووجدناه يتحمل السجن الطويل في مسألة أبسط من الكفر بل مسألة مادية بسيطة ، فهذا لا يعد مكرها . لأنه قد ثبت كذبه بشواهد الحال والقرائن ، لأنه قَبِل مثلاً أن يحبس السجن الطويل مقابل أن لا يدفع مبلغ بسيط يستطيع أن يدفعه .
فالمسلم لا يستسهل فعل الكفر لأبسط الأسباب وكذلك لا يستسهل فعل الكفر لأمر يستطيع أن يقاومه ويتحمله . ففي قلب المسلم الدخول في الكفر مسألة عظيمة يكره أن يعود إليه بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار .
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله عز وجل ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار " رواه البخاري

قولك : ما هو حد السجن الذي يرخص من خلاله فعل الكفر ؟
ارجوا من الشيخ أو ممن عنده علم التوضيح مع ذكر الأدلة .


أقول ( ضياء الدين ) : لا يوجد هناك حد للسجن منصوص عليه . بل هذا يعتمد على درجة تحمل الشخص وما سيلحق به من جراء السجن .

كتبه : ضياء الدين القدسي
رد مع اقتباس