[ضياء الدين القدسي]

[size="5"]الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
1- ما هو الدليل على كون تعلمه جائز ؟
الجواب : بداية وحتى لا يحصل سوء فهم فأنا قلتُ أن تعلم القوانين الكفرية في كلية الحقوق غير جائز ، يعني الدراسة في كلية الحقوق غير جائزة وبينت العلة في التحريم . أما مجرد تعلم أفكار الكفار وعقائدهم وقوانينهم الكفرية للرد عليها والتحذير منها فهو جائز شرعاً ، ولم يقل أحد من العلماء عكس ذلك ولم يأت دليل واحد يمنع ذلك ، بشرط أن يكون القصد من تعلمه الرد عليه وتبيين باطله وتحذير الناس منه وأن يقوم به من هو مأهل للرد عليه . لأنه من باب معرفة علوم القوم المشركين ، وإقامة الحجج والبراهين على ماعندنا وفق ماعندهم من براهين ، أما العوام فلا يجوز لهم تعلم عقائد الكفار قبل أن يتعلموا عقيدة الإسلام التعلم الكامل .
قال ابن حجر العسقلاني : " وَقَدْ أَجَازَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ تَعَلُّمَ السِّحْرِ لِأَحَدِ أَمْرَيْنِ إِمَّا لِتَمْيِيزِ مَا فِيهِ كُفْرٌ مِنْ غَيْرِهِ وَإِمَّا لِإِزَالَتِهِ عَمَّنْ وَقَعَ فِيهِ ، فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَلَا مَحْذُورَ فِيهِ إِلَّا مِنْ جِهَةِ الِاعْتِقَادِ فَإِذَا سَلِمَ الِاعْتِقَادُ فَمَعْرِفَةُ الشَّيْءِ بِمُجَرَّدِهِ لَا تَسْتَلْزِمُ مَنْعًا ، كَمَنْ يَعْرِفُ كَيْفِيَّةَ عِبَادَةِ أَهْلِ الْأَوْثَانِ لِلْأَوْثَانِ لِأَنَّ كَيْفِيَّةَ مَا يَعْمَلُهُ السَّاحِرُ إِنَّمَا هِيَ حِكَايَةُ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ ، بِخِلَافِ تَعَاطِيهِ وَالْعَمَلُ بِهِ . وَأَمَّا الثَّانِي فَإِنْ كَانَ لَا يَتِمُّ كَمَا زَعَمَ بَعْضُهُمْ إِلَّا بِنَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْكُفْرِ أَوِ الْفِسْقِ فَلَا يَحِلُّ أَصْلًا وَإِلَّا جَازَ لِلْمَعْنَى الْمَذْكُورِ " ( فتح الباري ج10 ص234)
الشاهد قوله : " فَلَا مَحْذُورَ فِيهِ إِلَّا مِنْ جِهَةِ الِاعْتِقَادِ فَإِذَا سَلِمَ الِاعْتِقَادُ فَمَعْرِفَةُ الشَّيْءِ بِمُجَرَّدِهِ لَا تَسْتَلْزِمُ مَنْعًا ، كَمَنْ يَعْرِفُ كَيْفِيَّةَ عِبَادَةِ أَهْلِ الْأَوْثَانِ لِلْأَوْثَانِ "
س2- عندنا التلاميذ يعمل دور التجربية مثلا يمثل القاضي ويكتب الفريات هلا يكون هذا كفرا ظاهر؟
الجواب : لا يجوز تمثيل الكفر إلا حكاية . يعني أن يقول الكفار يقولون هكذا أو يفعلون هكذا . أما أن يتلبس الشخصية ويفعل الكفر فهذا غير جائز ولو كان تمثيلاً ، ولكن هل يقع في الكفر إن نطق بالكفر أو فعل الكفر تمثيلاً ، أنا أقول : نعم يكفر . لقوله تعالى : " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ." (التوبة :65-66)
ولكن لا أحكم بالكفر على من يقول بحرمته وعدم كفر فاعله المسلم ، بحجة أنه لا ينسب الكفر إلى نفسه ، بل صور نفسه صورة من ينسبه إلى نفسه ، كمن قام بتمثيل رجل طلق زوجته ، فإن زوجة الممثل لا تطلق ، لأنه لم ينسب الطلاق إلى نفسه ، بل إلى غيره .
كتبه : ضياء الدين القدسي
[/size]