عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-22-2012, 08:18 PM
أنصار التوحيد أنصار التوحيد غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 159
افتراضي

أبوشعيب :
اقتباس:
أقول : نعم . بين الله أصل الدين أتم بيان في كتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أطلب منك أن تأتي بدليل واحد واضح من القرآن الكريم والسنة الصحيحة لا يخالفك فيه أحد يبين أصل الدين . حتى نفهمه على ضوء هذا الدليل . ويكون لنا كأساس نبني عليه .

الأدلة مستفيضة وكثيرة جداً ، ولكن ما دمت تريد دليلاً واحداً ، فهذا هو :

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « من قال لا إلـه إلا الله‏‎ ‎وكفر بما يُعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه وحسابه على الله »

اقتباس:
أقول : هل كلمة أصل الدين وردت في القرآن أو السنة ؟
ما رأيك لو نبحث لتبسيط المسألة موضوع : كيف يدخل العبد الإسلام وكيف يعد من الموحدين ؟
هل يوجد في القرآن الكريم ما يبين كيف يدخل العبد الإسلام ؟
لا شك أن معنى لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله . ولكن هذه الكلمة لا يعرف معناها كثير من الناس فشرحها أصعب من شرح كلمة الشهادة . ألا يوجد في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة شرح لمعنى لا إله إلا الله بشكل أبسط من هذا المعنى ؟
ومن هو أول من استعمل هذا المعنى لكلمة الشهادة ؟


لا ، لم ترد في القرآن والسنة حسبما أعلم .. ولكنه مما اصطلح عليه المسلمون لتسهيل المعاني وإيضاحها ، ولا مشاحة في الاصطلاح لو كان صحيحاً .

نعم ، يوجد في القرآن الكريم ما يبيّن كيف يدخل العبد في الإسلام . كقوله - تعالى - : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } [النحل : 36]

وقوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ } [المؤمنون : 23]

وقوله : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } [المائدة : 72]

والآيات في ذلك كثيرة .

أما قولك : لا يعرف معناها كثير من الناس . فماذا تقصد بذلك ؟

أتقصد أنهم أعاجم لا يعرفون معنى " لا إله إلا الله " في لغة العرب ؟

أم تقصد أنهم لا يعرفون معنى العبادة مع إقرارهم أن فعلهم لو كان عبادة فإنهم لا يصرفونه إلا الله ؟ فأجازوا بذلك عبادة غير الله ، مع اعتقادهم أنهم لا يعبدون إلا الله ؟

أم أنهم لا يعلمون كيف يعبدون الله ، مع إقرارهم أنه هو المستحق للعبادة لا غيره ؟ كما وقع لزيد بن عمرو بن نفيل إذ كان يقول : ( اللهم لو اني أعلم أحب الوجوه اليك لعبدتك به ، ولكني لاأعلم ؛ ثم يسجد على راحلته ) ؟

ثم ما وجه الصعوبة في فهم هذه الكلمة لمن فهم منطوقها لغة ؟ هل لك أن تبيّن لنا ؟

وأنا أقول لك : من فهم معنى لا إله إلا الله لغة ، ثم صدّق بها وآمن حسبما تحقق لديه من العلم بمنطوقها ، فقد حقق أصل الدين .

أما من لا يفهم معناها لغة ، فهذا أعجمي ، أو أحمق ؛ يستلزم ذلك إفهامه معنى تلك الكلمة في لغة العرب .

أما قولك من هو أول من استعمل هذا المعنى لكلمة الشهادة ، فلا أظن أن هذا يفيد في المسائل العقدية .. سواء أكان أول من استعمله زيد أو عمرو ، ما يؤثر ذلك في دين الناس ؟ هل يقوم به أي حكم شرعي ؟

والعبرة في هذا المصطلح ( أي : أصل الدين ) هو بصحته وموافقته للأدلة الشرعية ، لا بأول من استعمله .

==================

اقتباس:
أقول : لماذا يؤمر العبد أن يوحد الله في عبادته ؟ويأمر أن لا يشرك به شيئا في أي من العبادات ؟

لأن هذا أمر الله - تعالى - أولاً ، قال تعالى : { إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ }

وثانياً : هو حق الله - تعالى - على الناس . قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً »‏

وأخيراً ، هذا من موجبات العلاقة بين الخالق والمخلوق ، وبين الرازق والمرزوق ، وبين المنان والممنون ، وبين المالك والمملوك .. وما إلى ذلك .. قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة : 21]

وقال أيضاً : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات : 56]

-------------

اقتباس:
وإذا لم يعرف العبد كيف يوحد الله كيف نتصرف معه ؟ هل نقول له تلفظ الشهادة ستصبح مسلماً وبعد ذلك سنعلمك كيف توحد الله ، أم نعلمه كيف يوحد الله ثم نأمره بتحقيق ذلك في الواقع ؟

كيف لا يعرف كيف يوحد الله ؟ إما أنه لم يفهم مدلول " لا إله إلا الله " لغةً لأعجميته ، أو أنه لا يعرف معنى العبادة ، فيصرف لغير الله عبادة يظنها ليست بعبادة ..

فأيهما تعني ؟

فإن قلت لا يفهم معناها لغة ، أقول : نشرح له ما تعني هذه الكلمة في العربية ، فإن فهمها وصدّق بهذا المعنى وآمن به ، فقد دخل الإسلام وصار موحداً .

وإن قلت لا يفهم معنى العبادة ، فهذا أيضاً متعلق باللغة .. إن لم يفهم معناها لغة لم يفهم معناها شرعاً .

فإما أن تتكلم معي عن أعجمي لا يفقه قولاً ، أو عن عربيّ يفهم معاني الألفاظ .. ما رأيك ؟

-------------

اقتباس:
وما المقصود بنبذ عبادة ما سواه ؟

يعني تركها قلباً (بما يقتضي حتماً اعتقاد بطلانها) وقالباً (بما يقتضي ترك مظاهر العبادة) .

-------------

اقتباس:
وإذا لم ينبذ عبادة ما سواه ماذا سنحكم عليه ؟ هل سنقول له لا عليك أنت ما زلت مسلماً ، ولكن الأفضل لك أن تنبذ عبادة ما سوى الله . لأنه عمل سيئ لا يرضاه الله . فأعمل جاهداً على أن تنبذه لأنك من الموحدين المسلمين .

نحكم عليه بأنه مشرك في ذلك الفعل ؛ فإن كان شركاً أكبر ، ولم يوجد ما يُعذر به من موانع التكفير ، فقد حقّ عليه الخروج من الإسلام .. وإن كان أصغر ، فهو موحّد ناقص التوحيد .

-------------

اقتباس:
وهل نأمره بعبادة الله وحده دون أن نعلمه ما هي العبادة ؟

نعلمه معنى العبادة لغة ، ولو شئت لأفضت عليه بالأدلة الشرعية والعقلية حتى يفهم .

فإن المعنى اللغوي للعبادة هو أصل المعنى الشرعي لها . لذلك كان كفار قريش ، ذكيهم وغبيهم ، يفهم معنى " لا إله إلا الله " أتم الفهم ، دون الحاجة إلى التفصيل ، لأنهم يعرفون معنى الإله والعبادة في لغتهم .

-------------

اقتباس:
وإذا لم نعلمه ما هي العبادة وأقر بأنه سوف لا يعبد إلا الله ، وهو لا يعرف معنى العبادة ، هل إقراره هذا صحيح ومقبول ؟

كيف يقر بأنه لن يعبد إلا الله .. ثم هو لا يفهم معنى كلامه هو ؟؟

هل هو أعجمي لا يفهم العربية ؟ أو أحمق لا يفهم معنى الألفاظ ؟ يقول لن أعبد إلا الله ، وهو لا يفهم معنى العبادة ؟؟

كمن يقول : لن أشرب إلا الماء ، وهو لا يعرف معنى الشرب !!

ما هذا التناقض ؟

-------------

اقتباس:
وإذا سَألنا : ما حكمي إذا أعلنت إسلامي وانتميت لدين الإسلام ولكني بقيت على شركي وأنا أعتقد بطلانه وأنبذه وأبغض نفسي لفعلها هذا الشرك ؟

أقول له : أنت مجنون أو مختل عقلياً .

-------------

اقتباس:
أقول : ماذا تقصد بمسألة التكفير التي تقول أنه لا دليل واحد عليها يجعلها من أصل الدين ؟
هل تقصد تسمية المشرك مشركاً ؟ أم تقصد شيئاً آخر ؟


يعني لا يوجد دليل شرعي واحد ينص على أن قولنا فلان كافر أو مشرك هو شرط لدخول الإسلام .

اقتباس:
أنت تقر هنا بأن محمد عبد الوهاب هو أول من أقر مسألة التكفير التي لا دليل واحد عليها يجعلها من أصل الدين كما تقول ، وتعتبر هذا من الاجتهادات الخاطئة ؟
هل محمد بن عبد الوهاب جعلها من أصل الدين وبدون دليل ؟


جعلها من أصل الدين بناء على قاعدة فقهية نص عليها العلماء وهي : من لا يكفر الكافر فهو كافر .. وقد بنوا هذه القاعدة الفقهية على قاعدة شرعية تنص على أن من ردّ حكماً شرعياً أقرّه الله في كتابه ، أو رسوله في سنته ، فهو كافر .

ومن هذا المنطلق جعل الشيخ محمد - رحمه الله - هذه القاعدة من أصل الدين الذي لا يمكن أن يدخل المرء الإسلام بدونه .. فأخطأ فهم مبنى هذه القاعدة أولاً ، ثم بنى على هذا الفهم الخاطئ خطأ آخر ، فأدرجها في أصل الدين .

أما هل عنده دليل ؟ كل مخطئ ومصيب من هذه الأمة عنده دليل ، ولا أظن أن الكلام عن الدعوة النجدية وأدلتها ، والاعتبار في منهجها في فهم النصوص وما إلى ذلك ، لا أظن أنه سيفيد طرحنا هنا ، بل سيشتته ويخرجه عن محوره الذي فتحنى هذا الحوار من أجله .

أما إن كنت أن تقوم مقام الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - وتثبت أن التكفير من أصل الدين الذي لا يتم الإيمان إلا به ، وأنه يلزم أجهل خلق الله فضلاً عن ذوي الفهم ليدخلوا الإسلام ، فلك ذلك .. واعرض لنا أدلتك حتى نناقشها .

=================

اقتباس:
قول : هل تقصد أن الحكم على المشركين بالكفر ليس داخلاُ في أصل الدين ولا يطالب به من دخل الدين ابتداءً . ؟ وهل الحكم عليه بأنه غير موحد وغير مسلم داخل في أصل الدين أم لا ؟

يكفي أن يسميهم ضالين ، كما قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [الأنعام : 74]

أو يسميهم فاسقين ، كما قال تعالى : { قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } [المائدة : 25]

أو مبطلين ، كما قال تعالى : { وَلَلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرضِ وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ } [الجاثية : 27]

يعني تكفي أي كلمة تُظهر أنهم على باطل فيما يفعلونه من شرك ، وعلى ضلال ، ولا يرضاه الله .. حتى يدخل الإسلام .

ولاحظ هنا أنني أتكلم عن الحكم عليهم بمقتضى فعلهم ، لا بمقتضى ذواتهم أو أشخاصهم .

فعلى المسلم أن يعتقد أن الواقع في الشرك : على باطل وضلال وفسق ، لا يرضاه الله ، وهو متبع للشيطان في ذلك ، وعلى سخط من الله .. فإن اعتقد ذلك ، فهو مسلم . وإن اعتقد أنهم بفعلهم مصلحون أو صالحون ، فهو كافر .

اقتباس:
ما هو إذن الحكم الذي سيحكمه الموحد الذي دخل الدين على من ليس مثله ؟

يحكم عليه أنه ليس على دينه فيما يفعله من باطل .

كأن يقول : فلان بدعاء غير الله على غير دين الإسلام ، لأن الله لم يأمر بذلك ولا يرضاه ، وهو مبطل بهذا الفعل ، متبع للشيطان ..

كما يقول أيضاً للفاسق : فلان بفسقه على غير دين الإسلام ، لأن الله لم يأمر بذلك ولا يرضاه ، وهو مبطل بهذا الفعل ، متبع للشيطان .

اقتباس:
أليس المفروض به على الأقل أن يقول أنا الآن موحد ومن لا يعتقد اعتقادي ليس بموحد .

بلى .. مع عدم إغفال أن المشركين أنفسهم لديهم بعض جوانب التوحيد التي لا تنفعهم وانتقضت بسبب تلبسهم بالشرك .. قال تعالى : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ } [يوسف : 106]

اقتباس:
أو أن يقول أنا الآن مسلم ومن لا يعتقد اعتقادي ليس بمسلم ؟ هل هذا يحتاج أيضا لأدلة قطعية من القرآن والسنة ؟

قولك : ومن لا يعتقد اعتقادي .. هو حكم على الناس بمقتضى الاعتقاد .. يعني هذا يُرجعنا إلى الفعل الباطل والحكم عليه بالبطلان .

فقول المرء : من لا يعتقد اعتقادي ليس بمسلم ، معناه : كل اعتقاد خالف معتقدي فهو غير الإسلام .. أي باطل .

قال الله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } [الحج : 62]

وقال أيضاً : { فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } [يونس : 32]

أما طلبي للأدلة القطعية ، فهو في تكفير من لا يقول عن بعض المشركين : مشركين ، بل يسميهم ضالين أو مبطلين أو فاسقين ، بسبب جهله للحكم الشرعي ، أو غبائه ، أو تأويله .. ما الدليل من القرآن والسنة على تكفير مثل هذا ؟؟ أم لا دليل عندكم سوى العقل ؟

اقتباس:
مثال عملي : شخص يريد أن يدخل الإسلام . علمناه التوحيد الذي لم يكن عليه قبل أن يتعلمه ويقر به . لو سَألنا : ماذا كان حكمي قبل أن أدخل التوحيد والإسلام . ؟ هل سنقول له دعك الآن من حكمك فهذا ستتعلمه لاحقاً لأنه من الأحكام الشرعية ويحتاج لأدلة قطعية من القرآن والسنة ، فأنت غير مكلف بمعرفتها الآن وهذه الأدلة قد لا تستطيع فهمها وقد لا تفهمها طول حياتك ، ليس مهماً ، المهم أن تعتقد أنك كنت على ضلال وأن فعلك كان فعلاً باطلاً لا يرضي الله ، ويجب عليك أن تبغض ما كنت تفعله من الشرك ، وتبغض فاعله لفعله . بدون أن تحكم عليه كفرد معين بالكفر أو الشرك ، ونحذرك أن تحكم بعقلك أنك لم تكن موحداً وكنت من المشركين الكافرين ، لأن مثل هذه الأحكام لا تعرف إلا بالأدلة القطعية من القرآن والسنة . وأنت الآن غير ملزم بتعلمها .
هل هذا ما تقوله يا أبا شعيب ؟


مثالك ليس عملياً ولا وجه له .

فإنه لو سألنا عن حكمه الشرعي عندما كان كافراً ، فلا وجه لأن نقول له دعك الآن من هذا .. بل جوابه هو كجواب من سأل عن أية مسألة شرعية ، سنقول له : كنت كافراً مشركاً ، ثم منّ الله عليك بالإسلام .

ستقول لي كيف عرفت أنا هذا الحكم ؟ سأقول لك : من الكتاب والسنة .. سمى الله مثله كافرين مشركين ، ونحن أسميناه كذلك .

ستقول لي : وهل يلزمه أن يعتقد أنه كان يُسمى عند الله تعالى كافراً مشركاً ؟؟ أقول لك لا يلزمه ذلك ، بل يلزمه فقط أن يعتقد أنه كان مبطلاً فاسقاً متبعاً للشيطان ، على غير دين الله تعالى بأفعاله الشركية تلك .. أما مجرد التسمية فإن المكلّف غير مطالب بها ليدخل الإسلام .

=====================
=====================

الآن جاء دوري لأسألك :

1- لقد بيّن الله - عز وجل - ، ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، والسلف الصالحون - رضي الله عنهم - ، التوحيد أتم بيان ، ولم يتركوا شاردة ولا واردة ، لا دقيقة ولا جليلة ، لا صغيرة ولا كبيرة ، من مسائل التوحيد ، إلا وذكروها وبينوها أتم بيان ، وأحسن تفصيل .

لماذا لا نجد نصّاً واحداً في القرآن والسنة ومن أقوال سلف الأمة من القرون الثلاثة المفضلة ، ذكر لمسألة تكفير المشركين وأنها من أصل الدين الذي لا يدخل المرء في الإسلام حتى يأتي به ويضبطه ولا يخطئ فيه ؟؟

لقد ذكر الله - سبحانه وتعالى - مسائل بدهية في التوحيد ، كمسائل الحب والبغض والولاء والبراء والإخلاص واليقين وما إلى ذلك ، ولم يتركنا لعقولنا لتقرير هذه المسائل ، بل بيّنها في كتابه ، وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، بأدلة واضحة صريحة بيّنة ، مع أن هذه المسائل تقررها عقول أغبى الناس ، ولكنه لم يتركهم دون بيان في هذه المسائل العظام ، إمعاناً في إقامة الحجة ، وحتى لا يختلف من بعدهم .. ولم يأت ذكر مسألة التكفير هذه في أي نصّ شرعي يجعله من أصول الإيمان والاعتقاد !!

يعني باختصار ، ما أفهمه من كلامك هو : أن الله - تعالى - أوكلنا إلى عقولنا لنستنبط هذه الحكم الأصولي الذي لم يظهر كشرط من شروط الإيمان إلا في القرن الثاني عشر الهجري !! وطوال هذه القرون كانت هذه المسألة خافية على الجميع ، لا تُذكر في كتب الفقه بالتفصيل والتقعيد الذي تقولون به .

لاحظ أننا نتكلم عن مسألة أصولية لا فرعية ، هي من شروط الشهادتين ، من لا يأتي بها فهو كافر .

----------

2- رجل مسلم تقرر عنده أن الله - تعالى - حرّم السرقة ، ثم هو رأى سارقاً يسرق ، فقال : لا أسميه سارقاً حتى أقيم عليه الحجة في أن السرقة حرام ، لظنه أن الاسم لا يلحق الفاعل حتى تقام عليه الحجة في جميع المسائل .. مع كونه يُسمى سارقاً لغة وعقلاً ، حتى لو كان جاهلاً بالحكم الشرعي .

سؤالي هو : هل مثل هذا الذي خالف ضرورة اللغة والعقل كافر ؟

أرجو أن تجيب على قدر السؤال .

رد مع اقتباس