عرض مشاركة واحدة
  #68  
قديم 01-04-2018, 12:53 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

مسلم 1:

بسم الله الرحمن الرحيم

التتمة الأخيرة للرد على المشاركة رقم 31




قولك : حكمه أنه كافر .



أقول : لماذا لا تقول : هذا طاغوت . أو إله باطل ؟ ولا يحكم عليه بالإسلام.
أم أنك تقول كافر ، حتى بعد ذلك لا تحكم على من لا يكفره بعدم دخول الإسلام حتى تقام عليه الحجة ووو ؟
فما حكم من لا يعرف حكم من يطلب أو يَقبل أن يُصرف له حق من حقوق الله الخاصة بالله ؟
وبعبارة أوضح : ما حكم من لا يعرف حكم من طلب من الناس عبادته أو رضي بعبادة ؟
وبعبارة أكثر وضوحاً : ما حكم من حكم بإسلام من طلب من الناس عبادته أو رضي بعبادة الناس له ؟




قولك : من خالف اللغة والعقل لا يكفر .. هذا ما عنيته بتقريري أن هذه المسألة مقررة لغة وعقلاً .



أقول : يعني أنت كنت تقصد من قولك " بأن الحكم على الفعل هو حكم على الفاعل .. لغة وعقلاً". فقط ولكن ليس شرعاً ؟
وأن الحكم على من لم يترك الشرك أو فاعل الشرك ، بالشرك ليس حكم الشرع ، وأنه فقط حكم العقل واللغة ؟
سبحان الله ! مع العلم أنني سألتك عن الحكم الشرعي حيث قلت لك :
" ألا يعني أيضاً الحكم على من لا يفعلها ( يعني من لا ينبذ عبادة ما سوى الله ) بأنه غير موحد ؟ "
فاجبت : بلى .. إن الحكم على الفعل هو حكم على الفاعل .. هذا لغة وعقلاً ففاعل الشرك مشرك ..هذا من الضرورات العقلية التي لا يماري فيها أحد"



قولك : ثم نعم ، إن لم يتركها يُحكم عليه بأنه مشرك .



أقول : لو توضح . هل تقصد هنا بأنه مشرك . يعني الحكم على عينه ؟ يعني سيظل حكمه كشخص ، مشرك حتى يترك الشرك .؟
يعني هل لا يحكم عليه بأنه في دين الإسلام والتوحيد حتى يترك هذا الشرك .؟
أم أنك تقصد من كلمة "مشرك "، مشرك أثناء عمله ، ولكن عندما ينتهي من عمله حتى ولو لم يتب من شركه سيظل حكمه حسب الأصل ، موحد مسلم في دين الله معذور بالجهل لفعله الشرك ؟




قولك : وأنت تعلم ولا بد أن تنزيل الأحكام الشرعية ليس حاله كتنزيل الأحكام اللغوية أو العقلية .



أقول : أنا ما أعلمه من دين الله ، أن الذي يثبت عليه فعل الشرك الأكبر بدون أي إكراه يحكم بشركه كشخص ولا يعذر بجهله .
وكذلك ما أعلمه من دين الله أن من يعبد غير الله لا يملك أن يدخل في دين الله بعينه وشخصه .
وما أعلمه من دين الله ، أن العبد حتى يستطيع أن يدخل الإسلام لا بد له أن يعرف أولاً أنه بدون تركه لجميع أنواع الشرك لا يستطيع دخول دين التوحيد .



قولك :
فمن زنى جاهلاً بالحكم ، يُسمى لغة زانياً ، ولا يُسمى شرعاً كذلك
فمن اختلط عليه الأمران ، وقال لا أسميه زانياً ما دام جاهلاً .. فهذا خالف العقل واللغة .. ولكنه لم يخالف الشرع .




أقول : لا يوجد فعل في اللغة اسمه زنا ، الزنا هو وصف شرعي .
أما أساس الفعل فهو الوطء .
فالوطء إما أن يكون حلالا ً وإما أن يكون حراماً يعني زنا . وهذا يحدده الشرع فقط . وليست اللغة والعقل . لهذا من جهل هذا الحكم يمكن أن يعذر بذلك .
فكل من وطء واطئ ، أما حكمه الشرعي فهو حسب الشرع .
أما الشرك فيختلف عن الزنا .
فعل الشرك معروف باللغة . فكل من عبد غير الله معه فهو مشرك . وهذا الوصف يعرفه العرب من لغتهم . ولكن كانوا لا يعرفون حكمه ، أما النصارى واليهود فكانوا يعرفون حكمه ولكنهم كانوا لا يعرفون بعض أنواع الشرك التي وقعوا فيها . وجاء الإسلام ليوضح كل هذه الأمور ، ليوضح لمشركي العرب أنهم بشركهم لا يمكن أن يكونوا في دين الله ، ويوضح لأهل الكتاب شركهم الذي جهلوه ، حتى يتركوه ليدخلوا دين الله .



قولك : لو أننا أبغضنا الكافر لذاته المجردة ، لما أحببناه البتة حتى لو أسلم .. لأن ذاته هي هي ، لم تتغير ! وهذا الذي تقول به هو عين مبدأ القومية البغيضة .. فهل أنت من دعاة القومية بقولك هذا ؟؟



أقول : ومن قال لك أن تبغضه لذاته المجردة أو لجنسه أو للغته ؟
نحن نتحدث عن بغض الكافر وبغض المشرك . ولا نتحدث عن بغض الإنسان أو بغض الأسمر أو بغض الأبيض ، أو بغض القصير وبغض الطويل أو بغض من يتحدث بلغة ما .
نحن نتحدث عن بغض ذاته لفعله الشرك والكفر . فما دام لم يترك الشرك والكفر ويتوب منهما فيجب أن يبغض بعينه وشخصه ، وأن يتبرأ منه لشخصه التي فعل بها الشرك والكفر . ولولا الفاعل ما وجد الفعل . فكيف نبغض الفعل ولا نبغض الفاعل لذاته وهو أساس وجود الفعل ؟
وكيف فهمت قولي هذا أنه عين مبدأ القومية البغيضة .؟؟؟!!!!



قولك : لكننا نبغض الكافر لكفره .. فما دام كافراً فإننا نبغضه ونتبرأ منه لأنه يفعل الشرك والكفر .. ولكنه إن تاب وأسلم : أحببناه وواليناه ، لا فرق بين أبيض ولا أسود ، ولا عربي ولا أعجمي.



أقول : وهذا ما أقول به وأطالبك به . فأثبت على كلامك هذا . لأني سوف أذكرك فيه .
إذن ، فأنت تتبرأ من الكافر وتبغضه ما دام لم يتب من الشرك والكفر .؟
وكذلك تحكم على شخصه بالكفر والشرك وعدم دخول الإسلام ما دام لم يتب من كفره وشركه . ؟
وهل تعتبر هذا التبرؤ والبغض وعدم الحكم بدخول الإسلام من أصل الدين؟
يعني ما حكم من يحكم بإسلام المشرك ولم يتبرأ منه ولم يبغضه وهو يعلم أنه لا يزال على شركه ؟



قولك : هذه الآية حجة عليك لا لك .. اقرأ قوله تعالى جيداً ( من حاد الله ورسوله ) .. أي أن العبرة في بغض الكافر هي بكفره ومحاداته لله ورسوله ..
مفهوم الآية مفهوم علة لا مفهوم لقب .. فتنبه لذلك .




أقول : كيف صارت هذه الآية حجة علي ؟
وهل الذي عبد غير الله لم يحاد الله ورسوله ؟


قولك : أولاً : الطاغوت في هذه الآية هو الشيطان .. وهذا بدليل الآية نفسها لو أنك أكملتها ، فإن الله تعالى يقول بعدها : { فقاتلوا أولياء الشيطان } .. وهذا بإجماع المفسرين .



أقول : يعني هل تقصد إذا كان الطاغوت هو الشيطان فيجب تكفيره . أما إن لم يكن الشيطان فلا يجب تكفيره ؟
ثم أليس الطواغيت كلهم شياطين ؟
روى البخاري عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن الطاغوت هو الشيطان ، ونقل ابن كثير هذه الرواية في تفسيره ثم قال : " وهو قول قوي جداً فإنه يشمل كل ما كان عليه أهل الجاهلية من عبادة الأصنام والتحاكم إليها والاستنصار بها ، قال مجاهد : " الشيطان في صورة إنسان فهم يتحاكمون إليه وهو صاحب أمرهم " .



قولك : ثانياً : طيب ، الطاغوت كافر .. ثم ماذا ؟؟ كيف تستنبط من هذه الآية أن تكفير الطاغوت من أصل الدين ولا يُعذر فيه أحد بتأويل أو جهل ؟؟



أقول : يعني أنت تقر بأن كل طاغوت كافر ؟ أليس كذلك ؟
وتقر أن هذه الآية دليل واضح محكم على أن الطاغوت كافر وأن عابديه كفار.
يا أبا شعيب ، القرآن يفسر بعضه بعضا.
عندما يشترط الله سبحانه الكفر بالطاغوت لدخول الإسلام . لا بد أن يدخل في معنى الكفر بالطاغوت تكفيره أو إخراجه من الدين هو وعابديه .
ما دليلي على هذا ؟
أقول لك : وصف الطاغوت ومعناه اللغوي . وفهم الصحابة لكلمة الطاغوت . ثم قول المفسرين وعلماء الدين في معنى الطاغوت وحكمه وحكم عابديه . ثم تأكيداً لذلك ودليل عليه هذا النص الصريح .
وأنت تقول مع هذا :" ليس من أصل الدين معرفة أن الطاغوت وعابديه ليسوا في دين الله . "
ولقد طالبتك بالدليل على كلامك هذا أكثر من مرة ، ولم تأت لحد الآن بأي دليل ، ولن تأت ، وأنا أتحداك في هذا .



قولك : وهل أصل الدين يُستنبط ولا دليل صريح عليه ؟؟
غاية ما يُمكن أن يُستدل بهذه الآية عليه أن هذه مسألة شرعية حالها كحال باقي المسائل التي تُستنبط من الكتاب والسنة .




أقول : كل الأدلة التي ذكرتها لك صريحة على أن الطاغوت وعابديه ليسوا في دين الله . وكذلك صريحة بأن من لم يعرف ذلك ويطبقه في أرض الواقع لا يملك دخول الدين . وكذلك صريحة بأن الكفر بالطاغوت يقتضي اعتقاد أنه وعابديه ليسوا في دين الله .
أما وأنك مع كل هذه الأدلة التي ذكرتها لك ، وما زلت تقول : "لا دليل صريح على ذلك ." فماذا أملك لك غير الدعاء . ؟!
وحتى لو فرضنا أنها مسألة شرعية . أليست مسألة شرعية واضحة محكمة ؟ لا يسع المسلم أن يخالفها بجهل أو تأويل ، والقرآن وكلام الرسول صلى الله عليهم وسلم ، وكلام الصحابة والمفسرين بين أيدينا ؟



قولك : كحكم عام ، يجب أن يعتقد أن عابد الطاغوت كافر ومشرك ، فيقول : من عبد غير الله فهو مشرك .. فيعلق الحكم بالفعل ، فيكون حكماً بمقتضى الفعل المجرد عن أي اعتبار .. ولكن عند تنزيل الحكم يحصل الاختلاف .
وقد تكلمنا عن الأحكام العامة والأحكام الخاصة وما يعتريها من اعتبارات بما يغنيني عن الإعادة .




أقول : ما هو دليلك من كتاب الله على أنه يجب أن يعتقد أن عابد الطاغوت كافر ومشرك كحكم عام ، فيقول : من عبد غير الله فهو مشرك . فيعلق الحكم بالفعل ، فيكون حكماً بمقتضى الفعل المجرد عن أي اعتبار؟
وما معنى هذه التعابير ، " حكم عام " " يعلق الحكم بالفعل " " فيكون حكماً بمقتضى الفعل المجرد عن أي اعتبار " ؟
وأين أدلتها من الكتاب والسنة ؟
ولا تنس أننا نتحدث عن الشرك الأكبر . نتحدث عن حكم الطاغوت وحكم عابديه .
فهل حكم الصحابة رضوان الله عليهم على الطاغوت وفاعل الشرك الأكبر حكماً عام فقط ، أم أنهم حكموا على ذاته وشخصه ؟
ومن منهم علق الحكم بالفعل المجرد عن أي اعتبار ؟
ومن مِن الصحابة أو من علماء القرون الثلاثة الأولى لم يحكم على عين الطاغوت وعابديه بالشرك والخروج من الدين ؟
ثم من مِن الصحابة أو التابعين أو علماء القرون الثلاثة عندما تحدث عن الطاغوت وعابديه استعمل هذه العبارات التي تستعملها أنت هنا ؟



قولك : هل مخالف الضرورات العقلية واللغوية كافر ؟



أقول : يعني هل فاعل الشرك مشرك فقط من الضرورات اللغوية والعقلية التي لا يماري فيها أحد ، ولكن من الناحية الشرعية فاعل الشرك مسلم موحد ، وهذه لا يماري فيها مسلم ؟!!


قولك : لو جاءني رجل وقال : فلان يشرب الماء ، ولكن لا أسميه شارباً للماء .. هل أقول عنه كافر أم أحمق ؟



أقول :ماذا سيسميه ؟ شارباً للعسل ؟ أم آكلاً للماء ؟ أم سيقول : لا أدري لم يأتني العلم بعد ؟ أم سيقول : هو بفعله وبحدود فعله شارباً للماء أما بذاته وبشخصه فلا . وحتى أحكم على ذاته وشخصه يجب أن أقيم عليه الحجة وأحقق شروط وموانع الشرب .؟
يا أبا شعيب نحن لا نتكلم عن حمقى أو غير مكلفين . نحن نتكلم عمّن وصفتهم علماء أتقياء مجاهدين . فإذا كان فاعل الشرك مشرك لغة وعقلاً وشرعاً ، فبأي دليل شرعي جعلوه موحداً مسلماً ؟



قولك : نحن لا نتكلم عن حكم المشرك عابد غير الله ، بل نتكلم عن حكم تكفيره وعلاقته بأصل الدين .. فلا تلزمني بالجواب عن أسئلتك هنا وأنت تعلم يقيناً أجوبتي فيها .



أقول : وعن ماذا أتكلم أنا يا أبا شعيب ؟
أليس هذه الآيات والأحاديث تدل على أن من معنى شهادة التوحيد الحكم على المشرك بعدم دخول الإسلام ؟
أليس هذه الآيات تبين كيفية الإيمان بالطاغوت الذي أمرنا الله بالكفر به عند دخولنا الإسلام ؟
فإذا كان حكم الشرك والمشرك ثابت من أول خطاب للناس فكيف نعذر بالجهل من حكم عليه بالإسلام والتوحيد ؟ ثم بعد ذلك نقول لا يوجد دليل صريح يدل على أن إخراج المشرك من الدين من أصل الدين ؟



قولك : أما تفسيرك لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : هي براءة من الشرك .. وجعلك ذلك دليلاً على أن تكفير المشركين هو من أصل البراءة من الشرك ، فهذا لا يسلم لك .. خاصة وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يصرّح بذلك .
الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذكر أن هذه الآية براءة من الشرك لتضمنها البراءة منه في قوله تعالى : { لا أعبد ما تعبدون .. الآيات } .. فهو بيان لما تضمنته من أكثر الأحكام .




أقول : الرسول صلى الله عليه وسلم صرح وبشكل واضح أن هذه الصورة براءة من الشرك . فحسب هذا التصريح يجب أن نفهم ما معنى البراءة من الشرك . فمن يريد أن يتعلم كيفية البراءة من الشرك ينظر لهذه الآية . ولا يأت بمقاييس من عقله وهواه ليبين كيفية البراءة من الشرك .
فالآية دليل واضح على أن من البراءة من الشرك تكفير المشرك وإخراجه من الدين . وهكذا فهمها الصحابة وهكذا فسرها المفسرون .
فكيف بعد هذا تقول : ليست دليلاً على أن تكفير المشركين وإخراجهم من الدين هو من أصل البراءة من الشرك . ؟
فهي دليل على ماذا إذن والرسول صلى الله عليه وسلم يصفها بأنها براءة من الشرك ؟ وقد تكرر فيها وصف المشرك بالكافر وأنه ليس في دين الله.
ولقد أثبت لك أن مشركي العرب كانوا لا يحبون أن يوصفوا بأنهم كفار ، مع قبولهم وصف مشركين .
اذكر لي ما هي الأحكام التي تفهم من هذه الآية ؟



قولك : ثم هنا نكتة بديعة ، وهي أن هذه الآية تشمل كل كافر ، كما قال ابن كثير : ( قوله : { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } شمل كل كافر على وجه الأرض ، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفارُ قريش (



أقول : وهل لو شملت كل الكفار - وهذا هو الصحيح - فماذا سيغير من الحكم ؟


قولك : فهذا يلزمك قطعاً أن تكفر من أخطأ في تكفير أي كافر ترى كفره .. لأنه لم يتبرأ من كفره وشركه ، كما تقول .



أقول : سبحان الله ! وكيف سيلزمني أن أكَفِّر كل من أخطأ في التكفير ؟
أنا إذا ثبت عندي أن تارك الصلاة كافر ، فسوف أحكم عليه بالكفر وأخرجه من الدين ، وأعامله معاملة الكفار ، ولو كنت حاكماً لحكمت بقتله ردة . ولا يعني ذلك أن أكفر وأبرأ ممن لا يكفره ما دام يستند على دليل شرعي معتبر في ذلك .
أما لو قال : أن تارك الصلاة ثبت عندي كفره وخروجه من الدين ومع هذا سأحكم عليه بالإسلام فهذا يكفر ويخرج من الدين .
ثم نحن لا نتكلم عن مواضيع الخلاف بين العلماء ، نحن نتكلم عن الكفر بالطاغوت ، نحن نتكلم عن حكم من عبد غير الله . فهل يشك مسلم موحد في كفر من عبد الطاغوت وعبد غير الله ؟
اسأل كل من يدعي الإسلام اليوم ، ما حكم من يعبد غير الله ؟ ستجد الجواب منهم بدون تردد . مشرك غير مسلم .
اسألهم ما حكم من يشرك بالله ؟ ستجد الجواب منهم بدون تردد : مشرك غير مسلم . حتى يأت لهم علماء الطواغيت ويقولون لهم : حذاري من هذه الأحكام . من كفر مسلماً فقد كفر . أتركوا مسألة التكفير لنا ، فهناك أحكام عامة وأحكام خاصة ، هناك تحقيق شروط وانتفاء موانع ، وهذه لا تفهمونها . وما عليكم فهمه هو : أن كل من يتوجه للقبلة فهو مسلم مهما فعل من الشرك الأكبر ، فليس كل من وقع في الشرك وقع الشرك عليه ، لأنه ممكن أن يكون جاهلاً ، أتركوه لنا وانجوا بدينكم ، لأن وبال تكفير المسلم كبير ، سيؤدي لكفركم أنتم . وما عليكم هو أن تعتقدوا أن فعله باطل وأنه على باطل بفعله ، أما شخصه وعينه فلا . لأنه يبقى مسلماً موحداً وأخوكم في الدين له حق الولاء والنصرة والحب .



قولك : ليتك تأملت كلامي جيداً قبل أن تحكم بهذا .. فأنا قلت : :" أما قول إبراهيم - عليه السلام - في البراءة .. فهي براءة منهم في فعلهم ، يعني : هو بريء منهم في شركهم وكفرهم .



أقول : قولك " براءة منهم في فعلهم " ثم بعد ذلك في كلامك السابق تقول " أما أشخاصهم وذواتهم فلا " يعطي انطباع بأنك لا تتبرأ من ذواتهم . لماذا لا تقول نتبرأ منه فقط ؟ أو تقول : نتبرأ منهم حتى يتركوا الشرك والكفر كما قال إبراهيم عليه السلام ومن معه : " حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ "
لماذا تستعمل العبارات غير الواضحة . " فهي براءة منهم في فعلهم ، يعني : هو بريء منهم في شركهم وكفرهم ."
الكل يعرف أن تكفير الشخص أو الحكم عليه بالشرك والبراءة منه ناتجة عن فعله ، وليس للونه وجنسه وطوله ووزنه .


قولك : ألا ترى أنني لم أنف البراءة منهم ؟ .. لكنني عللت البراءة منهم بشركهم وكفرهم .
فنحن نبرأ من الكافرين في كفرهم وشركهم .. فنتمايز عنهم ، ونبغضهم ، ونقاتلهم .. لماذا ؟؟ لأنهم يشركون بالله ويكفرون به .. وهذا هو ما تدل عليه الآية في سورة الممتحنة إذ يقول الله تعالى : { حتى تؤمنوا بالله وحده } .. أي إن سبب براءتنا منهم هو : كفرهم بالله .




أقول : كل عاقل بالغ يعرف أن سبب التكفير والحكم بالشرك والبراءة من المشرك والكافر هو عمله وليس جنسه أو لونه أو طوله أو وزنه وو ، فلا داعي لذكر العلة مع الحكم . لأن هذا يُشعر أن وراء ذلك شيئا .

قولك : اعذرني من كلمتي التي سأقولها ، لكنني لا أعني بها انتقاصاً من شأنك ، إنما أقول ذلك رحمة بي وبك .
الظاهر أنه يصعب عليك فهم بعض الكلام العربي الذي أقوله ، ربما لكونك غير عربي (لا أعلم حقيقة) .. وأعيد وأكرر أنني لا أتقصد بذلك انتقاصاً من شأنك ، ولا حطاً من قدرك ، إنما لبيان علة الخلل في فهمك لكلامي .
لقد قلتُ أنا : نتبرأ من الكافرين لشركهم وكفرهم لا لذواتهم وأشخاصهم .. فاستعملت لام التعليل .
وأحياناً أقول : نبرأ منهم في كفرهم وشركهم ، لا في ذواتهم .. والمعنيان سيان .
وأنت تأتي وتقول أنني قلت نتبرأ من فعلهم وليس من ذواتهم .. والفرق بين العبارتين واضح وضوح الشمس لمن يفهم كلام العرب ، والله المستعان .




أقول : هل شعرت من كلامي معك أنني غير عربي ، سبحان الله !
دعك من هذه الأساليب يا أبا شعيب .
هل تريد أن نحول الحوار لدرس عربي حتى تعرف أنني عربي أم غير عربي ؟ وحتى نرى من هو الذي يصعب عليه فهم التعبير العربي ؟
أريد منك أن تفسر لي لماذا زدت في كلامك " أما ذواتهم وأشخاصهم فلا " هل أحد يفهم من كلامك أو من كلام العلماء " نتبرأ منهم " يعني نتبرأ منهم لأنهم سود أو بيض أو لأنهم طوال أو قصار ، أو لأنهم عجم ؟
ما معنى حرف ( في ) لغة " نبرأ منهم في كفرهم وشركهم " ؟ هل معنى حرف ( في ) هنا لأجل ؟ ما معنى حرف ( في ) هنا يا أبا شعيب . ؟ هل حرف (في ) للتعليل ؟
نعم يفهم من كلامك عندما تقول " نتبرأ من الكافرين لشركهم وكفرهم " أن المقصود لأجل كفرهم وشركهم . اللام هنا للتعليل ، وهذا يفهمه كل من له أدنى فهم باللغة . ولكن المشكلة هو ما تضيفه بعد ذلك من كلام " لا لذواتهم وأشخاصهم " " أما ذواتهم وأشخاصهم فلا " " في كفرهم وشركهم ، لا في ذواتهم "
ألا يوجد فرق يا أبا شعيب بين قول : " نبرأ منهم في كفرهم وشركهم "
وبين " نتبرأ من الكافرين لشركهم وكفرهم " ؟
ثم أنت بعد ذلك ألم تضرب مثالاً : فاعل الزنا ؟ " لا يزني الزاني وهو مؤمن " أليس معنى ذلك "أنه أثناء فعله للزنا ليس مؤمنا " أم أنه حتى يتوب من الزنا يظل غير مؤمن ؟
وأقرأ كلامك السابق :
" يعني تكفي أي كلمة تُظهر أنهم على باطل فيما يفعلونه من شرك ، وعلى ضلال ، ولا يرضاه الله .. حتى يدخل الإسلام.
ولاحظ هنا أنني أتكلم عن الحكم عليهم بمقتضى فعلهم ، لا بمقتضى ذواتهم أو أشخاصهم ."
" فقولي : فلان بفعله على غير دين الإسلام .. فهو إظهار لبطلان ما هو عليه من فعل .
وهذا الحكم محصور فيما فعله من باطل .. كقولنا : الزاني بزناه على غير الإسلام في هذا الفعل . وشارب الخمر بمعصيته على غير الإسلام في هذا الفعل .
فالجاهل إذا قال الشيء نفسه في الكفر ، فقال : فلان بفعله الباطل هذا على غير الإسلام في هذا الفعل .. فإن هذا يكفيه ليبقى مسلماً ."
" أما الحكم على العين ، فهو عند الترجيح في الأحكام ، وإضفاء الحكم الغالب على غيره . والجاهل الذي لا يعرف الترجيح في الأحكام لا يكفر "




قولك : وحتى يسهل عليك تحرير مذهبي ، أقول :
نحن نتبرأ من الكافرين من ذواتهم ، وليس في ذواتهم ..
نتبرأ منهم في كفرهم ، ونتبرأ من كفرهم .
هل وضح كلامي الآن ؟




أقول : انظر بالله عليك كيف قلت : " نحن نتبرأ من الكافرين من ذواتهم ، وليس في ذواتهم " لم تستعمل حرف " في " واستعملت حرف " من "
لماذا ؟ ما معنى " في ذواتهم " وما معنى " في كفرهم " ؟
لماذا استعملت " في " عندما قلت " في كفرهم " ولم تستعمل " في " عندما قلت " وليس في ذواتهم " ؟
هل في اللغة معنى " لكفرهم " نفس معنى " في كفرهم "
ممكن أن تشرح لي الفرق حسب اللغة ؟
وهل تقصد من " في كفرهم " يعني ما داموا على كفرهم ولم يتوبوا منه نتبرأ من ذواتهم وأشخاصهم ؟ فإذا كنت تقصد هذا المعنى فلماذا قلت بعدها " أما ذواتهم وأشخاصهم فلا "
ثم هنا تقول : "نحن نتبرأ من الكافرين من ذواتهم " وقبل ذلك قلت : " أما ذواتهم وأشخاصهم فلا "


قولك : هذه البراءة التي عنيتها هي البراءة الكليّة التي تقتضي قطع جميع الأواصر بين المسلم والكافر .. فهذه لا تتحقق حتى يظهر الكافر عداوته لدين الله تعالى .
وإلا ، فإن الكافر المسالم الذي لا يُعادي المسلمين ، أمر الله تعالى ببره والإحسان إليه ووصله لمن كان قريباً له .
كما أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أسماء بنت أبي بكر بأن تصل أمها ، فهي لم تقطع جميع الأواصر معها .




أقول : ومن قال لك أن البراءة الكاملة هي قطع جميع الأواصر بين المسلم والكافر ؟
لا يجب قطع جميع الأواصر بين المسلم والكافر حتى ولو كان محارباً للإسلام .
فالبراءة الكاملة لا تعني قطع جميع الأواصر بين المسلم والكافر . فحتى لو كان أبوك محارباً للإسلام لا يمنع ذلك دعاءك له وهو حي . ولا يمنع ذلك بره وإطاعته بغير معصية . فهل الدعاء له ليس من الأواصل ؟
وقد قال تعالى : " فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ "
هل كان قبل أن يموت على الكفر ليس عدواً لله ؟ نعم كان عدواً لله . ومع ذلك كان يدعوا له قبل أن يموت . أليس هذا نوعاً من الوصل . فلما مات على الكفر منع من الدعاء له . وهذا هو معنى قوله تعالى " تبرأ منه " أي لم يدع له .
ولقد بينت لك خطأ استشهادك بهذه الآية سابقاً .



قولك : وأنت نفسك تقول إنه يوجد موالاة جائزة للكفار .. والولاء قطعاً نقيض البراء .



أقول : ليس كل مولاة نقيض البراءة المطلوبة نحو المشرك لتحقيق التوحيد . فالبراءة لها عدة معاني . وليس الموالاة الجائزة بين المسلمين والكفار تناقض البراءة منهم أو نقيض البراءة منهم .
وأكبر مثال على ذلك الدعاء للكافر . الدعاء للكافر في حياته جائزة حتى لو كان محارباً ، أما الدعاء له بعد موته على الكفر فهي غير جائزة وسماها الله سبحانه وتعالى براءة منه . إذن ليس هي البراءة المطلوبة لتحقيق التوحيد . ونحن نتحدث عن البراءة المطلوبة لتحقيق التوحيد . وهي المقصودة من قوله تعالى : ( إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ، إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِي )
وكذلك قوله تعالى : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (


قولك : ويدل على أنني عنيت هذا المعنى ، أنه أتى بعد ذكري للبراءة منهم في كفرهم وشركهم..
فقلت : أما قول إبراهيم - عليه السلام - في البراءة .. فهي براءة منهم في فعلهم ، يعني : هو بريء منهم في شركهم وكفرهم .
قال تعالى : { وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [يونس : 41]
وقال أيضاً : { إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }[هود : 54]
وأيضاً : { فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [الشعراء : 216]
وتعني أيضاً : براءة من ذواتهم وأشخاصهم بعد إقامة الحجة عليهم وإظهارهم العداوة لدين الله .. من جنس قوله تعالى : { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } [التوبة : 114
وجعلتُ هذه البراءة من جنس قوله تعالى في إبراهيم ، ومن جنس قوله في نوح ، عليهما السلام .
وعندما أجعل هذه البراءة من ذلك الجنس ، فهي تعني براءة كليّة تنقطع بها جميع الأواصر .




أقول : لقد أثبت لك أنه لا يوجد براءة كلية تقطع جميع الأواصل بين المسلم والكافر . واستشهادك بآية ( التوبة : 114 ) استشهاد خاطئ ولقد أثبت لك ذلك .
ثم لماذا هذا اللف والدوران .؟ لماذا لا تقول : نتبرأ من ذواتهم لأفعالهم . وتترك القول : " نتبرأ منهم في أفعالهم . " والقول " .. فهي براءة منهم في فعلهم ، يعني : هو بريء منهم في شركهم وكفرهم "
لماذا لا تقول : " بريء منهم لشركهم وكفرهم ، وتبقى هذه البراءة من ذواتهم وأشخاصهم حتى يتوبوا من شركهم وكفرهم .
لماذا تركز على "الفعل " والكل يعرف أنه ما حكم عليهم بالكفر والشرك إلا لفعلهم الشرك والكفر . ؟ وما تبرأ من ذواتهم إلا لفعلهم الشرك والكفر.
لماذا تترك الكلام الواضح الذي لا يخالفك فيه أحد وتلجأ لاستعمال كلمات محتملة ؟ وتستعمل مصطلحات لم يستعملها العلماء ؟
ثم لماذا تأت بآيات يذكر فيها البراءة من العمل ، وبعدها تقول : " وتعني أيضاً : براءة من ذواتهم وأشخاصهم بعد إقامة الحجة عليهم وإظهارهم العداوة لدين الله .." وتأتي بعدها بآية ( التوبة :114 ) والتي ليست لها علاقة بإقامة الحجة من قريب ولا من بعيد . ؟



قولك : الحجة التي يكون بعدها إظهار العداوة والبغضاء والقتال ، وليست حجة إلحاق اسم الكفر والشرك بهم .



أقول : وهل هناك حجتين نقيمهما ، حجة لإلحاق اسم الشرك وحجة لإظهار العداوة والبغضاء والقتال ؟
ثم ما هي هذه الحجة التي يكون بعدها إظهار العداوة والبغضاء والقتال ؟
وما هي الحجة التي نقيمها لإلحاق اسم الشرك على عين المشرك ؟


قولك : المقصود أنه لم يتبرأ منه البراءة التامة التي تنقطع بها جميع الأواصر حتى وقت المفاصلة . فعندما بان واتضح أنه كافر ومات على الكفر ، فهنا تمت البراءة التامة ، فلم يجعله الله تعالى من أهله .



أقول : ومن قال لك أن المقصود من البراءة ، قطع جميع الأواصل ؟
أليس زيارة قبر الكافر بعد مماته من الأواصل ؟ وقد أذن الله لرسوله صلى الله عليه زيارة قبر أمه ولم يأذن له بالدعاء لها . ألا يعد ذلك من الأواصل؟ فكيف تقول : " فإذا مات تمت البراءة التامة ."
والدعاء له بعد موته ، لا تعني أنه لم يتبرأ منه البراءة المطلوبة كمشرك .
ثم حرمة الدعاء له بعد موته ليست لها علاقة بإقامة الحجة كما فهمتها أنت . فالحجة لم تقم على أبَوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يُؤذن له بالدعاء والاستغفار لهما . وقامت على والد إبراهيم عليه السلام قبل موته وليس بموته قامت .
فعدم الاستغفار لمن مات على الشرك حكم شرعي يعرف بالدليل الشرعي ولا يكفر من لم يعرفه واستغفر للمشرك الميت حتى تقام عليه الحجة ويستحل .
ولا يقال أن من استغفر للمشرك فقد والاه . لأن الاستغفار للمشرك جائز في حياته . والتحريم فقط بعد أن يموت على الشرك .


قولك : كما قلت : البراءة منهم هي في شركهم وكفرهم .. فما داموا كفاراً نحن نتبرأ منهم .



أقول : أنت هنا تقول : " فما داموا كفاراً نحن نتبرأ منهم " . ألا يدل هذا الكلام على أنهم ما داموا لم يتبرؤوا من الكفر والشرك فأنت تتبرأ من أعيانهم . يعني بعبارة أخرى ما داموا لم يتوبوا من الكفر أو الشرك فأنت تتبرأ من أعيانهم . أليس كذلك ؟


قولك : والبراءة المقصودة هنا هي : بغضهم لفعلهم .. وتركهم ومفاصلتهم .. والمجاهرة بذلك .



أقول : أنت هنا تقر أيضاً بأنهم ما داموا لم يتوبوا من الكفر والشرك يجب تركهم ومفاصلتهم .. والمجاهرة بذلك . أليس كذلك ؟
والظاهر من كلامك أنك تقصد بقولك " تركهم ومفاصلتهم " يعني ترك أعيانهم ومفاصلة أعيانهم ما داموا لم يتوبوا من الكفر والشرك . أليس كذلك ؟


قولك : ولا يوجد دليل واحد يبيّن أن التكفير أصل في البراءة من الكفر .. هل تجد ذلك في أيّ دليل شرعي واحد ؟؟ بحيث يكون من لا يكفر المشرك موالياً لشركه ؟؟



أقول : إذا كنت تقصد التسمية بالكافر ، فقد قلت لك سابقاً أنها ليست ضرورية ( كتسمية ) لدخول الدين بداية .
ولم أقل أن من لا يكفر المشرك فقد والاه لشركه .
وإنما مَن حكم على المشرك بالإسلام لا بد له أن يواليه كمسلم موحد ولا يجوز أن يتبرأ من شخصه وعينه .



قولك : ونحن نرى أن العلماء اختلفوا في تكفير بعض الكافرين ، ولم يعن هذا أن من امتنع عن التكفير غير متبرئ من كفر الكافر ..



أقول : المسلمون لم يختلفوا في تكفير بعض الكافرين . وإنما اختلفوا في تكفير المسلم الذي فعل الكفر . وهناك فرق كبير من الجملتين .
فالذي لم يكفر المسلم الذي فعل الكفر لم يكفره لأنه لم يثبت عنده أن الكفر وقع عليه . أو لم يكفره لأنه لم ير عمله كفراً .
ولا يقال أيضاً أن المسلمين اختلفوا في تكفير المشرك الذي عبد غير الله .
وإنما اختلفوا في فهم فعله هل هو شرك أكبر أم لا ، فمن فهم من فعله أنه شرك أكبر لم يتردد في إخراجه من الدين .
ويجب التنبيه هنا أن خلافهم لم يكن في الشرك الأكبر ، وإنما كان في الشرك الأصغر . فمن العلماء ما حكم على بعضه بأنه شرك أكبر فأخرج من الدين فاعله ، ومنهم من حكم عليه بأنه شرك أصغر ومعصية من المعاصي فلم يخرج فاعله من الدين . ومثال ذلك : طلب الدعاء من الميت.
فطلب الدعاء من الميت ليس شركاً أكبراً ، ولكن بعض علماء نجد عدوه من الشرك الأكبر وأخرجوا فاعله من الإسلام .

رد مع اقتباس