عرض مشاركة واحدة
  #72  
قديم 01-16-2018, 02:13 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

مسلم 1 :

بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على مشاركة رقم 71:


قولك : ( أقول : هل أنت يا أبا شعيب عندما قلت " نتبرأ منهم في كفرهم " كنت تقصد ما داموا لم يتوبوا من كفرهم فالبراءة من أشخاصهم وذواتهم دائمة. ؟
وهل قولك " نكفرهم في شركهم وفي كفرهم " كنت تقصد نحكم عليهم بالكفر والشرك بسبب كفرهم وشركهم ونظل نحكم على أشخاصهم وذواتهم وأعيانهم هذا الحكم حتى يتوبوا من كفرهم وشركهم ؟)
انظر أخي الكريم ، هداني الله وإياك ، يبدو لي أن الخلفية العلمية والتأصيل الشرعي الذي عندي ، يختلف عن الذي عندك .. لذلك عندما أتكلم في مسألة كالولاء والبراء ، أتكلم معك باعتبار أن أصولنا فيها واحدة ، فأبني على ذلك أنك ستفهم كلامي بمجرد تذكيري لك به ، وإذ بي أرى بعدها أننا نختلف كذلك في أصول المسائل ، وهذا ما يدفعك إلى السؤال عنها .
لذلك أرى أن علينا التكلم في جذور هذه المسألة وتصحيحها ، ثم نتكلم عمّا ينبني عليها .



أقول : لا شك أن الخلفية العلمية والتأصيل الشرعي الذي عندك يختلف عن الذي عندي .
فنحن حتى ولو اتفقنا في تعريف أصل الدين اختلفنا في معناه .
فأنت تقول أن معنى الكفر بالطاغوت : هو اعتقاد أنه على باطل في فعله ، وأن من يعبده على باطل في فعله ، وليس معناها اعتقاد أنه كشخص معين ليس في دين الله هو ومن يعبده .
وأنا أفهم من الكفر بالطاغوت : هو الاعتقاد أنه ليس في دين الله هو ومن اتبعه وكذلك من لم يعتقد ذلك ليس في دين الله هو الآخر .
هذا خلافنا الأول .
ولحل هذا الخلاف وغيره يجب الرجوع لكتاب الله وسنة رسوله . لهذا أطالبك بان تثبت ما قلته في معنى الكفر بالطاغوت من القرآن والسنة . لأنك لم تأت بدليل واحد لحد الآن يثبت ما ذهبت إليه ، ولقد جئتك بأكثر من دليل يثبت ما فهمته أنا من الكفر بالطاغوت .

أما الخلاف الثاني فهو في مسألة الولاء والبراء ومعناهما وأحكامهما .
لهذا هنا حتى نفهم بعضنا البعض أريد أن أسالك بعض الأسئلة :
1-ما هو الولاء والبراء الذي من أصل الدين ؟
2-ما معنى الولاء والبراء في قول إبراهيم عليه السلام والذين معه " إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ."
وهل هو المطلوب في أصل الدين ؟
3-وما معنى قوله تعالى : " بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "( التوبة :1)
4-وما معنى قوله تعالى : " فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ "


قولك : أما جواب سؤالك في الأعلى فهو : نعم .. فهمك لظاهر كلامي صحيح .. ولكن المشكلة ليست في ذلك .. إذ أن المفاهيم التي أطرحها مخالفة لما يقوم في فهمك عند قراءة كلامي ؛ وهذا ما سأوليه اهتماماً في هذه المشاركة ، حتى نأتي على مواضع الخلاف ، بإذن الله .
وستتوضح لك هذه المسألة جلياً بعد ضبط مسألة ترك الصلاة ، فاسمح لي من فضلك .




أقول : إذا أستطيع أن أقول أن عقيدتك هي :
من فعل الشرك فهو مشرك غير مسلم ولا موحد حتى يترك الشرك ويتوب منه . ( طبعاً الحكم على عين الشخص .)
ومن فعل الشرك تتبرأ من ذواتهم وأشخاصهم ما داموا لم يتركوا الشرك ويتوبوا منه .
أريد منك يا أبا شعيب أن تأكد هذا الفهم .
وهل فهمت هذا من فهمك لأصل الدين .؟


قولك : أنت تقول في مشاركة رقم #67 :
) أقول : سبحان الله ! وكيف سيلزمني أن أكَفِّر كل من أخطأ في التكفير ؟
أنا إذا ثبت عندي أن تارك الصلاة كافر ، فسوف أحكم عليه بالكفر وأخرجه من الدين ، وأعامله معاملة الكفار ، ولو كنت حاكماً لحكمت بقتله ردة . ولا يعني ذلك أن أكفر وأبرأ ممن لا يكفره ما دام يستند على دليل شرعي معتبر في ذلك .
أما لو قال : أن تارك الصلاة ثبت عندي كفره وخروجه من الدين ومع هذا سأحكم عليه بالإسلام فهذا يكفر ويخرج من الدين(
أقول لك : يلزمك تكفيره لأنه بحسب كلامك : لا يتبرأ من دينه الذي هو كفر .. فهو على غير دين الإسلام في معتقدك .. ومن يواليه يجب أن يكون مثله في الحكم .. أي : على غير دين الإسلام .




أقول : سبحان الله ! كيف يَلزمني تكفير من لا يكفره ؟ !!
كيف لا يتبرأ من دينه الذي هو كفر ؟
هو لا يعتقد أنه كفر ، فكيف ألزمه أن يتبرأ ممن يعتقد أنه مسلم موحد وأن عمله ليس بكفر . وهو يستند بذلك لدليل شرعي معتبر . ؟
ثم من قال لك يا أبا شعيب أن كل من يواليه يجب أن يكون مثله في الحكم؟
من أين جئت بهذا الفهم ؟
ثم تارك الصلاة ليس دينه ترك الصلاة . بل هو يعتقد فرضيتها . ومن كَفَّره لم يُكفره لأن دينه ترك الصلاة بل لأنه ترك الصلاة . فهناك فرق كبير.
نعم هو على غير الإسلام في معتقدي الذي استند فيه لأدلة شرعية فهمت منها أن تارك الصلاة كسلاً ليس مسلماً . وكذلك في معتقدي أيضاً أن من لا يكفره لا يكفر ما دام يستند لأدلة شرعية معتبره . فهذا خلاف فقهي اجتهادي يحصل بين المسلمين ، كأي خلاف في المسائل الفقهية . وليس له علاقة بأصل الدين . فمثلاً : أنا ممكن أن اعتقد أن نزول الدم لا ينقض الوضوء وغيري من المسلمين يعتقد أنه ينقض الوضوء ، فإذا لم أجدد وضوئي وصليت بعد أن نزل مني دم فصلاتي جائزة ، أما من يعتقد أن نزول الدم ينقض الوضوء ، فإذا صلى بعد أن نزل منه الدم بدون أن يتوضأً فصلاته باطلة . ولا يجب عليه أن يعتقد أن صلاتي باطله . وهكذا في باقي الأحكام الفقهية .
حكم المرتد حكم فقهي ، لهذا فهو موجود في كتب الفقه ، وهناك خلاف كثير في أحكامه بين العلماء . وكل عالم ملزم بأن يعمل حسب ما يعتقده هو . ولا يحق له أن يلزم غيره بما يعتقد ما دام غيره عنده دليل ، ويسع المسلمين الخلاف فيه .



قولك : ثانياً : ترك الصلاة شرك أكبر بنص كتاب الله - سبحانه وتعالى - إذ قال : { الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ } [الأنعام : 1(
وقال : { أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } [الفرقان : 43]
فكل من كفر بالله تعالى وخرج من الدين هو : مشرك ، ويعبد غير الله تعالى




أقول : كيف فهمت أن ترك الصلاة شرك أكبر بنص كتاب الله ؟
كيف فهمت من هذه الأدلة أن ترك الصلاة شرك أكبر ؟
لا يوجد حتى ذكر الصلاة في هذه الآيات .
وأتحداك أن تأتي بنص واحد صريح لا يخالفه نص آخر أن ترك الصلاة كسلاً شرك أكبر .




تقول : " فكل من كفر بالله تعالى وخرج من الدين هو : مشرك ، ويعبد غير الله تعالى "



أقول : ليس من ترك الصلاة كسلاً كفر بالله . لأن ليس كل كافر قد كفر بالله . فقد يكون كفر بالرسالة . أو بأي شيء آخر غير الله .
ثم تارك الصلاة كسلاً ما هو الشرك الأكبر الذي فعله ؟ هل عبد غير الله ؟


قولك : " قال ابن تيمية - رحمه الله - : ( ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده ، فلا بد أن يكون عابدا لغيره . يعبد غيره فيكون مشركا . وليس في بني آدم قسم ثالث . بل إما موحد ، أو مشرك ، أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل : النصارى ومن أشبههم من الضلال ، المنتسبين إلى الإسلام ( .
وبطبيعة الحال .. لا يُسمى تارك الصلاة عند من يكفره موحداً ولا مؤمناً .. فإذن هو كافر ومشرك




أقول : دعك الآن من كلام العلماء حتى لا يتشعب الموضوع . لأن شرح كلام العلماء سيتطلب مني وقتاً كبيراً ، وسوف يشعب الموضوع .
ومع هذا فأقول مختصراً . كلام ابن تيمية هذا ليس دليلاً لك على أن تارك الصلاة كسلاً قد عبد غير الله وأشرك الشرك الأكبر . هذه واحدة .
والثانية : انتبه لقوله " ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده " هو يقول : من لم يعبد الله وحده ، يعني أنه يعبد معه غيره . ولا يقال لكل كافر ، أنه لم يعبد الله وحده . فهناك من الكفرة من لا يعبد إلا الله . وانتبه لتأكيده بقوله " يعبد غيره فيكون مشركا "
أما قوله : " ليس في بني آدم قسم ثالث . بل إما موحد ، أو مشرك " فإن كان يقصد من كلمة مشرك ، كافر، يعني استعمل الخاص بمعنى العام فهذا صحيح ، وأرجح أنه قصد هذا ، أما إن كان يقصد المشرك الذي يعبد غير الله ، فكلامه غير صحيح . لأن الله سبحانه يقول : " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) ( التغابن : 2)
قال الحافظ بن حجر العسقلاني في تفسير قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (النساء : 48). " والشرك الأكبر المعاصي والمراد به في هذه الآية الكفر، لأن من جحد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم مثلا كان كافرا ولو لم يجعل مع الله إلها آخر، والمغفرة منتفية عنه بلا خوف " (فتح الباري، ج 1 ص 71.).
انظر كيف فسر ابن حجر كلمة الشرك بأنها الكفر .
فليس كل كافر مشرك ولكن كل مشرك كافر ، فبينهما عموم وخصوص مثل الإسلام والإيمان .
فبين الكفر والشرك عموما وخصوصا مطلقا، فكل مشرك شركا أكبر كافر، وليس كل كافر مشركاً. لأن الكفر خصال كثيرة ( كفر تكذيب ، كفر استكبار وإباء مع التصديق ،وكفر إعراض ، وكفر شك ، وكفر نفاق ) بينما الشرك خصلة واحدة، وهي الإشراك مع الله غيره سبحانه وتعالى، أو المساواة بين الله عز وجل وبين بعض مخلوقاته، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وهنا أطرح سؤالاً على من لا يفرق بين الكفر والشرك : موحد نصراني لم يفعل الشرك ولكن لم يؤمن بسيدنا محمد بسبب التلبيسات والمعلومات الخاطئة التي وصلته هل هو مشرك ؟ أم كافر بمحمد ؟

ثم أنظر كيف يعرف ابن تيمية الكفر : " والكفر (تارة) يكون بالنظر إلى عدم تصديق الرسول والإيمان به ، وهو من هذا الباب يشترك فيه كل ما أخبر به. (تارة) بالنظر إلى عدم الإقرار بما أخبر به ، والأصل في ذلك هو الإخبار بالله وبأسمائه ، ولهذا كان جحد ما يتعلق بهذا الباب أعظم من جحد غيره. وإن كان الرسول أخبر بكليهما ثم مجرد تصديقه في الخبر والعلم بثبوت ما أخبر به، إذا لم يكن معه طاعة لأمره، لا باطنا ولا ظاهرا ولا محبة لله ولا تعظيما له لم يكن ذلك إيماناً " (ابن تيمية، الفتاوى، ج 7 ص 534.).

وأطلب منك مرة أخرى يا أبا شعيب أن لا تستشهد بكلام العلماء إلا لتفسير أدلة القرآن أو السنة التي تطرحها حتى لا نغوص بشرح كلام العلماء .


قولك : وبنص حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق تارك الصلاة : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )) .. وقوله في حديث آخر : (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة )) .. وقوله في حديث آخر : (( ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك )) .. وأيضاً : (( بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة فإذا تركها فقد أشرك ))
وهذه الأحاديث محمولة على الشرك الأكبر عند من يرى كفر تارك الصلاة
فعليه :
أنا عندي تارك الصلاة كسلاً العالم بوجوبها : كافر مشرك ، يعبد هواه من دون الله ، وهو على غير دين الإسلام .
وعندي أن من يواليه ويحبه : كافر ومشرك ، مثله في الحكم .
ولا يمكن لأحد التفريق بينه وبين المتولي له .. فهما في الحكم سيان .
ولكن ما معنى هذا الحكم ؟
معناه : أن من يحبه لأنه يترك الصلاة .. ويعينه على ترك الصلاة .. ويجعله مسلماً لأنه تارك الصلاة .. فهذا متول له وكافر مثله .
أما من يقول : إن ترك الصلاة ليس من دين الله ، وفلان على ضلال في نطاق هذا الأمر ، وباقي أفعاله من إيمان وتوحيد هي من دين الإسلام ، وهو على الحق فيها .. فهذا لا يكفر ما دام مجتهداً .
هل فهمت معنى كلامي الآن في الولاء والبراء ؟




أقول : لو فرضنا أن تارك الصلاة كسلاً مشرك ، لا يعني ذلك أن من يحكم عليه بالإسلام استناداً لأدلة شرعية أنه لم يكفر المشرك ووالاه مع شركه. فالقول : " أن من يوالي ويحب تارك الصلاة : كافر ومشرك ، مثله في الحكم "
كلام غير صحيح . لأن حكم تارك الصلاة مختلف فيه .
ثم حتى يوافق مثالك ما نتكلم عنهم يجب أن تقول : من أعتقد أن ترك الصلاة كسلاً كفر وشرك ، ولكنه لم يكفر تارك الصلاة كسلا ، واعتقد أنه على باطل في حدود فعله ، ولم يحكم عليه بالكفر كشخص معين لأجل أن عنده بعض أفعال التوحيد والإسلام . فما حكمه ؟
أفهم من كلامك أن معنى الولاء والبراء عندك هو : أن من يحب المشرك لأنه أشرك بالله ، أو يعينه على شركه ، ويجعله مسلماً لأنه يشرك بالله فهو الذي تولاه وهو الكافر مثله .
أما أن يحكم على من عبد غير الله ، بالإسلام والتوحيد مع إعتقاده أن عمله ضلال وهو على ضلال في نطاق شركه . فلا يكفر ولا يعد قد والى المشرك والكافر الولاء المكفر . لأنه مجتهد .
هل فهمت الآن كلامك . ؟
إذا كانت هذه عقيدتك في الولاء والبراء والحكم على عابد غير الله ،ومن لا يكفره ، فأطلب منك أن تأتي بدليل واحد عليها .

رد مع اقتباس