عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-31-2011, 10:54 PM
زائر2 زائر2 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 160
Lightbulb الرد على أبي مريم المخلف في مسألة السلسلة

جواب الشيخ ضياء الدين القدسي على كلام أبي مريم حول فتوى السلسلة

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
ردي على تعليقات أبي مريم ستكون باللون الأحمر .


سؤال وجه للشيخ ضياء الدين القدسي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم لدنيا مثال نرجو بيانه , بارك الله فيك , وهو حكم هؤلاء الأشخاص الثلاثة مع التوضيح بالأدلة
لدينا مثالا ً لثلاثة أشخاص , وهم على الترتيب
سالم وغانم و ساهر
أولا ً : سالم يتحاكم إلى الطاغوت
ثانيا ً : غانم لا يكفِّر سالم مع علمه بحاله فما حكمه ؟
ثالثا ً ساهر يكفِّر سالم ولكنه لا يكفر غانم مع علمه بحاله فما حكمه ؟

جواب الشيخ ضياء الدين القدسي على السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
مسألة السلسلة في التكفير تنطبق على الكفر القطعي المتفق عليه لا غير . وهي مبنية على قاعدة " من لم يُكفر الكافر كافر " والمقصود من الكافر هنا في هذه القاعدة هو الكافر المجمع على تكفيره .

مثال : ساب الرسول يكفر قطعاً وكذلك من لا يكفره يكفر قطعاً وكذلك يكفر من لا يكفرها . هنا وفي مثل هذا تكون السلسلة في التكفير .
نأتي الآن لسؤالك أخي :
سالم : يتحاكم للطاغوت بمحض إرادته فهو مشرك لأن التحاكم للطاغوت إيمان به وكفر بالله العظيم وهذا الحكم حكم قطعي متفق عليه والأدلة عليه كثيرة منها :
قوله تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (النساء :60)
فإذا غانم لم يُكفِّر سالم مع علمه بحاله فهو كافر أيضا لأنه حكم على من حكم عليه الله بالشرك ، حكم عليه بالإسلام أي وصف من أشرك الشرك الأكبر بالإسلام لهذا يكفر لإنكاره القطعي من القرآن . فهو حكم على من آمن بالطاغوت بأنه مسلم .
أما ساهر وهو الذي يكفر سالم ولكنه لا يكفر غانم مع علمه بحاله فهذا أيضا يكفر لأنه حتى ولو كفر من وقع في الشرك الأكبر ولكنه في نفس الوقت لم يكفر من أنكر القطعي في هذه المسألة .
ولو عرف ساهر المعرفة الحقيقية الصحيحة المبنية على الدليل لسبب تكفير سالم لما تردد ولو لحظة واحدة في تكفير من لا يكفره ، لو عرف أن كفر سالم هو كفر قطعي وهو شرك بالله العظيم لعرف أن من لا يكفره أيضاً كافر لأنه أنكر القطعي من الأدلة . فكفر ساهر هو من باب من لم يكفر من أنكر القطعي من النصوص . يعني هو كمن قال من يسب الرسول يكفر ولكن لا يكفر من لا يكفره .
أو مثل من قال يكفر من أعتقد بوجود إلهين أثنين ولكن لا يكفر من لا يكفره.
سالم مشرك لأنه تحاكم للطاغوت ، غانم وساهر كافران وليسا مشركان لأنهما ردا الحكم القطعي في من أشرك في الله الشرك الأكبر .
كتبه : ضياء الدين القدسي .



يقول أبو مريم : هذه فتوى القدسي من موقعه الغرباء .
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله . هذا الفتوى منقولة من موقع ( الغرباء أهل السنة و الجماعة ) وعلة نقلي لهذه الفتوى و التعليق عليها لأمرين :
الأول : أن هناك الكثير ممن علم حقيقة الإسلام و عمل بها واجتنب الطاغوت و كفر به فاعتقد كفر الطواغيت و المشركين و كفر من لم يكفرهم إذا قرأ هذه الفتوى و علم أصول أهل العلم فإنه لو التزم ما في هذه الفتوى من اللوازم فإنه سيعتقد ضرورة أن من لم يكفر الطواغيت و المشركين إذا كان جاهلا أو متأولا أنه لا يكفر فقول ضياء القدسي ( حكم عليه بالإسلام أي وصف من أشرك الشرك الأكبر بالإسلام لهذا يكفر لإنكاره القطعي من القرآن . فهو حكم على من آمن بالطاغوت بأنه مسلم . ) .

أقول ( ضياء الدين ) : لو فهم من قرأ هذه الفتوى الفهم الصحيح لا أظنه سيعتقد ضرورة أن من لم يكفر الطواغيت والمشركين إذا كان جاهلا أو متأولا أنه لا يكفر . وذلك لما يلي :
أنني بينت في نفس الفتوى لماذا كفرت غانم وسالم حيث قلت : ( فإذا غانم لم يُكفِّر سالم مع علمه بحاله فهو كافر أيضا لأنه حكم على من حكم عليه الله بالشرك ، حكم عليه بالإسلام أي وصف من أشرك الشرك الأكبر بالإسلام لهذا يكفر لإنكاره القطعي من القرآن . فهو حكم على من آمن بالطاغوت بأنه مسلم . )
فسبب تكفير غانم كما جاء في الفتوى هو : حكمه بالإسلام على من حكم عليه الله بالشرك . أي وصف من أشرك الشرك الأكبر بالإسلام .
والمعلوم لكل من فهم كلمة التوحيد أن من مقتضيات كلمة التوحيد الحكم عل من أشرك بالله الشرك الأكبر بالكفر أو عدم الإسلام أو عدم دخول الدين . وهذا يفهم من الأدلة القطعية التي تبين كيفية دخول المرء الإسلام .
فالله سبحانه وتعالى بيّن لنا في قطعيات الأدلة أن من لا يكفر بالطاغوت لا يملك دخول الإسلام . فمن حكم بالإسلام على من لا يكفر بالطاغوت لم يفهم كيفية دخول الإسلام حسب ما بينته قطعيات الأدلة من القرآن والسنة . ومن لا يفهم كيفية دخول الإسلام لا يملك دخوله . كل هذا فهمناه من قطعيات الأدلة ، فمن لم يقبل هذا الفهم فقد أنكر قطعيات الأدلة التي يدعي أنه يؤمن بها. ولا يعذر بجهل أو تأويل . لأن التأويل مجاله غير القطعي والمحكم من النصوص ، ومن جهل كيفية دخول الإسلام لا يملك إعتقاده .
وقولي أن : ( غانم وساهر كافران وليسا مشركين لأنهما ردا الحكم القطعي في من أشرك في الله الشرك الأكبر . ) .
يعني أنهما لم يفعلا الشرك الذي فعله سالم . وهذا لا يمنع أن يكونا بالنتيجة لم يحققا كلمة التوحيد . لأنهما أنكرا القطعي في من أشرك في الله الشرك الأكبر ، والذي يبين كيفية دخول المرء الإسلام .


يقول أبو مريم :فالقدسي يشدد على أن من لم يكفر المشرك و من لم يكفره أن سبب تكفيره ليس هو فعله الشرك بل لأنه رد الحكم القطعي من القرآن .
وهذا هو الخطأ الذي لو التزمه المسلم يلزمه اعتقاد أن من لم يكفر المشرك إذا كان جاهلا أو متأولا يكون مسلما فالحكم القطعي من القرآن يعلم ببلوغ القرآن و بلوغ القرآن يختلف من حال إلى حال فيلزم أن يبلغ جميع القرآن للناس جميعا فقد يبلغ بعضهم بعض الآيات و ليس فيها الأمر بتكفير من عبد غير الله فمثل هذا يلزم على أصل القدسي أنه يكون مسلما إذا اجتنب الشرك و لكنه يحكم على من لم اجتنب الشرك بالإسلام لأنه لم يبلغه النص القطعي في تكفير من عبد غير الله و قد يبلغه بعض النصوص لكن بطريق غير قطعي إما من جهة الدلالة أو من جهة الثبوت و مثل هذا كذلك يلزم على أصل القدسي أنه لا يكفر إذا حكم بإسلام من عبد غير الله مع علمه بأنه يعبد غير الله لأنه و إن كان بلغه لكن بلغه بطريق غير قطعي .
أقول ( ضياء الدين ) : ما هو الشرك الذي فعله من لم يكفر المشرك و من لم يكفره .؟
كيفية دخول الإسلام يفهم من القطعي من النصوص . فمن لم يصله النص القطعي الذي يبين كيفية دخول الإسلام أو وصله ولم يلتزم به يوصف بأنه لم يحقق شروط دخول الإسلام ، لم يحقق كلمة التوحيد ، بالاستناد للدليل القطعي الذي يبين كيفية دخول الإسلام . فإن عرف هذا الدليل وأوله يوصف بأنه أنكر هذا النص القطعي الثابت عنده . فتكفير مثل هذا يكون بإنكاره النص القطعي هذا . أما الأول الذي يجهل النص القطعي الذي يبين كيفية دخول الدين ، فهذا يوصف بأنه لا يعرف كيفية دخول الدين ومن لا يعرف كيفية دخول الدين لا يملك دخوله حتى ولو ترك الشرك . ولا يوصف مثل هذا بأنه أنكر النص القطعي الذي يبين كيفية دخول الدين . وبما أن النص القطعي الذي يبين كيفية دخول الدين معروف عند من يدعي الإسلام ، فيكون السبب في عدم تحقيقة لكلمة التوحيد ليس عدم وصول النص له بل بسبب تأويله الفاسد للنص الذي أدى إلى إنكاره ، لهذا قلت : ( لأنه رد الحكم القطعي من القرآن ) والرد هنا ليس رد التنزيل بل رد المعنى وإنكاره بسب الجهل أو الهوى .


يقول أبو مريم :فالحكم القطعي يعلم من نصوص الكتاب والسنة و هو ما ذكره القدسي نفسه بقوله ( رد الحكم القطعي من القرآن ) و مرة قال ( رد الحكم القطعي من الأدلة ) و من لم يبلغه النص القطعي لا يقال أنه رده لكن يقال جهله و إذا علق الكفر هنا برد الحكم القطعي من القرآن يلزم أن من لم يرده كالجاهل مثلا أو المتأول لا يكفر حتى تقام عليه الحجة و يثبت أنه رده .
أقول ( ضياء الدين ) : لا ، لا يلزم هذا . لا يلزم عدم تكفير الجاهل والمتأول . لأن من جهل كيفية دخول الدين وأن التوحيد لا يتحقق بدون ترك الشرك الأكبر لا يحقق دخول الدين ، ولا يوصف بأنه موحد . لأنه جهل معنى كلمة التوحيد ومن جهل كلمة التوحيد لا يملك إعتقادها .
نعم الحكم القطعي يعلم من الكتاب والسنة وبهذا علمنا كيفية دخول المرء الإسلام ، وعلمنا كلمة التوحيد .
نعم من لم يبلغه النص الذي يبين كيفية دخول الدين ، لا يقال أنه رده ، ويقال أنه جهله ، ومن جهل كلمة التوحيد لا يملك اعتقادها . فمن جهل شيئاً لا يملك اعتقاده .


يقول أبو مريم :فالقدسي إما أنه لا يعرف معنى قوله رد الحكم القطعي وهذه مصيبة عظمى أن يتصدر المرء للدعوة إلى الإسلام وإلى الآن لا يعرف مثل هذه الإصطلاحات التي لايعرفها صغار طلبة العلم مع أن كلامه يدل على أنه يفرق بين الشرك و بين رد الحكم القطعي لأنه يحكم على من تحاكم إلى الطاغوت بأنه مشرك أما من لم يكفره فإنه عنده سبب تكفيره من باب رد الحكم القطعي لا من باب الشرك و هذه هي الطامة العظمى بحيث يلزم من كلام القدسي أن من لم يكفر المشركين والطواغيت مع اجتنابه للشرك أنه يكون مسلما إذا كان جاهلا فيكون البراءة من الطواغيت والمشركين ليست من حقيقة لا إله إلا الله بحيث لو جهلها المرء يكون مسلما هذا و إن لم يصرح به القدسي لكن هو لازم ضروري لقوله لأن التفريق بين المشرك و بين من لم يكفره و جعل سبب عدم تكفيره من لم يكفر رد الحكم القطعي يلزم منه ضرورة أن من لم يرد الحكم القطعي يكون مسلما فلو حكم أحدهم بإسلام من عبد غير الله و لم يبلغه وجوبه تكفيره يكون مسلما لأنه لم يرد الحكم القطعي فتكون البراءة من المشركين و تكفيرهم ليست من حقيقة لا إله إلا الله و الجهل بها يعذر فيه المرء كوجوب الصلاة والزكاة والحج والصوم فإن من جهل هذه الواجبات لا يكون كافرا لأن لم يبلغهم الوجوب .

أقول ( ضياء الدين ) : سوف لا أقف على قولك : " فالقدسي إما أنه لا يعرف معنى قوله رد الحكم القطعي وهذه مصيبة عظمى أن يتصدر المرء للدعوة إلى الإسلام وإلى الآن لا يعرف مثل هذه الإصطلاحات التي لايعرفها صغار طلبة العلم. "
وأقول : لا يلزم من كلامي : أن من لم يرد الحكم القطعي الذي يبين كلمة التوحيد يكون مسلما .
ولا يلزم من كلامي : (أن من لم يكفر المشركين والطواغيت مع اجتنابه للشرك أنه يكون مسلما إذا كان جاهلا فيكون البراءة من الطواغيت والمشركين ليست من حقيقة لا إله إلا الله بحيث لو جهلها المرء يكون مسلما )
ولا يلزم من كلامي : (أن من لم يرد الحكم القطعي يكون مسلما فلو حكم أحدهم بإسلام من عبد غير الله و لم يبلغه وجوبه تكفيره يكون مسلما لأنه لم يرد الحكم القطعي فتكون البراءة من المشركين و تكفيرهم ليست من حقيقة لا إله إلا الله و الجهل بها يعذر فيه المرء كوجوب الصلاة والزكاة والحج والصوم فإن من جهل هذه الواجبات لا يكون كافرا لأن لم يبلغهم الوجوب . )

لأن من بلغه كلمة التوحيد يعرف أن المشرك الذي يعبد غير الله ليس موحداً ويجب البراءة منه وممن يحكم عليه بالتوحيد . ويعرف أنه حتى يحقق التوحيد يجب عليه الكفر بالطاغوت بتكفيره وتكفير من يعبده وتكفير من لا يكفرهما والبراءة منهم جميعهم . ومن لم تبلغه كلمة التوحيد أو بلغته ولم يفهمها أو أولها حسب هواه لا يملك اعتقادها ، ومن لا يملك اعتقاد كلمة التوحيد لا يوصف بأنه موحد حتى ولو كان جاهلا . ومن جهل أن البراءة من الطواغيت والمشركين ليست من حقيقة لا إله إلا الله ، لم يعرف ما هي حقيقة لا إله إلا الله ، ومن لا بعرف حقيقة هذه الكلمة لا يملك اعتقادها ، فكيف يوصف بأنه من أهلها .؟! وكل هذا يعرف من قطعيات النصوص التي تبين كلمة التوحيد وكيفية دخول الدين .
فمعرفة كلمة التوحيد وكيفية دخول الدين ومن هو الموحد ومن هو المسلم يكون عن طريق النصوص القطعية من الكتاب والسنة.
فلو لم يكن عندنا نصوص قطعية تبين كلمة التوحيد وتبين كيفية الدخول بالدين لما استطعنا أن نعرف من هو خارجه ممن هو داخله . وما سبب إرسال الرسل والكتب إلا لبيان من هو في دين الله ومن هو خارجه .
قال تعالى : " وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ " (الأنعام : 55)
فمن يعرف النص القطعي الذي يبين كيفية دخول الدين ثم يحكم على من فعل الشرك بالإسلام فهذا لا يقال عنه أنه أشرك بالله في هذا ، بل يقال عنه ، إما أنه لم يفهم كلمة التوحيد وبهذا لم يحققها فهو غير موحد ، لعدم فهمه النص أو لرده المعنى الحقيقي للنص القطعي الذي يبين من هو المسلم الموحد . فرد النص ، كما يكون برد النص ككل ، يكون برد معناه وذلك بتأويله التأويل الفاسد الباطل .
أما إذا كان لم يصله هذا النص يقال أنه يجهل كلمة التوحيد وكيفية دخول الدين ومن يجهل كلمة التوحيد وكيفية دخول الدين لا يملك دخوله ولا اعتقاده . لأن دخول الدين مبني على الإيمان الصحيح ، ومن لا يعرف ما الذي يؤمن به لا يملك الإيمان به .
فأنا لا أتحدث عن الأمور التي يجب الإيمان بها بعد دخول الدين . فهذه هي التي يعذر الجاهل بها إن لم تقام عليه الحجة .
أنا أتحدث عن المشرك والموحد . والمشرك والموحد تحدده شرعاً الأدلة القطعية من الكتاب والسنة. ولا يسع من يريد دخول الدين الجهل بها . لأنه لا يعذر فيها بالجهل ولا بالتأويل . فكيف يقال لمن جهل كلمة التوحيد وكيفية دخول الدين معذور بالجهل والتأويل ، لأنه لم يصله النص القطعي أو لأنه فهمه خطأ .؟ هذا الكلام يقال في المسائل التي تأتي بعد تحقيق أصل الدين .
فمن حكم بتوحيد من عبد غير الله ، لا يعرف ما هو التوحيد ، ومن لا يعرف ما هو التوحيد لا يملك اعتقاده . فكيف يقال : ( فلو حكم أحدهم بإسلام من عبد غير الله و لم يبلغه وجوب تكفيره يكون مسلما لأنه لم يرد الحكم القطعي ) ؟
من حكم بإسلام وتوحيد من عبد غير الله ، لا يَعرف ما هو التوحيد ولا يعرف ما هو الإسلام دين الله ، فكيف يعذر بحجة أنه لم ينكر الحكم القطعي لأنه لم يصله . ؟
ثم من هو هذا الذي لم تصله كلمة التوحيد ويعتقد نفسه على دين محمد صلى الله عليه وسلم ؟
نحن نتحدث عن أناس يقولون " لا إله إلا الله محمد رسول الله " فهل يقال في مثلهم: لم يصله الحكم القطعي بكيفية دخول الدين ؟
من يقل : " لا إله إلا الله " ويحكم على من عبد غير الله بالإسلام والتوحيد فقد رد النص القطعي الذي يذكر كلمة " لا إله إلا الله " وأنها المدخل للدين . وكونه جهل معنى هذه الكلمة لا يقال : لم تقم عليه الحجة بها .
من حكم بتوحيد من عبد غير الله ، لا يعرف التوحيد ولا يعرف كيفية دخول دين الله ، ومن لا يعرف ذلك لا يملك دخول الدين ، سواء لم يصله النص القطعي الذي يبين كيفية دخول الدين أو وصله ولم يفهمه أو أوَّله حسب أهوائه . ففي كل الحالات هو ليس بموحد ولا مسلم . حتى ولو لم يفعل الشرك الذي فعله من حكم بإسلامه وهو يعبد غير الله .
وقد يجتنب المرء الشرك الذي يعرف أنه شرك ، ولكنه لا يملك دخول دين التوحيد بهذا فقط . لأنه لا يعرف إما جهلاً أو تأويلا ، أن مِن شرط دخول الدين ترك جميع أنواع الشرك الأكبر . فهو لجهله لم يحقق كلمة التوحيد . ومثل هؤلاء لا بد أن يقعوا في الشرك الذي يجهلوا أنه شرك . حتى ولو اجتنبوا الشرك المعروف عندهم .
وممكن أن يُعْرف من هو المشرك ومن هو الموحد من لغة العرب ولكن لا يعرف من هو في دين الله ومن هو خارجه إلا بالنص الشرعي .


يقول أبو مريم : " مع أن كلامه يدل على أنه يفرق بين الشرك و بين رد الحكم القطعي "

أقول ( ضياء الدين ) : نعم هناك فرق بين الوقوع في الشرك ورد الحكم القطعي دون الوقوع في الشرك . فمن حكم بإسلام من عبد غير الله فقد رد الحكم الشرعي القطعي الذي يبين كيفية دخول دين الإسلام ، رد النصوص القطعية التي تذكر كلمة التوحيد .

يقول أبو مريم : " فتكون البراءة من المشركين و تكفيرهم ليست من حقيقة لا إله إلا الله والجهل بها يعذر فيه المرء كوجوب الصلاة والزكاة و الحج والصوم فإن من جهل هذه الواجبات لا يكون كافرا لأن لم يبلغهم الوجوب . "

أقول ( ضياء الدين ) : تفاصيل البراءة وأنواعها لا تعرف إلا عن طريق الشرع . ولكن بشكل عام لا يحقق المرء التوحيد حتى يتبرأ من الشرك وأهله البراءة المطلوبة لهذا .
حتى كلمة كافر قد لا يعرفها الموحد ، ويعذر بذلك . ولكن ما لا يعذر به المرء بالجهل أو التأويل هو أن يصف من عبد غير الله بأنه موحد في دين الله .
ثم أنت هنا تقول :
( حقيقة " لا إله إلا الله " )
أقول ( ضياء الدين ) : أليست كلمة " لا إله إلا الله " تعرف بالنص القطعي .؟
فهل يجوز لنا أن نساوي أحكام النص القطعي الذي يبين كيفية دخول الدين مع النص القطعي الذي يبين ما يجب على الموحد أن يفعله بعد دخول الدين . ؟
نحن عرفنا من هو داخل الدين ومن هو خارجه من النص الشرعي اليقيني المحكم . فمن وصله هذا النص أو تمكن من الوصول إليه فقد أقيمت عليه الحجة في ذلك . ولا تنس أننا نتحدث عن النصوص القطعية التي تبين كيفية دخول المرء الإسلام ولا نتحدث عن النصوص القطعية التي تبين ما على المسلم الموحد فعله بعد دخوله الإسلام .

رد مع اقتباس