عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 02-24-2012, 04:27 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

[align=justify]
الرد على سؤال أبي يحيى الكادح مداخلة رقم 22
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : ففيما يظهر من النصوص ، أن السيدة عائشة رضوان الله عليها، كانت تعلم باشتراطهم الولاء ، وأن الولاء لمن أعتق في دين الله ، وأن ذلك كان بأمر رسول الله

الجواب ( ضياء الدين ) : أنا أجبتك على سؤالك الأول ووضعت الاحتمالات له .
أما وقد حددت المسألة فأقول لك : حسب هذه الروايات عائشة رضي الله عنها لم تقبل بشرطهم الذي يخالف شرع الله من البداية وحتى النهاية وأمضت الشراء بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرطها الموافق لشرع الله لا بشرطهم ، لأنه عليه الصلاة والسلام أخبرها بأن شرطهم باطل ولا يلزمها ما دامت أعلنت لهم أنها لم تقبله لأنه مخالف لشرع الله ، ثم أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن شرطهم باطل لأنه مخالف لشرع الله ولا يحق لهم أن يضعوا في العقد شرطاً مخالفاً لشرع الله ثم يلزمون به الطرف الآخر . وبذلك تم العقد حسب شرع الله . انظر الرواية :
" فَقَالَتْ : لاَ حَاجَةَ لِي بِذَلِكَ ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ بَلَغَهُ - فَذَكَرَ لِعَائِشَةَ فَذَكَرَتْ عَائِشَةُ مَا قَالَتْ لَهَا : فَقَالَ : « اشْتَرِيهَا ، وَأَعْتِقِيهَا ، وَدَعِيهِمْ يَشْتَرِطُونَ مَا شَاءُوا » ، فَاشْتَرَتْهَا عَائِشَةُ
وفي الرواية الثانية : فَقَالَ : " خُذِيهَا ، فَأَعْتِقِيهَا ، وَاشْتَرِطِي لَهُمُ الوَلاَءَ ، فَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ "
فعائشة رضي الله عنها لم تقبل شرطهم من البداية وحتى النهاية ، واشترطت عليهم ما يوافق شرع الله . فالشرط الذي يوضع من طرف واحد والطرف الآخر يعلن عن عدم قبوله فهو غير معتبر في العقد مهما أصر الطرف الآخر على وضعه ، فما دام لم يقبل به الطرف الآخر وهو معلن لعدم قبوله للطرف الثاني فهو لا يلزمه البتة . ولا تنسى أن هذا العقد وقع بين مسلمين ولقد لام رسول الله صلى الله عليه وسلم الطرف الذي وضع هذا الشرط المخالف لشرع الله وبين أنه مخالف لشرع الله فما كان من الطرف الثاني الذي وضع هذا الشرط إلا التنازل عنه بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم . وانتهت المسألة .
اسمع ما جاء في الرواية : " قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ ، فَمَا بَالُ رِجَالٍ مِنْكُمْ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، فَأَيُّمَا شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، فَهُوَ بَاطِلٌ ، وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ ، فَقَضَاءُ اللَّهِ أَحَقُّ وَشَرْطُ اللَّهِ أَوْثَقُ ، مَا بَالُ رِجَالٍ مِنْكُمْ يَقُولُ أَحَدُهُمْ : أَعْتِقْ يَا فُلاَنُ وَلِيَ الوَلاَءُ ، إِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " أهـ
فهذه المسألة لا تشبه العقد الثاني الذي ذكرته لا من قريب ولا من بعيد . وأستغرب منك كيف شبهتها بها . ففي العقد الثاني الذي ذكرته الطرفان قد قبلا التحاكم لغير شرع الله . ولا يوجد مثل هذا أدنى شيء في العقد الأول .

كتبه : ضياء الدين القدسي

[/align]
رد مع اقتباس