عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-27-2015, 07:20 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ يعتبر وجود أصل العداوة في القلب من أصل الدين ، وإن فقدت لم يتحقق أصل الدين ، وما في القلب لا يعرفه إلا الله ، ولا يمكننا معرفته إلا إن ظهر لنا في الواقع العملي ، وقد رخص لنا ربنا في عدم إظهاره في حالة الاستضعاف وفي ما تقتضيه المرحلة . فإن لم تظهر لنا هذه الرخص كيف لنا أن نعرف أن هناك في القلب وجود أصل العداوة ونحن لا نرى تظاهرها مع سبب شرعي ؟
فعدم استحلال المعصية من أصل الدين ومكانه القلب ولا يمكننا معرفته على الحقيقة في من رأيناه يفعل المعصية ونكتفي بظاهر قوله ونكل أمره لله ما لم يدل ظاهره على الاستحلال ، وكذلك الحال بأصل العداوة ، فوجود أصل العداوة في القلب من أصل الدين لأن مكان الإيمان في القلب فمن لم يوجد في قلبه أصل العداوة للكافر لأجل كفره لم يحقق أصل الدين عند الله ، ونحن لنا الظاهر بشروطه الشرعية كما هو الحال بمسألة استحلال الحرام في القلب . فالشيخ يبين الأعذار الشرعية في عدم إظهار العداوة وهي العجز والخوف ، ثم يقول : " فإذا كان أصل العداوة في قلبه ، فله حكم أمثاله من العصاة ، فإذا انضاف إلى ذلك ترك الهجرة ، فله نصيب من قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ } [النساء:97]، لكنه لا يكفر ، لأن الآية فيها الوعيد لا التكفير . وأما الثاني ، الذي لا يوجد في قلبه شيء من العداوة، فيصدق عليه قول السائل : لم يعاد المشركين ; فهذا هو الأمر العظيم ، والذنب الجسيم ، وأي خير يبقى مع عدم عداوة المشركين ؟ " ولا يعني هذا الكلام أن عدم إظهار العداوة للمشركين ستظل معصية في كل الأحوال بل هناك من الأحوال ما يجعلنا نحكم على الشخص أن قلبه خال من العداوة للمشركين . والخلاف يكون في قوة وضعف دلالة الظاهر على خلو القلب من هذه العداوة وما في القلوب عائد إلى الله ولنا الظاهر .
كتبه : ضياء الدين القدسي
رد مع اقتباس