عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-22-2012, 08:06 PM
أنصار التوحيد أنصار التوحيد غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 159
افتراضي

مسلم1 :
بسم الله الرحمن الرحيم

قولك : "لقد بيّن الله - عز وجل - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أصل الدين أتم بيان ، ولم يتركونا لعقولنا لاستنباط مسائل أصولية فيه دون أن يأتيا على ذكرها كشرط لا يتم الإيمان إلا به" .
أقول : نعم . بين الله أصل الدين أتم بيان في كتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أطلب منك أن تأتي بدليل واحد واضح من القرآن الكريم والسنة الصحيحة لا يخالفك فيه أحد يبين أصل الدين . حتى نفهمه على ضوء هذا الدليل . ويكون لنا كأساس نبني عليه .
قولك : " وأصل الدين الذي ذكره الله - تعالى - في كتابه ، ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في سنته ، يَظهر من منطوق شهادة لا إله إلا الله ؛ ومعناها : لا معبود بحق إلا الله - عز وجل - ."
أقول : هل كلمة أصل الدين وردت في القرآن أو السنة ؟
ما رأيك لو نبحث لتبسيط المسألة موضوع : كيف يدخل العبد الإسلام وكيف يعد من الموحدين ؟
هل يوجد في القرآن الكريم ما يبين كيف يدخل العبد الإسلام ؟
لا شك أن معنى لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله . ولكن هذه الكلمة لا يعرف معناها كثير من الناس فشرحها أصعب من شرح كلمة الشهادة . ألا يوجد في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة شرح لمعنى لا إله إلا الله بشكل أبسط من هذا المعنى ؟
ومن هو أول من استعمل هذا المعنى لكلمة الشهادة ؟

قولك : " فيُؤمر العبد أن يوحد الله - سبحانه وتعالى - في عبادته ، ولا يُشرك به شيئاً في أيّ من العبادات ، وينبذ عبادة ما سواه ، ويعتقد بطلانها ، والأدلة على ذلك متظافرة متظاهرة ، ويعلمها الجميع ، ويتفق عليها جميع المسلمين ، فلا أظن أنني أحتاج إلى إيرادها تجنباً للإطالة "
أقول : لماذا يؤمر العبد أن يوحد الله في عبادته ؟ويأمر أن لا يشرك به شيئا في أي من العبادات ؟
وإذا لم يعرف العبد كيف يوحد الله كيف نتصرف معه ؟ هل نقول له تلفظ الشهادة ستصبح مسلماً وبعد ذلك سنعلمك كيف توحد الله ، أم نعلمه كيف يوحد الله ثم نأمره بتحقيق ذلك في الواقع ؟
وما المقصود بنبذ عبادة ما سواه ؟
وإذا لم ينبذ عبادة ما سواه ماذا سنحكم عليه ؟ هل سنقول له لا عليك أنت ما زلت مسلماً ، ولكن الأفضل لك أن تنبذ عبادة ما سوى الله . لأنه عمل سيئ لا يرضاه الله . فأعمل جاهداً على أن تنبذه لأنك من الموحدين المسلمين .
وهل نأمره بعبادة الله وحده دون أن نعلمه ما هي العبادة ؟
وإذا لم نعلمه ما هي العبادة وأقر بأنه سوف لا يعبد إلا الله ، وهو لا يعرف معنى العبادة ، هل إقراره هذا صحيح ومقبول ؟
وإذا سَألنا : ما حكمي إذا أعلنت إسلامي وانتميت لدين الإسلام ولكني بقيت على شركي وأنا أعتقد بطلانه وأنبذه وأبغض نفسي لفعلها هذا الشرك ؟
أريد منك يا أبا شعيب لو تكرمت أن تجبني على هذه الأسئلة مع الدليل من القرآن والسنة .

قولك : أما مسألة التكفير وموقعها من أصل الدين ، فلا دليل واحد يجعلها من أصل الدين ، ولم يُذكر هذا عن السلف الصالح ولا عن الأئمة الأربعة ، ولا من أتى بعدهم ، ولم تظهر هذه المسألة إلا في عهد الدعوة النجدية ، وأول من أظهرها هو الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ، اجتهاداً خاطئاً من لدنه ، ولو أنه اتبع في ذلك من سبقه لكان خيراً وأحسن تأويلاً . وحتى هو بنفسه لم يعن بإظهارها ما عناه مخالفنا من كون الخلاف فيه ينقض أصل الدين .
أقول : ماذا تقصد بمسألة التكفير التي تقول أنه لا دليل واحد عليها يجعلها من أصل الدين ؟
هل تقصد تسمية المشرك مشركاً ؟ أم تقصد شيئاً آخر ؟
أنت تقر هنا بأن محمد عبد الوهاب هو أول من أقر مسألة التكفير التي لا دليل واحد عليها يجعلها من أصل الدين كما تقول ، وتعتبر هذا من الاجتهادات الخاطئة ؟
هل محمد بن عبد الوهاب جعلها من أصل الدين وبدون دليل ؟

قولك : " فأقول في التكفير إنه حكم شرعي كباقي الأحكام الشرعية ، يعوز من يتصدى له أدلة قطعية من القرآن والسنة ، ولا يُحكم فيه بمجرد العقل . ومن جهل الأدلة الشرعية ، يكفيه أن يعتقد أن فعل الشرك باطل وضلال ولا يرضاه الله ، ويبغض هذا الفعل ويبغض فاعله لفعله للشرك ، فيكون بذلك هذا الجاهل مسلماً ."
أقول : هل تقصد أن الحكم على المشركين بالكفر ليس داخلاُ في أصل الدين ولا يطالب به من دخل الدين ابتداءً . ؟ وهل الحكم عليه بأنه غير موحد وغير مسلم داخل في أصل الدين أم لا ؟
ما هو إذن الحكم الذي سيحكمه الموحد الذي دخل الدين على من ليس مثله ؟
أليس المفروض به على الأقل أن يقول أنا الآن موحد ومن لا يعتقد اعتقادي ليس بموحد .
أو أن يقول أنا الآن مسلم ومن لا يعتقد اعتقادي ليس بمسلم ؟ هل هذا يحتاج أيضا لأدلة قطعية من القرآن والسنة ؟
مثال عملي : شخص يريد أن يدخل الإسلام . علمناه التوحيد الذي لم يكن عليه قبل أن يتعلمه ويقر به . لو سَألنا : ماذا كان حكمي قبل أن أدخل التوحيد والإسلام . ؟ هل سنقول له دعك الآن من حكمك فهذا ستتعلمه لاحقاً لأنه من الأحكام الشرعية ويحتاج لأدلة قطعية من القرآن والسنة ، فأنت غير مكلف بمعرفتها الآن وهذه الأدلة قد لا تستطيع فهمها وقد لا تفهمها طول حياتك ، ليس مهماً ، المهم أن تعتقد أنك كنت على ضلال وأن فعلك كان فعلاً باطلاً لا يرضي الله ، ويجب عليك أن تبغض ما كنت تفعله من الشرك ، وتبغض فاعله لفعله . بدون أن تحكم عليه كفرد معين بالكفر أو الشرك ، ونحذرك أن تحكم بعقلك أنك لم تكن موحداً وكنت من المشركين الكافرين ، لأن مثل هذه الأحكام لا تعرف إلا بالأدلة القطعية من القرآن والسنة . وأنت الآن غير ملزم بتعلمها .
هل هذا ما تقوله يا أبا شعيب ؟
معذرة ، أسألك حتى لا أقوّلك ما لم تقله ، وحتى لا أفهمك خطأ . فلا تنزعج من كثرة أسئلتي .

رد مع اقتباس