عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10-19-2017, 02:20 PM
صفوان صفوان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 40
افتراضي

مسلم 1 :
الرد على المشاركة رقم 11
بسم الله الرحمن الرحيم


قولك : صحيح ، ويجب أن يكون في القرآن بيان أن هذا الأمر شرط في التوحيد ، من لا يأتي به فهو كافر .

أقول : نعم في القرآن بيان أن هذا شرط في التوحيد ومن لم يأت به فهو غير موحد .
قال تعالى :" فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "

الكفر بالطاغوت :
يعني :
-عدم عبادته .
- تكفيره .
- تكفير من يعبده ، أو قل عدم الحكم عليهم بالتوحيد أو الإسلام .
- وبما أنه شرط في دخول الإسلام ، يجب عدم الحكم بالإسلام والتوحيد على من لا يحقق الكفر به .
وهذا يعني : عدم الحكم بدخول الإسلام على من لا يُكفّر الطاغوت وعدم الحكم بالإسلام على من يؤمن بالطاغوت ( كمن يتحاكم إليه ) ، وعدم الحكم بدخول الإسلام على من لا يُكفر من عبد الطاغوت .


قولك : يعني العلماء الذين ذكروا تعبير "تكفير المشركين" أو "تكفير الكافر" هم على خطأ ؟

أقول : ومن هم العلماء الذين استخدموا هذا التعبير وكيف استخدموه ؟ هل استخدموه كما تستخدمه أنت ؟

قولك : والمقصود بهذا التعبير الذي ذكرته هو : تسمية الموحد : مسلم ، من قبل الحاكم . فهو موحد في الحقيقة وعند الله ، ويبقى أمر التسمية موكلاً للناس ، فمنهم من اتبع الحق وسماهم كما سماهم الله ، ومنهم من ضلّ عن ذلك .
فالكفار يسمون الموحدين ضالين ، قال تعالى : { وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ } [المطففين : 32]
والمسلمون يسمون مثلهم : مسلمين .. استجابة لأمر الله .
فسؤالي المطروح هنا هو : ما حكم تسميتنا للمسلم الموحد : مسلم ؟
هل هو من أصل الدين أم فروعه ؟
وهل من خالف فيه كفر ؟
أظن أن كلامي مفهوم ولا خطأ فيه . ولا أدري ما وجه تخطئتك له ، أهو مجرد الاعتراض ؟
لكن ما علينا .. ليست هذه مسألتنا الآن ، فقد ذكرت فيما بعد ذلك ما قد يفي فيها .


أقول : أنا اعترضت على عدم دقة التعبير ، وأن هناك تعبير أوضح ، الأفضل استعماله .
أما إذا أردت أن تستعمله فيجب أن تبين المعنى الذي تقصده منه حتى نستطيع أن نفهم ماذا تريد من هذا التعبير . وما دمت الآن وضحت قصدك من هذا التعبير فأقول :
إذا كنت تقصد من تعبير " أسلمة الموحدين" تسميتهم بمسلمين أو غير ذلك ، فأقول لك : ليس الاسم والتسمية مهم في بداية دخول الإسلام ، ما دام يحكم على شخصه بالتوحيد وأنه يعبد الله وحده ، وأنه في دين الله ، هذا يكفي في دخول الإسلام .
فليس تسميتنا كاسم للمسلم الموحد : مسلم ، من أصل الدين . يكفي أن يوصف بأنه موحد وفي دين الله .
وإذا كنت تقصد من تعبير " تكفير المشركين " تسميته كافر أو غير ذلك ، فهذا أيضاً ليس مطلوباً في بداية دخول الإسلام ، وإنما المطلوب أن يعرف أنه كشخص معين مشرك يعبد غير الله ، وليس موحداً ، ، وليس في دين الله . وهذا يكفيه في دخول الإسلام .
فليس تسميتنا المشرك كافر كاسم ، من أصل الدين . الذي لا يصح دخول الدين إلا بمعرفته .
ويمكن أن نجمل المسألة هكذا : من حكم على من حقق شروط دخول الإسلام ، بأنه لم يدخل دين الله ، لا يعرف كيفية دخول الإسلام .
وكذلك من حكم على من لم يحقق شروط دخول الإسلام وتلبس بالشرك الأكبر ، أنه في دين الله وأنه موحد ، لم يعرف معنى كلمة التوحيد ولا كيفية دخول دين الله .
لهذا من حكم على من عرف أنه يعبد غير الله أنه مسلم موحد ، في دين الله ، لا يفهم كلمة التوحيد ولا يعرف كيفية الدخول في الإسلام .
ومن لا يفهم كلمة التوحيد لا يملك اعتقادها .
ولا يقال : لَم يدخل دين الله ، لِمن عرف التوحيد وحقق شروط دخوله إذا أخطأ وكفَّر مسلماً لذنب استعظمه وظن أنه ينقض دين الله . كحال الخوارج . فقد وصفهم علي رضي الله عنه " أنهم من الكفر فروا "
ولا يقال يجب الحكم بالإسلام والتوحيد على من اعتقد أنه يمكن أن يجتمع شرك أكبر وتوحيد في قلب رجل واحد ، وحكم على من عبد غير الله بالإسلام والتوحيد ، ما دام ترك الشرك الأكبر وأبغضه ودعا لتركه .
لأن من يعتقد ذلك - حتى ولو ترك الشرك ودعا إلا تركه - فإنه لم يفهم كلمة التوحيد وكيفية دخول الإسلام . ومن لا يفهم كلمة التوحيد لا يملك اعتقادها .
أسأل الله أن تكون المسألة وضحت .
أما أحاديث " من كفر مسلما فقد كفر " أو من قال لأخيه المسلم يا كفر فقد باء بها أحدهما " وأمثالها من الأحاديث ، فليس لها علاقة في مسألتنا.
لأنها لا تتحدث عن تحقيق أو عدم تحقيق دخول الإسلام بداية أو تحقيق أصل الدين بداية . وإنما تتحدث عن مرحلة ما بعد تحقيق أصل الدين . تتحدث عن تكفير المسلم للمسلم الذي حقق أصل الدين وثبت إسلامه بيقين ، بأمر آخر ليس له علاقة بمعنى أصل الدين . وكان الخوارج يقتلون المسلمين لحكمهم عليهم بالردة ويتركون المشركين لأنهم لم يدخلوا دين الإسلام . ويحكمون على المسلمين الموحدين بالكفر والخروج من الدين لارتكابهم المعصية كناقض عندهم من نواقض الإسلام.
ولا يقال أن الخوارج لم يفهموا أصل الدين ولم يحققوا الدخول فيه لتكفيرهم المسلمين بالمعاصي .
وكذلك من حكم بكفر تارك الصلاة ، لم يحكم عليه من باب أنه لم يحقق أصل الدين بداية ، بل حكم عليه بالردة لتركه الصلاة ، لأنه اعتبرها ناقضاً من نواقض الإسلام . ونواقض الإسلام منها ما هو من أصل الدين ومنها ما هو خارج عن معنى أصل الدين . والمعلوم أن حكم الردة يكون بعد تحقيق أصل الدين والحكم بالإسلام على المعين .
هذا ، ومن يريد أن يفهم أحاديث تكفير المسلم ، فليقرأ شرحها وقول العلماء فيها في شرح صحيح مسلم للنووي .


قولك : جميل .. يعني من كفّر الموحد لغير توحيده ، فهذا يترجح حكمه بين الخطأ أو العصيان . مع أن الأدلة في السنة كثيرة على تكفير من كفّر المسلم ، وأظنك تعلمها جيداً .

أقول : نعم من كَفَّر الموحد لغير توحيده لا يكفر حتى تقام عليه الحجة . ويعذر إن كان مجتهداً مخطأ أو متأولا. ولا يَكفر ما دام يستند لوجه دليل حتى لو حكمنا عليه أنه مخطأ . فهذا إما أن يكون مجتهداً مأجوراً أو مبتدعاً ضالا .
أما عن أدلة تكفير من كفّر المسلم ، فيجب أن لا تفهم على ظاهرها وعلى إطلاقها ، لأنها تتعارض مع قطعيات النصوص والقواعد العامة للدين ، بل يجب تأويلها التأويل الصحيح ، وهذا هو ما فعله علماء الإسلام . أنظر تأويلاتهم لهذه الأحاديث في شرح صحيح مسلم للنووي .


قولك : لماذا لم تقل في هذا مثلما قلت في الأولى ؟؟ لماذا لم تقل : حكم بإسلام المشرك لشركه؟ بمعنى أنه يجعل الشرك توحيداً ؟؟

أقول : نعم نقول ذلك . نقول من لم يكفره لشركه يكفر . ونقول من حكم بإسلام المشرك لشركه يكفر ، لأنه جعل الشرك توحيداً .
ونقول أيضاً : من لم يُكفره ويحكم عليه بالإسلام وهو يعرف أنه يشرك بالله العظيم ويعبد غيره ، لم يفهم كلمة التوحيد ولم يفهم كيفية دخول الإسلام .
لا يقال أن المقصود من الكفر بالطاغوت هو تكفير الطاغوت لطاغوتيته فقط أما شخصه وذاته لا يكفر ما دام عنده بعض مظاهر الإسلام والتوحيد.
ولا يقال أن المقصود من تكفير عابد الطاغوت المشرك ، هو تكفيره لشركه فقط لا لذاته وشخصه ، وأنه كشخص معين مسلم موحد ، ما دام عنده بعض مظاهر الإسلام والتوحيد .
ولا يقال موحد وليس كافراً ، من لا يُكفّر عابد الطاغوت المشرك بالله ، لذاته وشخصه ، وكفره بفعله ، وحكم على ذاته وشخصه بالإسلام ، لأنه عرف أن عنده بعض مظاهر التوحيد والإسلام .
لأن مثل هذا لم يفهم كلمة التوحيد ، وكيف يدخل العبد الإسلام . وقد أثبتنا ذلك سابقاً مع أدلته .


قولك : لماذا اشترطت في تكفير المسلم أن يكفره لإسلامه حتى يكفر ، ولم تشترط ذلك في أسلمة الكافر ؟

أقول : ومن قال لك أنني لا أكفر من أسلم المشرك لشركه ؟
نعم يقال أيضاً من أسلمه لشركه يكفر .
المشرك دينه ليس دين التوحيد ، بل دين الشرك ، دين عبادة الطاغوت . ودين عبادة الطاغوت يتكون من شرك ولا يخلو من بعض مظاهر التوحيد والإسلام . وهذا هو دين المشرك ، فمن أسلمه لدينه هذا أيضاً يكفر .
ولا يقال أن من أسلمه ، أسلمه لدين الله الموجود معه مع الشرك وليس للشرك ، لأن ما معه من مظاهر دين الله ليس هي دين الله وليس لها أي قيمة ما دامت اختلطت مع الشرك الأكبر . لهذا فهي باطلة ومحبطة وهباء منثوراً . فدين الله هو الدين الخالي من جميع أنواع الشرك وأشكاله .
ومن يفهم ما هو التوحيد يعرف أنه إذا اختلط به الشرك الأكبر يبطل ، ويعرف أيضاً أنه لا يستطيع العبد أن يدخل دين لتوحيد ويحقق كلمة التوحيد ما لم يترك جميع أنواع الشرك الأكبر . فكيف يحكم على من لا يترك الشرك الأكبر بأنه في دين التوحيد ، وهو يعرف أنه لم يترك الشرك الأكبر ؟
جواب هذا السؤال هو لأنه لم يفهم كلمة التوحيد وكيفية الدخول به .
أما عذر وجود بعض مظاهر الإسلام والتوحيد عنده .
فأقول : لا يوجد دين على وجه الأرض إلا وفيه من مظاهر الإسلام والتوحيد . فقد كان دين الناس كلهم التوحيد قبل أن تجتالهم الشياطين وتجعلهم يشركون بالله ويعبدون غيره .
أما مسألة تكفير المسلم لإسلامه فأقول :
من يُحكم عليه بالإسلام يقينا لا يُكَّفر إلا بيقين . بدليل شرعي معتبر .
وقد يخطأ المسلم في تكفير المسلم لعدم فهمه هذه الأدلة جيداً ، ومثل هذا لا يُكفر ما دام حقق أصل الدين ، حتى تقام عليه الحجة ، وقد يعذر بالجهل والتأويل .
أما الخطأ في عدم تكفير المشرك الذي ثبت عنده شركه وعبادته لغير الله – بمعنى جعله من الموحدين - ، فهذا غير وارد عند الموحد الذي يفهم كلمة التوحيد وكيفية دخول الإسلام .
فالمشرك الذي يعبد غير الله ، لا بد ممن يريد أن يدخل الإسلام أن يعرف أنه ليس في دين الله ، ولو كان عنده من مظاهر الإسلام والتوحيد ما عنده. لهذا من يحكم عليه بالإسلام أو التوحيد أو بأنه على دين الله لم يعرف معنى كلمة التوحيد وكيفية دخول الإسلام . ومن لا يعرف ذلك لم يحقق الدخول في دين الله بداية .
وكذلك الحال في من يحكم على الموحد لتوحيده بأنه ليس على دين الله ، لأن مثل هذا أيضاً لا يعرف التوحيد .


قولك : وهل عندك دليل في التفريق بين الاثنين ؟

أقول : أنا لم أفرق في الحكمين .
فمن يُكفر المسلم لإسلامه يكفر . وكذلك من يُأسلم المشرك لشركه يكفر .
ولا يعني هذا أن من كفر المسلم لغير إسلامه لا يكفر ، وكذلك لا يعني أن من أسلم المشرك لغير شركه لا يكفر.
فمن كفر المسلم الثابت إسلامه عنده بيقين - بمعنى أخرجه من الدين- بدون دليل شرعي يكفر أيضاً.
ولا يقال أن من أسلم معتقد الشرك بدليل شرعي لا يكفر أيضاً . لأن من يفهم كلمة التوحيد يعرف معرفة يقينية أنه لا دليل شرعي على أسلمة من يعتقد الشرك الأكبر ( بمعنى عده من الموحدين ) لأن التوحيد والشرك لا يجتمعان في قلب رجل واحد .
فوصف " مشرك موحد " ، لا يوجد إلا في عقول وأفهام وأديان من لا يعرف التوحيد والشرك .


قولك : نحن عندنا أدلة من السنة صريحة على تكفير من كفّر المسلم .. ولا دليلاً واحداً صريحاً في تكفير من لم يكفّر المشرك .
لكن أيضاً ما علينا من ذلك .
.

أقول : بل كل أدلة التوحيد تبين عدم إسلام وتوحيد المشرك الذي عبد غير الله . ومن يحكم على معتقد الشرك بأنه موحد ، لم يفهم كيفية توحيد الله الذي بينته هذه الآيات . ومن لم يفهم كلمة التوحيد لا يملك اعتقادها .

قولك : سؤالي لك في هذا المقام هو : لماذا فرّقت بين الحالين ؟

أقول : لقد أجبت سابقاً فأرجع له .

قولك : رجل قال : فلان مسلم لأنني أراه ينطق بالشهادتين ، ويصوم ، ويصلي ، ويعبد الله .. إلا أن فعله في دخول البرلمان أو تحاكمه إلى الطاغوت باطل وحرام ، ولا يرضي الله تعالى ، وأنا لا أرضاه .
فما وجه تكفير مثل هذا ؟؟ هل هو حكم بإسلامه من أجل كفره ؟؟ أم من أجل ما معه من بعض إيمان وإسلام ؟؟


أقول : نعم هو لم يحكم بإسلامه لأجل شركه ، ولم أقل ذلك ، وليس حكمي عليه بأنه غير موحد لهذا السبب .
بل هو حكم بإسلامه لأن معه بعض مظاهر الإيمان والتوحيد مع معرفته الأكيدة أنه يعبد غير الله ويدعو للشرك ويستحسنه . وهذا هو وجه الحكم عليه بأنه لم يدخل الإسلام ولم يحقق كلمة التوحيد ، لأنه بحكمه هذا أثبت أنه لم يفهمها . ولو فهمها لعرف أن التوحيد لا يتحقق في العبد بوجود الشرك الأكبر ، وأنه ما وضع شرط الكفر بالطاغوت ، إلا لهذا السبب .
وقد قال السلف : بدون تخلية لا يوجد تحلية .
بعني بدون تخلية القلب من الشرك لا يحصل أي تحلية بالتوحيد .
أعرفت سبب وجه تكفيره وعدم الحكم عليه بالتوحيد يا أبا شعيب الآن ؟


قولك : نعم .. هذا ما قصدته بكلمة كافر منذ البداية .. لكن حتى لا يتهم بعضنا بعضاً بالمراوغة ، فأتفق معك على ذلك .

أقول : أنا سألتك هنا لأتأكد أنك لا تستعملها بمعنى آخر ، لأن هذا ليس المعنى الوحيد لها . لهذا عندما استعملها أنا سيكون مقصودي منها "غير موحد " ، " ليس على ملة الإسلام ." كما هو مقصودك .

يتبع

رد مع اقتباس