عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 09-17-2015, 12:01 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
قولك : نعم يا شيخ هدان الله وإياك لا خلاف أن من قبل التحاكم للطاغوت قد تحاكم؛
لكن السآل المطروح في هذا الباب
1 – ما الذي يفرق بين المثول أمام القاضي الكافر وبين المثول أمام حاكم العام؟!!
2-وما حكمك من يستجيب دعوة القاضي للمثول امامه ليعرف سبب دعوته؟
3-إذا كان الذهاب إلى الطاغوت بعد دعوته جائزا في شريعة الله الثابتت إلى قيام الساعة مالم يكن الذاهب متحاكما بفصل القضاء الصادر ' فهل تغير هذه الإباحة العرق الجاهلية وآراء الناس وقانون الطاغوت وهل ينسخ الإباحة إلى التحريم؟؟
ما دام قلت ( ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻟﻠﺤﻀﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﺪﻩ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻟﻪ . ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ .)

أقول ( ضياء الدين القدسي ) : لم يكن السؤال الموجه للشيخ أبي عبد الله الصومالي هداه الله ووفقه لكل ما يحبه ويرضاه : ما الذي يفرق بين المثول أمام القاضي الكافر وبين المثول أمام حاكم العام ؟!!
بل كان : ما هو الفارق في صورة الواقع بين من يريد التحاكم وبين من لا يريده حيث ان صورة الفعل وهو التكلم مع القاضي في جلسة قضاءه والدفاع عن النفس هو فعل المتحاكم وفعل هذا المسلم الذي سألنا عنه فما هو الفارق الذي يميز الاثنان بحيث نقول هذا متحاكم وهذا لا من خلال افعالهم المجردة ؟
فلم يأت في السؤال أي شيء فيه لفظ الحاكم العام ، فقد كان الحديث والسؤال كله عن المثول أمام القاضي وليس الحاكم العام . ولو كان السؤال عن الفرق بين المثول أمام القاضي الكافر وبين المثول أمام الحاكم العام . فمما لا شك فيه أن الجواب بأن هناك فرق ، جواب علمي صحيح .
فصلاحيات الحاكم العام أكثر من صلاحيات القاضي ، وليس كل من يذهب للحاكم العام يذهب للتحاكم له ، وليس كل من يدعوه الحاكم العام إليه يدعوه للتحاكم إليه كحال القاضي .
وكذلك لم يكن السؤال : وما حكمك في من يستجيب دعوة القاضي للمثول امامه ليعرف سبب دعوته ؟
فقد كان السؤال :
- ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﺤﺎﻛﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ ﻗﻀﺎﺀﻩ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻮ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻛﻢ ﻭﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻟﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﺑﺤﻴﺚ ﻧﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﻣﺘﺤﺎﻛﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ؟
ولم أقل أن الذهاب للقاضي لمعرفة سبب الدعوة بدون الدخول في التحاكم له كفراً وتحاكماً له .
ثم لا حاجة للذهاب للقاضي لمعرفة سبب الدعوة ، فالسبب يكون مكتوباً بشكل مختصر في ورقة الدعوة بأنه بسبب شكاية أقيمت ضدك . ومع ذلك أقول : من ذهب للقاضي ليعرف سبب الدعوة فقط ورفض التحاكم له لا يُعد متحاكماً له . وهناك فرق بين الذهاب لمعرفة سبب الدعوة فقط وبين الذهاب للمثول أمام القاضي في جلسة تحاكم للدفاع عن النفس . فالدفاع عن النفس عند القاضي لا يكون إلا بالدخول في التحاكم له . والدعوة التي وجهت للمشتكى عليه ليست دعوة لإخباره عن سبب الدعوة ، بل هي دعوة ملزمة له لدخول جلسة التحاكم أمام القاضي ليَحكم بينه وبين من اشتكى عليه ، وإلا سَيُجلب لها بالقوة إن لم يحضر مختاراً .
قولك : 3-إذا كان الذهاب إلى الطاغوت بعد دعوته جائزا في شريعة الله الثابتت إلى قيام الساعة مالم يكن الذاهب متحاكما بفصل القضاء الصادر ' فهل تغير هذه الإباحة العرق الجاهلية وآراء الناس وقانون الطاغوت وهل ينسخ الإباحة إلى التحريم؟؟
أقول ( ضياء الدين ) : لا ، لا يغير حكم الله ولا ينسخه . ولكن ما تقوله ليس هو الحاصل .
أنا لا أتحدث عن مجرد الذهاب للقاضي ، أنا أتحدث عن قبول المثول أمامه للتحاكم . فالقاضي دعاك للمثول أمامه في جلسة تحاكم يسألك وتدافع فيها عن نفسك . فالدعوة هدفها واضح شرعاً وقانوناً وعرفاً ، فإجابة مثل هذه الدعوة بدون بيان سبب الإجابة للقاضي لا يُفهم منه شرعاً وقانوناً وعرفاً إلا قبول الدعوة للتحاكم وقبول القاضي حكماً في النزاع . ولو عرف المشتكى عليه أن القاضي سيحكم عليه بالإعدام قطعاً ولا بد ، لما أجاب دعوة المحكمة ولسعى بكافة جهده للهروب . قال تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ " (آل عمران : 23)
وقال تعالى : " وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ " (النور : 48)
وقال تعالى : " إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " ( النور : 51)
وفي المقابل : " إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى القاضي الكافر لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَعصينا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)
فلا يسمى من دعي إلى القاضي الكافر ليحكم بينه وبين من اشتكى عليه فسمع وأطاع وذهب وامتثل أمامه في جلسة المحاكمة يجيب على اسئلته ويدافع عن نفسه أمامه ، لا يسمى معرضاً عن دعوة التحاكم للقاضي ما لم يصرح أمامه بأنه لم يأت ليتحاكم إليه وأنه لا يريد أن يتحاكم إليه .
رد مع اقتباس