الموضوع: التوقف
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 05-14-2014, 12:43 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

[justify]الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
بداية الكاساني يتحدث عن غسل وصلاة الجنازة ومكان الدفن للميت في دار الحرب الذي لا يُعرف عن دينه أي شيء . ودار الحرب التي يتحدث عنها الكاساني هي الدار التي أكثر أهلها كفاراً وفيها مسلمين والتي جاء المسلمين لفتحها فوجدوا فيها ميتاً لا يعرف عنه أي شيء . فبين أن القول الصحيح فيه أن يعامل معاملة الكفار فلا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ، وفي كلامه إشارة أن هناك من العلماء من قال بغسله وصلاة الجنازة عليه ودفنه في مقابر المسلمين إحتياطاً ولعدم بناء على هذا التصرف أي حكم يتعلق بالغير من الأحياء .
ومعنى قوله " وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ سِيمَا الْمُسْلِمِينَ فَفِيهِ رِوَايَتَانِ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لَا يُغَسَّلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَلَا يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ " فالمقصود من قوله : " فَفِيهِ رِوَايَتَانِ " أي فيه عن العلماء روايتين ، الرواية الأولى وهي الصحيحه أنه لا يعامل معاملة المسلمين في تغسيله والصلاة عليه ومكان دفنه ، لحصول غلبة الظن بكونه كافراً بدلالة المكان وهي دار الكفر ، والرواية الثانية التي حكم بعدم صحتها أنه يعامل معاملة المسلمين في الغُسل وصلاة الجنازة عليه ودفنه في مقابر المسلمين وذلك لوجود مسلمين في دار الحرب التي يُتكلم عنها ، فكلام الكاساني هنا ، فقط عن غُسل وصلاة الجنازة ومكان الدفن للميت مجهول الحال الذي لا يُعرف عن دينه أي شيء والذي وجد ميتاً في دار الحرب الذي يوجد فيها مسلمين ، ولا يتكلم عن أحكام أخرى عنه . فهو لا يتكلم عن حكم الحي المجهول الحال في دار الحرب ، ولا يجوز قياس الحي المجهول الحال في دار الحرب على الميت المجهول الحال في دار الحرب . ثم إن العلماء الذين قالوا بِتغسيل وتكفين وصلاة الجنازة والدفن بمقابر المسلمين لمجهول الحال الميت في دار الحرب قالوا بهذا إحتياطاً ولأنه لا ضرر فيه من ناحية أحكام الدنيا ، لأنه لا يُبنى على هذا القول سوى الغسل والتكفين والصلاة الجنازة والدفن في مقابر المسلمين ، وهذه الأمور لا تنفع الميت إن كان غير مسلم ولا تضر الحي في أحكام الدنيا لأنها لا يبنى عليها أي حكم يتعلق بغير الميت ، لهذا لا يجوز قياس مجهول الحال الحي على مجهول الحال الميت . وكذلك لا يوجد عذر لمن يتعلق بما نقل عن بعض العلماء عن مجهول الحال الميت في حكمهم بغسله وصلاة الجنازة عليه ودفنه في مقابر المسلمين ليحكم اليوم على مجهول الحال الحي بالإسلام ، أو لا يُكَفِّر من يحكم عليه بالإسلام بشبهة أنه روي عن بعض العلماء القول بمعاملة مجهول الحال الميت في الغسل والتكفين وصلاة الجنازة والدفن في مقابر المسلمين معاملة المسلم .
كتبه : ضياء الدين القدسي
[/justify]
رد مع اقتباس