عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 04-07-2012, 07:33 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

قولك : قولك " : السائق الذي حكمتُ بكفره لم يساعدهم في الانتقال من مكان لمكان بهذا الإطلاق . فانتبه . ولو كان الأمر كما تقول لما حكمنا بكفره . بل هو نقلهم ليعبدوا غير الله وهو يعلم ذلك"

ما هو الفارق بين بناء الكنيسة وهو يعلم أنهم سيعبدون بها غير الله , وبين نقلهم لمكان وهو يعرف أنهم سيعبدون فيه غير الله ؟

أقول ( ضياء الدين ) : أبو حنيفة رحمه الله عندما أجاز أخذ الأجر على بناء الكنيسة نظر لها على أنها بناء مجرد عمَّا سيفعل بها ، وحكم على من أخذ الأجر على ذلك كمن أخذ الأجر على أي بناء .
والمسلم الذي أجاز له أبو حنيفة رحمه الله ، أخذ الأجر على البناء ، لم يبنِ الكنيسة بنية وقصد عبادة غير الله فيها . ولو بناها لأجل أن يعبدوا غير الله فيها لما توقف في تكفيره مسلم .
وكذلك صاحب السيارة إن نقلهم مجرد نقل من مكان مباح لمكان مباح ، فليس عليه وزر وله الأجر ، أما أن ينقلهم بنية وقصد فعل الكفر فهذا لا شك فيه أنه كفر .

قولك : مع أن قاعدة " الإعانة على الكفر كفر والإعانة على الحرام حرام " وإن كانت مقبولة عند كل العلماء إلا أنهم اختلفوا فيما أعلم في توصيف فعل الإعانة .

أقول ( ضياء الدين ) : لقد بينت هذه القاعدة وما المقصود منها ومن كلمة الإعانة سابقاً فارجع له .

قولك : وهل من قاعدة أو طريقة علمية تساعد في تصنيف الأفعال من حيث دخولها في الإعانة المكفرة أو عدم دخولها ؟

أقول ( ضياء الدين ) : أجيب بشكل مختصر : يُنظر لطبيعة الفعل ونية الفاعل ، وبناء على ذلك يحكم على الفعل والفاعل .

قولك : وهل الخلاف في فعل من الأفعال من حيث دخوله في الإعانة على الكفر أو عدم دخوله يترتب عليه تكفير المخالف ؟ (بمعنى إن قال أحد المسلمين أن مجرد إيصال عبّاد القبور وإن عُلم أنهم سيعبدونها لا يدخل في الإعانة المكفرة -استناداً على فتوى أبي حنيفة- , هل يكفر؟ )

أقول ( ضياء الدين ) : إذا حدث خلاف بين العلماء المعتبرين في حكم فعل أو فاعل فيجب العمل بالأحوط وهو عدم التكفير . هذا من ناحية الحكم على الفاعل الذي ثبت إسلامه بيقين ، أما من ناحية فعل الفعل فيجب الابتعاد عنه .

قولك : وهل من فرق بين نقل عبّاد القبور وبين نقل من يريد انتخاب طاغوت ؟

أقول ( ضياء الدين ) : يعتمد على طبيعة الفعل ونية الفاعل . ولقد بينت ذلك في الأعلى.

قولك : وما مدى صحة القول بأن أهل العلم استتابوا أبا حنفية من إجازته إعمار الكنائس ؟

أقول ( ضياء الدين ) : هذا غير صحيح ، فلم يكفره عالم معتبر على هذه الفتوى . وما زالت هذه الفتوى في كتب الحنفية معتبره ومفسرة ومعلله ومدافع عن صحتها .
فهي مسألة اجتهادية لا نص فيها . ولا يُكفِّر العلماء بعضهم البعض في المسائل الاجتهادية.
وتكفير المسلم للمسلم في المسائل الاجتهادية دليل على جهل المُكفِّر . فالمسلم الذي ثبت إسلامه بيقين لا يُكفَّر إلا بمخالفته لنص محكم يدل على كفره وخروجه من الدين .

كتبه : ضياء الدين القدسي

[/align]

رد مع اقتباس