عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 02-24-2012, 01:00 PM
ضياء الدين القدسي ضياء الدين القدسي غير متواجد حالياً
الشيخ (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 422
افتراضي

الرد على أسئلة العضو أبي يحيى الكادح مداخلة 16
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الجواب ( ضياء الدين ) : ما دمت قد أقررت أن الضابط في الحكم على الناس هو الضابط الظاهري ، وأن على المؤمنين أن يحكموا في الدنيا بالقرائن الظاهرة وبغلبة الظن على مرتكب الفعل فقد انتهت المشكلة . فهذا هو ما يهمنا نحن البشر وهذا ما نتعبد الله فيه . ولا يعنينا ما سيحكم به علام الغيوب في الآخرة .
جاء في كتاب العالم والمتعلم لأبي حنيفة رحمه الله .
" قال المتعلم رحمه الله : .. ولكن أخبرني من أين سمى الله الناس المؤمنين وكفارا . ومن أين نحن نسميهم مؤمنين وكفارا ؟
قال العالم ( أبو حنيفة ) رضي الله عنه : سماهم مؤمنين وكفارا بما في القلوب لأنه تعالى يعلم ما في القلوب ونحن نسميهم مؤمنين وكفارا بما يظهر لنا من ألسنتهم من التصديق والتكذيب والزي والعبادة ، وذلك بأنا لو انتهينا إلى قوم لا نعرفهم غير أنهم في المساجد مستقبلين إلى القبلة يصلون سميناهم مؤمنين وسلمنا عليهم وعسى أن يكونوا يهوداً أو نصارى وكذلك كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان المسلمون يسمونهم مؤمنون بما يظهرون لهم من الإقرار ، وهم عند الله كفار بما في القلوب من التكذيب ، فمن هاهنا زعمنا أنا نسمي أناسا مؤمنين بما يظهر لنا منهم ، وعسى أن يكونوا عند الله كفاراً ، وآخرين نسميهم كفاراً بما يظهرون لنا من زي الكفار من غير أن يكون فيهم شيء من زي المؤمنين وعسى أن يكونوا عند الله تعالى مؤمنين من قبل إيمانهم بالله ، ويصلون من غير أن نعلم ذلك منهم .
فلا يؤاخذنا الله سبحانه وتعالى بذلك ، لأنه لم يكلفنا علم القلوب والسرائر ، وإنما كلفنا ربنا أن نسمي الناس مؤمنين ونحبهم ونبغضهم على ما يظهر لنا منهم ، والله اعلم بالسرائر ، وهكذا أمر الكرام الكاتبين أن يكتبوا ما يظهر لهم من الناس ، وليسوا من القلوب بسبيل لأن ما في القلوب لا يعلمه أحد إلا الله أو الرسول يوحى إليه ، فمن ادعي علم ما في القلوب بغير وحي فقد ادعى علم رب العالمين ، ومن زعم أنه يعلم بما في القلوب وغير القلوب ما يعلم رب العالمين فقد أتى بعظيمة واستوجب النار والكفر. " أهـ
ملاحظة : قوله رحمه الله " لو انتهينا إلى قوم لا نعرفهم غير أنهم في المساجد مستقبلين إلى القبلة يصلون سميناهم مؤمنين " طبعاً هذا في الأماكن التي لا يقوم فيها بهذا العمل سوى المسلمين ، أما إن كان يقوم بهذا العمل المشركون أيضاً كما هو الحال اليوم ، فهذه العلامة ليست علامة معتبرة للحكم بالإسلام الظاهر على فاعلها لأنها لم تعد علامة فارقة بين الكافر والمسلم .

كتبه : ضياء الدين القدسي
[/align]

رد مع اقتباس