عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 02-24-2012, 01:17 AM
أبو يحيى الكادح أبو يحيى الكادح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 21
افتراضي

استاذي الكريم، الشيخ القدسي
المسألة عندي مازلت تحت الدراسة والتحرير، وسأقول لكم ما أفكر فيه، لعلكم ترشدوننا بعلمكم، وجزاكم الله خيرا
....
قال البخاريّ في صحيحه
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْرَ، وَالمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ، قَالَ: «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً، وَمَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا» ، فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، فَقُلْنَا أَخْرِجِي الكِتَابَ، فَقَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ المُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا حَاطِبُ مَا هَذَا؟» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ المُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي [ص:60] ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ، أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلاَ ارْتِدَادًا، وَلاَ رِضًا بِالكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ صَدَقَكُمْ» ، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ، قَالَ: " إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ "، - قَالَ سُفْيَانُ: وَأَيُّ إِسْنَادٍ هَذَا -
....
لا يوجد في علمي عمل يعمله أحد من إعانة على الكفر أشد من الإعانة على حرب رسول الله، فإن أشر الخلق عند الله رجل قتل نبيا
....
فعل حاطب في ذاته ليس بكفر، وقصده معتبر عند الله يوم القيامة، ودليل ذلك واضح من مغفرة الله له، ومن نهج كثير من العلماء بعد ذلك أن جعلوا الجاسوس لا يكفر ولكنه يُقتل لدفع ضره
...
إذن هناك ضابطان
ضابط باطني، لمرتكب الاعانة، يحدد متى يصير كافرا بينه وبين الله، ومتى لا يصير
وضابط ظاهري، للمؤمنين الذين يحكمون مجتهدين بالقرائن وغلبة الظن على مرتكب الفعل
.....
قصْدُ الفاعل غير مقطوع به (بالنسبة للمجتهدين الذين يجتهدون في قصد الفاعل) في كل الأحوال، فالقصد شيء باطني، لا يستدل عليه سوى بالقرائن، وغلبة الظن
فلعلنا نرى رجلا يقف بقدميه على كتب أحاديث رسول الله، فنرميه بسهم لوضوح فعله، ثم يتبين لنا أنه ما فعل ذلك إلا لينقذ نبيا من القتل، وقد لا نتبيّن، ولا نعرف ذلك إلا يوم القيامة
وقد يقول المؤمنون كلمة راعنا، وما يقصدون بها إلا انظرنا، فلا يؤاخذون بغير قصدهم
ولكن لو لم يشتهر في مكان وزمان ما كلمة راعنا إلا بمعناها المذموم، بحيث يعرفها مثلُ من قالها، فمن قالها قد كفر
ولو لم يؤخذ بالقرائن وغلبة الظن، لما قتلنا كافرا، ولا حددنا سارقا ولا زانيا، لأن القصد باطني، ولا يوجد فعل يحاسب عليه بغير قصد
فالأفعال الغير مقصودة، إما افعال لا إرادية كارتداد الطرف، أو خطأ أو نسيان، أو أفعال الصغير حتى يعقل، والمجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ
.....
حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد يغيب عنه قصد الفاعل ويجتهد في ذلك، حيث قال كما روي في صحيح البخاري
إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ فَأَقْضِي لَهُ بِذَلِكَ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ، فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ فَلْيَأْخُذْهَا أَوْ لِيَتْرُكْهَا»
.....
وهنا يأتي اجتهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه(وهو من هو في العلم والدين)، حيث أخذ بالقرائن وغلبة الظن، ورأى أن حاطبا قصد الكفر بهذا الفعل فاستأذن في قتله
.....
فأرى والله أعلم، وأنتظر تصويبكم للخطأ

الضابط الباطني، هو قصد الكفر أو الارتداد او الرضى بكفر الكافرين، ودليل الضابط من قول حاطب الذي صدقه رسول الله، وهو نص في الباب
والضابط الظاهري، للمجتهدين من المؤمنين في حكمه، هو ما غلب على الظن أنه لا يصدر مثلُ هذا الفعل إلا ممن قد قصد الكفر او الارتداد او الرضى بكفر الكافرين بحسب القرائن، ودليله فعل عمر بن الخطاب
........
وجزاكم الله خيرا أستاذنا الشيخ على صبركم علينا، وعلى عفوكم عنا

رد مع اقتباس